مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-04-2006, 09:26 AM
كمال عزالدين كمال عزالدين غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 83
إفتراضي المرأة من خلال التراث الشعبي

بسم الله الرحمان الرحيم
إن كل من ينظر الى حال المرأة في المجتمعات الإسلامية اليوم ، لا يساوره أدنى شك أنها تعاني من حيف و ظلم ، و أنها استغلت بشكل لا أخال أحدا يجهله ، فالبعض استرخص كرامتها ، و آخرون ألغوا إنسانيتها و جعلوها مادة إشهارية ، و آخرون أبوا إلا أن يعرضوا مفاتنها في قنوات قد لا تبقي و لا تذر من الأخلاق شيئا .
بعد ذلك أتى دور الطابور الخامس ليقولوا : إن كل ذلك من باب حرية المرأة ، و أن علينا أن لا نقيد حركتها أكثر مما هي مقيدة ، و أن الإسلام كبل المرأة بأغلال لو تحررت منها فسيكون في ذلك خيرها و خير مجتمعها.
و انطلاقا من هذه التفاهات التي سك بها العلمانيون آذاننا ، فمن الأفضل لطلبة العلم اليوم تكثيف الكتابة في أمور المرأة حتى يطلع الناس على حقيقة لا غبار عليها ؛ و هي أن الإسلام ضمن للمرأة الحرية و الكرامة ، و بقدر ابتعاد المرأة عن شريعة ربها بقدر ما ستقع في شراك الاستغلال .
و قد سبق أن كتبت موضوعا حول حقيقة المرأة في الديانة اليهودية ، و يتبين لكل من تصفحه أن اليهود نجسوا المرأة في دينهم ، و أحاطوها بسياج من الرذيلة لينتهي بها المطاف في حقل الضياع و الخراب و العياذ بالله ، و مع ذلك فإن أمريكا لم تقم بأي ضغوط على الكيان الصهيوني المزعوم لتحسين وضع المراة عندهم ، لأن الولايات المتحدة_ بهكذا حال_ تريد أن
ينتهي وضع المرأة المسلمة .
و اليوم نطلع جميعا على موضوع المرأة في التراث الشعبي من خلال أمثال الزواج ، و سيتبين أن المجتمع هو من ظلم المرأة بآرائه المسبقة التعسفية ، و التي لا علاقة لها بالدين الحنيف .
و قبل الخوض في صلب الموضوع لا بد من الاعتراف أن التراث الشعبي له أهميته " في الدراسات الاجتماعية و النفسية ليس من أجل التعرف على طبيعة المجتمع فحسب ، و لكن أيضا كإطار مرجعي للجوانب المعرفية للأفراد أو كمقياس للذكاء أو الحصيلة اللغوية أو كمقياس للإتجاهات أو غيرها"{1} ، مما يوحي بأهمية التراث الشعبي في تكوين رؤية واضحة عن مكونات المجتمع و ثقافته ، وعلاقة الرجل بالمرأة ، بل إن التراث الشعبي قد يقدم صورة ارتجالية و صريحة عن حقيقة المجتمع و قيمه و مبادئه ،و تطور الآراء و الأفكار و السجال الدائر في الأوساط الاجتماعية في مختلف الحقول سياسة كانت أو اجتماعية أو ثقافية .
و لهذا فمكانة المرأة في المجتمع لا تحددها مجموعة خطابات و شعارات و توصيات قد تكون أبعد ما يكون عن الواقع ، و إنما الذي يحدد مكانة المرأة هو ما هو كائن بالفعل كالأمثال المتداولة .
على أنني لا أريد في هذا المقال الخوض في كل مكونات التراث الشعبي و مكانة المرأة من كل ذلك لسببين :
أولهما : أن الأمر يحتاج االى مشروع بين طلبة العلم ، و هذا المشروع له أهميته في معرفة مكانة المرأة بين الدين و المجتمع .
السبب الثاني : أنني أريد أن أضع بين يدي القارئ عينة صغيرة من التراث الشعبي و هي الأمثال لتكون لديه صورة و لو مصغرة عن حقيقة المرأة في التراث الشعبي .
و المثل هو عبارة عن " عدة كلمات تؤلف في مجموعها جملة قصيرة تشير الى نوع من السلوك له معنى أوسع من الخبرة أو الموقف المعين الذي تشير إليه الألفاظ " {2} ، أي أن العبرة في المثل بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فقد تكون للمثل قصة ، و كل ما شابه القصة من وقائع يقاس عليها ، و لا بد في المثل أن " ينبع من البيئة " {3}ليعبر عن واقعها المعيش بعيدا عن التوهم و التخيل ، و لكل بيئة أمثالها ، و أحيانا قد تختلف المواطن و يتحد المثل فيها نتيجة لوحدة المبادئ و الرؤى في إطار معين .
