باول ينفي ضلوع صدام في تحريك خيوط المقاومة العراقية

[أبو محمد 10]

واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- نفى وزير الخارجية الأمريكي، كولن باول، وجود مؤشرات تؤكد ضلوع الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، في تحريك المقاومة المسلحة المتصاعدة ضد القوات الأمريكية، واعترف في ذات الوقت بخطأ حسابات الإدارة الأمريكية في التخطيط لمرحلة ما قبل الحرب على العراق.

وتتزامن تعليقات باول مع تحذيرات أمريكية و أسترالية من هجمات دموية سيشهدها المثلث السني خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأشار باول في حديث لقناة ABC الإخبارية إلى افتقاد ما يؤكد وقوف صدام وراء الهجمات المتزايدة ضد القوات الأمريكية، مؤكداً أن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ستسفر عن تأمين الأوضاع في بغداد.

ونفى وزير الخارجية الأمريكي علمه بالتقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بشأن "الدور الرئيسي" الذي يلعبه الرئيس العراقي المخلوع في تنسيق وتوجيه الهجمات الدموية التي تستهدف القوات الأمريكية وقوات التحالف.

وأضاف قائلاً "لا ندري مكانه (لصدام) ولا نعرف إذا ما كان حياً أم ميتاً، ولكن ليس من المناسب أن أقول إن المخابرات قد أشارت إلى أنه يحرك خيوط الهجمات التي شهدناها مؤخراً."

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون بوجود الرئيس العراقي المخلوع داخل العراق محتمياً بالمواليين له.

هذا وقد شنت المئات من القوات الأمريكية والشرطة العراقية عملية دهم واسعة على بلدة "العوجة" مسقط رأس صدام، وقامت بعزلها بالأسلاك الشائكة ونقاط التفتيش.

وفي سياق تقليل أهمية انسحاب العديد من المنظمات الإنسانية منها هيئة الصليب الأحمر الدولي من العراق، في صحوة الهجوم الإنتحاري الذي استهدف مقرهم في بغداد والذي أسفر عن سقوط 12 قتيلاً، تحدث باول عن ثقته في تحسن الأوضاع الأمنية وعودة جميع المنظمات المنسحبة إلى هناك.

بيد أن وزير الخارجية الأمريكي اعترف بخطورة الأوضاع في العراق قائلاً "الوضع خطير، وأهم أهدافنا الرئيسية في المستقبل القريب هو السيطرة على الأوضاع الأمنية في المثلث السني."

وأشار باول إلى الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لسرعة بناء قوات الأمن التي ستضم عناصر من الجيش والشرطة العراقية المنحلين، مؤكداً أن المليشيات الجديدة "ستمثل الشعب العراقي وليس صدام حسين."

وفي معرض مناقشة عملية إعادة إعمار العراق، اعترف باول بسوء تقدير حسابات الإدارة الأمريكية إزاء اقتصاد العراق بقوله "لقد أخطأنا تقدير مدى الدمار الذي أصاب البنية التحتية في العراق جراء الحظر، كما لعبت الطريقة الوحشية والديكتاتورية التي أدار بها صدام البلاد لمدة 30 عاماً العامل الأكبر في ذلك."

هذا وقد وعد باول خلال المقابلة بإبداء التعاون الكامل مع لجنة التحقيق بالكونغرس التي تنظر في تقدير تقارير الاستخبارات الأمريكية في فترة ما قبل الحرب على العراق.