مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-11-2005, 03:37 PM
خشان خشان خشان خشان غير متصل
عضو قديم
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 300
إفتراضي هل يلتقي ساكنان؟

جزء من حوار حول انتهاء القافية بمصمتين

الأخ الأستاذ سليمان أبو ستة
هذا موضوع مهم كسائر ما تتفضل به. وهو محفز للتفكير.

جاء في كتاب (القوافي ) لأبي يعلى التنوخي (ص-71) :" والضرب الخامس [ يعني الصنف الخامس من القواقي] أن يجتمع في آخر البيت ساكنان ويقال له المترادف، لأنه ترادف فيه ساكنان، ويجوز أن يكون سمي بذلك لأنه أكثر ما يستعمل بحرف لين، وربما أتى بغير لين فيسمى مُصْمَتا، .........والمصمت كالمسموع يوم فتح مكة من بعض العرب وهو خامس السريع
رفّعت أذيال الحفيّ وأربَعْنْ
مشيَ حيِيّاتٍ كأنْ لم يفزعْنْ
إن يُمنع اليومَ نساءٌ يُمنَعْنْ
فالتقييد والردف لا زمان له، فلما عدم الردف هنا سمي مصمتا."
وجاء في الهامش:" قال التبريزي في الوافي :........ولا يجتمع فيه [ الشعر] ساكنان إلا في قواف مخصوصة. وربما جاء شاذا في غير القافية، نحو ما أملاه علي أبو العلاء في هذا المعنى"

آخر ما ذكر المؤلف من قولٍ هنا عن انعدام وجود زمان للردف موضع للتأمل. وهذا إلى جانب ما جاء في الهامش من امتناع التقاء الساكنين في الشعر يلتقيان في تصور أن الشعر خاص من عام اللغة والنثر، تزيد فيه خصائص اللغة تكثيفا، فهو لا يخالف أصل خصائص اللغة بل يكثفها فيما فيه مجال للمقارنة الجلية، وحتى في خاصية الوزن نجده يتفق مع خصائص النثر نوعا ويحصر تلك الخصائص كمّا، فالاختلاف بينهما اختلاف درجة لا اختلاف طبيعة، وهذا خلاصة وغاية ما طرحت تصوره المبدئي في ( هرم الأوزان ) وما أجده يستحق جهدا ونقدا لاستقصاء درجة صحته، لما يترتب على صحته أو حتى درجة معينة من صحته من آثار.
أدع النقطة الأخير من خصوصية وزن الشعر عند درجة معينة من منطق هرم الأوزان الذي يسود النثر. وأعود إلى التقاء الساكنين في نهاية البيت.

التقاء الساكنين لا يرد في النثر فلعله من باب أولى أن لا يرد في الشعر. وهنا محاولة لبحثه بربطه بمفهوم المتحرك والساكن وجهاز النطق عرضا لما أحس به واستفاضة يستدعيها السياق. وليس لي من أداة فيه إلا التأمل
الساكن في اللغة يجسده انطباق جزئين من جهاز النطق، وعندما يكون الساكن ميما فإن الشفتين تنتطبقان ولا تنفتحان من جديد إلا للفظ متحرك كما في كلمة ( أمْطرتْ ) تنطبق الشفتان في نطق الميم ثم تنفرجان بنطق الطاء المتحركة.
لنفترض أننا ننشد بيتا من الشعر ينتهي بساكن كالبيت:
من بلاء الألمْ ..........ويحه لم ينَمْ
هنا الميم ساكنة في آخر الشطرين وعند إنشاد البيت ببطء تنغلق الشفتان وتستمران منغلقتين فترة في نهاية كل شطر، ويستمر للميم في تجويف الفم والجوف صوت كأنه الصدى وذلك مع انغلاق الشفتين . أي لا ينطلق مع الساكن هواء من بين الجزأين المنطبقين عند نطق الميم ( الشفتين)

ولنتأمل لفظ التاء في قولنا ( إصْمِتْ ) فإنك تستطيع إبقاء اللسان ملتصقا بمقدمة سقف الحلق عند نطقها فترة تقارب إغلاق الشفتين بعد الميم في كلمة ( ينمْ) في البيت السابق

فلنأخذ البيت التالي ونطبق فيه على الميم والتاء الساكنتين ما اقتضاه الصمت المرافق لتكسين الميم في البيت الأول من انطباق الشفتين دون فتحمها لفترة وانطباق اللسان على مقدمة سقف الحلق .

