مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-04-2006, 04:56 PM
حقاني حقاني غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
المشاركات: 14
إفتراضي مخاطر تواجه المقاومة..في لحظات الانتصار

مخاطر تواجه المقاومة..في لحظات الانتصار
بقلم طلعت رميح

مفكرة الإسلام : اليوم أو غدًا النصر النهائي قادم بإذن الله، وما يجري أمامنا الآن على أرض العراق لم يعد صراعًا لإجبار قوات الاحتلال على إعلان الهزيمة، بل هو صراع يجري بالدرجة الأولى حول ترتيبات ما بعد النصر أو حول عراق ما بعد انسحاب قوات الاحتلال ـ أيًا كان مدى انسحاب قوات الاحتلال المقرر حتى الآن ـ وتلك هي الحالة التي نعيش مخاطرها الآن، حيث تشكيل وبناء العراق ما بعد التحرير بدأ، وليس صحيحًا أنه يبدأ بعد الانسحاب.

لقد تمكنت المقاومة العراقية في المرحلة الأولى لانطلاقها من إنهاء كل حديث لأعدائها عن القضاء عليها، إذ هي أفشلت كل حديث عن مواعيد حددت لاقتلاعها والقضاء عليها، كما هي ثبتت وجودها بديمومتها وبصمودها وقوتها المتصاعدة، بما أسقط تلك التصريحات التي كانت رائجة على ألسنة العسكريين والسياسيين الأمريكيين خلال الفترة الأولى لانطلاق المقاومة، ومن ثم لم نعد نسمع الآن أو بالدقة منذ الحديث المزيف عن المفاوضات مع المسلحين ـ المقاومة ـ عن أي دعاوى لإنهاء 'التمرد' و'القضاء على المسلحين'. لم يصدر أي تصريح واحد بهذا المعنى على لسان أي مسئول أمريكي بل بات الحديث والحوار والصراع الدائر هو حول الانسحاب من العراق، قدره وتوقيته وترتيباته.

لقد أثبتت المقاومة العراقية أنها ند قوي وبالغ القدرة على المواجهة مع جيش الاحتلال الأمريكي، منذ بات جنوده يتذمرون من رداءة الأسلحة الأمريكية وضعف قدرتها على المواجهة مع المقاومة ـ وهم بأيديهم أعلى وأخطر والأشد فتكًا من الأسلحة الموجودة في العالم أجمع ـ بما جعل الجميع يدرك أن روح جنود الاحتلال قد انهارت وأنه لم يعد ثمة إمكانية لهذا الجيش في تحقيق النصر على المقاومة.

كما هي باتت تمتلك خبرات متنوعة وأسلحة متعددة جعلت عملياتها نوعية في أماكن اختيارها وفي الأعداد المشاركة من مجاهديها خاصة في ضوء استراتيجية التركيز على الجنود أكثر من المعدات ـ وهو الأسلوب الأنجح في هزيمة الأعداء الغربيين بصفة عامة ـ وكذا بحكم أنها تمكنت من الانتشار على أوسع رقعة في مناطق وسط وشمال شرق العراق بما أنهك قوات الاحتلال، وبما رفع الروح المعنوية لدى كل الخلصاء الداعمين لفكرة وفكر المقاومة في كافة أنحاء العراق وفي الوطن العربي وبين صفوف الأمة الإسلامية.

كان العامل الحاسم في نصر المقاومة العراقية أنها امتلكت بعدًا إيمانيًا لا يملكه عدوها. لقد امتلك عدوها التكنولوجيا وصار يلوذ بها، بينما المقاومة لاذت بالمولى سبحانه وتعالى، ومن ثم أصبح الفارق بين المتقاتلين أن أحدهما يطلب الشهادة، بينما يموت المختفي خلف البروج المشيدة من الخوف قبل السلاح، ينشد الإفلات بحياته، إذ الموت عنده فناء.

