مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #21  
قديم 23-09-2005, 07:57 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي


طبيعة سلوك المرشح و خطابه .. وردود فعل الناخبين تجاهه :


ما أن تبدأ المعركة الانتخابية ، حتى نرى مجموعة من المريدين للمرشح ، يلازمونه ليلا نهارا ، و يبتسمون له و يطمئنوه أنه ناجح بإذن الله ، ويقوموا بالنصح له ، ولا شرط أن يكون الناصح متمرسا في مسألة الانتخابات .. ولكنه طالما أنه يلقى من يستمع له ، فلماذا لا يقدم مثل هذا النصح !!

و أحيانا يفاجأ المرشح بوجود أشخاصا يلازمونه حركته كمريدين ، ولم يكن قد وضع بحسبانه أثناء التفكير بترشيح نفسه ، أن يكونوا حوله .. وعموما فان أصناف المريدين الأوائل يندرج تحت :

1 ـ أشخاص يكونون مفتونين بالمرشحين منذ أمد .. وقد عرفت قاضي تمييز ناجح جدا ، يتلذذ في تمثيل دور التابع الحقير ، لعقيد متقاعد ، لا يفقه شيئا .. ولا يستطيع تركيب جملتين على بعض ، في حين ان التابع أو المريد يتفوق عليه في كل شيء!!

2 ـ أشخاص يستعملوا المرشحين كسواتر ( استحكامات) يهاجمون غيرهم للنيل منهم من خلال هؤلاء المرشحين ..فتكون متعته هائلة اذا رسب من يكره ، حتى لو رسب المرشح الذي يقف معه ، والذي من خلال رسوبه رسب خصمه الأصلي .. وتزداد متعته فيما لو نجح المرشح الذي يقف معه .

3 ـ أشخاص ، يعتقدون أن فرص النجاح لمن يقفوا معهم ، عالية ، فيحجزون مقاعدهم للتقرب من هؤلاء المرشحين سلفا ..

4 ـ أشخاص مغمورين ، لا يسمع بهم أحد .. فيجدوا في أيام الانتخابات فرصا للتعريف بأنفسهم من خلال التواجد بين الجموع ..

5 ـ أشخاص يستهويهم الموائد و ما يقدم من خدمات ، مأكل أو مشرب ، في مناسبات الانتخابات ..

6 ـ أشخاص ، يبحثون عن مكاسب في مواسم الانتخابات ، كتوظيف أبناءهم من خلال نفوذ المرشحين .. أو طمعا بكفالة بنكية .. أو أن يقبضوا سلفا ثمن وقوفهم بجانب المرشح ..

أما عن موقف الجمهور الذين يتعرضوا لاقتحام مواقعهم ( دواوين ، أندية ، قاعات ، بيوت ، نقابات الخ ) .. ويستمعون لخطاب مقيت باهت ، كله عموميات ووعود كاذبة ، لا تستطيع الدولة نفسها تحقيقها .. فكيف بهؤلاء المرشحين ( مشاريع رجال مهمين ) ؟

1 ـ معظم ردود فعل ممثلي الجماهير ، هي ابتسامة ماكرة و طمأنة غير حقيقية للوقوف الى جانب الزائر من المرشحين ..

2 ـ أحيانا يقوم المضيف بإكرام الزائرين من المرشحين و حواشيهم .. لكي يوهموهم أكثر بأنهم واقفون معهم .. فيقدموا الحلويات و الشراب .. ويعرضوا عمل وجبات .. ويعملوا مع كل المرشحين نفس الشيء ..

3 ـ قد يمعن ممثلو الجماهير ، بزيارة مقرات الحملة الانتخابية لمرشح ، وتقديم بعض الأشخاص كمتطوعين في الحملة الانتخابية .. ويقوموا بنفس العمل مع أكثر من مرشح ..

4 ـ أحيانا يقوم ممثلو الكتل الناخبة ( الجمهور ) بإفشاء بعض الأسرار عن مرشحين آخرين ، لمرشح ، من أجل الزيادة في ايهامهم بالوقوف معهم .. ويعملوا نفس الشيء مع باقي المرشحين ..

5 ـ اذا ظهرت النتائج فتجد هؤلاء الممثلين أول من يهنيء بالنجاح .. ولا ينسى من الذهاب الى الآخرين ممن أخفقوا ليواسيهم !!

ان سلوك الناخبين هذا يبين لنا ، كيفية ان النفاق أصبح أحد الوسائل التي يتماشى معها كثير من الناس .. وفي نفس الوقت فان المرشحين .. بعد كل جولة .. يتصرفون و كأن النجاح بات مضمون !!

هذه الانتخابات في البلاد العربية .. ولا أظن أن حالها أفضل كثيرا في البلاد المتقدمة .. ولكن انبهار الكثير بما يحدث بالغرب ، يجعله ينظر لها بشكل وردي زاهي .. ولكنه لا يختلف كثيرا عما يجري في بلادنا ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #22  
قديم 26-09-2005, 06:03 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

عدة أشكال لتداول السلطة والنتائج متقاربة :



امتلأت المجلات و الصحف و الكتب حديثا عن الديمقراطية وتداول السلطة والحكم بشكل عادل .. وكلما ازدادت معرفتنا بما كان يحدث في السابق في هذا المجال ، منذ عهد الفراعنة والسومريين ومرورا بكل عصور الامبراطوريات الكبرى أو الحكومات او الدول الكبرى في العالم ، ومنها وطننا العربي وعالمنا الاسلامي ، فاننا لن نجد فروقا هائلة بين كل الطرق في تداول السلطة ..

فأهم انجازات العالم الحضارية ، جاءت من خلال حكم الرجال الأشداء ، وتشبع أجواء دولهم بما يؤمنون .. حتى لو كانوا حكاما فرديين ، أو أباطرة أو منتخبين بطرق التداول الحديثة ( الديمقراطية ) .. فلم يكن عهد حمورابي ، أو عهود الفراعنة ، أو عهد قياصرة روما أو عهد عبد الملك بن مروان أو عهد الرشيد أو المنصور أو المأمون أو عبد الرحمن الناصر في الأندلس ، أو عهد يوسف بن تاشفين أو عهد ستالين .. وغيرهم من الرجال الأشداء .. عهود تم تداول السلطة بها بالطرق الديمقراطية ..

فمن أهل العدل و الشورى في تداول السلطة كما يراها بعض علماء التاريخ الاسلامي ، أو انتخابات أعضاء المؤتمر العام للحزب الواحد أو الحزب القائد ، أو من خلال نفوذ أصحاب رأس المال في الدول الغربية من يتحكم بسير الانتخابات لتكون في صالح أشخاص دون غيرهم .. فكلها طرق لا يمكن سلخها عن فكرة ( قوة الإرادة الراهنة ) .. فالجهة التي تملكها ، هي الجهة التي ستحكم البلاد ..

