الى النائب العربي «جورج غالوي»

[العنود النبطيه]

اثلجت صدورنا. ونفست عنا كربنا، وانتقمت لنا ممن آذوك وآذونا.. أيها الانجليزي الأصيل يا من شربت يوماً ما من ماء دجلة فلم يهن عليك العراق.. كم اخجل كلامك من عبوا من خيرات العراق وعندما تكالبت الذئاب على القصعة الذهبية خانوه وتنكروا له... هذا ان بقي عندهم اثر لحس يُخجل!!؟؟

حماك الله ايها الثوري النقي.. لقد خرجت من بلد له تاريخ حافل في الاستعمار والظلم بلد تخصص في حبك المؤامرات وتقطيع اوصال البلاد... بلد اشتهر بأسوأ معاهدة في التاريخ الانساني وهي معاهدة «سايكس بيكو» التي وهبت بريطانيا بموجبها ما لا تملك هدية لشذاذ الآفاق ومع ذلك رفعت صوتك في وجه الظلم وحملت قضية ليست قضيتك لانك آمنت بعدالتها، وتوجهت بأمر من ضميرك الحي لتظهر الحق وتهزم الباطل.

ايها الجريء في زمن الجبن، بورك لسانك الذي نطق بالحقيقة الساطعة، والذي ادان محور الشر «بوش» و«بلير» و«شارون»، واوقع المحافظين الجدد امام جريمتهم الشنعاء، والذي كشف الغطاء عن القاذورات وفضح الاسرار، وفند الاكاذيب... والذي اعتلى المنابر فنبه، وصرخ، وشرح رئيسه والاعيبه وتبعيته «لبوش» واقسم امام العالم ان العراق لا يملك اسلحة دمار وحكى عن ابشع فظائع الحصار، وموت الاطفال، وما لحق بالعراق من دمار، وحذر من نشوب النار... ثم صرخ في مجلس الشيوخ وكذب ادعاءات الكونغرس بان اوراقهم المزورة تحمل اخطاء ابناء المدارس، وكشف الستار عن وجه الصهيونية القبيح واتهم احمد الجلبي باللصوصية وبانه الصهيونية وراء اتهامه هذه التهمة السخيفة، وما فعلوا فعلتهم هذه الا ليحولوا الانظار عما يدور في العراق، من مآسٍ تقشعر لها الابدان ومن سرقات يندى لها جبين البشرية.

حماك الله يا اخي من بطشهم.. ها هم اليوم يكذبونك ويكفرونك ويحاربونك، لكنك صلب كصلابة قضيتك العادلة، واقف كالنسر تتحدى وكصخرة تتكسر عليها كل اوراقهم المزيفة فلست انت من تقبض ثمن تدمير العراق، ولست انت من تتعامل بكوبونات النفط.. بل جعلوك قناعا يغطون به سفالاتهم وسرقاتهم.. انك تدفع اليوم ثمن وقوفك الجبار ودفاعك المستميت عن العراق... لكن ما ظلم احد دافع عن الحق ولو تكالبت عليه شرور الدنيا.. ارادوا بك الشر فكسبت الجولة لصالحك... ادخلوك القفص فخرجت انت بمرافعتك ودخلوه هم بحقدهم.

ايها الرجل النادر ما اعظمك في وفائك.. كم تمنيت لو ان نائبا عربيا وقف وقفتك وتحدث بلغتك، لكن لا بأس انك علمت الخرسان النطق، وعلمت الاذلاء الكبرياء، وثبت على مواقفك وبقي وجهك ابيض، وبقي لسانك سيفا حادا تسلطه على اعداء الانسانية لذلك كرمك شعبك والشعوب العربية حين انتخبوك من جديد بعد ان فصلك حزبك من عضويته حين طالبت باصرار من جيش بلدك ان لا يلطخ اياديه بدماء بريئة.

ايها البريطاني العنيد ليتك كنت عربياً... حين اقارن بينك وبين العرب اصاب بخيبة امل كبيرة لا تمحوها الا مواقفك.

ما اصعب على المرء ان يستند في قضاياه على الغريب بدل الاستناد على اولاده الصامتين، المصابين بالخرس واللاهثين وراء التوافه، واللاهين بكل شيء الا الدفاع عن اوطانهم..!!

غيداء درويش/صحيفة الراي الاردنية