مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-11-2006, 03:19 PM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي أسرار خطيرة...سبب عداوة أدعياء السلفية لقطب رحمه الله

انظر ماذا كتب عنهم في كتابه في ظلال القرآن وسيتبين كيف فضحهم فلا يغرنك أن بينه وبينهم نصف قرن من الزمان فهم أذناب أسلافهم

كتب رحمه الله
(ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم , ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون). .

هكذا يعجب الله من أهل الكتاب حين يعرض بعضهم - لا كلهم - عن الاحتكام إلى كتاب الله في أمور الاعتقاد وأمور الحياة . فكيف بمن يقولون:إنهم مسلمون , ثم يخرجون شريعة الله من حياتهم كلها . ثم يظلون يزعمون أنهم مسلمون ! إنه مثل يضربه الله للمسلمين أيضا كي يعلموا حقيقة الدين وطبيعة الإسلام ; ويحذروا أن يكونوا موضعا لتعجيب الله وتشهيره بهم . فإذا كان هذا هو استنكار موقف أهل الكتاب الذين لم يدعوا الإسلام , حين يعرض فريق منهم عن التحاكم إلى كتاب الله , فكيف يكون الاستنكار إذا كان "المسلمون" هم الذين يعرضون هذا الاعراض . . إنه العجب الذي لا ينقضي , والبلاء الذي لا يقدر , والغضب الذي ينتهي إلى الشقوة والطرد من رحمة الله ! والعياذ بالله !

ثم يكشف عن علة هذا الموقف المستنكر المتناقض:

(ذلك بأنهم قالوا:لن تمسنا النار إلا أياما معدودات , وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون). .

هذا هو السبب في الاعراض عن الاحتكام إلى كتاب الله ; والتناقض مع دعوى الإيمان ودعوى أنهم أهل كتاب . . إنه عدم الاعتقاد بجدية الحساب يوم القيامة , وجدية القسط الإلهي الذي لا يحابي ولا يميل . يتجلىهذا في قولهم:

(لن تمسنا النار إلا أياما معدودات). .

وإلا فلماذا لا تمسهم النار إلا أياما معدودات ? لماذا وهم ينحرفون أصلا عن حقيقة الدين وهي الاحتكام في كل شيء إلى كتاب الله ? لماذا إذا كانوا يعتقدون حقا بعدل الله ? بل إذا كانوا يحسون أصلا بجدية لقاء الله ? إنهم لا يقولون إلا افتراء , ثم يغرهم هذا الافتراء:

(وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون). .

وحقا إنه لا يجتمع في قلب واحد جدية الاعتقاد بلقاء الله , والشعور بحقيقة هذا اللقاء , مع هذا التميع في تصور جزائه وعدله . .

وحقا إنه لا يجتمع في قلب واحد الخوف من الآخرة والحياء من الله , مع الاعراض عن الاحتكام إلى كتاب الله , وتحكيمه في كل شأن من شؤون الحياة . .

ومثل أهل الكتاب هؤلاء مثل من يزعمون اليوم أنهم مسلمون . ثم يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم فيتولون ويعرضون . وفيهم من يتبجحون ويتوقحون , ويزعمون أن حياة الناس دنيا لا دين ! وأن لا ضرورة لإقحام الدين في حياة الناس العملية وارتباطاتهم الاقتصادية والاجتماعية , بل العائلية , ثم يظلون بعد ذلك يزعمون أنهم مسلمون ! ثم يعتقد بعضهم في غرارة بلهاء أن الله لن يعذبهم إلا تطهيرا من المعاصي , ثم يساقون إلى الجنة ! أليسوا مسلمين ? إنه نفس الظن الذي كان يظنه أهل الكتاب هؤلاء , ونفس الغرور بما افتروه ولا أصل له في الدين . . وهؤلاء وأولئك سواء في تنصلهم من أصل الدين , وتملصهم من حقيقته التي يرضاها الله:الإسلام . . الاستسلام والطاعة والاتباع . والتلقي من الله وحده في كل شأن من شؤون الحياة:
(فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه , ووفيت كل نفس ما كسبت , وهم لا يظلمون)?

كيف ? إنه التهديد الرعيب الذي يشفق القلب المؤمن أن يتعرض له وهو يستشعر جدية هذا اليوم وجدية لقاء الله , وجدية عدل الله ; ولا يتميع تصوره وشعوره مع الأماني الباطلة والمفتريات الخادعة . . وهو بعد تهديد قائم للجميع . . مشركين وملحدين , وأهل كتاب ومدعي إسلام , فهم سواء في أنهم لا يحققون في حياتهم الإسلام !

(فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه). . وجرى العدل الإلهي مجراه ? (ووفيت كل نفس ما كسبت). . بلا ظلم ولا محاباة ? (وهم لا يظلمون). . كما أنهم لا يحابون في حساب الله ?

سؤال يلقى ويترك بلا جواب . . وقد اهتز القلب وارتجف وهو يستحضر الجواب !

الدرس السادس:26 - 27 حقيقة الألوهية في الكون والإنسان

بعدئذ يلقن رسول الله [ ص ] وكل مؤمن , أن يتجه إلى الله , مقررا حقيقة الألوهية الواحدة , وحقيقة القوامة الواحدة , في حياة البشر , وفي تدبير الكون . فهذه وتلك كلتاهما مظهر للألوهية وللحاكمية التي لا شريك لله فيها ولا شبيه:

(قل:اللهم مالك الملك:تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء . وتعز من تشاء وتذل من تشاء . بيدك الخير . إنك على كل شيء قدير . تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل . وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي . وترزق من تشاء بغير حساب). .


نداء خاشع . . في تركيبه اللفظي إيقاع الدعاء . وفي ظلاله المعنوية روح الابتهال . وفي التفاتاته إلى كتاب الكون المفتوح استجاشة للمشاعر في رفق وإيناس . وفي جمعه بين تدبير الله وتصريفه لأمور الناس ولأمور الكون إشارة إلى الحقيقة الكبيرة:حقيقة الألوهية الواحدة القوامة على الكون والناس ; وحقيقة أن شأن الإنسان ليس إلا طرفا من شأن الكون الكبير الذي يصرفه الله ; وأن الدينونة لله وحده هي شأن الكون كله كما هي شأن الناس ; وأن الانحراف عن هذه القاعدة شذوذ وسفه وانحراف !

(قل:اللهم مالك الملك . تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء . وتعز من تشاء وتذل من تشاء). .

إنها الحقيقة الناشئة من حقيقة الألوهية الواحدة . . إله واحد فهو المالك الواحد . . هو (مالك الملك)بلا شريك . . ثم هو من جانبه يملك من يشاء ما يشاء من ملكه . يملكه إياه تمليك العارية يستردها صاحبها ممن يشاء عندما يشاء . فليس لأحد ملكية أصيلة يتصرف فيها على هواه . إنما هي ملكية معارة له خاضعة لشروط المملك الأصلي وتعليماته ; فإذا تصرف المستعير فيها تصرفا مخالفا لشرط المالك وقع هذا التصرف باطلا . وتحتم على المؤمنين رده في الدنيا . أما في الآخرة فهو محاسب على باطله ومخالفته لشرط المملك صاحب الملك الأصيل . .

وكذلك هو يعز من يشاء ويذل من يشاء بلا معقب على حكمه , وبلا مجير عليه , وبلا راد لقضائه , فهو صاحب الأمر كله بما أنه - سبحانه - هو الله . . وما يجوز أن يتولى هذا الاختصاص أحد من دون الله .

وفي قوامة الله هذه الخير كل الخير . فهو يتولاها سبحانه بالقسط والعدل . يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء بالقسط والعدل . ويعز من يشاء ويذل من يشاء بالقسط والعدل . فهو الخير الحقيقي في جميع الحالات ; وهي المشيئة المطلقة والقدرة المطلقة على تحقيق هذا الخير في كل حال: (بيدك الخير). . (إنك على كل شيء قدير). .

وهذه القوامة على شؤون البشر , وهذا التدبير لأمرهم بالخير , ليس إلا طرفا من القوامة الكبرى على شؤون الكون والحياة على الإطلاق:

رحم الله قطب يتبع
  #2  
قديم 01-12-2006, 04:05 AM
adelsalafi adelsalafi غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 600
إفتراضي

انا لم اقرا كلامك قرات فقط العنوان
نحن السلفيون نعادي قطب على عقيدة وحدة الوجود و طعنه في موسى على نبينا و عليه افضل الصلاة و التسليم و طعنه في عثمان رضي الله عنه
__________________
قال ابن القيم رحمه الله
العلـــم قــال اللــه قــال رســوله ___ قــال الصحابـة هـم أولـو العرفـان
مـا العلم نصبك للخلاف سفاهة ___ بيـــن النصــوص وبيـن رأي فقيـه
  #3  
قديم 01-12-2006, 04:25 AM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي وهذا اعتراف منك بأنك لم تقرأ

