مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #31  
قديم 23-08-2005, 01:01 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking

وهذا مقال آخر يفند الاستدلال بهذه العبارة :

في البدء كان الكلمة. والكلمة كان عند الله. وكان الكلمة الله

لقد وردت هذا الكلمات في بداية الاصحاح الأول من إنجيل يوحنا لذلك استدل المسيحيون بها على أن المسيح ليس مخلوقاً دون الآب، لكنه مساو له في الجوهر، والآب معناها الله.

ويرد على هذا الاستدلال بالآتي:

أولاً : علينا أن نلاحظ -أولاً وقبل كل شيء- أن هذه الكلمات الواردة في اول إنجيل يوحنا هي ليست من كلمات (( المسيح )) وإنما كلمات (( يوحنا )) فالمسيح لم يقل مثل هذه الكلمات بتاتاً وبالدراسة المتسعة والاطلاع سنجد انها كلمات لشخص يهودي اسمه (( فيلون السكندري )) ( 20 ق . م _ 40 م ) عاش في العصر الهلنستى بالاسكندرية، وهو فيلسوف ومفكر كان متأثراً بالفلسفة اليونانية، فقد كان يعتبر أن العقل أو اللوجوس هو الذي صدر عنه وجود كل المخلوقات. وكان يكني هذا ( اللوجوس ) بقوله ( الكلمة ) ومن المعروف أن يوحنا كتب إنجيله بعد وفاة ( فيلون ) واستعار منه ( مصطلح الكلمة )

ومع هذا نقول للنصارى الذين يستدلون بهذه الفقرة على لاهوت المسيح :

ما هـي الكلمة اليونانية التي تقابل لفظ الجلالة ( الله ) المعبود بحق ؟

والجواب هو :

ان الكلمة اليونانية التي تعني ( الله ) وهو المعبود بحق هي : هوثيوس Hotheos وعندما يكون الإله غير جدير بالعبادة ، فإن اليونان كانوا يستخدمون لفظة أخرى هي : تونثيوس Tontheos وعندما ترجمت عبارة يوحنا ( وكان الكلمة الله ) من اليونانية القديمة إلي الإنجليزية ، قام مترجمو الإنجيل باستخدام الحرف الكبير عند ترجمتهم عبارة ( وكان الكلمة الله )

في حين أن الكلمة الموجودة بالأصل اليوناني هي كلمة ( Tontheos ) وليس ( Hotheos )

ولقد كان من الضروري أن تكتب الكلمة الدالة على لفظ الجلالة god وليس God كما فعل مترجمو الإنجيل الغير أمناء.

ونحن نسأل:

لماذا استخدمتم الحرف الكبير ( G ) بدلاً من الحرف الصغير ( g ) ؟

لماذا تتلاعبون بترجمة أصول كتابكم المقدس .

ولقد جاء بالعهد القديم نص يقول فيه الرب لموسى بسفر الخروج : (( أنا جعلتك إلهاً لفرعون )) [ 7 : 1 ]

ولقد قمتم بترجمة النص إلي الانجليزية هكذا :

I have made you a god to pharoah .

مما يدل على أنكم تميزون بين الإله المعبود بحق والإله عندما يكون غير جدير بالعبادة ، فلماذا لم تلتزموا الدقة والامانة عند ترجمة كلمة Tontheos عندما وردت بأول فقرة من أول أصحاح بإنجيل يوحنا؟

إن هذا هو ما تريدون أن تعتقدوه . إن هذا هو ما تريدون للناس أن يعتقدوا .

ولتوضيح الأمر إليك هذا المثال :

عندما تقول : عبد اليونان القدامى آلهة كثيرة، فإنك تقول بالانجليزية:

The Ancient Greeks worshpped many gods .

وعندما تقول : نحن نعبد إلهاً واحداً، فإنك تقول بالانجليزية:

We worship one God.

فعندما يكون الإله معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الكبير G وعندما لا يكون معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الصغير g ولقد تلاعب مترجمو إنجيل يوحنا عن اليونانية، فجعلو كلمة ( الله ) الواردة في أول اصحاح من إنجيل يوحنا مبدوء بحرف كبير، وكان من الضروري أن يبدأ بحرف صغير لأنها ترجمة لكلمة Tontheos وليست ترجمة لكلمة Hotheos اليونانية.

ثانياً : إن الكلمة المذكورة في الفقرة هي كلمة التكوين، ذلك أنه لما كان أمر الخلق والتكوين وكيفية صدوره عن الله، ما يعلو عقول البشر، عبر عنه كتبة الاسفار بقولهم في المزمور الثالث والثلاثين الفقرة التاسعة ( لأنه قال فكان هو أمر فصار ) وفي الترجمة الحديثة للكتاب المقدس : (( قال كلمةً فكان وأمر فصار ))

فكلمة قال، وكلمة أمر ، هي كلمة التكوين، وهو ماورد في بسفر التكوين الاصحاح الاول وقال الله ليكن نور فكان نور ) فكلمة ليكن هي كلمة التكوين. وفي المزمور [ 33 : 6 ] يقول النص (( بكلمة الرب صنعت السموات ))

ولما كان قد فقد في تكوين المسيح وحمل امه بما جعله الله سبباً للحمل وهو التلقيح بماء الرجل لما في الرحم، أضيف هذا التكوين إلي كلمة الله وأطلقت الكلمة على المكون إيذاناً بذلك أو إشارة له وهذا من قبيل المجاز.

هذا وان جميع المفسرين من السلف ذكروا ان معنى تسمية المسيح بكلمة الله، أي أن الله سبحانه وتعالى _ قد خلقه بالكلمة وهي (كن )، وأن الكلمة نفسها ليست ذات المسيح، فالمسيح مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة.

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) (آل عمران : 47)

فقد بينت هذه الآية الكريمة انه لما تعجبت مريم عليها السلام من ولادة هذا الولد من غير أب أجابها الملاك مقرراًً أن الله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون، فدل ذلك على أن هذا الولد مما يخلقه الله بقوله ( كن فيكون ) فلهذا قال الامام أحمد : عيسى مخلوق بالكن، وليس هو نفس الكن.

ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في آية أخرى( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُون ))

ثالثاً : وهناك وجه آخر لإطلاق وتسمية المسيح بكلمة الله، وذلك للإشارة إلي ما جاء بكلام الأنبياء عنه وبشارتهم به فقد ورد في سفر أرميا [ 33 : 14 ] قوله : (( ها أيام تأتي يقول الرب : وأقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت بها إلي بيت إسرائيل وإلي بيت يهوذا في تلك الايام )) فهنا المراد بالكلمة الصالحة هي كلمة الوعد والبشرى بالمسيح المنتظر.