فتعريف أهل العدل ، سيكون مثارا للخلاف ، اذ من سيختار هؤلاء ؟ ومن قال أنهم أكثر من غيرهم أهلية في القدرة على التكلم باسم المسلمين .. وما دور الطوائف أو أبناء الديانات الأخرى .. كلها نقاط خلاف ، لا أظن أنها من السهولة بمكان بحيث يتم تجاوزها ، أو حتى البدء في الخطوة الأولى لها بيسر ..

أما الانتخابات لقيادات الأحزاب ، التي تزعم أنها أدرى بمصلحة الشعب من الشعب نفسه ، فانها تكون محكومة من أقصى الغرب الليبرالي الى أقصى الشرق الشيوعي ( الصين ) ومرورا بالأحزاب التي ينشئها الحاكم و يعطيها لقب الوطني أو الدستوري أو أي اسم يدل على أحقيتها بالتفكير بالنيابة عن الشعب . ان تلك الانتخابات من أمريكا حتى الصين ما هي الا خطوة إضافية لشرعنة قوة الإرادة الراهنة ، التي تختلف بنظرياتها وفقا لخطابها المعلن ، ووفقا لأيديولوجيتها التي تفلسف بها حكمها ..

أما تلك الدول التي لا بها لا حزب حاكم ، ولا بها انتخابات ، فانها دول حزينة نسيت خطوة مهمة لشرعنة نظامها بإقامة انتخابات ، يسهل تسييرها بحنكة متوسطة نحو الإتجاه الذي يريده صاحب قوة الإرادة الراهنة ..

سيقول قائل ، وما هو الذي يجري في دول الغرب ؟ أو اليابان أو الهند ؟ .. سأقول انها أشبه بلعبة ( الطرة والنقش ) بين صنفين ليبراليين يتزعما قوة الارادة الراهنة التي استسلم لها كل الناخبين بأنهم لا يستطيعون الخروج من تلك الحلقة المفرغة .. فالتناوب بين الديمقراطيين والجمهوريين في أمريكا ، والعمل والليكود بالكيان الصهيوني ، والعمال والمحافظين في بريطانيا، والاشتراكيين والجمهوريين الديغوليين في فرنسا .. وابحث في كل تجربة ، ستجد السياسة قريبة من بعض .. و أحزاب الفقراء الخائبين ، تحظى بمقاعد برلمانية سخيفة التأثير .. أو لا تذكر أسماؤها الا في وقت التعادل بين القوتين أو ( الوجهين للقوة الواحدة ) ..

تبقى حظوظ المواطن ، عندما يحتاج الحاكم في الأصناف الثلاثة الى العدل ، ليوظفه كأحد الوسائل لشد الناس من حوله ، ليس الا .. وان لم يكن بحاجة لشد الناس فانه لا عدل يذكر ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #23  
قديم 30-09-2005, 12:50 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

آن الأوان أن تراجع القوى السياسية مواقفها :


تذهب يوم الجمعة الى المسجد لأداء صلاة الجمعة ، وتسمع بين فينة و أخرى طلب خطيب الجمعة من المصلين أن يفسحوا المجال لبعضهم لأن المسجد لم يعد يتسع للمصلين .. وكم مسجد يكون في المدينة ؟ قد يكون هناك مئات المساجد وكم مسجد في بلاد العرب و كم مسجد في بلاد المسلمين ؟ وكلها ستجدها مزدحمة ..

ولو سمحت قوانين الحج أن يحج أكثر من مليوني مسلم كل عام لوصل العدد الى خمسة ملايين بأقل تقدير .. ولو ضربنا خمسة في ستين متوسط أعمار المسلمين لوصل العدد الى 300 مليون مسلم يؤدي فريضة الحج ..

هل كل هؤلاء يقومون بشعائرهم ، رياء و نفاق ؟ .. لا أظن والله أنهم كلهم كذلك ، بل أغلبيتهم تقوم بها امتثالا لله و تطبيقا لشرائع الدين ..

هل كل العرب من هؤلاء يخافون حكامهم لدرجة الجبن و الفزع ؟ .. لا أظن ذلك أيضا ..فمن بين هؤلاء من يسجن ومن بين هؤلاء من يتم استجوابه في أكثر من مناسبة ، ومن بين هؤلاء من يتمنى أن يستشهد في سبيل الله ، ومن بين هؤلاء من يستشهد فعلا في سبيل الله ..

لماذا اذن هم لا يتحركون ؟ .. واذا تحركوا ماذا يفعلون .. ووراء من هم سيسيرون ؟ فالفوارق بينهم ليست عظيمة لا من حيث التزامهم بدينهم ولا من حيث تمنيهم لوحدة العرب و للوحدة المسلمين .. ولا من حيث قدرتهم على تمييز الحق من الباطل .. فكم من هؤلاء يرمي لقمته ويتوقف عن الطعام عندما يسمع خبرا ينبئه عن ضيم حل في فلسطين أو العراق .. وكم من هؤلاء يسأل ليطمئن عن أخبار المقاومة هنا وهناك ؟ .. انهم كثر

ان من يضخم دور الابتعاد عن الدين والعهر الذي يراه في الفضائيات ، ويحاول أن يعممه على كل المسلمين .. هو بكل تأكيد مخطئ .. وان من يرصده من الناس هؤلاء ، لا تساوي نسبته الا نسبة المتبجحين و المتكلمين باسم الدين ويرمون الشعوب بأسوأ الأوصاف ..

ان هؤلاء الناس لم يعد يشدهم أي خطاب تم استهلاكه ، فلا تنقصهم الموعظة للعودة الى دينهم ، ولا تنقصهم المشاعر القومية ولا الوطنية .. فهم ينتظرون بل و يراهنون على ظهور فرسان يترجموا تلك المواعظ الى أفعال و يلحقونها بانتباه الى ما يهم الشعب من تأمين لقمته و عمله و علمه و يضمن علاجه وسكنه ، و قبل كل شيء يضمن كرامته بين الأمم ويعيد للأمة العربية والاسلامية مكانتها الريادية ..

ان عينهم على ما يحدث بالعراق ، من تسطير لكتابة سفر جديد ، من تاريخ الأمة الجديدة ، وعين على فلسطين ، راجين من رب العباد أن يحمي من يرابط في تلك البؤرتين من مجاهدين شرفاء .. ليبنى فوق جهادهما و معه ، و بعد تحقيق نتائجه القريبة بعون الله ، بناء أمة مزدهرة ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #24  
قديم 03-10-2005, 12:29 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

هشاشة النحن الواحدة تستوجب تجزئتها من أجل إعادة تركيبها :



عندما نشأت الحركات الحضارية أو الفكرية العملاقة في التاريخ ، نسبت كل الانجازات العظيمة لها ، وما كتب حولها أصبح تراثا يضاف لتراث الأمة التي تنتسب اليها المجموعة الأولى صانعة خط البداية لانطلاق تلك الحضارة ..