و البلدان التي سيتم تناولها بالدراسة كلها بلدان عربية ، مع ملاحظة أنني سأقدم إشارات فقط عن بعض الأمثال بخصوص المرأة و يكفي من السوار ما أحاط بالعنق .
ففي العراق يشاع االمثل " أبو البنات مرزوق ، و نظيره لفظا و معنى المثل المصري ، يضرب للزوج الذي لم يرزق سوى الإناث ، فتراه مغتما و كئيبا لحرمانه من البنين ، و جاء هذا المثل تخفيفا و مواساة له " {4}، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على الرؤية الرجعية للمرأة في المجتمع العراقي ، و أرجو أن لا يعتقد القارئ أنني أطعن في هذا البلد المسلم ، و إنما الذي أريد أن أخلص إليه أن المجتمع هو الذي ظلم المرأة و ليس ديننا الحنيف كما يزعم الغرب و طابوره الخامس في بلادنا .
و في مثل عراقي آخر" خذ بنت الشبعان و لا تاخذ بنت النكضان " {5}، و تعني كلمة النكضان في هذا المثل الفقير أو المعسر الذي لا مال له ، و هذا المثل " يضرب في تفضيل الزواج بالمرأة الغنية " {6} ، مع العلم أن الشريعة الإسلامية جعلت دين المرأة في سلم الأولويات و ليس المال ،و ما أجمل ما ذكره بهاء الدين بن حمدون في كتابه التذكرة الحمدونية : " أراد نوح بن ابي مريم قاضي مرو الروذ أن يزوج ابنته ، فاستشار جارا له مجوسيا، فقال : سبحان الله ، الناس يستفتونك و أنت تستفتيني ؟ قال : لا بد أن تشير علي ، قال إن رئيسنا كسرى كان يختار المال ، و رئيس الروم كان يختار الجمال ، و رئيس العرب كان يختار النسب ، و رئيسكم محمد كان يختار الدين ، فانظر أنت لنفسك بمن تقتدي " {7} .
على أن المرأة لو جمعت بين الدين و النسب و الجمال و المال فأبشر بها من نعمة ، فبدينها تعرف المرأة ما لها و ما عليها ، و بنسبها تشرف زوجها ، و بجمالها تملأ عينيه ، و بمالها تعينه إن كان في عسرة ، أما أن تنكح المرأة لمالها دون ما سوى ذلك فهذا عين الطمع ، فهل الدين هو الذي جاء بالقول : " خذ بنت الشبعان و لا تاخذ بنت النكضان " أم المجتمع برؤيته المشوشة .
و في مثل آخر " البنية بلية " يضرب للخوف و عدم الاطمئنان من سلوك البنت و تصرفاتها ، و قد قيل عنها إنها " تجيب العار لباب الدار " {8} ، بهذا المثل يتضح أن الذين يريدون إبعاد المرأة عن دينها إنما يريدون إبعادها عن حصنها الحصين الذي يضمن لها الكرامة و الشرف ، فالقاذف الذي يدعي على مسلمة مهما بلغ تبرجها أنها زانية يحد ثمانين ما لم يأت بأربعة شهود ، لكن عندما تركت المرأة للمجتمع انقلبت المعادلة لتصبح " المرأة متهمة حتى تتبث براءتها " ، فلماذا يخبوا صوت العلمانيين عندما يتعلق الأمر بالمجتمع و ظلمه .
و من الأمثال الكويتية :" الفلوس تجيب العروس " :يضرب للغني تجاب طلباته " {9} ، و هذا المثل صريح في أن المرأة شاركت في رؤية المجتمع الفاسدة ، حيث أن عددا لا بأس به من النساء يذعن لأصحاب المال فيتزوجنه و لم ترضهم أخلاقه ... و الواقع أن هذا المثل الكويتي ينطبق معناه على غير هذه الدولة الشقيقة ، فأي بلد هذا الذي لا يمكنك الحصول فيه على زوجة إلا بالمال ، و الذي اقصده أن المثل يمكن اعتباره قاعدة ، و هذه القاعدة تجد لها استثناءات تتمثل في عدد من المسلمات يسألن عن دين الزوج قبل قبول الاقتران به ، و هؤلاء المسلمات يصدق فيهن المثل العربي " أعز من الكبريت الأحمر" ....بيد أن أكثر اللواتي يقبلن على الزواج يضعن الدين في الرتبة الثانية بعد الوظيفة و ما يتولد عنها من راتب ...و قد يكون الرجل تاركا للصلاة و مع ذلك تقبل الزواج به ...و كأنها تؤكد بهذا الأمر المثل " الفلوس تجيب العروس " .