أنا على علم تام انك لم تقرأ واذا قرأت فلن تفقه

معدتك التي في رأسك لا تعرف الا الحشو وما يتلى عليها من دعاة الفتنة
ولذلك انا لا اكتب لك اكتب لمن يقرأ


قال سيد رحمه الله
الحياة في ظلال القرآن : وفي ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء ، ولا للفلتة العارضة : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) .. ( وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) .. وكل أمر لحكمة . ولكن حكمة الغيب العميقة قد لا تتكشف للنظرة الإنسانية القصيرة : ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل ) ( الله فيه خيرا كثيرا ) .. ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم . والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .. والأسباب التي تعارف عليها الناس قد تتبعها آثارها وقد لا تتبعها ، والمقدمات التي يراها الناس حتمية قد تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها . ذلك أنه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ الآثار والنتائج ، وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ الآثار والنتائج كما تنشئ الأسباب والمقدمات سواء : ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) .. ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) .. والمؤمن يأخذ بالأسباب لأنه مأمور بالأخذ بها ، والله هو الذي يقدر آثارها ونتائجها .. والاطمئنان إلى رحمة الله وعدله وإلى حكمته وعلمه هو وحده الملاذ الأمين ، والنجوة من الهواجس والوساوس : ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ، والله واسع عليم ) ..

ومن ثم عشت - في ظلال القرآن - هادئ النفس ، مطمئن السريرة ، قرير الضمير .. عشت أرى يد الله في كل حادث وفي كل أمر . عشت في كنف الله وفي رعايته . عشت أستشعر إيجابية صفاته تعالى وفاعليتها .. ( أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ؟ ) .. ( وهو القاهر فوق عباده وهوا لحكيم الخبير ) .. ( والله غالب على أمره ولكن أكثرا لناس لا يعلمون ) .. ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) .. ( فعال لما يريد ) .. ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا وبرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه . إن الله بالغ أمره ) .. ( ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ) .. ( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ) .. ( ومن يهن الله فما له من مكرم ) .. ( ومن يضلل الله فما له من هاد ) .. إن الوجود ليس متروكا لقوانين آلية صماء عمياء . فهناك دائما وراء السنن الإرادة المدبرة ، والمشيئة المطلقة .. والله يخلق ما يشاء ويختار . كذلك تعلمت أن يد الله تعمل . ولكنها تعمل بطريقتها الخاصة ؛ وأنه ليس لنا أن نستعجلها ؛ ولا أن نقترح على الله شيئا .
فالمنهج الإلهي - كما يبدو في ظلال القرآن - موضوع ليعمل في كل بيئة ، وفي كل مرحلة من مراحل النشأة الإنسانية ، وفي كل حالة من حالات النفس البشرية الواحدة .. وهو موضوع لهذا الإنسان الذي يعيش في هذه الأرض ، آخذ في الاعتبار فطرة هذا الإنسان وطاقاته واستعداداته ، وقوته وضعفه ، وحالاته المتغيرة التي تعتريه .. إن ظنه لا يسوء بهذا الكائن فيحتقر دوره في الأرض ، أو يهدر قيمته في صورة من صور حياته ، سواء وهو فرد أو وهو عضو في جماعة . كذلك هو لا يهيم مع الخيال فيرفع هذا الكائن فوق قدره وفوق طاقته وفوق مهمته التي أنشأه الله لها يوم أنشأه .. ولا يفترض في كلتا الحالتين أن مقومات فطرته سطحية تنشأ بقانون أو تكشط بجرة قلم ! .. الإنسان هو هذا الكائن بعينه . بفطرته وميوله واستعداداته . يأخذ المنهج الإلهي بيده ليرتفع به إلى أقصى درجات الكمال المقدر له بحسب تكوينه ووظيفته ، ويحترم ذاته وفطرته ومقوماته ، وهو يقوده في طريق الكمال الصاعد إلى الله .. ومن ثم فإن المنهج الإلهي موضوع للمدى الطويل - الذي يعلمه خالق هذا الإنسان ومنزل هذا القرآن - ومن ثم لم يكن معتسفا ولا عجولا في تحقيق غاياته العليا من هذا المنهج . إن المدى أمامه ممتد فسيح ، لا يحده عمر فرد ، ولا تستحثه رغبة فان ، يخشى أن يعجله الموت عن تحقيق غايته البعيدة ؛ كما يقع لأصحاب المذاهب الأرضية الذين يعتسفون الأمر كله في جيل واحد ، ويتخطون الفطرة المتزنة الخطى لأنهم لا يصبرون على الخطو المتزن ! وفي الطريق العسوف التي يسلكونها تقوم المجازر ، وتسيل الدماء ، وتتحطم القيم ، وتضطرب الأمور . ثم يتحطمون هم في النهاية
  #4  
قديم 02-12-2006, 07:23 AM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي


وأخيرا يصل السياق إلى الرسالة الأخيرة ; وإلى الشريعة الأخيرة إنها الرسالة التي جاءت تعرض الإسلام في صورته النهائية الأخيرة ; ليكون دين البشرية كلها ; ولتكون شريعته هي شريعة الناس جميعا ; ولتهيمن على كل ماكان قبلها وتكون هي المرجع النهائي ; ولتقيم منهج الله لحياة البشرية حتى يرث الله الأرض ومن عليها المنهج الذي تقوم عليه الحياة في شتى شعبها ونشاطها ; والشريعة التي تعيش الحياة في إطارها وتدور حول محورها ; وتستمد منها تصورها الاعتقادي ونظامها الاجتماعي وآداب سلوكها الفردي والجماعي وقد جاءت كذلك ليحكم بها لا لتعرف وتدرس وتتحول إلى ثقافة في الكتب والدفاتر وقد جاءت لتتبع بكل دقة ولا يترك شيء منها ويستبدل به حكم آخر في صغيرة من شئون الحياة أو كبيرة فإما هذا وإما فهي الجاهلية والهوى ولا يشفع في هذه المخالفة أن يقول أحد إنه يجمع بين الناس بالتساهل في الدين فلو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة إنما يريد الله أن تحكم شريعته ثم يكون من أمر الناس ما يكون وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم إنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون ويقف الإنسان أمام هذه النصاعة في التعبير وهذا الحسم في التقرير وهذا الاحتياط البالغ لكل ما قد يهجس في الخاطر من مبررات لترك شيء ولو قليل من هذه الشريعة في بعض الملابسات والظروف يقف الإنسان أمام هذا كله فيعجب كيف ساغ لمسلم يدعي الإسلام أن يترك شريعة الله كلها بدعوى الملابسات والظروف وكيف ساغ له أن يظل يدعي الإسلام بعد هذا الترك الكلي لشريعة الله وكيف لا يزال الناس يسمون أنفسهم مسلمين وقد خلعوا ربقة الإسلام من رقابهم وهم يخلعون شريعة الله كلها ; ويرفضون الإقرار له بالإلوهيه في صورة رفضهم الإقرار بشريعته وبصلاحية هذه الشريعه في جميع الملابسات والظروف وبضرورة تطبيقها كلها في جميع الملابسات والظروف وأنزلنا إليك الكتاب بالحق يتمثل الحق في صدوره من جهى الألوهيه وهي الجهه التي تملك حق تنزيل الشرائع وفرض القوانين ويتمثل الحق في محتوياته وفي كل ما يعرض له من شئون العقيده والشريعه وفي كل ما يقصه من خير وما يحمله من توجيه مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فهو الصوره الأخيره لدين الله وهو المرجع الأخير في هذا الشأن والمرجع الأخير في منهج الحياة وشرائع الناس ونظام حياتهم بلا تعديل بعد ذلك ولا تبديل ومن ثم فكل اختلاف يجب أن يرد إلى هذا الكتاب ليفصل فيه سواء كان هذا الاختلاف في التصور الاعتقادي بين أصحاب الديانات السماويه أو في الشريعه التي جاء هذا الكتاب بصورتها الأخيره أو كان هذا الاختلاف بين المسلمين أنفسهم فالمرجع الذي يعودون إليه بآرائهم في شأن الحياه كله هو هذا الكتاب ولا قيمه لآراء الرجال ما لم يكن لها أصل تستند إليه من هذا المرجع الأخير وتترتب على هذه الحقيقه مقتضياتها المباشره فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق والأمر موجه ابتداء إلى رسول الله ص فيما كان فيه من أمر أهل الكتاب الذين يبحثون إليه متحاكمين ولكنه ليس خاصاً بهذا السبب بل هو عام وإلى آخر الزمان طالما أنه ليس هناك رسول جديد ولا رساله جديده لتعديل شيء ما في هذا المرجع الأخير لقد كمل هذا الدين وتمت به نعمة الله على المسلمين ورضيه الله لهم منهج حياه للناس أجمعين ولم يعد هنالك من سبيل لتعديل شيء فيه أو تبديله ولا لترك شيء من حكمه إلى حكم آخر ولا شيء من