و عندما بعدت المسافات الزمانية أو المكانية عن المجموعة المبادرة في صنع الحضارة ، أصبح الانتماء لتلك المجموعة ومبادئها ، أشبه ما يكون بالنمط الأسطوري .. حيث يمارس دون فهم كبير لكيفية النشوء و البدء في تلك الانطلاقة العملاقة الأولى ..

و يكثر المنتسبون لتلك الحضارة أو اسمها ، و يسود على السطح قيادات تدعي الانتساب ، و تعتقد في نفس الوقت أنها تسير على نهج السلف المؤسس لتلك الحضارة .. فينبري لها مجموعات مختلفة ، ترى في نفسها أنها أكثر تطابقا مع النموذج الأول للمؤسسين الأوائل .. فتظهر انشقاقات أشبه بظاهرة التطريد بخلية النحل ، عندما تضعف الملكة فيها .. حيث يرى كل طرف منشق أنه هو صاحب الرؤية الصحيحة المطابقة لرؤية السلف ..

انها ظاهرة تحدث ميكانيكيا في الصبات الكونكريتية ، اذ كلما اتسعت مساحة السطح المصبوب ، كلما تشققت أجزاءه .. فيلجأ المهندسون لصناعة الفواصل بين الصبة آخذين بعين الاعتبار ظاهرة التمدد و التقلص ..

اتسعت الرقعة التي ساد عليها المسلمون .. ظهرت الطوائف و الإمارات و الدول و تصدعت الدولة .. اتسعت الحركة الشيوعية في العالم ، ظهرت الاجتهادات وظهرت الخلافات فحدث التصدع ومن ثم الاقتراب من التلاشي .. ظهرت حركة المقاومة الفلسطينية ، فاتسعت فأصبحت بعينة من الوقت 72 فصيل كل واحد له رؤاه .. تقترب وتتضاد مع غيره في كثير من النقاط .

أبناء القومية العربية ، النحن الأساسية عندهم ( نحن العرب) ولكن يشاغلها مجموعة من النحنوات ، تدفع أصحابها في أغلب الأحيان لنسيان النحن الأساسية .. ما تفسير ذلك ؟

ان أقوى المجموعات الاصطناعية الفاعلة هي ( الفريق) فهي أقوى من الطائفة والرهط والفوج والعشيرة والقوم والشعب وحتى الأمة .. والمجموعات تلك هي مجموعات طبيعية ، و أكثر عددا من الفريق . لكن الفريق أكثر انضباطا وأكثر تعاونا و أكثر قدرة على فهم دور كل عضو في هذا الفريق لواجبه ..

ففريق كرة القدم يهيج الجمهور الذي يشجعه ويلعب بعواطفه ، وكلا المجموعتين اصطناعيتين .. والجمهور أكبر من الفريق .. كذلك يحدث في كل مجالات الاختراع و الاستكشاف وغيرها .. فالناس تتفاعل أكثر مع أشخاص تراهم و تعمل معهم ، و لا تتفاعل مع أشخاص توفوا منذ زمن أو لم يتم رؤيتهم أو تتعذر رؤيتهم .. و إعطاء الفرق حرية الحركة كمجموعات عمل ، ينتج ابداعا يجلب المجد السريع لأعضاء الفريق و يرفد المجموعة المؤسسة للحضارة أو الحالة الحضارية بأمجاد لا تنضب تنسب لها ..

اذن لماذا لا نستبق الأمور ، حتى لا تتشقق أجسام كياناتنا القائمة لتصبح أجزاء لا نتحكم بها ، ونصنع أجزاء ترتبط ببعض كارتباط صبة الكونكريت ، بين فرق لها أدوارها و مهامها و ساحات عملها .. ليست منفصلة عن الجسم الكبير بل تشكل فيه كما تشكل الوحدات المتناغمة في السجادة .. ليس قيمة للوحدة الواحدة دون اعتبار السجادة كلها ..

كيف سيحدث ذلك ؟ هل نمسك شريطا كرارا و نقسم الوطن مربعات و نبدأ بزركشته حتى يصبح سجادة جميلة ؟ .. حتما لا ، بل يحدث باستنهاض أوعية المجتمع المدني من نقابات و أندية و بلديات وإعطاءها كل عوامل الابداع .. و ربط تلك الممثليات بجسم أكبر يمثل تلك الأنشطة ، ويرفد الدولة بالنسغ الصاعد حنى تستطيع رفده بالنسغ النازل ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #25  
قديم 04-10-2005, 07:35 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

في بلادنا العربية السياسة تشبه السياسة لكنها ليست هي :


العقود أي عقود تتم بين أطراف تتساوى في أوضاعها لحد ما ، و لن يكون عقدا حقيقيا بين طرفين أحدهم قوي جدا ، و الآخر ضعيف جدا . فالدائن الذي يرهن ممتلكات المدين ، اذا أراد أن يعمل معه تسوية ما فان تلك التسوية ستكون بصالح الدائن بالتأكيد .. اتفاقيات أوسلو خير دليل على ذلك ، وما تلاها نتيجة حتمية للقبول بمبدئها ..

نحن لدينا آلاف الملاحظات على النظام الرأسمالي العالمي ، وتلك الملاحظات نستنبطها كمراقبين من جراء أثرها علينا كأمة . لكن الأطراف المتعاقدة هناك متقاربة بقوتها ، فتتناوب على تداول السلطة ، على ضوء ما تكسب من أصوات في لعبة ( الانتخابات ) .. لذا فان العقد فيما بين تلك الأطراف و ضعت نصوصه وتم التصويت عليها لتكون أساسا للاحتكام عند الخلاف . وهذا آت من ثنائية وجه القوة الراهنة ( التي لنا عليها الملاحظات السلبية ) .

لكن تطورت عندهم أسس القوانين التي يحتكموا لها بفعل ، قوة المراقب الذي تنحى وقتيا عن الحكم ، وأصبح معارضا لمن في الحكم ، فيقوم باقتناص أخطاءه وإخبار جمهور الناخبين بها ، لزعزعة بقاء من الحكم لمدة أطول .. فيضطر من في الحكم أن يتنافس بجدلية نافعة لتلك المجتمعات ، مع المعارض و يقدم لهم ما هو أفضل ..

لديهم ملوك ولديهم رؤساء جمهوريات ، لكن هؤلاء لهم دور لا يعدو كونه أكثر من رمز ، أو صمام أمان يوحي باستمرارية النظام و يمارس بعض الأدوار الكرنفالية ، و كلما كانت تلك الصورة أكثر وضوحا ، كلما كانت التجربة البرلمانية أكثر نزاهة ، لحرص الطرفين الأقوياء على مراقبتها ، لحساسية النتائج ، فتصبح النزاهة ذات وظيفة و ضرورة أكثر من أن تكون هدفا و سمة أخلاقية للنظم البرلمانية ، التي لا مكان فيها أصلا للضعفاء ..