وورد في سفر اشعيا [ 2 : 3 ] قوله: (( لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب ))

يكون إنما سمي المسيح بالكلمة على معنى أنه الكلمة السابق بها الوعد، والبشارة من الله لأنبياء الشريعة

ومما يؤكد هذا النظر أنه كثيراً ما يطلق لفظ ( الكلمة ) في الكتاب المقدس ويراد بها كلمة الوعد والبشرى وإليك الادلة:

_ ورد في المزمور الخامس بعد المئة الفقرة الثانية والاربعين ما نصه:

(( لأنه ذكر كلمة قدسه مع ابراهيم عبده ))

_ وورد في سفر أخبار الايام الاول [ 16 : 15 ] ما نصه:

(( اذكروا إلي الأبد عهده الكلمة التي أوصى بها إلي ألف جيل الذي قطعه مع ابراهيم ))

ويكون على ذلك أن إضافة الكلمة لله هي للإحتراز عن الكلمة التي للشيطان وهي التي لا تصدق وهذا طبقاً لما جاء في سفر الأمثال الاصحاح الثلاثين الفقرة الخامسة يقول النص: (( كل كلمة من الله نقية ))

فيتضح أن كلمة الله نقية وكلمة الشيطان رديئة ولذلك لزم إضافة الكلمة المعبر بها عن المسيح بالوعد والبشرى به لله سبحانه وتعالى.

ولم يرد أيها القارىء الكريم في الكتاب المقدس ذكر صريح للأقنوم الثاني حتى يحمل لفظ الكلمة عليه، كما يقول المسيحيون بأن الكلمة في قول يوحنا في إنجيله بقوله ( وكان الكلمة الله ). وأن المراد بذلك في اعتقادهم هو الاقنوم الثاني وهو المسيح من الثالوث، إذ أن عبارة أقنوم لم ترد مطلقاً في أي سفر في العهد القديم ولا في العهد الجديد.

رابعاً : إن اطلاق لفظ الله على الكلمة، وهي المعني عنها بالمسيح، لايعني إطلاقاً كون المسيح مساوياً لله ومتحد معه، بل غاية ما فيه إطلاق لفظ الله على المسيح، وليس هذا بالامر الغريب في الكتاب المقدس لأن الكتاب المقدس أطلق لفظ الله على الملاك كما في سفر القضاة [ 13 : 21 ، 22 ]

واطلق الكتاب المقدس لفظ الله على القاضي كما في سفر الخروج [ 22 : 8 ] وأطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهه على الشرفاء كما في المزمور الثاني والثمانين الفقرة الاولى.

كما أطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهه على القضاة الدينيين كما في المزمور الثاني والثمانين الفقرة السادسة

يتبع الخلاصة لهذا الموضوع
__________________

  #32  
قديم 23-08-2005, 01:13 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي


وهذا مقال آخر يفند الاستدلال بهذه العبارة :

في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الكلمة الله

لقد وردت هذا الكلمات في بداية الاصحاح الأول من إنجيل يوحنا لذلك استدل المسيحيون بها على أن المسيح ليس مخلوقاً دون الآب ، لكنه مساو له في الجوهر ، والآب معناها الله .

ويرد على هذا الاستدلال بالآتي :

أولاً : علينا أن نلاحظ _ أولاً وقبل كل شيء _ أن هذه الكلمات الواردة في اول إنجيل يوحنا هي ليست من كلمات (( المسيح )) وإنما كلمات (( يوحنا )) فالمسيح لم يقل مثل هذه الكلمات بتاتاً وبالدراسة المتسعة والاطلاع سنجد انها كلمات لشخص يهودي اسمه (( فيلون السكندري )) ( 20 ق . م _ 40 م ) عاش في العصر الهلنستى بالاسكندرية ، وهو فيلسوف ومفكر كان متأثراً بالفلسفة اليونانية ، فقد كان يعتبر أن العقل أو اللوجوس هو الذي صدر عنه وجود كل المخلوقات . وكان يكني هذا ( اللوجوس ) بقوله ( الكلمة ) ومن المعروف أن يوحنا كتب إنجيله بعد وفاة ( فيلون ) واستعار منه ( مصطلح الكلمة )

ومع هذا نقول للنصارى الذين يستدلون بهذه الفقرة على لاهوت المسيح :

ما هـي الكلمة اليونانية التي تقابل لفظ الجلالة ( الله ) المعبود بحق ؟

والجواب هو :

ان الكلمة اليونانية التي تعني ( الله ) وهو المعبود بحق هي : هوثيوس Hotheos وعندما يكون الإله غير جدير بالعبادة ، فإن اليونان كانوا يستخدمون لفظة أخرى هي : تونثيوس Tontheos وعندما ترجمت عبارة يوحنا ( وكان الكلمة الله ) من اليونانية القديمة إلي الإنجليزية ، قام مترجمو الإنجيل باستخدام الحرف الكبير عند ترجمتهم عبارة ( وكان الكلمة الله )

في حين أن الكلمة الموجودة بالأصل اليوناني هي كلمة ( Tontheos ) وليس ( Hotheos )

ولقد كان من الضروري أن تكتب الكلمة الدالة على لفظ الجلالة god وليس God كما فعل مترجمو الإنجيل الغير أمناء .

ونحن نسأل :

لماذا استخدمتم الحرف الكبير ( G ) بدلاً من الحرف الصغير ( g ) ؟

لماذا تتلاعبون بترجمة أصول كتابكم المقدس .

ولقد جاء بالعهد القديم نص يقول فيه الرب لموسى بسفر الخروج : (( أنا جعلتك إلهاً لفرعون )) [ 7 : 1 ]

ولقد قمتم بترجمة النص إلي الانجليزية هكذا :

I have made you a god to pharoah .

مما يدل على أنكم تميزون بين الإله المعبود بحق والإله عندما يكون غير جدير بالعبادة ، فلماذا لم تلتزموا الدقة والامانة عند ترجمة كلمة Tontheos عندما وردت بأول فقرة من أول أصحاح بإنجيل يوحنا ؟

إن هذا هو ما تريدون أن تعتقدوه . إن هذا هو ما تريدون للناس أن يعتقدوا .

ولتوضيح الأمر لك عزيزي المتصفح إليك هذا المثال :

عندما تقول : عبد اليونان القدامى آلهة كثيرة ، فإنك تقول بالانجليزية :

The Ancient Greeks worshpped many gods .

وعندما تقول : نحن نعبد إلهاً واحداً ، فإنك تقول بالانجليزية :

We worship one God.

فعندما يكون الإله معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الكبير G وعندما لا يكون معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الصغير g ولقد تلاعب مترجمو إنجيل يوحنا عن اليونانية ، فجعلو كلمة ( الله ) الواردة في أول اصحاح من إنجيل يوحنا مبدوء بحرف كبير ، وكان من الضروري أن يبدأ بحرف صغير لأنها ترجمة لكلمة Tontheos وليست ترجمة لكلمة Hotheos اليونانية .