صار ذا لوعةٍ ......من قعود وصمْتْ

أجد ذلك متعذرا

إن نطق هذه الكلمة بهذين الساكنين لا بد أن يصاحبه انفراج بقدر ما للشفتين وخروج قدر ما من الهواء من الفم وهذا ما يخل بدقة التقاء الساكنين. ويجعل ذلك أمرا تقريبيا فحسب.

لنعد إلى ما ورد في الرقمي تناظر بين صوت الطبل ولفظه بالأحرف
طَبْ طَطَبْ
حيث الطاء ثمل التحرك في الكلام وملامسة اليد بعد تحريكها ضاربة للطبل، وتمثل الباء السكوت الذي يعبر عنه انطباق الشفتين دون خروج أي قدر من الهواء. وتمثل الصمت الذي يعقب ضربة الطبل.
معنى ذلك أن الحدث في الكلام والموسيقى يبدأ بالحركة وينتهي بالسكون.
لنأخذ كلمة طبْلْ بسكون الباء واللام ولنتأمل نظيرها من صوت الطبل عند دقه
( ضربة - طَ ) فـ(ـصمت - بْ ) يمثلان الحدث بداية ونهاية. ثم لام ساكنة تمثل نهاية لحدث لم يبدأ. إن هذه الاستحالة المنطقية في الموسيقى يناظرها في النطق استحالة لفظ الباء واللام الساكنتين مع انطباق زوجي جهاز النطق الخاصين بالحرفين مع عدم خروج أي قدر من الهواء من الفم. نظير استحالة لفظ صمْتْ بنفس الشروط.
وهذا يردنا إلى ما ورد في المقدمة من قول
إن هذا يحملنا إلى صعيد فكري آخر يتعلق بالخلق وبداية الكون وتوحيد الله سبحانه
فلا يمكن للفكر البشري ولا ينبغي له أن يدرك معنى ما قبل لحظة الخلق، فهو كما قدر الله له لا يدرك بدء شيء (الكون مثلا) إلا مقترنا بحركة تدركها الحواس حتى لو بواسطة الأجهزة ومهما تطاولت بدايتها في سابق الزمان. وهو بقدر الله لا يمكن لحواسه أن تدرك استمرار حدث بعد توقف الحركة الظاهرة ( نهاية الكون مثلا). ولهذا كان إدراكنا لما قبل الوجود وما بعده مقتصرا على ما جاء به الوحي.

وهنا تمثل اللغة العربية انسجاما مع فطرة الله التي فطر الكون عليها حين يمتنع فيها التقاء الساكنين.
لله در القائل:
وفي كل شيء له آية .........تدل على أنه الواحد

ويردنا هذا إلى قول أبي يعلى التنوخي : " والردف لا زمان له" وما لا زمان له فلا وجود له بغض النظر عن تسميته.

التقاء الساكنين في اللغات الأخرى أمر تقريبي وغير دقيق
تصور كلمة street في اللغة الإنجلزية هل حقا يبدأ الصوت بحرف السين أم بهمزة خفيفة يمثلها خروج قدر ضئيل من الهواء قبل السين؟ وهذا القدر الضئيل يمثل حركة ضئيلة وبدء زمن ضئيل والقول بنطق سين ساكنة سكونا مطلقا في أول الكلام كالقول بتساوي العدم ( متمثلا في السكون) والوجود ( متمثلا بحدث نطق السين ).
وقد يصعب على كثير من العرب التحكم في قدرالهواء الضئيل الضروري لنطق السين في أول الكلمة فيعدلون عن ذلك إلى تحريك حرف السين لتصبح الكلمة أقرب إلى ( سِتْريت) أو زيادة كمية الهواء لتصبح الكلمة أقرب إلى ( إسْتريت ) منسجمين في ذلك مع فطرة لغتهم المنسجمة مع فطرة الكون.
كأن في تقليل هذا القدر من الهواء الخارج من الفم مؤذنا بنطق السين في أول الكلمة ثم إنكار وجوده أصلا بالقول إن الكلمة تبدأ بساكن مناظرا لغض نظر من لا يؤمن عن حقيقة أن الكون بادئ طارئ وأنه لا بد له من مبدئ هو الله سبحانه وتعالى.
وتبدو العربية في إبانتها عن رفض البدئ بساكن والجهر بحركة واضحة للبدء مناظرة لوضوح اليقين في أن الكون بادئ لا بد له من خالق.
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م