أما في بلادنا العربية ، تجد أن الملك ، يحمل لقب و اسم ملك ، لكن له كل شيء فهو من يضع قوانين الانتخابات ( في حالة الدول التي بها انتخابات) .. وهو الذي يختار الوزراء ، وهو الذي يحل البرلمان أو يبقيه ، وهو الذي يرسم السياسة الخارجية ، ولم يحدث في تلك الدول ان تم تصويت داخل مجلس الوزراء .. فكلهم من لون واحد ، و اختيارهم يتم ضمن دوائر المخابرات والديوان الملكي ..

في النظم الجمهورية ، رئيس الجمهورية يقوم بنفس أدوار الملك السابقة ، ولكنه يحبذ اسم رئيس جمهورية عن ملك ، لا أدري لماذا ؟ ولكنها قد تتعلق بماض أيديولوجي ، أو تتعلق بصيغ الخطاب ذي الطابع ( الإسزاري) الذي يضفي على نفسه اللون الوطني ، في حين هو غارق لأذنيه بخطط لإرضاء السيد الإمبريالي ..

هناك برلمانات عربية ، هي تحمل اسم برلمان ، لكنها ( تحويلة إضافية) للتعبير عن صوت النظام الملكي في الممالك ، و الجمهوري ( في الجمهوريات ) و تبقى تعبر عن ذاتها الجماعية بروح ذاتية أفرادها كمجموع يسترضي بقاء قبول النظام لها لتسيير مصالحها الذاتية والفئوية ، ويبقي احتمالية بقاءها في البرلمان مدة إضافية .. وهي بذلك لن تختلف كثيرا عن لعبة الصوت في الدول الإمبريالية ، والتي يمنح الرضا فيها القوى المهيمنة رأسماليا و تتوزع في خندقين ، وليس خندق واحد ..

من هنا نقول أن وجود آخر قوي ، تفتح له قنوات النشاط داخل بلادنا يؤمن سير الحياة السياسية بشكل سريع . و على أصحاب القوة الراهنة الذين بيدهم الحكم أو يطمحوا لاستلام الحكم أن يعتنوا بالآخر ( المعارض) كاعتنائهم بذاتهم الجماعية لتأمين ما يلي :

1 ـ تنمية قدرات أفرادهم من خلال استفزازها لعمل ما يتم انتقاده جماهيريا من خلال رصد عناصر المعارضة لبؤر الفساد ، وممارستها النقد للدولة ..

2 ـ منع تسلل المتطفلين على الخط السياسي ، واستغلاله أسوأ استغلال ، و تجيير مساوئ هذا الاستغلال لطهرية الخط السياسي الحاكم ، الذي سيجد نفسه مضطرا للدفاع عن تلك العناصر الانتهازية المتسللة للحكم ، في غياب معارضة نشطة ، تمارس النشاط بروح وطنية عالية ترفد بها خط الدولة الوطني .

3 ـ تفويت الفرصة على المعارضة الخائبة ، من خلال دفعها لقول ما عندها وجعل الجمهور يقرر كم هي خائبة . و عدم ترك المجال لها لتبرر خروجها من البلاد و تمثيل دور الشهيد ، مما يجعلها تشوش على الوطن بصورة أكبر خطرا.

4 ـ تضييق الخناق على حلقات الفساد ، من خلال جعل الوطن ساحة مفتوحة لكل الشرفاء ، يسهمون في مراقبة كل مفسد .. وهذا يسهل ، دفع أطهر و أنقى العناصر الوطنية للتمكن من احتلال أعلى مناصب الدولة عن جدارة .

5 ـ تعزيز فكرة التحصن الجماهيري لدى الحكم ، بدلا من جعله أسير لفكرة التوازنات و المصالح الدولية الكثيرة والمتربصة بكل بلادنا ..

6 ـ تفويت التدخلات الخارجية ، من خلال ترسيخ مفاهيم تناقل السلطة بين أبناء الشعب بطريقة لا يمكن التكلم حولها ..

ان تلك الأمور السابقة ، لا يمكن التدرج بها و تحقيقها ما لم يتم التحرر الوطني بشكل كامل .. ولكن لا يمكن إغفالها و تجاهلها الى أبعد الحدود .. بل ممكن أن يتم التحدث بها مع فصائل وطنية ، حتى أثناء التحرر أو ترسيخ التحرر ، فهي أدوات فعالة في تحقيق التحرر الوطني ، وترسيخه ، و المضي قدما في تحقيق الدولة القوية التي لا تهاب أي خطر ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #26  
قديم 07-10-2005, 06:23 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الاستثناء داء يحطم كل قاعدة :



تحث كل نصوص السماء على العدل ، ويقول تعالى (يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ) المائدة 8

كما أن نصوص كل الخطابات السياسية في الأرض ، يؤسس منذ بداية انطلاق الخطاب السياسي للحركة السياسية على فكرة العدل .. و ما أن يتم تسلم الحكم من قبل تلك الفئة ، الا وتظهر استثناءات هنا وهناك مما يلفت انتباه الجمهور وتظهر بؤر للتشويش على الحركة السياسية فتعيق من تقدمها ، وتفتح عليها جبهات لم تكن بالحسبان ..

لكن كيف تظهر الاستثناءات بمسار الحركة السياسية ، على افتراض نظافة ونزاهة الحركة محتكمين لأيديولوجيتها و منطلقاتها النظرية :

1 ـ بالرغم من نقاء الفكرة الوطنية و طهريتها ، فان أفراد الحركة السياسية الذين امتلكوا زمام تفوق ( الإرادة الراهنة ) صاحبة التغيير في الوضع السياسي ، قد ينقصهم الكثير من فنون الإحتراف السياسي الذي هو شرط أساسي من شروط ديمومة قوة الفئة السياسية صاحبة ( الإرادة الراهنة ) ، فستواجه فرسان التغيير من تلك الأنواع من المظاهر :
أ ـ ضعف في القدرة على تصنيف القادمين الجدد الذين أضيفوا الى نواة التغيير الأولى .. فيكون ذلك بؤرة جديدة لاحتمال ظهور المتاعب .
ب ـ تعدد العروض السياسية الدولية ، و صعوبة التعامل معها بكفاءة .. فتظهر أشكال من الاستعجال في اتخاذ القرارات ، و أحيانا أخرى إبطاء غير مرغوب فيه ..
ج ـ تنوع الواجبات الداخلية لإدارة الدولة ، والتي لم تكن الفئة السياسية قد تمرنت عليها بشكل كاف أثناء دعوتها الأولى . مما يضطرها للتعامل مع كوادر قديمة ، أو أن تعين كوادر غير قادرة على ضبط الأمور الا بالاستعانة بالكوادر القديمة ..

د ـ تنشط أجهزة نقل المعلومات حول أطقم الإدارة المنتشرة في عرض البلاد ، الى أعلى هيئة ، فتتخذ على ضوء تلك المعلومات إجراءات قد لا تكون منصفة . وتكون المعلومات المنقولة مخلوطة في رغبات إقصاء لمن كتبت بحقهم التقارير من أجل التفرد بمواقع من قبل ناقلي تلك المعلومات من الجيل الذي أضيف للنواة الأولى في التغيير ..