ثانياً : إن الكلمة المذكورة في الفقرة هي كلمة التكوين ، ذلك أنه لما كان أمر الخلق والتكوين وكيفية صدوره عن الله ، ما يعلو عقول البشر ، عبر عنه كتبة الاسفار بقولهم في المزمور الثالث والثلاثين الفقرة التاسعة ( لأنه قال فكان هو أمر فصار ) وفي الترجمة الحديثة للكتاب المقدس : (( قال كلمةً فكان وأمر فصار ))

فكلمة قال ، وكلمة أمر ، هي كلمة التكوين ، وهو ماورد في بسفر التكوين الاصحاح الاول : ( وقال الله ليكن نور فكان نور ) فكلمة ليكن هي كلمة التكوين . وفي المزمور [ 33 : 6 ] يقول النص (( بكلمة الرب صنعت السموات ))

ولما كان قد فقد في تكوين المسيح وحمل امه بما جعله الله سبباً للحمل وهو التلقيح بماء الرجل لما في الرحم ، أضيف هذا التكوين إلي كلمة الله وأطلقت الكلمة على المكون إيذاناً بذلك أو إشارة له وهذا من قبيل المجاز .

هذا وان جميع المفسرين من السلف ذكروا ان معنى تسمية المسيح بكلمة الله ، أي أن الله سبحانه وتعالى _ قد خلقه بالكلمة وهي (كن ) ، وأن الكلمة نفسها ليست ذات المسيح ، فالمسيح مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة .

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : (( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) (آل عمران : 47)

فقد بينت هذه الآية الكريمة انه لما تعجبت مريم عليها السلام من ولادة هذا الولد من غير أب أجابها الملاك مقرراًً أن الله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ، فدل ذلك على أن هذا الولد مما يخلقه الله بقوله ( كن فيكون ) فلهذا قال الامام أحمد : عيسى مخلوق بالكن ، وليس هو نفس الكن .

ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في آية أخرى : (( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُون ))

ثالثاً : وهناك وجه آخر لإطلاق وتسمية المسيح بكلمة الله ، وذلك للإشارة إلي ما جاء بكلام الأنبياء عنه وبشارتهم به فقد ورد في سفر أرميا [ 33 : 14 ] قوله : (( ها أيام تأتي يقول الرب : وأقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت بها إلي بيت إسرائيل وإلي بيت يهوذا في تلك الايام )) فهنا المراد بالكلمة الصالحة هي كلمة الوعد والبشرى بالمسيح المنتظر .

وورد في سفر اشعيا [ 2 : 3 ] قوله : (( لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب ))

يكون إنما سمي المسيح بالكلمة على معنى أنه الكلمة السابق بها الوعد ، والبشارة من الله لأنبياء الشريعة

ومما يؤكد هذا النظر أنه كثيراً ما يطلق لفظ ( الكلمة ) في الكتاب المقدس ويراد بها كلمة الوعد والبشرى وإليك الادلة أيها القارىء الكريم :

_ ورد في المزمور الخامس بعد المئة الفقرة الثانية والاربعين ما نصه :

(( لأنه ذكر كلمة قدسه مع ابراهيم عبده ))

_ وورد في سفر أخبار الايام الاول [ 16 : 15 ] ما نصه :

(( اذكروا إلي الأبد عهده الكلمة التي أوصى بها إلي ألف جيل الذي قطعه مع ابراهيم ))

ويكون على ذلك أن إضافة الكلمة لله هي للإحتراز عن الكلمة التي للشيطان وهي التي لا تصدق وهذا طبقاً لما جاء في سفر الأمثال الاصحاح الثلاثين الفقرة الخامسة يقول النص : (( كل كلمة من الله نقية ))

فيتضح أن كلمة الله نقية وكلمة الشيطان رديئة ولذلك لزم إضافة الكلمة المعبر بها عن المسيح بالوعد والبشرى به لله سبحانه وتعالى .

ولم يرد أيها القارىء الكريم في الكتاب المقدس ذكر صريح للأقنوم الثاني حتى يحمل لفظ الكلمة عليه ، كما يقول المسيحيون بأن الكلمة في قول يوحنا في إنجيله بقوله ( وكان الكلمة الله ) . وأن المراد بذلك في اعتقادهم هو الاقنوم الثاني وهو المسيح من الثالوث ، إذ أن عبارة أقنوم لم ترد مطلقاً في أي سفر في العهد القديم ولا في العهد الجديد .

رابعاً : إن اطلاق لفظ الله على الكلمة ، وهي المعني عنها بالمسيح ، لايعني إطلاقاً كون المسيح مساوياً لله ومتحد معه ، بل غاية ما فيه إطلاق لفظ الله على المسيح ، وليس هذا بالامر الغريب في الكتاب المقدس لأن الكتاب المقدس أطلق لفظ الله على الملاك كما في سفر القضاة [ 13 : 21 ، 22 ]

واطلق الكتاب المقدس لفظ الله على القاضي كما في سفر الخروج [ 22 : 8 ] وأطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهه على الشرفاء كما في المزمور الثاني والثمانين الفقرة الاولى .

كما أطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهه على القضاة الدينيين كما في المزمور الثاني والثمانين الفقرة السادسة

تابع الخلاصة
__________________

  #33  
قديم 23-08-2005, 01:26 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي


تابع في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الكلمة الله

والخلاصة :

أنه إذا كان في الكتاب المقدس مباحاً إطلاق لفظ الله على كل من الملاك ، والقاضي ، والرجل الشريف ، كما أطلق لفظ إله على القضاة الدينيين وعلى الملاك وعلى الشريف ، فهل يسوغ القول أن إطلاق لفظ الله على المسيح يقتضي ألوهيته ومساواته لله ؟ إنه لو كان الامر كذلك لكان كل من المذكورين متحدين مع الله ومتساويين معه ، ولم بقل أحد بذلك لبطلانه ، لذلك كان القول باتحاد المسيح بالله ومساواته لرب العالمين باطل .

خامساً : ان قوله ( في البدء ) كما يحتمل الأزل ، يحتمل غيره ، كما هو وارد في سفر التكوين [ 1 : 1 ]

( أ ) ( في البدء خلق الله السموات والأرض ) . أي في أول التكوين أو الخلق لا في الأزل .

( ب ) وكما في قوله في إنجيل متى اصحاح 8 ( ولكن من البدء لم يكن هذا ) . أي من عهد الزيجة . لا في الأزل .

( ج ) وكما في قوله في إنجيل لوقا [ 1 : 2 ] : ( كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء ) أي من أول خدمة المسيح لا في الأزل .

( د ) وكما في قوله في إنجيل يوحنا [ 6 : 64 ] : ( لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ) أي من ابتداء خدمته وإتيان التلاميذ إليه لا في الأزل .

( ه ) وكما في قوله في إنجيل يوحنا [ 8 : 44 ] : ( ذاك كان قتالاً للناس من البدء ) أي منذ خلق الإنسان الأول لا من بدء نفسه ، لأنه كان في البدء ملاك نور .

( و ) وكما في رسالة يوحنا الأولى [ 2 : 7 ] قوله : ( بل وصيته قديمة كانت عندكم من البدء ) . أي أشار به إلى بداءة إيمانهم بالمسيح .

