هذا حالنا في هذا المكان فكيف بغيره ؟؟؟

[البتار اليمان]

يتعجب الانسان ايها الاخوه مما وصلنا اليه من حال ... تدمع العين لمرآه ... ويضيق به الصدر ذرعاً مما حواه ....
لقد شاهدت مناظراً يشيب منها شعر الرأس ..... في ذلك المكان المقفر المحزن .... ذلك المكان هو المقبره ......
فبعد ان صلينا على بعض الجنائز وتوجهنا الى المقبره لدفنهم .....
فلاشك ان من يدخل هذه المقبره سيعيش لحظات الحزن والالم ..... والخوف والوجل .... يتذكر انه كم فرط في جنب الله وهو من المستطيعين للطاعه القادرين عليها .... ويقشر جلد الانسان وهو يرى القبور متراصه .... لكنهم جيران الصمت .... يرى بعض القبور قد حفرت في انتظار صاحبها فيتخيل نفسه ان هذا القبر مكانه ... فتسقط الدمعات من عينه ....
ولما كنا في هذه اللحظات والجنازه تلحد اذ بي ارى منظراً اسودت الدنيا امام عيني لمرآه .... انهما شابان في ريعان الشباب قد التقيا على غير ميعاد ... فاتجها الى ناحيه من المقبره خاله من الناس لكنها لم تخلوا من القبور المحفوره .. فتبادلا اطراف الحديث وسط الضحكات العاليه منهما ....
ومنظراً اخر انه لرجل كبير في السن قليلاً اي انه ربما قد تجاوز الاربعين بقليل .... منتفخ الودجين ... محمر الوجه .... رافعاً صوته .... كأنه منذر قوم صبحكم .. مساكم ....
ليته كان كذلك .. لكنه وللاسف كان يبيع ويشتري في المقبره ....
والادهى من ذلك والامر انك اذا تعديت اسوار المقبره خارجاً وقد علاك الهم والغم والحزن والدموع تتساقط من عينيك .... تشاهد شباباً ورجالاً كباراً قد اشعلوا سجائرهم منذ ان تخطوا اخر عتبه لعتبة المقبره ....

فسبحان الله هل قست قلوبنا ؟
هل نسينا هادم اللذات ومفرق الجماعات ؟
هل غطت الدنيا على ابصارنا وقلوبنا ؟
اسئله لم تزل دفينة الخاطر .... ولم ازل بالصمت ادفن جوابها .

فاللهم ارحمنا برحمتك .... واجعل قبورنا روضه من رياض الجنه ... واسكنا الفردوس الاعلى ...

تقبل الجميع تحياتي .