2 ـ لازدحام المهام و عدم كفاية وقدرة الكوادر في إدارة شؤون الدولة الداخلية والخارجية ، مع احتمال تسلل قوى معادية بنسيج هؤلاء الكوادر ، واحتراف القوى المتسللة للتماهي مع هالات قوة ( الإرادة الراهنة ) فان مظاهر ستبرز على هامش هذه الوضعية منها :

أ ـ إحالة الكثير من القضايا من مستوى الى المستوى الأعلى حتى يحس المستوى الأعلى بثقل تلك القضايا ، فإما أن يستعجل باتخاذ قرارات إزاءها .. أو يمنح المستويات الأدنى صلاحيات لاتخاذ قرارات تخفف العبء عنه .

ب ـ بالحالتين ، ستظهر مجموعات من الشخوص ، في كل قطاع من قطاعات الادارة و السياسة والاقتصاد .. تكون أشبه بالإقطاعيات منها بدولة المؤسسات والقانون ..

3 ـ لتسهيل حركة سير الأمور و ضبطها ، يتخذ أعلى مستوى ، قرارات أو تعليمات أو قوانين ، ليسير على هديها كل الكوادر في كل المستويات ..

4 ـ لتصلب و ضع الشخوص وازدياد أهميتهم شيئا فشيئا ، فان أجهزة القضاء ومعظم العاملين ، سينظرون الى هؤلاء الشخوص على أنهم خارج نطاق تلك التعليمات و القرارات و القوانين ..

5 ـ تتهافت المستويات الدنيا من كوادر الدولة الى الارتباط بالشخوص أصحاب الحظوة تلك .. عسى ان تتشفع لهم عند أعلى مستوى فيما لو تعرضت الى إشكال يمس عدم انضباطهم بالتعليمات و القرارات و القوانين ..

6 ـ عندما تزداد إيقاعات مشاكل الدولة الأمنية و السياسية .. لن توضع المشاكل الناجمة عن عدم ضبط أداء المستويات الوسطى و إقطاعياتها ، على سلم أولويات أعلى مستويات الحكم .. فتستشري ظواهر فساد ، ما كانت ستظهر لولا السيرورة التي جاءت بها تلك المستويات ..

7 ـ تجير كل مفاسد تلك المستويات أو الإقطاعيات ، على رأس الحكم ، ويصبح يفكر بإصلاح ما هو فاسد .. فتكون القسوة ، في كثير من المرات هي الحل .

8 ـ يهرب الملاحقون من الفاسدين ممن انتبه اليهم رأس الحكم ، ويصبحوا رصيدا إضافيا لمشاكل الدولة ..

ان كل هذا لم يكن ليحدث ، لو لم تستثنى شخصيات من العدالة .. والعدالة هنا لم يكن لتوجد ما لم يوجد الفهم الكامل لعلاقات الانتاج في المجتمع ، وصلة تلك البؤر الاقتصادية و الاجتماعية مع بعضها و مع الدولة نفسها ..

ان هذه الصيغة من دورة استلام الحكم وفقدانه ، مرت بها معظم أو كل الدول العربية ، لأن الخطاب السياسي الذي كان قوامه وجدانيا ، انشائيا ، لا يعدو كونه خطابا لإثارة الهمم الطيبة ، لكنه لم يرتق الى الفهم السياسي ، لأن المعارضة أصلا لم تكن تقسم الأدوار فيما بينها لمراقبة الدولة التي تنشد تغيير النظام السياسي فيها ..

فلو طلب من المعلم المعارض في الفصيل السياسي الذي ينشد تغيير الحكم ، بمراقبة ما يجري في وزارة التربية ، وطلب من الطبيب الذي ينتسب الى الفئة السياسية التي تنشد التغيير أن يراقب وزارة الصحة .. وهكذا .. فان الفئة السياسية تصبح قادرة على تشكيل حكومة ظل ، قبل استلامها الحكم ، ولتمكنت أيضا من صياغة خطابها السياسي بما يناغي آلام و آمال الجماهير .. وعندها سيزداد الالتفاف الجماهيري حولها ، و لأصبحت أقدر في التغيير الشامل ، والحفاظ على ما بعد التغيير ..

لكن دأبت معظم الحركات السياسية العربية ، على توزيع المهام بين كوادرها النشطة ، تضع المعلم مسؤولا عن الأطباء ، والطبيب عن العمال .. ويقتصر نشاطها الجماهيري على مظاهرة اذا ضربت بيروت أو بغداد أو الخرطوم .. فيكون نشاطها باستمرار ، كردة فعل باهتة ، لا يصنع فعلا .. ومن هنا عزفت الجماهير العربية عن الالتفاف حول تلك الفئات التي لم يعد منها الا أسماء !!
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #27  
قديم 10-10-2005, 04:51 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

ملامح العشائرية لا زالت ترفرف في سماءنا :


1


كان العرب قبل الاسلام يعتمدون نظام العشيرة لأغراض متعددة ، فكان شيخ العشيرة يقوم بأدوار متعددة ، فهو مسؤول الأمن وهو مسؤول الاقتصاد وهو مسؤول القضاء ، وهو مسؤول الثقافة وهو مسؤول التخطيط .. وبقدر ما كانت تلك الأدوار تتم على أحسن صورة ، بقدر ما كان الاسم يتغير ، فيرتقي أحيانا الى زعيم و أحيانا الى أمير وأحيانا الى سلطان وملك ..

كانت المسألة الأمنية باستمرار تأخذ مكانة متقدمة في تفكير الزعيم القبلي ، وهي بالتأكيد ترتبط باقتصاد القبيلة ، الذي يرتبط بالحياة الرعوية ، فاعتداءات المعتدين كانت لطرد أفراد قبيلة من مرعى خصب ، أو إبعادهم عن مصدر ماء وأحيانا يسلبون مواشي القبيلة التي تتعرض للغزو ..

كان شح الماء هو السر وراء تنقل العرب حتى وصلوا الى نهر السنغال في غرب أفريقيا .. وكان شح الماء وراء تشرذم القبائل .. فلا توجد في جزيرة العرب مصادر مياه تتجمع عليها حواضر ذات سكان كثر ، بل كان ذلك في بعض مناطق بلاد الشام ، والعراق .. ولما كانت الهجرات بسبب الماء ، فلم يتجمع المهاجرون بشكل موجات تنفي ما قبلها ، بل تتعايش معها على حذر ..

من هنا فان القبائل التي كانت تستطيع الدفاع عن نفسها دون مساعدة غيرها من القبائل كانت ثلاثة : عبس و ذبيان و ضمرة .. وكان يطلق على القبيلة التي تستطيع تأمين أربعمائة مقاتل للدفاع عن نفسها ، اسم (جمرة) .. ولم يذكر عند عرب الحجاز سوى الثلاث جمرات السابقة ..