( ز ) وكما في قوله في إنجيل يوحنا [ 16 : 4 ] : ( ولم أقل لكم من البداءة لأني كنت معكم ) . أي من بداءة خدمته . لا من الأزل .

( ح ) وكما في رسالة يوحنا الأولى [ 2 : 5 ] قوله : ( والآن أطلب منك بالبرية لا كأني أكتب إليك وصية جديدة بل كانت عندنا من البدء ) أي منذ سمعنا الانجيل . لا منذ الازل .

سادساً : ان عندية المسيح في قول يوحنا ( والكلمة كان عند الله ) هي عندية منزلة وتشريف ، وليست عندية اتحاده بالله ، فهذه العندية هي عندية محسوسة وليست عندية اتصال واتحاد ، لاستحالة ذلك كله على الله .

ونظير ذلك هو الآتي :

_ جاء في سفر التكوين [ 4 : 1 ] :

(( وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قابين ، وقالت : اقتنيت رجلاً من عند الرب ))

_ وجاء بسفر التكوين [ 19 : 24 ] :

(( وأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الرب ))

ونظير ذلك ما جاء في القرآن الكريم عن اسماعيل بن ابراهيم عليها السلام يقول الله تبارك وتعالى في سورة مريم :

_ (( وكان عند ربه مرضياً ))

وفي وصف الشهداء يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران :

_ (( أحياء عند ربهم يرزقون ))

ومن ناحية أخرى نقول ان العندية تقتضي المغايرة في قوله ( والكلمة كان عند الله )

فإن قول يوحنا : (والكلمة كان عند الله ) لا يتفق مع قوله ( وكان الكلمة الله )

لأنه إذا كان الله عين الكلمة لا يصح أن تكون الكلمة عنده ، لأن العندية تقتضي المغايرة .

فكيف تكون الكلمة هي الله وكيف هي عنده ؟

لقد انفرد يوحنا بذكر هذه العبارة في صدر إنجيله وهي عبارة في غاية التهافت والركة فهو يقول : (( في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الكلمة الله )) وهذا كما ترى عزيزي القارىء كلام مضطرب من جهة لفظه فإن ذلك بمنزلة قول القائل : الكلام عند المتكلم والمتكلم هو الكلام ، والعلم عند العالم والعالم هو العلم ، والدينار عند الصيرفي والصيرفي هو الدينار ، وذلك هو الجنون .

يقول الاستاذ أحمد السيد موسى في معرض رد على هذه العبارة :

مما يؤكد تناقض الانجيل وتحريفه ، أنه قد جاء في أول يوحنا كلام غريب لا يقبله إلا من فقد عقله ، حيث يقول العدد : (( في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الكلمة الله ))

يعني أن عيسى كان في بدايته كلمة ، وهل الكلمة هي التي تنطق بنفسها أم ينطق بها غيرها ؟

لا شك أن الكلمة تأتي من نطق الغير بها ، إذاً من الذي نطق بكلمة كن عيسى فكان ؟ أليس هو الله ؟ ومعنى أن الكلمة كانت عند الله ، أي نطق الله بها وهي كلمة كن عيسى فكان . .

أما أن تتحول الكلمة التي نطق الله بها فتكون هي الله نفسه في الوقت فهذا جنون ، هل رأيت إنساناً نطق بكلمة ، ثم تحولت هذه الكلمة في الحال لتصبح هي نفس الإنسان الذي نطبق بها ؟!

هل تتحول القصيدة التي ألقاها شاعر إلى أن تكون هي نفس الشاعر ؟! أم ان الشاعر هو ناطق ، والقصيدة منطوقة بفمه فيكون هو ناطقها أي موجدها وصانعها ، والقصيدة مصنوعة مصوغة بإرادته ؟

إن أدركت هذا ، فاعلم الفرق بين الله تعالى الخالق وبين عيسى المخلوق بكلمة الله وقدرته . .
__________________

  #34  
قديم 23-08-2005, 02:25 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي


تابع (( في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله ))

رابعاً : إن اطلاق لفظ الله على الكلمة ، وهي المعني عنها بالمسيح ، لايعني إطلاقاً كون المسيح مساوياً لله ومتحد معه ، بل غاية ما فيه إطلاق لفظ الله على المسيح ، وليس هذا بالامر الغريب في الكتاب المقدس لأن الكتاب المقدس أطلق لفظ الله على الملاك كما في سفر القضاة [ 13 : 21 ، 22 ]

واطلق الكتاب المقدس لفظ الله على القاضي كما في سفر الخروج [ 22 : 8 ] وأطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهه على الشرفاء كما في المزمور الثاني والثمانين الفقرة الاولى .

كما أطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهه على القضاة الدينيين كما في المزمور الثاني والثمانين الفقرة السادسة

والخلاصة :

أنه إذا كان في الكتاب المقدس مباحاً إطلاق لفظ الله على كل من الملاك ، والقاضي ، والرجل الشريف ، كما أطلق لفظ إله على القضاة الدينيين وعلى الملاك وعلى الشريف ، فهل يسوغ القول أن إطلاق لفظ الله على المسيح يقتضي ألوهيته ومساواته لله ؟ إنه لو كان الامر كذلك لكان كل من المذكورين متحدين مع الله ومتساويين معه ، ولم بقل أحد بذلك لبطلانه ، لذلك كان القول باتحاد المسيح بالله ومساواته لرب العالمين باطل .

خامساً : ان قوله ( في البدء ) كما يحتمل الأزل ، يحتمل غيره ، كما هو وارد في سفر التكوين [ 1 : 1 ]

( أ ) ( في البدء خلق الله السموات والأرض ) . أي في أول التكوين أو الخلق لا في الأزل .

( ب ) وكما في قوله في إنجيل متى اصحاح 8 ( ولكن من البدء لم يكن هذا ) . أي من عهد الزيجة . لا في الأزل .

( ج ) وكما في قوله في إنجيل لوقا [ 1 : 2 ] : ( كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء ) أي من أول خدمة المسيح لا في الأزل .

( د ) وكما في قوله في إنجيل يوحنا [ 6 : 64 ] : ( لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ) أي من ابتداء خدمته وإتيان التلاميذ إليه لا في الأزل .

( ه ) وكما في قوله في إنجيل يوحنا [ 8 : 44 ] : ( ذاك كان قتالاً للناس من البدء ) أي منذ خلق الإنسان الأول لا من بدء نفسه ، لأنه كان في البدء ملاك نور .

( و ) وكما في رسالة يوحنا الأولى [ 2 : 7 ] قوله : ( بل وصيته قديمة كانت عندكم من البدء ) . أي أشار به إلى بداءة إيمانهم بالمسيح .

( ز ) وكما في قوله في إنجيل يوحنا [ 16 : 4 ] : ( ولم أقل لكم من البداءة لأني كنت معكم ) . أي من بداءة خدمته . لا من الأزل .