شريعته إلى شريعة أخرى وقد علم الله حين رضيه للناس أنه يسع الناس جميعاً وعلم الله حين رضيه مرجعاً أخيراً أنه يحقق الخير للناس جميعاً وأنه يسع حياة الناس جميعاً الى يوم الدين وأي تعديل في هذا المنهج ودعك من العدول عنه هو إنكار لهذا المعلوم من الدين بالضروره يخرج صاحبه من هذا الدين ولو قال باللسان ألف مره إنه من المسلمين وقد علم الله أن معاذير كثيره يمكن أن تقوم وأن يبرر بها العدول عن شيء مما أنزل الله واتباع أهواء المحكومين المتحاكمين وأن هواجس قد تتسرب في ضرورة الحكم بما أنزل الله كله بلا عدول عن شيء فيه في بعض الملابسات والظروف فحذر الله نبيه ص في هذه الآيات مرتين من اتباع أهواء المتحاكمين ومن فتنتهم له عن بعض ما أنزل الله إليه وأولى هذه الهواجس الرغبة البشرية الخفية في تأليف القلوب بين الطوائف المتعددة والاتجاهات والعقائد المتجمعة في بلد واحد ومسايرة بعض رغباتهم عند ما تصطدم ببعض أحكام الشريعة والميل إلى التساهل في الأمور الطفيفة أو التي يبدو أنها ليست من أساسيات الشريعة وقد روى أن اليهود عرضوا على رسول الله ص أن يؤمنوا له إذا تصالح معهم على التسامح في أحكام بعينها منها حكم الرجم وأن هذا التحذير قد نزل بخصوص هذا العرض ولكن الأمر كما هو ظاهر أعم من حالة بعينها وعرض بعينه فهو أمر يعرض في مناسبات شتى ويتعرض له أصحاب هذه الشريعة في كل حين وقد شاء الله سبحانه أن يحسم في هذا الأمر وأن يقطع الطريق على الرغبة البشرية الخفية في التساهل مراعة للاعتبارات والظروف وتأليفا للقلوب حين تختلف الرغبات والأهواء فقال لنبيه إن الله لو شاء لجعل الناس أمة واحدة ; ولكنه جعل لكل منهم طريقا ومنهاجا ; وجعلهم مبتلين مختبرين فيما آتاهم من الدين والشريعة وما آتاهم في الحياة كلها من عطايا وأن كلا منهم يسلك طريقه ; ثم يرجعون كلهم إلى الله فينبئهم بالحقيقة ويحاسبهم على ما اتخذوا من منهج وطريق وأنه إذن لا يجوز أن يفكر في التساهل في شيء من الشريعة لتجميع المختلفين في المشارب والمناهج فهم لا يتجمعون لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون بذلك أغلق الله سبحانه مداخل الشيطان كلها ; وبخاصة ما يبدو منها خيرا وتأليفا للقلوب وتجميعا للصفوف ; بالتساهل في شيء من شريعة الله ; في مقابل إرضاء الجميع أو في مقابل ما يسمونه وحدة الصفوف إن شريعة الله أبقى وأغلى من أن يضحى بجزء منها في مقابل شيء قدر الله ألا يكون فالناس قد خلقوا ولكل منهم استعداد ولكل منهم مشرب ولكل منهم منهج ولكل منهم طريق ولحكمة من حكم الله خلقوا هكذا مختلفين وقد عرض الله عليهم الهدى ; وتركهم يستبقون وجعل هذا ابتلاء لهم يقوم عليه جزاؤهم يوم يرجعون إليه وهم إليه راجعون ; وإنها لتعلة باطلة إذن ومحاولة فاشلة أن يحاول أحد تجميعهم على حساب شريعة الله أو بتعبير آخر على حساب صلاح الحياة البشرية وفلاحها فالعدول أو التعديل في شريعة الله لا يعني شيئا إلا الفساد في الأرض ; وإلا الانحراف عن المنهج الوحيد القويم ; وإلا انتفاء العدالة في حياة البشر ; وإلا عبودية الناس بعضهم لبعض واتخاذ بعضهم لبعض أرباباً من دون الله وهو شر عظيم وفساد عظيم لا يجوز ارتكابه في محاولة عقيمة لا تكون ; لأنها غير ما قدره الله في طبيعة البشر ; ولأنها مضادة للحكمة التي من أجلها قدر ما قدر من اختلاف المناهج والمشارع والاتجاهات والمشارب وهو خالق الخلق وصاحب الأمر الأول فيهم والأخير وإليه المرجع والمصير إن محاولة التساهل