وعندما كان يحدث أن تتعرض منطقة لغزو قبائل ، في سنين القحط ، فان أحلافا تتأسس من عدة قبائل ، وتتخذ لنفسها (طوطما ) من قماش أو خشب ، يكون هو ( صايتها ) فطوطم الثور ، تكون القبائل المتحالفة تحته ، تسمى بني ثور ، وطوطم الأسد بني أسد و الثعلب ، و اسماء الطواطم دائما تأخذ أسماء حيوانات ..
2

في العصر الحديث حلت الدولة محل العشيرة و شيخها ، فهي التي تؤمن الحماية وهي التي تستورد وتنتج مؤن المواطنين ، وهي التي تعطيهم المعلومات من خلال مناهج تربية وتعليم مركزية ، وهي التي تعين القضاة ليفصلوا بين الناس عندما يختصمون ..

لكن تظهر ملامح العشائرية في كثير من النواحي :
1 ـ استخدام النسيج العشائري ، للتفضيل الانتخابي ، وهما أمران لا يستقيمان. فالتفاضل في مرحلة الترشيح سيكون متأثرا بقرب المرشح أو بعده عن من سيقرر من سيكون المرشح ، وفي الاقتراع سيكون أبناء العشائر في كثير من البلاد العربية ، متأثرين ومحكومين بعلاقة القربى بين الناخب والمرشح .

2 ـ التستر على هفوات أبناء الأقارب ..داخل أجهزة حكومات كثير من البلدان العربية ..

3 ـ ترقية أبناء قبيلة دون غيرهم ، لضمان كسب ولاء تلك القبيلة .. وهناك بعض الدول العربية من تفصل وزارات و دوائر على ضوء أبناء العشائر .. فترى مثلا يقال أننا لم نأخذ الاعتبار في تشكيل الوزارة العشيرة الفلانية ، فليعطوا وزارة الزراعة ، ولم نرضي العشيرة الفلانية ، فلنعطيهم الملحق التجاري في الدانمارك و محافظ كذا ..
باختصار توضع الدائرة المناسبة للعشيرة المناسبة ، وليس ينتدب للوزارة أو الدائرة الفلانية من يحل مشاكلها من رجال !!

4 ـ يتستر رجال الفكر والسياسة على اعتمادهم المستتر على قبائلهم وعشائرهم ، ففي حين يكون حديثهم للصحف والإعلام و في المجالس ينادي بحياة راقية متقدمة تسودها قيم الدين والعدل والخلق .. يكونون مدركين تماما أن الالتصاق بالقبيلة أو العشيرة هو السند الأكثر ثباتا ..

وبالرغم أن بعض الدول العربية ، قد تدربت على تغيير هذه الرؤية من سلوكها كمصر مثلا ، وهذا ما يفسر اصرار الثعالبي في كتاباته على استخدام تعبير مصر و الأمة العربية ، مصر والبلاد العربية .. فقد يكون محمد علي باشا ومن قبله المماليك لفترات طويلة لم يعتمدوا أساس العشيرة للولاء للدولة ، مما نقل المصريين نحو التمدن بالحياة السياسية قبل غيرهم من أخوتهم العرب .

لقد كان لقصر فترات الحكم الحديثة نوعا في معظم البلدان العربية ، هو ما جعل حكام البلاد العربية يلجئون للتمركز في قلب الحماية العشائرية و اللعب على مناغاتها . وان كان هناك مبرر لذلك ممكن أن يعطى لهؤلاء الحكام ، فهو مبرر الهواجس الأمنية لدى الفئات الحاكمة في البلاد العربية ، والتي تتوجس خيفة من كل من حولها ، فتضطر الى الانكفاء وراء معادلات عشائرية لضمان أمن الحكم .. ويترك أهم المراكز الأمنية و أكثرها حساسية ، ليتولاه أكثر الناس قربا و ثقة من رأس الحكم ..

ان ضمان الأمن البديل عن ذلك الأسلوب الذي لا يخلو من إثارة الضغائن والحسد و تنمية روح التآمر والانقضاض على الحكم اذا ما واتت الفرص لذلك . ان الأسلوب الأمثل هو ترسيخ وسائل تناقل السلطة بطرق أكثر وضوحا وعدلا ، ولما كانت الظروف الداخلية والخارجية ، لا تسمح بنمو الأجواء التي يتم فيها ترسيخ تلك الوسائل ، فستبقى العشائرية ترفرف في سماء أمتنا وتبقى المخاطر والمثالب تأتي كنتائج طبيعية لها ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #28  
قديم 14-10-2005, 06:32 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أي شكل للحكم ممكن أن يعبر بالعرب الى واقع أفضل ؟


( 1 )



العربي بحكم تاريخه القديم و لغته و بيئته ذات الطابع الصحراوي ، الباعثة للتأمل و الفقيرة ، له ضمير متوجس يخشى المشاركة في الاقتصاد والسياسة ، ويكره الانضباط و يتوق للحرية ، فهو ميال لترك المكان الذي يتوجس منه ما يبعث على قلقه ويحد من حريته ..

ولم تكن ممالك العرب القديمة الا أشكالا أميبية تتغير بالمساحة والشكل والتكوين السكاني ، من ممالك جنوب الجزيرة العربية ، حتى ممالك بادية الشام ، وان كانت إنجازات حضارات مصر والعراق القديمتين قد غطت على تلك الخصلة وجعلتهما كاستثناء ، فان من يغوص بالتاريخ أكثر فانه سيجد ما نرمي اليه من عدم ثبات الشكل العام في حدود الدولة .

ولما جاء الاسلام أوجد وازعا دينيا قويا لربط محور النظرة العام لإدارة المجتمع بالالتزام بشرع الله .. ولكن بقي ذلك الوازع يواجه ذبذبات تبتعد بعض الشيء عن المحور الجديد ، ليطفو مكانها عنعنة عشائرية هنا وهناك ، أو عرقية .. وكانت تخفت عندما يعلو صوت المعتدين .. حتى آلت الأوضاع لما وصلت اليه في نهاية حكم المتوكل ..

أما في العصر الحديث ، فقد أضيف لحالة التموج في معرفة فقه السلطة وطرائق إدارتها ، عوامل جديدة ، وهذه العوامل تتمثل بما يلي :

1 ـ ظهور النفط في المنطقة .. وما تبعه من تركيز عالمي استراتيجي على تلك المنطقة مما جعل القائمين على تثبيت أركان الحكم أو حتى إنشاؤه لا يستطيعون إسقاط هذا العامل من حساباتهم ..

2 ـ تشكلت الدول القومية في أوروبا ، على هامش استقلالها من الإمبراطورية العثمانية كما في حالة هنغاريا و بلغاريا و غيرها من الدول التي كانت تحت الحكم العثماني ، أو بعد نضال وحدوي كما حدث في ألمانيا وفرنسا .. حيث امتزج الفكر القومي مع الفكر الذي يتعلق بعلاقات الانتاج ، على هامش الثورة الصناعية ..