لقد تواصلت عمليات المقاومة في العراق طوال ثلاث سنوات حتى وصلنا إلى حالة 'نموذجية' الآن. جيش الاحتلال يتذمر لدى قادته السياسيين أن ينقذوه من الموت ـ الفناء ـ بالانسحاب، وعملاء يرفضون انسحاب قوات الاحتلال مشددين على أن تلك نهايتهم ونهاية مشروع الاحتلال الأمريكي، كما أن كلا الاثنين باتا يستنجدان بكل الحلفاء الآخرين ويدفعونهم إلى صدارة الأحداث ليخفوا فشلهم وراءهم أو ليورطوهم هم ليفلتوا هم بجلدهم كما هو الحال في الاستنجاد بالجامعة العربية ـ التي لا تنجد أحدًا حتى نفسها ـ ثم بإيران ليدفعوها إلى المواجهة الرسمية المباشرة. بينما المقاومة العراقية وحدها من بات هو القوة الفاعلة الصامدة قوية المستقبل والمتمكنة من الانتصار.

وفي ضوء كل ذلك فإن الجديد الدائر حاليًا هو أن محتوى الصراع ومضمونة الآن بات يدور حول طبيعة العراق ما بعد إنهاء الاحتلال حيث هناك مشروعات متضاربة متناقضة لعراق ما بعد انسحاب قوات الاحتلال. فمن ناحية تسعى المقاومة إلى بناء عراق مستقل موحد عربي إسلامي. ومن ناحية أخرى تستهدف قوات الاحتلال وعملاؤها بناء عراق مقسم ضعيف معتل تحت الهيمنة الأمريكية ومن ناحية ثالثة تعمل بعض القوى الطائفية على بناء عراق فيدرالي، بعضها يراه تحت الهيمنة الإيرانية وبعضها يراه تحت الهيمنة الأمريكية ولهذا يجري الاختلاف بينهما الآن، كما يجري لذلك الحوار والتفاوض بين قوات الاحتلال وإيران على مستقبل العراق الآن. ومن ثم فإن السؤال الآن هو كيف ستكون خطط المقاومة في المرحلة القادمة أو كيف ستتوجه أعمالها وتنتظم باتجاه وضع العراق المستقبلي ..العراق الموحد.

الوضع الراهن ..الملامح

يمكن القول بأن ملامح الوضع الراهن، باتت متشكلة وفق نمط معقد من التداخل يتطلب تفكيك عناصره لفهمه. الملمح الأول أن قوات الاحتلال باتت تدرك أن معركتها وصراعها مع المقاومة قد انتهى استراتيجيًا إلى الهزيمة، وأن المقاومة باتت مع مضي الوقت في سباق مع الزمن من أجل تطوير قدراتها العسكرية والسياسية لتصبح هي البديل لقوات الاحتلال، وهو ما يظهره تحليل طبيعة المعارك الجارية في المنطقة بين سامراء والفلوجة وبقية مدن الوسط ـ التي جرت فيها المقاومة قوات الاحتلال بناءً على تسريب معلومات استخبارية مضللة بما مثل تطورًا نوعيًا لعمل المقاومة ـ وكما أظهرته عملية المقدادية التي لم تكن أهميتها ودلالتها فقط أنها جرت بينما قوات الاحتلال تخوض معركة واسعة حول سامراء كان من الطبيعي لو أن المقاومة ضعيفة أن تنكمش لا أن تهاجم، وإنما أيضًا لأن المجاهدين تمكنوا من تجميع نحو 100 مقاتل خلالها ليهاجموا مركزًا للشرطة في معركة أنهوا خلالها على كل من فيه كما حرروا السجناء بما يفيد بقائهم لفترة طويلة في المعركة، هذا بالإضافة إلى أن المقاومة اتبعت ذلك بعملية الموصل التي قتل فيها 40 جنديًا من الجيش الأمريكي وجيش العملاء.