في شيء من شريعة الله لمثل هذا الغرض تبدو في ظل هذا النص الصادق الذي يبدو مصداقه في واقع الحياة البشرية في كل ناحية محاولة سخيفة ; لا مبرر لها من الواقع ; ولا سند لها من إرادة الله ; ولا قبول لها في حس المسلم الذي لا يحاول إلا تحقيق مشيئة الله فكيف وبعض من يسمون أنفسهم مسلمين يقولون إنه لا يجوز تطبيق الشريعة حتى لا نخسر السائحين أي والله هكذا يقولون ويعود السياق فيؤكد هذه الحقيقة ويزيدها وضوحا فالنص الأول فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق قد يعني النهي عن ترك شريعة الله كلها إلى أهوائهم فالآن يحذره من فتنتهم له عن بعض ما أنزل الله إليه وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فالتحذير هنا أشد وأدق ; وهو تصوير للأمر على حقيقته فهي فتنة يجب أن تحذر والأمر في هذا المجال لا يعدو أن يكون حكما بما أنزل الله كاملا ; أو أن يكون اتباعا للهوى وفتنة يحذر الله منها ثم يستمر السياق في تتبع الهواجس والخواطر ; فيهون على رسول الله ص أمرهم إذا لم يعجبهم هذا الاستمساك الكامل بالصغيرة قبل الكبيرة في هذه الشريعة وإذا هم تولوا فلم يختاروا الإسلام دينا ; أو تولوا عن الاحتكام إلى شريعة الله في ذلك الأوان حيث كان هناك تخيير قبل أن يصبح هذا حتما في دار الإسلام فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون فإن تولوا فلا عليك منهم ; ولا يفتنك هذا عن الاستمساك الكامل بحكم الله وشريعته ولا تجعل إعراضهم يفت في عضدك أو يحولك عن موقفك فإنهم إنما يتولون ويعرضون لأن الله يريد أن يجزيهم على بعض ذنوبهم فهم الذين سيصيبهم السوء بهذا الإعراض لا أنت ولا شريعة الله ودينه ; ولا الصف المسلم المستمسك بدينه ثم إنها طبيعة البشر وإن كثيرا من الناس لفاسقون فهم يخرجون وينحرفون لأنهم هكذا ; ولا حيلة لك في هذا الأمر ولا ذنب للشريعة ولا سبيل لاستقامتهم على الطريق وبذلك يغلق كل منافذ الشيطان ومداخله إلى النفس المؤمنة ; ويأخذ الطريق على كل حجة وكل ذريعة لترك شيء من أحكام هذه الشريعة ; لغرض من الأغراض ; في ظرف من الظروف ثم يقفهم على مفرق الطريق فإنه إما حكم الله وإما حكم الجاهلية ولا وسط بين الطرفين ولا بديل حكم الله يقوم في الأرض وشريعة الله تنفذ في حياة الناس ومنهج الله يقود حياة البشر أو أنه حكم الجاهلية وشريعة الهوى ومنهج العبودية فأيهما يريدون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون إن معنى الجاهلية يتحدد بهذا النص فالجاهلية كما يصفها الله ويحددها قرآنه هي حكم البشر للبشر لأنها هي عبودية البشر للبشر والخروج من عبودية الله ورفض ألوهية الله والاعتراف في مقابل هذا الرفض بألوهية بعض البشر وبالعبودية لهم من دون الله إن الجاهلية في ضوء هذا النص ليست فترة من الزمان ; ولكنها وضع من الأوضاع هذا الوضع يوجد بالأمس ويوجد اليوم ويوجد غدا فيأخذ صفة الجاهلية المقابلة للإسلام والمناقضة للإسلام والناس في أي زمان وفي أي مكان إما أنهم يحكمون بشريعة الله دون فتنة عن بعض منها ويقبلونها ويسلمون بها تسليما فهم إذن في دين الله وإما إنهم يحكمون بشريعة من صنع البشر في أي صورة من الصور ويقبلونها فهم إذن في جاهلية ; وهم في دين من يحكمون بشريعته وليسوا بحال في دين الله والذي لا يبتغى حكم الله يبتغي حكم الجاهلية ; والذي يرفض شريعة الله يقبل شريعة الجاهلية ويعيش في الجاهلية وهذا مفرق الطريق يقف الله الناس عليه وهم بعد ذلك بالخيار

