عتاب وهجر ومجون

[نايف القحطاني]

(عـتـــاب)
يا وطن الخصيان يا وطني
يا أجبن شعب في الدنيا
ما أسود طينك يا وطني
يا وطن البغايا والسبايا والجبان
يا وطن الذل والجهل والهوان
لو شغلوني عنك بغانية
لقلت نصفها يكفي
لو أصابني من حبك مرض
فإن بعدك يشفي
ولظلم ذوي القربى أشد غضاضة
والغربة في الوطن تضني
ماذا أقول ولمن أشكى
من وطن أسكنه ويبعدني
وإذا غبت عنه في يوم لحظة
يخترق القلب ويسكنني
وإذا جئت يلفظني وألعنه
أأوطاننا أكبادنا على الأرض؟
فلماذا يكرهنا الوطن
ولماذا يسجننا الوطن
ولماذا يقتلنا الوطن
ويلقينا موتى بلا كفن
لماذا يملأك يا وطني العفن
ألفظني فما عدت أحتملك بداخلي
حررني من حبك
مزقني من قلبك
يا وطنا سلبيا في الحب
تأخذ ولا تعطي
تقلعنا ولا تدمع يا وطني

(مــجون)
أحبك امرأة ماجنة
تخطف كل الرجال
تصعد كل التلال
تزرع كل الأشواك وتقلعها
تجرفني في كل الأنهار
تحرفني في كل الأسفار
تحزفني من كل القواميس وتكتبني
تملأني .....أملأها
أزرعها...
تحصدني
أرفعها....
تغمرني
تطيح بكل الأعراف وكل الأشراف وكل قوانين الكون
تقطع كل معاهدات الهدوء
تمزق كل مواثيق الرزانة
تسكب شفتاها عسلا
تزرع عيناها أملا
تذرع نهداها قتلا في قلبي وفي رئتي

(هــــــجـــــــر)
لم يعد حبك يغريني
لم يعد أزهارا ورياحين
لم يعد فلا وياسمين
أصبحت امرأة عادية
امرأة بلا روح
جسد بلا جاذبية
آهاتك لم تعد تنشيني
لمساتك ما عادت تغويني
ما عاد صدرك يستهويني
يا امرأة باردة مثل الثلج
يا قدح نبيذ فارغ
ما عادت شفتاك تسكرني
لم يعد ريقك يرويني
يا امرأة عادية
يا تمثالا منحوتا من سيبيريا
ساقاك ما عادا ناعمتان
ما عادا نهداك مستديران
فلا يصلحان للعب ولا لدلك
ولا لرضاعة الأطفال
فلا تستدرجيني
لم يعد في جسدك إغراء
جسد عادي لامرأة عادية
انحرافاتك ما عادت تحركني
مللت حديثك
فكلامك ليس فيه جاذبية
سئمت لقاءك
فما عادت شفتاك جهنمية
مللتك يا عادية
وندمت على أيام خالية
أسقطتك من حساباتي منذ زمن
فلم تعدي رقما ولا رمزا في دفاتري المنسية
يا من تخنقيني
سألتك بآهات زفرتيها وأنت في أحضاني
أن تبعدي وتهجريني