في حين خرج الشعب العربي من احتلال عثماني ، وان كان الكثير من النخب الفكرية في مطلع القرن العشرين ، يترحمون على أيامه . خرج العرب منهكين من الضعف والجهل والفقر .. فقد كانوا على جفاء مع خبرات الحكم منذ ما يقرب من ألف عام .. ليجدوا أنفسهم في أحضان استعمار جديد قوي ، ثبت في وطنهم التجزئة ، كما ثبت نخب ترتبط به ثقافيا ومصلحيا ، لا زالت مصانعها تنتج نتاج يعلن الولاء لتلك الدول لحد الآن .

3 ـ كان على النخب المتطلعة للخلاص أن تواجه كل تلك العوامل مجتمعة وفي آن واحد وبإمكانيات غير كافية لإنجاز انتصارات حاسمة . والمهام التي كان على تلك القوى أخذها بعين الاعتبار هي :
أ ـ تعبئة جماهيرية عامة ، لرفع مستوى الاستعداد لدى الشعب العربي لمواجهة كل الأعداء .. وبنفس الوقت يكونوا حالة من الجهوزية لاستلام الحكم . وقد كان يعيق تلك القوى في مطلبها هذا ، انتباه الأجنبي لهذا الحراك الذي لم يكتمل لحد الآن .. وتقوم الدول ( المستقلة اسما) بتنفيذ رؤى الأجنبي

ب ـ التطلع الى عقد تحالفات مع قوى عالمية ، للمساعدة في إنجاز مهام التغيير المحلي ، لكن مع إبقاء جوانب ناقصة في صيغ التحالف مما أو جد حالة من بقاء اليد العليا لتلك القوى الأجنبية مستمرة ، وبنفس الوقت يفتح لها ثغرات في جبهات التغيير القادمة ، يمكنها من مسك خيوط اللعبة السياسية بعد التغيير أو جزءا منها على الأقل للتكيف مستقبلا مع أي تطورات قد لا تكون من صالح تلك القوى الغربية ..

4 ـ عدم حسم النظم المعرفية التي تؤسس لفقه الدولة ما بعد التحرر ، ففي حين تتبنى بعض القوى شعارات قومية ، تفتح معها حالات استعداء أيديولوجية مع تيارات دينية و تيارات إثنية قومية ، وتيارات ليبرالية قطرية ، وتيارات ذات منشأ ماركسي .. أو اختيار أي من النظم المعرفية التي تخدم مصلحة فقه من الأنواع الأخرى .. مما يبقي الجدل أزليا في تفريخ خلافات على هامش النظم المعرفية تلك ..

5 ـ لغياب الاحتراف السياسي المعد مسبقا في إدارة الدولة .. تبقى الشعارات التي طرحت في الخطاب السياسي ، مجرد شعارات ، لا ترتقي لأي برنامج إجرائي .. وقد رأينا في أواسط الستينات ، حكومات عربية في ست دول ، تشابهت الطروحات القومية فيها ( الجزائر ، مصر ، العراق ، سوريا ، السودان ، اليمن ) .. وهي دول تشكل 80% من مجموع سكان الوطن العربي ..

وبالرغم من مناداتها بالقومية كأرضية فقهية للتشريع الإداري لدولها ، فانها لم تستطع الارتقاء بالحالة الوحدوية قيد أنملة ، ولم تستطع تطوير الاتفاقات الاقتصادية التي كانت تتم على هامش نشاط جامعة الدول .. كالسوق العربية المشتركة ، و اتفاقات المشاريع الاقتصادية التي كتب عنها ملايين الصفحات .

لا بل تراجعت تلك الدول الى الانكفاء القطري ، و أخذت تتلاسن فيما بينها ، فقد كانت معظم الخلافات العربية تتم بين تلك الدول ، لا بين غيرها من الدول التي لم تنادي بالقومية أو تنشد الوحدة بخطابها السياسي ..

لم تستطع تلك الدول استغلال حالة تضميد جراح الدول التي خرجت من الحرب العالمية الثانية ، وبقيت في حالة شد فيما بينها بالإضافة الى الانتباه الى داخلها للوقوف من جديد . فلو انتبهت تلك الدول العربية التي كانت تنادي بالقومية لطورت حالتها التضامنية التعاونية التي تهيئ للنهوض بالتوجه نحو الوحدة . هذا بالاضافة لحالة التوازن الدولية التي كان يعبر عنها من خلال الحرب الباردة.

لذا فان حركة التغيير التي يحتاجها الوطن العربي اليوم ، سيكون أمامها مهاما إضافية ، فهي بالاضافة لما ذكرنا أولا ، سيكون عليها وضع كل التغيرات العالمية بالحسبان . وهذا يتطلب إعادة صياغة الخطاب السياسي بما يبقي على طابعه الوجداني القديم ، مع إضافة فنون التحول التنظيمي والسياسي المرافق له، كما سيحتاج الى كوادر تستطيع فهم تلك الصياغات الجديدة ، ونقلها للجماهير من أجل تعبئتها و رصفها رصفا يتلاءم مع حجم تلك التغيرات ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #29  
قديم 17-10-2005, 07:27 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

( 2)

هل يستطيع العربي أن يتكيف مع تلك التغيرات العالمية ؟




اذا قلنا أن العربي لم يفطر على الانضباط .. فان تلك السمة لم تعد ملصقة به الى ما لا نهاية مع شخصيته العربية .. وان كانت صفة عدم الانضباط تعود له فانها ستعود اذا تهيأت لها ظروف مناسبة ..

لكن نرى أن ابن الريف أو البادية ، الذي ينتقل الى المدينة ، فان كان لا يلتزم في مكانه الأصلي بالاصطفاف بطابور ليأخذ حاجته أو يسير بمعاملته ، لأنه يعتقد أنه من وجهاء تلك المنطقة أو من أبناءها الذين يجب أن يكون له حظوة معينة في التمييز عن غيره ! . فانه بالمدينة سرعان ما يلتزم بما يسري على غيره .. واذا خرج الى خارج وطنه ، فانه سرعان ما يقوم بما يقوم به أهل البلاد التي انتقل اليها ..

يبقى هنا على قيادات قوى التغيير أن تنظر الى المواطن الذي ، تكتب خطابها من أجله ـ أو هكذا تدعي ـ ، نظرة كشريك وإن كان في موقع أدنى من حيث الدور الذي يقوم به .. ولا تستصغر من شأن أي مجموعة أو شأن أي مواطن حتى ..

ففي البناء العام ، يكون أي إغفال لأي جزء من أجزاء البناء ، سواء كان تحت الأرض ، في مراحل التأسيس ، أو في مرحلة الصبغ و الدهان ، يجب أن يكون من مواصفات جيدة و يرتبط بما حوله بمواد أو عوامل ربط تتفق مع خواصه ..

