خليفة المسلمين يتحفز تكمله

[الخطاطبه]

وبما أن الفرد المسلم هو اللبنة الأساسية في المجتمع المسلم , فلابد من تهيئة هذه اللبنة لتكن صالحة طيبة مناسبة لمكانها التي توضع به لتؤدي الدور المطلوب بجدارة , وأهم ما يجب على المسلم , تقويم مسلكه ليتطابق مع الشخصية النموذجية للمسلم المتمثلة بنهج نبينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في شتى سبل الحياة , وأهمها ( عقائدياً ), والتي ترتكز عليها باقي الدعائم في بناء شخصية الإنسان المسلم التي تنطلق منه , حتى يكون بناؤه النفسي والعقائدي سليماً , لتتفرع منه الممارسات اليومية لشتى سبل حياة الإنسان وعاداته اليومية , فتتحدد أطر العلاقة ما بين الإنسان وخالقه من جهة حيث تحدد خطوط راسخة تكون كقاعدة للتعامل وما هو المطلوب ليقدمه العبد المسلم لخالقه من وفروض وسنن ونوافل و طاعات , وما ينهى عنه من نواهي, وأسس العلاقة ما بين الإنسان وأخيه الإنسان من جهة ثانية وما للمسلم من واجبات على أخيه , لتكن حياة منظمة كل يعلم ماله وما عليه في شتى أمور الحياة , فمصدر تعليمات أمة الإسلام وتشريعها من عند الواحد القهار , دستوراً من عند خالق الإنسان الذي يعلم السر والجهر ويعلم ما هو الأنسب لابن آدم وما يوصل الجنة وما يوصل النار , وما يجلب النفع وما يجلب الضر ففي كل تشريع إلهي حكم بالغة لا يسع علم الإنسان الإحاطة بها ليعلم مدى فائدتها للفرد والمجتمع على حد سواء , فيكون المجتمع المتآلف المثالي بتواده وأمره بالمعروف وتناهيه عن المنكر وما يتحلى به أفراد المجتمع من سمو الخلق والرفعة والتفاني والإيجابية العملية المتوازنة فتكون الصلات بين أفراد المجتمع جيدة طيبة وبالتالي يتكون المجتمع المثالي بأفراده المثاليين المقتدين بقائدهم الأزلي وقدوتهم النبي الأمين رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم دون منازع ودون تقليد لشخص غير شخصه صلى الله عليه وسلم للزوم ذلك لكل مسلم وعدم اتخاذ أي إنسان على وجه الأرض قدوة بلباس أو هيئة أو قول وفعال ومنهاج حياة غير الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فنحن مسلمين , ربنا الله تعالى وكتابنا القرآن الكريم ومحمد ابن عبد الله نبينا المرسل رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم , رضينا بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا مرسلاً وقدوة نقتدي به بكل صغيرة وكبيرة ولو همسة أو أدنى إشارة , , هذا إذا أردنا جنات الخلد في الآخرة وفي الدنيا الفانية أن نعود لعزتنا وقوتنا وكرامتنا التي لن تكون إلا بالعودة للقاعدة المطهرة للأمة , العودة لطريق النور , المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها , كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ,
فالشخصية المثالية للمسلم في ذاته و مجتمعه المسلم تتأتى باتباع كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , واتخاذها كمنهاج حياة وممارسات عملية يومية , ويمكن لصفات الفرد المسلم أن تتمحور في ثلاثة أجزاء رئيسيه وهي : إنسانية ودينية عقائدية واجتماعية.


من كتابنا على المحجة البيضاء

العطار الخطاطبه