مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-08-2005, 03:35 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د.الأهدل: السباق إلى العقول (23) خُلُق الرحمة..

السباق إلى العقول بين أهل الحق وأهل الباطل الحلقة (23)

تابع لغرس الأخلاق الفاضلة في النفوس..

رابعاً: صفة الرحمة..

ومن صفات أهل الحق الرئيسة خُلق الرحمة، وهي تقتضي من المتصف بها الإشفاق على المخلوقين من الناس والحيوانات والرأفة بهم والإحسان إليهم..

ولما كان الله هو الحق ومصدر الحق ومُشَرِّعَه ومنزل الوحي به وباعث الرسل من أجله، فهو تعالى الرحمن الرحيم الرؤوف الودود الذي وسعت رحمته كل شئ..

[يجب أن يعلم ابتداء أن الله تعالى ليس كمثله شئ في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته..

(( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ))..

واشتراك المخلوق مع الخالق في الاتصاف بالرحمة ونحوها إنما هو اشتراك لفظي مثل أن يقال: إن الله موجود والمخلوق موجود، والفرق بين الوجودين: أن وجود الله ذاتي أزلي أبدي ووجود المخلوق استمده من الخالق وهو وجود محدود ببداية ونهاية وغير ذلك].

وقد افتتح سبحانه تعالى كتابه الذي أنزله على رسوله رحمة للعالمين بالبسملة ((بسم الله الرحمن الرحيم)) وافتتحت بها كل سور القرآن الكريم.. [ما عدا سورة براءة، التي يرى بعض العلماء إنها مكملة لسورة الأنفال]..

وتكرر لفظ الرحمة ومقتضياتها كثيراً في القرآن الكريم وكذلك في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. وقد وعد الله تعالى أهل الحق من المؤمنين الذين يقومون بمقتضى إيمانهم برحمته..

فقال تعالى: (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )).[التوبة: 71]

وأهل الحق المتصفون بالرحمة يطلبون من ربهم أن يرحمهم..

كما قال تعالى:(( رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )).[البقرة: 286]

ووصف سبحانه كتابه الذي جاء بالحق بأنه رحمة..

فقال تعالى: (( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ.. )).[الأنعام: 157].

ويدعو ملائكة الله المقربون - وهم في السماوات – للمؤمنين - وهم في الأرض - الذين يشتركون معهم في الإيمان والعمل بالحق، بأن يدخلهم الله الجنة ويقيهم السيئات التي تكون سبباً في دخول النار..

ثم يختمون دعاءهم لهم بقولهم: (( وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )).[غافر: 9]

بل إنهم استفتحوا دعاءهم للمؤمنين بالتوسل إليه برحمته..

كما قال تعالى: (( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ )).[غافر: 7].

ووصف إرساله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين..

فقال: (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )).[الأنبياء: 107]

وقال عن نبيه لوط عليه السلام: (( وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ )).[الأنبياء: 75]

وقال عن بعض أنبيائه بعد ذكرهم: (( وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ )).[الأنبياء: 86]

وقال عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )).[التوبة: 128]

ولشدة رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته، وحرصه على أن يأخذوا منه الحق الذي جاءهم به، وخشيته عليهم من البقاء في الضلال الذي يؤدي بهم إلى سخط الله وأليم عقابه، كان صلى الله عليه وسلم يأسف أسفاً شديداً يُخشى أن يقع بسببه في الهلاك..

ولذلك خاطبه الله تعالى مسلياً ومصبراً : (( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى ءَاثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا )).[الكهف: 6]

ووصفه الله تعالى هو وأمته بأنهم رحماء بينهم..

فقال: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )).[ الفتح: 29، وشدتهم على الكفار إنما هي في الحقيقة من أجل رحمتهم إياهم وشفقتهم عليهم من أن يموتوا على كفرهم فينالوا عذاب الله]..

وبرحمة الحق جل جلاله التي وسعت كل شئ في هذه الدنيا - وإن خص بها أهل الحق في الهداية والرضا والثواب الجزيل يوم القيامة في الآخرة - بعث رسله وأنزل كتبه وشرع أحكامه لهداية البشر، وبها جعل الناس والدواب يتراحمون فيما بينهم في حياتهم..

ولكن الرحمة الحقيقية هي تلك الرحمة التي يتصف بها أهل الحق، فتستولي على نفوسهم ومشاعرهم، وتجعلهم في كل لحظة من لحظات حياتهم يشفقون على أهل الباطل الذين قست قلوبهم وخلت من الرحمة، حتى على أنفسهم فأصروا على رفض الحق ومحاربته ومحاربة أهله والصد عنه، واستكبروا استكباراً..

لذلك ترى أهل الحق الرحماء يحملون الحق إلى الناس، ويسابقون به أهل الباطل إلى عقول البشر، ويتحملون من المشاق والمحن والمؤامرات، ما لا تتحمله الجبال الرواسي..

والذي يرجع إلى قصص الأنبياء وحوارهم مع أممهم ومواقف تلك الأمم من دعوتهم، من التكذيب والاستهزاء والتحقير والتهديد، مع صبر أولئك الأنبياء وتلطفهم ولينهم وحسن أسلوبهم، تتبين له الرحمة التي حلت في قلوب أولئك الرسل لقومهم..

ويكفي أن نذكر ثلاثة نماذج: اثنان منهما لنبيين وثالث لأحد المؤمنين في الحلقات القادمة إن شاء الله..


موقع الروضة الإسلامي..
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م