والملمح الثاني في الوضع الراهن هو أن الجيش والشرطة العراقيين باتا يشهدان صراعًا حول أهداف طائفيتها ليس بين المقاومة وبينهما ـ فطائفية تلك القوات أمر واضح مستقر في فهم المقاومة منذ اللحظات الأولى لبدء تشكيل تلك الأجهزة والعميلة ـ ولكن الصراع يجري على تلك الأجهزة الآن بين قوات الاحتلال التي سمحت بتشكيلها على هذا النحو واستخدمتها لإشعال حرب طائفية وبين القيادات السياسية الموالية لإيران التي تحاول السيطرة على العراق كله من خلال تلك الأجهزة والمؤسسات. إذ قوات الاحتلال تحاول تطويع إرادة السياسيين وجهاز الدولة من أجل استخدامهم في الحرب الأهلية وفق ما ترى قوات الاحتلال لا وفق الحدود والرؤى والمصالح التي تحققها للأطراف التي دعمت تشكيلها 'الحكيم وغيره'. وهذا هو وجه الصراع بين إيران وقوات الاحتلال الذي هو يجري حول من يقود جهاز الدولة العميل وأي مصالح يحقق؟ وهو صراع باتت مظاهره واضحة في تعويق قوات الاحتلال تشكيل حكومة الجعفري وفي عمليات كشف الاحتلال للممارسات الإجرامية التي تقوم بها القوات العميلة التي شكلها هو!

ويبدو الملمح الثالث هو أن الحال في داخل الولايات الأمريكية بات أمره مفزعًا للإدارة الأمريكية الحالية والمتصهينين فيها بشكل خاص، حيث الأمر لم تعد خطورته متمثلة في وصول شعبية الرئيس الأمريكي إلى 30 % بين الأمريكيين من المشاركين في استطلاعات الرأي ـ وقد كانت من قبل إلى ما يقارب نسبة الـ70% ـ ولكن مظهره يتمثل في اضطراب موقف الإدارة الأمريكية الذي بات أشد وضوحًا من خلال إعلان كونداليزا رايس عن انسحاب قوات الاحتلال في العراق بين هذا العام والعام القادم، بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي أن قرار الانسحاب ستأخذه الإدارة الأمريكية القادمة؟!.

والملمح الرابع هو أن القوى السياسية الداعمة للمقاومة سياسيًا باتت أعدادها تتزايد كما بات تأثيرها السياسي يتوسع ويتعمق في داخل العراق وعلى صعيد الوضع العربي والدولي كما هي باتت تكسب أرضًا في الاعتراف بها، وهنا جاءت رسالة المجاهد عزت الدوري لتقع وقع الكارثة على رؤوس الاحتلال وعلى رؤوس كل المتعاونين معه، ليس فقط لأنها أنهت خرافة مقتل أو موت الدوري، ولكن لأن رسالته حملت مطالبة بالاعتراف بالمقاومة العراقية من الرجل الثاني في الحكم الشرعي بالعراق بما وضع الحكام العرب في حرج بالغ وأظهر أن الولايات المتحدة بكل ما فعلت من قتل وتدمير وإجرام ورغم حل الجيش العراقي وأجهزة الدولة لم تستطع القضاء على النظام العراقي الشرعي 'وهنا يبدو أن القذافي يسبق الآخرين في اعترافه أن النظام العراقي بقيادة صدام حسين مازال هو النظام الشرعي في العراق بما شكل أهم اعتراف في هذا المجال'.