فان كانت الجماهير بمثابة قاعدة لبناء الدولة ، يجب أن تكون واقفة على أرض ثابتة ، ومسلحة تسليحا جيدا و آخذة حاجتها من الإسمنت و تروى بعد كل إضافة فوقها ليضمن عدم تشققها .. وكما يحسب المهندس موضوع الأثقال و قطر كل عمود عندما يتطلع لبناء من عدة طبقات .. فعلى السياسيين أن يحسبوا قدرة تحمل جماهيرهم للأهداف التي وضعوها بخططهم .

وكما أن تداخل أطراف قضبان الحديد مهم جدا في ربط كل وحدة بالبناء ، فان ربط رأس الحكم و الحلقات الأدنى منه و الأدنى منها ، يجب أن يكون محكما ومنسجما مع طبيعة كل مادة ..

فان كان في حصى القاعدة بعض التراب الذي أدخل من باب الغش للتوفير ، والربح فان هذا التراب سيكون عامل تشقق للقاعدة التي تحمل البناء .. وان كانت بعض بلاطات الأرضية مغشوشة فان الماء سيخترق الأرضية و يتصدع البناء .. وهذا ينسحب على أعمدة البناء و تنفيذ السقوف ، و من بعده تأتي المستلزمات الأخرى كإسالة المياه و الإضاءة و الدهان و قبل كل ذلك طراز البناء و شكله و إضافات الجماليات عليه ..

ونحن إذ ننشد الأصالة ، فلن نستورد شعبا أو طرازا لهذا الشعب ، بل إن المهندس المقتصد هو من يوظف المواد الخام المتوفرة حوله ، توظيفا يتلاءم مع خصائصها .. لا أن يضعها بأوامر لا تتناسب مع إمكانياتها ، فرجل الدين له دوره و الطيار له دوره و المعلم له دوره .. وان أهملنا أي شريحة ، فان دورها يصبح كالأنقاض ( الردم) .. سيشوه البناء .. و لن يكون يوما أي مواطن بلا دور ، فمن يترك مواطنيه بلا دور ، عليه أن يكف عن دور المهندس السياسي في المجتمع ، رحمة بالمجتمع ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #30  
قديم 18-10-2005, 08:11 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

هل العربي يتحين الفرص للانقضاض على دولته ؟



الدولة في ذهن العربي تمثل طرفا آخرا في الغالب ، و نادرا ما تكون ما تمثل الإرادة الكلية للشعب .. وهذا يرجع لمفهوم الدولة عندنا كعرب ، والذي يكون باستمرار مشوبا بضبابية و عدم وضوح و اهتزاز في أكثر من منحى أو معنى :

لغويا : الدولة لفظ آت من الجذر(دال) ، وتداول ، ودواليك ، و (تلك الأيام نداولها بين الناس ) وكلها دلائل تفهم من يستمع لها بعدم الثبات ، بعكس تلك التي في ألفاظ غير عربية فمثلا تعني كلمة STATE المأخوذة من STATUS تعني الجبل ، أو الصخرة الصلبة ..

جغرافيا : ليس هناك ذاكرة ثابتة عند العرب ، ولا اتفاق على حدود الدولة القوية التي ينشدونها ، ففي حين نعتبر امرؤ القيس و النابغة الذبياني و جميل صدقي الزهاوي ، و أحمد شوقي وأبو القاسم الشابي ، وسليمان العيسى ، أبطال مسرحية من فصل واحد ومكان واحد ، هو مكان التراث و الحضارة الموحدة للأمة ..

نجد هناك مساحات لاعتبار الكويت و قطر والأردن ، كل منها أمة ، فيسمى مجلس النواب و الأعيان عندهم ب ( مجلس الأمة ) .. أي أمة ؟ هل هي الأمة التي تتطابق مع الأمة التي في الذاكرة الحضارية و التراثية ، أم الأمة التي تتقاطع معها ، وتعتبر من يطالب بمجد الأمة التراثية و الحضارية ، ارهابيا و متدخلا في شؤون الأمة ( القزمة ) في الواقع السياسي الراهن ؟

كما سنجد أناسا لا يرغبون في استخدام مصطلح الأمة العربية ، بل يتوقون لمصطلح الأمة الاسلامية ، بما فيه من تعقيدات كثيرة ..

اجتماعيا : يكاد كل أبناء الوطن العربي ، يتفقون على مسألة واحدة ، وهي بالطبع تصب باتجاه عدم الارتياح الذي يكنه المواطنون للدولة .. وهي اقترانها بأسماء أسر .. فالفراعنة و الكنعانيون و السومريون .. والأمويون و العباسيون وحتى تصل الى السعوديين وغيرهم ..

فيقف المواطن حائرا ، يبحث عن علاقته و مصلحته القوية في الدفاع عن تلك الأسر ، وغالبا لم ولن يجدها .. فاذا لم تحكم الدولة ( الأسرة) قبضتها على جموع المواطنين ، فانهم بمجرد أن يكون هناك فرصة للإنقضاض على الدولة ونهبها ، فانهم لا يتوانون ..

ان تفسير التهرب من الضرائب ، والبحث المستمر عن الواسطة التي تعفي أحد المواطنين من واجباته نحو الدولة ، كالإعفاء من الجمرك أو قبول أحد الطلبة ذوي المعدلات المتدنية في الجامعة بدلا من طالب متفوق ، أو أكثر أحقية ضمن لوائح القبول الموضوعة ، و غيره من مئات بل آلاف الأمثلة ، كلها تصب في مسألة أن الدولة ليس لها وظيفة تاريخية أو حتى ضرورة تاريخية واضحة المعالم ، ليس لدى المواطنين فحسب ، بل حتى لدى القائمين عليها ..

لقد لفت انتباهي في أحد الأقطار العربية ، حيث توضع على الطرق رادارات لمحاسبة من يتجاوز السرعة ، حيث تقف (دورية شرطة ) وتخالفه .. ففي الغالب يقوم المواطنون بتحذير بعضهم البعض بواسطة الأضوية العالية ، فالقادم من جهة الدورية يحذر من يقابله من السواق لكي يخفف السرعة ، حتى لا يقع في المخالفة .. وهذا ربما يكون طبيعيا ، لتحالف أبناء البلد ـ دون أن يعرفوا بعض أثناء التحذير ـ ضد الدولة ..

لكن الذي أثار استغرابي ، أن من كان يحذر المركبة التي كنت فيها ، هو ضابط شرطة لم يزل في ملابسه الرسمية ، ولكن دوامه قد انتهى ..

ان هذه الأجواء المفعمة بكره فكرة الدولة ، تجعل المواطن في القرن الحادي والعشرين ، هو نفسه المواطن في القرن الثالث الميلادي ، فعندما أيقن الأعراب الذين كانوا مع ( زنوبيا ) ملكة (تدمر) أنها فشلت في حصارها لروما ، وأنها لا بد من أن تخسر الحرب .. قاموا بسرقة الجيش الذي كانوا فيه ينضوون ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م