( ح ) وكما في رسالة يوحنا الأولى [ 2 : 5 ] قوله : ( والآن أطلب منك بالبرية لا كأني أكتب إليك وصية جديدة بل كانت عندنا من البدء ) أي منذ سمعنا الانجيل . لا منذ الازل .

سادساً : ان عندية المسيح في قول يوحنا ( والكلمة كان عند الله ) هي عندية منزلة وتشريف ، وليست عندية اتحاده بالله ، فهذه العندية هي عندية محسوسة وليست عندية اتصال واتحاد ، لاستحالة ذلك كله على الله .

ونظير ذلك هو الآتي :

_ جاء في سفر التكوين [ 4 : 1 ] :

(( وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قابين ، وقالت : اقتنيت رجلاً من عند الرب ))

_ وجاء بسفر التكوين [ 19 : 24 ] :

(( وأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الرب ))

ونظير ذلك ما جاء في القرآن الكريم عن اسماعيل بن ابراهيم عليها السلام يقول الله تبارك وتعالى في سورة مريم :

_ (( وكان عند ربه مرضياً ))

وفي وصف الشهداء يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران :

_ (( أحياء عند ربهم يرزقون ))

ومن ناحية أخرى نقول ان العندية تقتضي المغايرة في قوله ( والكلمة كان عند الله )

فإن قول يوحنا : (والكلمة كان عند الله ) لا يتفق مع قوله ( وكان الكلمة الله )

لأنه إذا كان الله عين الكلمة لا يصح أن تكون الكلمة عنده ، لأن العندية تقتضي المغايرة .

فكيف تكون الكلمة هي الله وكيف هي عنده ؟

لقد انفرد يوحنا بذكر هذه العبارة في صدر إنجيله وهي عبارة في غاية التهافت والركة فهو يقول : (( في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الكلمة الله )) وهذا كما ترى عزيزي القارىء كلام مضطرب من جهة لفظه فإن ذلك بمنزلة قول القائل : الكلام عند المتكلم والمتكلم هو الكلام ، والعلم عند العالم والعالم هو العلم ، والدينار عند الصيرفي والصيرفي هو الدينار ، وذلك هو الجنون .

يقول الاستاذ أحمد السيد موسى في معرض رد على هذه العبارة :

مما يؤكد تناقض الانجيل وتحريفه ، أنه قد جاء في أول يوحنا كلام غريب لا يقبله إلا من فقد عقله ، حيث يقول العدد : (( في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الكلمة الله ))

يعني أن عيسى كان في بدايته كلمة ، وهل الكلمة هي التي تنطق بنفسها أم ينطق بها غيرها ؟

لا شك أن الكلمة تأتي من نطق الغير بها ، إذاً من الذي نطق بكلمة كن عيسى فكان ؟ أليس هو الله ؟ ومعنى أن الكلمة كانت عند الله ، أي نطق الله بها وهي كلمة كن عيسى فكان . .

أما أن تتحول الكلمة التي نطق الله بها فتكون هي الله نفسه في الوقت فهذا جنون ، هل رأيت إنساناً نطق بكلمة ، ثم تحولت هذه الكلمة في الحال لتصبح هي نفس الإنسان الذي نطبق بها ؟!

هل تتحول القصيدة التي ألقاها شاعر إلى أن تكون هي نفس الشاعر ؟! أم ان الشاعر هو ناطق ، والقصيدة منطوقة بفمه فيكون هو ناطقها أي موجدها وصانعها ، والقصيدة مصنوعة مصوغة بإرادته ؟

إن أدركت هذا ، فاعلم الفرق بين الله تعالى الخالق وبين عيسى المخلوق بكلمة الله وقدرته . .
__________________

  #35  
قديم 24-08-2005, 04:03 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء


وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء


الرد على هذه الشبهة :
أولا: في هذه الآية ، جملة محرفة مضافة ، وهي جملة " الذي هو في السماء " الأخيرة. وقد أقر بذلك شراح الأناجيل ، كما جاء ذلك في كتاب تفسير الكتاب المقدس حيث قال : " الذي هو في السماء: هذه العبارة لم ترد في أقدم المخطوطات ". ولذلك فإن الترجمة العربية الجديدة المنقحة للكتاب المقدس التي قامت بها الرهبانية اليسوعية ، حذفت هذه الجملة من ترجمتها وأوردت النص كما يلي : " فما من أحد يصعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء وهو ابن الإنسان ". ( راجع العهد الجديد للمطبعة الكاثوليكية )

ثانيا: لوأخذنا النزول من السماء على معناه الحرفي فليس فيه أي إثبات لإلـهية المسيح ، إذ أن نزول الشخص أو الكائن من السماء إلىالأرض لا يفيد إلـهيته لا من قريب ولا من بعيد، فكثير من الكائنات الملكوتية نزلت من السماء، كجبريل مثلا الذي كان ينزل من السماء إلى الأرض حاملا رسالات الله أو منفذا أمرا من أوامر الله عز وجل، كما أنه في كثير من الأحيان، هبطت بعض الملائكة إلى الأرض آخذة لباسا بشريا، كالملائكة الثلاثة، الذين جاؤوا لزيارة إبراهيم وبشارته ثم ذهبوا إلى لوط عليه السلام ليطمئنوه حول نزول العذاب على قومه الفاسقين.

فأقصى ما يفيده مثل هذا النص، لو أخذ على معناه الحرفي، هو أن المسيح كان مخلوقا بالروح قبل أن يلد كإنسان على الأرض، ثم لما جاء وقته نزل بأمر الله إلى الأرض وولد كسائر البشر بالجسد والروح. فأين في هذا أي دليل على ألوهيته؟!

ثالثا : والحقيقة أن هذا التعبير بنزول المسيح من السماء لا يقصد به معناه الحرفي بل هو ذو معنى مجازي، ولفهمه على وجهه الصحيح لا بدَّ أن نقرأ ذلك النص وتلك الآية ضمن سياقها ، فقصة هذا الكلام تبدأ من أول الإصحاح الثالث في إنجيل لوقا هكذا :

" كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيسا لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلا وقال له يا معلم نعلم أنك قد أتيت من الله معلما لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه. أجاب يسوع وقال له: الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. قال له نيقوديموس: كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟ أجاب يسوع: الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يرى ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح. لا تتعجب أني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق. الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح . أجاب نيقوديموس وقال له: كيف يمكن أن يكون هذا ؟ أجاب يسوع وقال له: أنت معلم إسرائيل ولست تعلم هذا ؟ الحق الحق أقول لك، إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا. إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون فكيف تؤمنون إن قلت لكم السمويات. وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء " يوحنا : 3 / 1 ـ 13 .