ويبدو الملمح الخامس هو أن الولايات المتحدة باتت في حالة تراجع شاملة في المنطقة، وهو ما يفهم من خلال إدراك مغزى التحركات الأخيرة في لبنان وعلى صعيد تطورات قضية رفيق الحريري بالنسبة لسوريا، وعلى صعيد تراجع ضغوط الإدارة الأمريكية على النظم العربية بحجة الديموقراطية المزعومة، إذ هي جميعًا حملت مؤشرات تراجع الولايات المتحدة وميلها للتهدئة في المنطقة. ففي لبنان تراجع جنبلاط إلى الوراء ومعه كل المتعاونين مع المخطط الأمريكي ـ بعد زيارته إلى الولايات المتحدة ـ إذ هو ومن معه رضخوا بعدها لفكرة لبنانية مزارع شبعا بما يعني إبقاء الحال على ما هو عليه الآن كما أن هناك قفزًا حدث في مؤتمر الحوار الوطني إلى موقف مختلف حول العلاقة مع سوريا بالاتفاق على 'عدم جعل سوريا مصدر تهديد لأمن لبنان أو جعل لبنان مصدر تهديد لأمن سوريا وسلامة مواطنيهما في أي حال من الأحوال'. وفيما يتعلق بالتحقيقات الدولية في قضية رفيق الحريري، يجب إدراك المغزى الذي حمله تقرير المحقق الدولي 'الجديد' ـ سيرج ـ في قضية الحريري والذي شدد فيه على أن التحقيق سيستغرق وقتًا طويلاً قبل الوصول إلى نتائج وهو أمر مختلف عن تقارير المحقق الدولي السابق ـ ميليس ـ الذي أطلق اتهامات ضد سوريا وضد كل المتضامنين معها في لبنان منذ أول لحظة. وعلى صعيد الضغوط على الأنظمة فقد كان أصرح المواقف هو ما أعلنه الرئيس المصري من أن الولايات المتحدة تعيد النظر في نظرية 'الفوضى البناءة'.

وفي ضوء كل ذلك فإن النتيجة الكلية هي أن الولايات المتحدة باتت تدرك أنها في مأزق خطير على كافة الأصعدة ـ على الأقل في الوقت الراهن ـ وأن ليس أمامها إلا تهدئة الأجواء في المنطقة وتقديم تنازلات ـ حتى لو كانت مؤقتة ـ لكل الأطراف. وذلك كله كان العامل الرئيس والحاسم فيه ناتجًا عن هزيمة قوات الاحتلال أمام المقاومة العراقية، وهو ما أتاح الفرصة واسعة الآن أمام إنفاذ المقاومة لخطتها الاستراتيجية في بناء العراق القادم.

المقاومة والمستقبل؟

من يتابع ما ينشر حول عمليات المقاومة يلحظ أن ثمة تركيزًا إعلاميًا حول عملية إشعال الحرب الأهلية أو الطائفية في العراق على حساب نشر أخبار المقاومة حتى يكاد المتابع يتصور أن المقاومة هدأت في العراق. ومما يزيد من الشعور بهذا الأمر هو أن قوات الاحتلال ومنذ نهاية أعمالها في مناطق شمال شرق العراق لم تقم بحملات عدوانية واسعة حتى بدأت العملية التي جرت على حدود مدينة سامراء حيث كانت توقفت القوات الأمريكية قبلها لشهرين أو يزيد عن عملياتها البرية الواسعة ضد المقاومة.

لكن المتابع بدقة لما تقوم به المقاومة يلحظ أنها باتت الآن أكثر قدرة على توجيه ضربات منتقاة إلى قوات الاحتلال والجيش العميل، وأنها بعد أن نجحت في إضعاف قدرة قوات الاحتلال على شن عمليات ذات طابع استراتيجي الأهداف ـ كمعارك الفلوجة وتلعفر ـ باتت هي المهاجمة وفق أنماط من العمليات ذات الطابع الاستراتيجي لا الطابع التكتيكي، كما هي تحولت إلى حالة عامة في المجتمع بما أربك أطراف التحالف المستعمر للعراق بما فيه الأطراف الداخلية.


وإذ تدخل المقاومة العراقية عامها الرابع فإن الأهم الآن هو أن المقاومة العراقية باتت تواجه مهمة بناء العراق القادم بعد التحرير، وهو ما يطرح بشأنه ثلاث قضايا رئيسة، أولها كيف تعيد توحيد العراق في ضوء المعطيات التي صنعها الاحتلال ويسعى إلى ترسيخها من خلال الحرب الآلية، وثانيها كيف تعيد بناء جهاز الدولة العراقي على أنقاض جهاز الدولة العميل، وثالثها ماذا ستفعل إزاء النفوذ الإيراني في العراق؟
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م