مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-07-2005, 10:08 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د،الأهدل: صعوبة الإخلاص وما يعين عليها (1)

صعوبة الإخلاص وما يعين عليها.. ( 1 )
19/6/1426هـ ـ 25/8/2005م

المراد بالإخلاص، تصفية العمل وتنقيته من شوائب الشرك بالله تعالى..

سواء كان شركاً أكبر، وهو الذي قال تعالى فيه: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) [النساء: 48].

أو شركاً أصغر، ومنه إرادة الإنسان بعمله الرياء، أي مراءاة الناس، كما قال تعالى: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )). [الكهف: 110].

قال ابن كثير رحمه الله:
(( فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ))، أي ما كان موافقاً لشرع الله..
(( وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ))، وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له..
وهذان ركنا العمل المتقبل، لا بد أن يكون خالصاً لله صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم".. [تفسير القرآن العظيم (3/109)].

وقال تعالى ـ في الحديث القدسي ـ: (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه )) [مسلم (4/2289)].

وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالإخلاص في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، في نصوص كثيرة..

منها قوله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) [البينة: 5].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) [البخاري (1/2) ومسلم (3/1515)].

وقال صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) [البخاري (6/20) ومسلم (1/37)].

وقال صلى الله عليه وسلم: ( اتق الله حيثما كنت ) [الترمذي (4/355) وقال: حسن صحيح، والدارمي (2/231)].

فعلى الأستاذ أن يحرص كل الحرص على الإخلاص لله ومجاهدة الرياء في نفسه، ويحث على ذلك تلاميذه..
وأن يذكروا أن المخلوقين مهما عظمت منزلتهم فهم مخلوقون، لا يقدرون أن ينفعوهم بشئ ولا يضروهم..
وأن يتذكروا عظمة الله الخالق الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له: (( كُنْ فَيَكُونُ ))..

فإنَّ تذكُّر الأمرين: ضُعْفِ المخلوق وعجزِه، وقوةِ الخالق وقدرتِه وعظمتِه، مما يعين على إخلاص الأعمال لله تعالى..

ويجب أن يعلم المؤمن أن الإخلاص لله تعالى في العمل، فعلاً أو تركًا سهل على اللسان، ولكنه من أصعب الأمور على القلوب..

وليس كما يقول بعض الناس: إن الإخلاص سهل..
نعم هو سهل على من جاهد نفسه في إرادة وجه الله.. فجاهد جهاداً مستمراً صادقاً لا ينقطع، في كل ما يريد التقرب بعمله إلى الله تعالى، وأعانه الله على جهاده..

وسبب صعوبته أن نفس الإنسان تتوق غالباً إلى الثناء عليه من الناس، كالقول عنه: إنه رجل كريم، أو رجل شجاع، أو ذو أخلاق حسنة، أو يكثر من الصلاة ويحسن صلاته، أو عالم فاضل أو تقي ورع..

وقد تتشوف نفس العبد من أعمال صاحبها إلى مصالح تعود عليه من الناس، من منصب يحصل عليه، أو مال يحوزه، أو رتبة علمية يحترمه الناس بسببها، أو غير ذلك مما يصعب حصره، فيقوم بالعمل الذي ظاهره لله تعالى وهو في حقيقة الأمر منصرف قلبه عن الله، ملتفت إلى سواه..

وهنا ينبغي أن ننبه على ثلاثة أمور:

الأمر الأول: أن فرح المسلم وسروره بثناء الله تعالى وثناء رسوله على من يتصف بصفات ترضي الله ثناء عاماً، وهو يتصف بتلك الصفات، لا يدخل في الرياء الذي نهى الله تعالى عنه..

لأنه فرح بفضل الله عليه حيث هداه لما هدى عباده الصالحين، فهو من الفرح المحمود الذي يكون بينه وبين ربه، ولا يظهر غروره بذلك للناس..

فقد أثنى الله تعالى على العلماء العاملين..
وأثنى على المجاهدين في سبيله..
وأثنى على المتصدقين والمنفقين..
وأثنى على المتنافسين في طاعته..
وأثنى على كل من اتصف بطاعته وتقواه وذكره..
فإذا كان المؤمن متصفاً بشيء من تلك الصفات أو بها كلها ففرحه بذلك وسروره أمر محمود..

كما قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) [يونس:57-58].

وفضل الله تعالى يشمل كل نعمة أنعمها على عبده مما ذكر وغيره ما دام سبيلاً إلى طاعته سليماً من معصيته..

الأمر الثاني: أن المدح والثناء على المؤمن المتصف بصفات الخير، إذا كان لا يخشى عليه من الغرور والعجب، لا مانع منه وبخاصة إذا قصد من يثني عليه إبراز فضله ليُقتَدى به أو لأنه كفء لما يسند عليه من الأعمال..

من ذلك حديث قيس بن عباد في شأن عبد الله بن سلام..
قال: "كنت جالساً في مسجد المدينة فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع..
فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين تجوز فيهما ثم خرج..
وتبعته فقلت: إنك حين دخلت المسجد قالوا هذا رجل من أهل الجنة..
قال: والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك لم ذاك؟ رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه، ورأيت كأني في روضة ذكر من سعتها وخضرتها وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة..
فقيل لي: ارقه..
قلت: لا أستطيع..
فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها فأخذت بالعروة..
فقيل لي: استمسك فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: ( تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى فأنت على الإسلام حتى تموت ) وذاك الرجل عبد الله بن سلام"..
وقال لي خليفة: حدثنا معاذ حدثنا بن عون عن محمد حدثنا قيس بن عباد عن بن سلام قال: وصيف مكان منصف". [صحيح البخاري (3/1387)].

ومن ذلك ما رواه ابن عباس وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس: ( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة ) [مسلم (1/48)].

ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر..
وأشدهم في أمر الله عمر..
وأشدهم حياء عثمان..
وأقضاهم علي..
وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل..
وأفرضهم زيد بن ثابت..
وأقرؤهم أبي بن كعب..
ولكل قوم أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح..
وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر، أشبه عيسى عليه السلام في ورعه
)..
قال عمر: أفنعرف له ذلك يا رسول الله؟
قال: ( نعم فاعرفوا له ) [الترمذي (5/665-670) وقال: هذا حديث حسن صحيح، لكن صفة أبي ذر من حديثه هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الترمذي فيه: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه].

وفي قول عمر، رضي الله عنه: أفنعرف له ذلك؟ وجواب الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (نعم فاعرفوا له) تأكيد لهذا المعنى.

وكذلك وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أنهم من أهل الجنة وهم أحياء..

كما في حديث عبد الرحمن بن عوف قال:
قالَ النبي صلى الله عليه وسلم: ( عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، والزبير في الجنة، وطلحة في الجنة، وبن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ).

قال أبو حاتم: ليس ذكر أبي عبيدة أنه في الجنة مضموماً إلى العشرة إلا في هذا الخبر وهؤلاء الذين ذكرناهم من أول هذا النوع إلى هذا الموضع هم أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وأنا أذكر بعد هؤلاء من رويت له فضيلة صحيحة وكان موته في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جنته إن يسر الله ذلك وشاءه".. [مسند الإمام أحمد بن حنبل (1/193) و صحيح ابن حبان (15/463) واللفظ له، وسنن الترمذي (5/647)]

وفي الجزء القادم نتناول الثناء على الشخص بما ليس فيه.. والخوف من الرياء..


موقع الروضة الإسلامي..
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م