قلت (والحديث لصاحبه): بتأمل هذا النص يتبين لنا أن المسيح يمثل للولادة الروحية الجديدة بالولادة من فوق أو الولادة من الروح ، وأن من لم يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله، فالولادة من فوق أو من الروح، تعبير مجازي عن الانقلاب الروحي الشامل للإنسان الذي يشرح الله تعالى فيه صدره ويفتح قلبه وبصيرته لنوره، فتتغير كل رغباته وهدفه في الحياة حيث يخرج عن عبادة ذاته وحرصه على الدنيا لتصبح إرادته مستسلمة وموافقة لإرادة الله ويصبح هدفه هو الله تعالى ورضوانه ومحبته وصحبته وجواره في دار السلام لا غير، فكأنه بهذا ولد من جديد، ومن هذا المنطلق يقول المسيح عن نفسه أنه نزل من السماء: أي أنه رسول الله ومبعوث السماء، اجتباه الله وقدسه وجعله سفيره إلى الخلق، فهذا معنى نزوله من السماء، بدليل مقارنته ومشابهته بين هذا النزول من السماء وبين الولادة من فوق التي يجب أن يحصل عليها كل إنسان لكي يرى ملكوت الله. ولو رجعنا لتفسير الكتاب المقدس لوجدناه يفسر العبارة بتفسير غير بعيد عما ذكرناه فيقول: " لم يصعد أحد إلى السماء، ومع ذلك فقد أراد الله أن يكون هناك نزول من السماء إلى الأرض قد أتى يسوع من السماء بمعرفة كاملة لله، ليعلن اللهَ للناس " .
__________________

  #36  
قديم 25-08-2005, 12:35 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking ولكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا :


ولكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا


ووجه استدلالهم بهذا النص أن غفران الخطايا أمر منحصر بالله ، فإذا كان للمسيح ذلك السلطان ، فهذا يعني أنه الله تعالى.

الرد على هذه الشبهة:
لاحظ أيها القارىء الكريم أن المسيح قال : (( أن لإبن الانسان سلطاناً على الارض أن يغفر الخطايا )) متى [ 9 : 6 ]

وإذا سألنا المسيح نفسه من أين لك هذا السلطان ؟

سنجد الاجابة واضحة بقوله الوارد في متى [ 28 : 18 ] : (( دفع إلي كل سلطان ))

اذن انه ليس سلطانه هو ! ولكن الله هو الذي أعطاه إياه !

فقد أعطاه الله سلطان ابراء الاكمه والابرص وسلطان احياء الموتى ومغفرة الخطايا و . . . إلخ

اذن من أين جاءه هذا السلطان ؟ الاجابة من الله سبحانه وتعالى ... انه سلطان الله وليس سلطان المسيح . . .

ثم ان النص لا يدل على ان قيام المسيح بغفران الخطايا دليل على لاهوته لأن النص صرح بأن من قام بذلك هو ابن الانسان فالمسيح قال (( أن لإبن الانسان سلطاناً على الارض أن يغفر الخطايا )) متى [ 9 : 6 ] فالقول بأن المسيح غفر لأنه إله هو قول يرده النص نفسه .

يقول الاستاذ سعد رستم في معرض رده على هذه الشبهه :

أولا: لمناقشة هذه الشبهة علينا أن نرجع إلى النص الكامل للواقعة التي جاء هذا الكلام للمسيح فيها.

يبتدأ الإصحاح التاسع من إنجيل متى بذكر هذه الواقعة فيقول:

(( فدخل السفينة واجتاز وجاء إلى مدينته. وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحا على فراش. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج ثق يا بني. مغفورة لك خطاياك. وإذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفسهم هذا يجدف. فعلم يسوع أفكارهم فقال: لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم. أيما أيسر أن يقال مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم وامش؟ ولكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. حينئذ قال للمفلوج. قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك. فقام ومضى إلى بيته. فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا )) متى : [9 : 1].

هناك أمران في هذا النص تنبغي ملاحظتهما لأنهما يلقيان ضوءا على حقيقة سلطان السيد المسيح لغفران الخطايا :

الأول: أن المسيح لم يقل للمفلوج : ثق يا بني لقد غفرتُ لك خطاياك! بل أنبأه قائلا: مغفورة لك خطاياك. والفرق واضح بين الجملتين، فالجملة الثانية لا تفيد أكثر من إعلام المفلوج بأن الله تعالى قد غفر ذنوبه ، وليس في هذا الإعلام أي دليل على ألوهية المسيح، لأن الأنبياء والرسل المؤيدين بالوحي والمتصلين بجبريل الأمين، يطلعون، بإطلاع الله تعالى لهم ، على كثير من المغيبات والشؤون الأخروية ومنها العاقبة الأخروية لبعض الناس ، كما أخبر نبينا محمد (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) عن بعض صحابته فبشرهم أنهم من أهل الجنة وعن آخرين فبشرهم أنهم من أهل النار.

ثانيا: قد يشكل على ما قلناه قول المسيح فيما بعد : ولكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا، فنسب غفران الخطايا لنفسه. قلنا : آخر النص يجعلنا نحمل هذه النسبة على النسبة المجازية، أي على معنى أن ابن الإنسان (المسيح) خوله الله أن يعلن غفران خطايا، وذلك لأن الجملة الأخيرة في النص السابق تقول: " فلما رأى الجموع ذلك تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا ، فالغافر بالأصل والأساس هو الله تعالى، ثم هو الذي منح هذا الحق للمسيح وأقدره عليه، لأن المسيح كان على أعلى مقام من الصلة بالله والكشف الروحي ولا يتحرك إلا ضمن حكمه وإرادته فلا يبشر بالغفران إلا من استحق ذلك.

ومما يؤكد أن غفران المسيح للذنوب هو تخويل إجمالي من الله تعالى له بذلك، وليس بقدرة ذاتيه له ، هو أن المسيح، في بعض الحالات، كان يطلب المغفرة للبعض من الله تعالى فقد جاء في إنجيل لوقا [23 : 34] : فقال يسوع: (( يا أبتاه ! اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.))

فانظر كيف طلب من الله غفران ذنبهم ولو كان إلـها يغفر الذنوب بذاته ومستقلا، كما ادعوا، لغفر ذنوبهم بنفسه.

فهذا السلطان بغفران الخطايا الذي أعطاه الله تعالى للمسيح، شبيه بذلك السلطان الذي منحه المسيح أيضا لحوارييه حين قال:

(( فقال لهم يسوع أيضا: سلام لكم. كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. ولمّا قال هذا نفخ و قال لهم: اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. من أمسكتم خطاياه أمسكت )) يوحنا : [20 : 21 ، 23]

وشبيه بذلك السلطان الذي منحه لبطرس رئيس الحواريين حين قال له : (( طوبى لك يا سمعان بن يونى، إن لحما ودما لم يعلنا لك. لكن أبي الذي في السموات. وأنا أقول أيضا: أنت بطرس و على هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السموات ، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السموات )) متى : [11 / 17 18]

فكما أن هذا السلطان بغفران الخطايا الذي ناله بطرس خاصة والحواريون عامة، بإذن الله، عبر المسيح، لا يفيد ألوهيتهم؛ فكذلك امتلاك المسيح لذلك السلطان، بإذن الله، لا يفيد ألوهيته.
__________________

  #37  
قديم 28-08-2005, 04:45 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking صعود المسيح إلي السماء حياً :


صعود المسيح إلي السماء حياً


يدعي المسيحيون أن المسيح صعد حياً إلي السماء ، وهو حي فيها الآن مما يفيد ألوهيته !