و من الأمثال السعودية :" زعل على امه و طلك مرته " : يضرب لمن ينتابه الغضب فيفقد الروية و الاتزان ، إذا به يتصرف تصرف الطائشين حيث يسيء الى شخص لم تبد منه أية إساءة إليه ، شأنه في ذلك شأن من يختلف مع أمه فيصب جام غضبه على زوجته فيطلقها {10} ، و هذا المثل لا يحتاج الى مزيد من الوضوح ، لكن ما أريد الإشارة إليه إضافة لما سبق أنك تجد أحيانا أم الزوج تحرض إبنها على زوجته ، و تأمره باستعبادها و النيل منها ، و كأن الزوجة هنا ليست شريكة حياة و إنما هي خادم تسمع و تطيع .
و الحقيقة أن طاعة المرأة لزوجها هو أمر لا غبار عليه ، و إكرام الزوجة لأهل الزوج و الاعتناء بهم و النظر في شؤونهم عند زيارتهم لها في حدود الشرع فيه من الفضائل ما الله به عليم ، أما التحريض و العداوة و إثارة الشبهات و الشكوك فهذا ليس من الإسلام في شيء ...و لينظر كل منا في حقله العائلي ليجد من الأمثلة في العداوة القائمة بين الحماة و الزوجة ما يغني عن الذكر ، و لا يد للإسلام في هذه العداوة و إنما هو البعد عن الدين و الاحتكام الى العواطف .
و في الإمارات يتداول المثل " الحرمة شاورها و خالفها ...يضرب للزوج الذي يشاور زوجته في أموره و شؤونه و لكنه لا يأخذ و لا يلزم نفسه بقبول الاستشارة " {11}.
فهل هذا المبدأ الظالم تجد له مكانا في الإسلام ، أم أن الحكمة ضالة المسلم أنى وجدها فهو أحق بها ، فقد استشار نبينا صلى الله عليه و سلم نساءه في المبيت عند أمنا عائشة رضي الله عنها ، و في صحيح البخاري (2731،2742) كتاب الشروط:
‏باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط‏‏ . حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا :"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية ............قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا قَالَ فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنْ النَّاسِ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا".
قال الحافظ ابن حجر في الفتح(5/423))قوله‏:‏ ‏(‏فذكر لها ما لقي من الناس‏)‏ في رواية ابن إسحاق ‏"‏ فقال لها ألا ترين إلى الناس‏؟‏ إني آمرهم بالأمر فلا يفعلونه ‏"‏ وفي رواية أبي المليح ‏"‏ فاشتد ذلك عليه، فدخل على أم سلمة فقال‏:‏ هلك المسلمون، أمرتهم أن يحلقوا وينحروا فلم يفعلوا، قال فجلى الله عنهم يومئذ بأم سلمة‏"‏‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏قالت أم سلمة‏:‏ يا نبي الله أتحب ذلك‏؟‏ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم‏)‏ زاد ابن إسحاق ‏"‏ قالت أم سلمة‏:‏ يا رسول الله لا تكلمهم، فإنهم قد دخلهم أمر عظيم مما أدخلت على نفسك من المشقة في أمر الصلح ورجوعهم بغير فتح‏"‏، ويحتمل أنها فهمت عن الصحابة أنه احتمل عندهم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالتحلل أخذا بالرخصة في حقهم وأنه هو يستمر على الإحرام أخذا بالعزيمة في حق نفسه، فأشارت عليه أن يتحلل لينتفي عنهم هذا الاحتمال، وعرف النبي صلى الله عليه وسلم صواب ما أشارت به ففعله فلما رأى الصحابة ذلك بادروا إلى فعل ما أمرهم به إذ لم يبق بعد ذلك غاية تنتظر‏.‏
وفيه فضل المشورة، وأن الفعل إذا انضم إلى القول كان أبلغ من القول المجرد، وليس فيه أن الفعل مطلقا أبلغ من القول، وجواز مشاورة المرأة الفاضلة، وفضل أم سلمة ووفور عقلها حتى قال إمام الحرمين‏:‏ لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة‏‏{12}.
فأين كل هذا من المشاورة مع المخالفة !!!! ، و هل المخالفة في اتباع الحق إلا الهلاك ، ألا يعرفون الظلم بأنه وضع الشيء في غير موضعه ، ألا تكون المخالفة في الحق هي عين الظلم ، ليتبين أن مقارنة الإسلام مع التراث الشعبي هي مقارنة مع الفارق فشتان بين شريعة إلاهية منزهة عن الظلم و تراث شعبي اشترك الرجال و النساء في حياكته .
و من أعجب ما قرأت من التراث الشعبي......
----------------------------------------------------
الاستدلالات مع المزيد في هذا الموقع :http://www.maktoobblog.com/kamalazzeddine
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م