يتبع
  #5  
قديم 02-12-2006, 07:29 AM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي

ثم يسألهم سؤال استنكار لابتغائهم حكم الجاهلية ; وسؤال تقرير لأفضلية حكم الله ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وأجل فمن أحسن من الله حكما ومن ذا الذي يجرؤ على ادعاء أنه يشرع للناس ويحكم فيهم خيرا مما يشرع الله لهم ويحكم فيهم وأية حجة يملك أن يسوقها بين يدي هذا الادعاء العريض أيستطيع أن يقول إنه أعلم بالناس من خالق الناس أيستطيع أن يقول إنه أرحم بالناس من رب الناس أيستطيع أن يقول إنه أعرف بمصالح الناس من إله الناس أيستطيع أن يقول إن الله سبحانه وهو يشرع شريعته الأخيرة ويرسل رسوله الأخير ; ويجعل رسوله خاتم النبيين ويجعل رسالته خاتمة الرسالات ويجعل شريعته شريعة الأبد كان سبحانه يجهل أن أحوالًا ستطرأ وأن حاجات ستستجد وأن ملابسات ستقع ; فلم يحسب حسابها في شريعته لأنها كانت خافية عليه حتى انكشفت للناس في آخر الزمان ما الذي يستطيع أن يقوله من ينحي شريعة الله عن حكم الحياة ويستبدل بها شريعة الجاهلية وحكم الجاهلية ; ويجعل هواه هو أو هوى شعب من الشعوب أو هوى جيب من أجيال البشر فوق حكم الله وفوق شريعة الله ما الذي يستطيع أن يقوله وبخاصة إذا كان يدعي أنه من المسلمين الظروف الملابسات عدم رغبة الناس الخوف من الأعداء ألم يكن هذا كله في علم الله ; وهو يأمر المسلمين أن يقيموا بينهم شريعته وأن يسيروا على منهجه وألا يفتنوا عن بعض ما أنزله قصور شريعة الله عن استيعاب الحاجات الطارئة والأوضاع المتجددة والاحوال المتغلبة ألم يكن ذلك في علم الله ; وهو يشدد هذا التشديد ويحذر هذا التحذير يستطيع غير المسلم أن يقول مايشاء ولكن المسلم أو من يدعون الإسلام ما الذي يقولونه من هذا كله ثم يبقون على شيء من الإسلام أو يبقى لهم شيء من الإسلام إنه مفرق الطريق الذي لا معدى عنده من الاختيار ; ولا فائدة في المماحكة عنده ولا الجدال إما إسلام وإما جاهلية إما إيمان وإما كفر إما حكم الله وإما حكم الجاهلية والذين لا يحكمون بما أنزل الله هم الكافرون الظالمون الفاسقون والذين لا يقبلون حكم الله من المحكومين ما هم بمؤمنين إن هذه القضية يجب أن تكون واضحة وحاسمة في ضمير المسلم ; وألا يتردد في تطبيقها على واقع الناس في زمانه ; والتسليم بمقتضى هذه الحقيقة ونتيجة هذا التطبيق على الأعداء والأصدقاء وما لم يحسم ضمير المسلم في هذه القضية فلن يستقيم له ميزان ; ولن يتضح له منهج ولن يفرق في ضميره بين الحق والباطل ; ولن يخطو خطوة واحدة في الطريق الصحيح وإذا جاز أن تبقى هذه القضية غامضة أو مائعة في نفوس الجماهير من الناس ; فما يجوز أن تبقى غامضة ولا مائعة في نفوس من يريدون أن يكونوا المسلمين وأن يحققوا لأنفسهم هذا الوصف العظيم
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م