الرد على هذه الشبهة :

اننا نقول أن الصعود لم يكن منفرداً به المسيح حتى تدعون إنه إله ، ألم يرد في كتابكم المقدس في سفر الملوك الثاني [ 2 : 11 ، 12 ] أن النبي إيليا قد صعد إلي السماء حياً وترك أليشع خلفه يبكي و إنه إلي الآن حي فيها ؟

يقول النص : (( وفيما هما _ أي إيليا وأليشع _ يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار فصلت بينهما ، فصد إيليا في العاصفة إلي السماء ))

ثم ألم يرد في كتابكم المقدس في سفر التكوين [ 5 : 24 ] أن أخنوخ صعد حياً إلي السماء وأنه حي فيها ؟

يقول النص : (( وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد ، لأن الله أخذه ))

فلو كان الصعود إلي السماء دليل على الالوهية لكان أخنوخ وإيليا إلهين . وهذا ما لم يقل به أحد .

ثم ان المسيح عليه السلام لم يصعد من ذاته إلي السماء بل أُصْعِدَ إلي السماء ، أي أن هناك قوة أخرى قامت بإصعاده أو رفعه إلي السماء وإليك الدليل من إنجيل لوقا [ 24 : 51 ] : (( وَبَيْنَمَا كَانَ يُبَارِكُهُمْ، انْفَصَلَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ ))

فإذا كان الله قد تجسد في جسد المسيح ، فمن الذي قام بعملية الإصعاد هذه ؟!
__________________

  #38  
قديم 29-08-2005, 03:17 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking اطلاق لفظ رب على المسيح :


اطلاق لفظ رب على المسيح


يستدل المسيحيون بتسمية المسيح رباً على ألوهيته .

الرد على هذه الشبهة :
من المجازات الواردة في الاناجيل استعمال لفظ ( رب ) في حق المسيح بمعنى معلم وهذا هو تفسير يوحنا نفسه في الاصحاح الاول الفقرة الثامنة والثلاثين من إنجيله فقد فسر كلمة رب بمعنى معلم . وإليك النص :

(( فالتفت يسوع ونظرهما يتبعانه فقال لهما : ماذا تطلبان ، فقالا : ربي الذي تفسيره يا معلم أين تمكث ؟ فقال لهما : تعاليا وانظرا فأتيا ونظرا أين يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم . ))

ملاحظة :

إن جملة : ( الذي تفسيره يا معلم ) المعترضة، هي ليوحنا نفسه مؤلف الإنجيل وليست لأحد من الشراح، فهي من متن الإنجيل نفسه وليست مضافة . )

لقد فسر يوحنا كلمة رب في صلب الانجيل نفسه بأنها تعني المعلم ، فعيسى بالنسبة لتلاميذه هو معلمهم وأستاذهم .

ومرة ثانية يورد يوحنا في [ 20 : 16 ، 17 ] حواراً بين المسيح ومريم المجدلية ، تطلق فيه مريم المجدلية على المسيح لفظ ( رب ) ويحرص يوحنا على تقسير اللفظ خلال الحديث بمعنى معلم ، وإليك النص :

(( قال لها يسوع يا مريم فالتفتت تلك وقالت له : ربوئي الذي تفسيره يا معلم ، قال لها يسوع : لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلي أبي ، ولكن اذهبي إلي اخوتي وقولي لهم إني اصعد إلي أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ))

وقد أطلق الكتاب المقدس كلمة رب على غير المسيح في نصوص كثيرة طبقاً لما سيأتي ، فلو كان في إطلاق لفظ ( رب ) على المسيح ان يكون إلهاً للزم أن يكون كذلك على غيره ممن أطلق عليه ذلك اللفظ .

فقد أطلق الكتاب المقدس لفظ الرب على الكاهن والقاضي وذلك في سفر التثنية [ 19 : 17 ] يقول النص : (( يقف الرجلان اللذان بينهما خصوصة أمام الرب )) والرب هنا هو القاضي والكاهن .

واطلق الكتاب المقدس لفظ الرب على الملك وذلك في سفر الخروج [ 4 : 24 ]

يقول النص : (( وحدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه وطلب أن يقتله ))

فهذا الرب الذي لقي موسى في الطريق ، هو الملك أراد أن يقتل موسى .

وسمي الملك رباً في سفر القضاة أربع مرات وذلك في الاصحاح السادس ابتداء من الفقرة الحادية عشرة .

وقد جاء في إنجيل يوحنا [ 4 : 19 ] ما يفيد إن لفظ ( الرب ) كان يقال في ذلك الوقت على سبيل الاحترام أيضاً ودليل ذلك المرأة السامرية التي طلب منها المسيح عليه السلام أن تسقيه ، مما أثار تعجبها ، ولذلك قالت له : (( يا رب أرى أنك نبي )) الترجمة الكاثوليكية

فالمرأة هنا لا تعرف المسيح ولا تؤمن به بل هي تشك حتى في مجرد أن يكون نبي ، ورغم ذلك تقول له ( يا رب ) فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على ان هذا اللفظ يراد به الاحترام ولا يعني الالوهية في شيء .

ويكفي أن نعرف أن يوحنا نفسه فسر كلمة رب بمعنى معلم في [ 1 : 38 ] من إنجيله .

ومن الجدير ذكره هنا ، أنه حتى في اللغة العربية ، قد تطلق لفظة الرب ، المطلقة من غير أي إضافة، على المـلِك والسيد، كما ذكر صاحب لسان العرب حيث قال أن أهل الجاهلية يسمون الملك : الرب، وأنه كثيرا ما وردت كلمة الرب مطلقةً، في أشعارهم ، على معنى غير الله تعالى .

كما جاء في لسان العرب : الرب : يطلق في اللغة على المالك ، والسيد ، والمدبر ، والمربي، والقيِّم ، والمنعم والسيد المطاع ....

وقد وردت في القرآن الكريم بهذا المعنى عدة مرات، من ذلك الآيات التالية :

(( يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا )) سورة يوسف / 41

(( وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين )) سورة يوسف / 42.

(( فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن )) يوسف / 50

كل هذه الأمثلة للتأكيد على أن لفظة ( الرب ) لا ينحصر معناها في الله تعالى الخالق الرازق، بل كثيرا ما تأتي بمعنى المالك الآمر والسيد المطاع والمعلم وهذا المعنى الأخير هو المراد في لغة العهد الجديد و لغة التلاميذ عندما يطلق على المسيح و هو الذي كان يعنيه بولس من لفظة الرب عندما يطلقها على السيد والمعلم المسيح ، فليس في هذه اللفظة أي دليل على ألوهيته.

ومما يؤكد ذلك أيضاً قول المسيح نفسه لتلميذين من تلاميذه عندما طلب منهما احضار الحمار أو الجحش له : (( وان سألكما احد لماذا تحلانه فقولا له هكذا (( ان الرب محتاج اليه . )) [ لوقا 19 : 31 ]

فهل لو كان المسيح رب بمعنى الالهه المعبود بحق : يقول : ان الرب محتاج إليه ؟
__________________

  #39  
قديم 04-09-2005, 05:53 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking سجود بعض التلاميذ للمسيح :


سجود بعض التلاميذ للمسيح


يستدل المسيحيون بسجود بعض التلاميذ للمسيح على ألوهيته .

والرد على هذا الاستدلال هو بالآتي :
لقد جاء في الكتاب المقدس في كثير من نصوصه ذكر سجود البشر للأنبياء وأحيانا سجود النبي للنبي بل حتى أحيانا سجود الأنبياء للبشر ، مما يؤكد أنه في عرف الكتاب المقدس لا يعتبر السجود عبادة محضة خاصة بالله ، بل هو أعم من ذلك ، فقد يكون عبادة ، وقد يكون مجرد خضوع واحترام للمسجود له ، وبالتالي في هذه الحالة الأخيرة يجوز أداؤه لغير الله . وليس هذا خاصاً بالكتاب المقدس بل أثبت القرآن أيضا ذلك الأمر في قصصه عن الأمم السابقة ، فكل مسلم يعرف أن الله تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم ، ويعرف قصة سجود أبوي يوسف وإخوته الأحد عشر ليوسف كما في سورة يوسف. لكن دعنا الآن نذكر الشواهد من الكتاب المقدس :

( 1 ) جاء في سفر التكوين [ 23 : 7 ] ما نصه : (( فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض لبني حث )) وفي الفقرة 12 من نفس الإصحاح نجد ما نصه : (( وسجد إبراهيم أمام شعب الأرض ))

( 2 ) وجاء في سفر التكوين [ 33 : 3 ـ 7 ] : أن يعقوب سجد ونساؤه وأولاده لعيسو عندما التقوا به .

( 3 ) وفي سفر التكوين أيضا [ 42 : 6 ] ، [ 43 : 26 ، 28] : أن إخوة يوسف سجدوا له.

( 4 ) وورد في سفر التكوين أيضا [ 48 : 12 ] : أن يوسف سجد أمام وجه أبيه.

( 5 ) وفي سفر الخروج [ 18 : 7 ] : أن موسى خرج لاستقبال حميه وسجد وقبله.

( 6 ) وفي سفر صموئيل الأول [ 24 : 8 ، 9 ] : أن داود : (( نادى وراء شاول قائلا يا سيدي الملك ، فلما التفت شاول إلى وراءه ، خر داود على وجهه إلى الأرض وسجد ))

( 7 ) وفي سفر صموئيل الأول أيضا [25 : 23 ، 24] ما نصه : (( ولما رأت أبيجائيل داود أسرعت ونزلت عن الحمار وسقطت أمام داود على وجهها وسجدت إلى الأرض وسقطت على نعليه وقالت: علي أنا يا سيدي هذا الذنب ودع أمتك تتكلم... ))

( 8 ) وفي سفر الملوك الأول [ 1 : 16 ] : (( فخرت بششبع وسجدت للملك داود )).

( 9 ) وفي سفر الملوك الأول أيضا ِ[ 1 : 22 ، 23 ] ما نصه : (( وبينما هي تتكلم مع الملك إذ وصل ناثان النبي . فأخبروا الملك ( داود ) قائلين هو ذا ناثان النبي . فدخل إلى أمام الملك (داود) وسجد للملك على وجهه إلى الأرض ))

والشواهد على ذلك كثيرة ونكتفي بما ذكرناه .
__________________

  #40  
قديم 05-09-2005, 02:36 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking قول بولس : الله ظهر في الجسد :


قول بولس : الله ظهر في الجسد


رسالته الاولى إلى تيموثاوس [ 3 : 16 ] كما في الترجمة التقليدية البروتستانتية .

الرد على هذه الشبهة :
أولاً : من المعلوم لدينا ان كلام بولس على تقدير صحة نسبة الرسائل إليه ، ليس بمقبول عندنا لأنه عندنا من الكاذبين الذين كانوا قد ظهروا في الطبقة الأولى، وإن كان مقدساً عند أهل التثليث، فلا نشتري قوله بحبة . [ إظهار الحق ]

ثانياً : إن ذكر لفظ الجلالة " الله " كفاعل لفعل " ظهر " إنما هو اجـتهاد وتصرف من المترجم ولا وجود لهذه اللفظة في الأصل اليوناني بل فعل " ظهر " فيها مذكور بدون فاعل ، أي مذكور بصيغة المبني للمجهول (أُظْـهِـرَ ) ، كما هو حال سائر أفعال الفقرة : كُـرِزَ به بين الأمم ، أومنَ به في العالم...

وقد اتبعت الترجمة العربية الحديثة الكاثوليكية الأصل اليوناني بدقة فذكرت فعل ظهر بصيغة المبني للمجهول ، ولم تأت بلفظ الجلالة هنا أصلا ، وإليكم ما ذكرته بعين حروفه :

(( ولا خلاف أن سر التقوى عظيم . قد أُظهِرَ في الجسد ، وأُعـلِن بارا في الروح وتراءى للملائكة وبُشِّر به عند الوثنيين وأومن به في العالم، ورُفِـعَ في المجد )) . ( راجع العهد الجديد الطبعة الكاثوليكية )

ونفس الأمر في الترجمتين الحديثتين المراجعتين الفرنســية والإنـجليزية . وبهذا يبطل استدلالهم بالفقرة على ألوهية المسيح ، لأن الذي ظهر في الجسد هو المسيح ، الذي كان كائنا روحيا فيما سبق ـ إذ هو أول خليقة الله حسب عقيدة بولـس ـ وليس الله .

بالإضافة إلى أن بعض الجمل اللاحقة تؤكد أن الذي ظهر ليس الله ولا هو بإلـه ، كعبارة : أُعلِنَ باراً في الروح ، أو عبارة رُفِعَ في المجد . حيث أ نه من البديهي أن الله تعالى الممجد في علاه القدوس أزلاً و أبداً ، لا يمكن أن يأتي أحد ويرفعه في المجد أو يعلنه باراً في الروح ! إنما هذا شأن العباد المقربين والرسل المكرمين وحسب .

ثالثا : هناك من تأول العبارة بأن الظهور لا يأخذ بمعناه الحرفي ولكن المعنى ان الله ظهر برسالته وآياته التي صنعها رسوله المسيح . ومع هذا يجب ان نلاحظ ان هذه الكلمات ليست كلمات المسيح عليه السلام إنها كلمات بولس وأفكار بولس التي سعى لترويجها بين الناس في عصره . ولم يقل المسيح عليه السلام يوم قط : (( أنا الله )) . ولم يقل المسيح للناس يوم قط : (( أعبدوني )) .
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م