مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-01-2003, 11:46 PM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي أثر الحج في تزكية النفس..

أثر الحج في تزكية النفس

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام..

قال تعالى: (( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )). [آل عمران: 97].

وقد بين العلماء أحكام الحج مفصلة في أبواب خاصة من كتب الفقه، وفي كتب التفسير، وشروح الحديث، أو في رسائل خاصة بأحكام الحج... كما أن غالب أئمة المساجد وخطبائها، يهتمون في مثل هذه الأيام، ببيان فضائل الحج وأحكامه وأنواع نسكه وأذكاره...

والذي أنصح به الحاج مع اهتمامه بفقه أحكام الحج والعمرة، والحرص على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، في أداء مناسكهم...أنصحهم إضافة إلى ذلك أن يهتموا بالأثر الذي يجب أن يحدثه الحج في نفوسهم وسلوكهم، في أوقات نسكهم وبعد رجوعهم إلى بلدانهم.

فإن من أهم أهداف العبادات أثرها في سلوك القائمين بها، من التقرب إلى الله وتقواه، والمحافظة على الفرائض والواجبات، وترك الفواحش والمحرمات، ومن حسن السلوك والمعاملة مع المخلوقين، كالأسرة والجيران، والضيوف، والبيع والشراء.... وغير ذلك، فقد وصف الله تعالى أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.... وهكذا الحج الذي يعود صاحبه كيوم ولدته أمه...

وهذه إشارات موجزة، إلى ما يحدثه الحج المبرور في نفس صاحبه...

إنه يؤدي بها إلى تقوى الله كالصيام، مع شيء من التفصيل في امتثال الأوامر المقربة إلى الله، واجتناب النواهي المبعدة عنه سبحانه، فالحاج مأمور بذكر الله سبحانه، إذ يدخل في الإحرام بقوله:

( لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك.. لبيك.
إن الحمد والنعمة لك والملك. لا شريك لك
) [البخاري رقم1549 ـ فتح الباري (3/408) ومسلم (2/841)].

وهو مأمور بالمداومة على هذا الذكر وغيره أثناء إحرامه.. [راجع البخاري رقم1670، فتح الباري (3/519) ومسلم (2/931)].

وله في كل نسك يؤديه، ذكر عام أو خاص، كما أنه يدرب النفس على طاعة الله تعالى بعدم تعاطي بعض الطيبات والمباحات في الأصل، كالجماع وما يؤدي إليه والألبسة المعتادة غير ثوبي الإحرام ـ بالنسبة للرجال ـ والطيب، وتغطيته الرأس، وقص الشعر ونتف الإبط وتقليم الأظافر، ونحو ذلك من المحظورات التي وردت بها النصوص. كذلك قتل صيد البر وأكله ـ مطلقاً أو إذا صيد من أجله ولو صاده غيره.

فالحاج مأمور بترك الرفث وهو الجماع وما يتصل به، فتكون زوجه معه في سفره يجمعهما مكان واحد، وقت النوم ووقت اليقظة، فلا يمد يده إليها إلا لحاجة كما يمد يده لعامة الناس، ولا يتكلم معها بكلام تشم منه رائحة التعريض، بما كان يباح له التصريح به.

كما أنه مأمور بترك الفسوق من قول أو فعل ـ وهو مأمور بذلك كل وقت ولكنه في الحج أعظم وآكد ـ وهو مأمور بترك الجدال، إلا إذا دعت الحاجة لمصلحة. وبذلك يكون الحاج قد تزود من زاد التقوى.

كما قال تعالى: ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ )) [البقرة: 197].

والحاج أهل لهداية الله بعد أن تزود من تقواه: (( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ )) [البقرة: 198].

وزاد التقوى الذي يمنحه الله للحاج من حجه، يزيده تقرباً إلى الله ودواماً على طاعته، حتى تصبح طاعته لربه أحب إليه من أي محبوب آخر، ولذلك لا يفتأ ذاكراً له..

(( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا )) [البقرة:200].

والحاج يؤدي ما أمر به من الأنساك في الحج، عبادة لربه، وهو يعلم أن كل ذلك لا ينفعه عند الله، إلا إذا اتجه بقلبه وقالبه إلى الله، وامتلأ قلبه بتقوى الله وخشيته..

(( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )) [الحج:37].

ويذهب الحاج إلى بيت الله الحرام لتأدية مناسك الحج، وقد أثقلته الذنوب والمعاصي ورانت على قلبه محبة الشهوات، فيزكيه حجه ويطهره، ويدرب نفسه على طاعة ربه في فترة زمنية معينة، فيترك ما نهاه الله عنه من الرفث والفسوق، فيعود وقد غفر الله له، حتى غدا مثل من ولد لتوه لا ذنب له ولا إثم عليه، بل هو في طاعة، وله أجر وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه )".

وكما في حديثه أيضاً:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءاً إلى الجنة ) [البخاري رقم 1773، فتح الباري (3/597) ورقم 1820 فتح الباري (4/20) ومسلم (2/983)].

ولما كان الحج فيه مشاق النفقة والسفر والتعرض للمخاطر المتنوعة، كالخوف والجوع والعطش والحر والبرد والزحام وغير ذلك، جعله صلى الله عليه وسلم للنساء بمنزلة الجهاد للرجال..

كما في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
"يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: ( لا، ولَكُنَّ أفضلُ الجهاد حجٌ مبرور )". [البخاري رقم الحديث 1520، فتح الباري (3/381)].

قال الحافظ:
"وسماه جهاداً لما فيه من مجاهد النفس" [فتح الباري (3/382)].

والذي وفقه الله تعالى لأداء مناسك الحج، يعلم سبب تسمية الرسول صلى الله عليه وسلم الحج جهادا،ً فإن سفر الحج فيه شبه كبير بسفر الجهاد، لما يلتزم به الحاج من التقشف، ولما يقتضيه أداؤه من الالتزام بالنظام، والسير مع عامة الناس في وقت واحد، وفي مكان واحد..

لا سيما يوم التروية وما بعده، إذ ترى الناس يصعدون إلى منىً في وقت واحد، وينزلون بها لأخذ أماكنهم، ويصلون بها الصلوات الخمس: الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم الفجر، مستعدين لمغادرتها صبيحة اليوم التاسع كلهم إلى عرفات.

وهناك يقفون كلهم، بعد أن يصلوا الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم في وقت واحد، ثم إذا غربت الشمس، تحركوا جميعاً نحو مزدلفة ينزلون بها جميعاً، ويصلون بها المغرب والعشاء جمع تأخير، قبل أن ينزلوا متاعهم، ثم ينامون مبكرين استعداداً لأعمال يوم النحر.

فإذا أصبحوا صلوا الفجر ودعوا الله وذكروه حتى يسفروا، ثم يتجهون جميعاً إلى منىً، فيبدءون برمي جمرة العقبة ضحى يوم النحر، ثم يذهب من عليه نحر لينحر، ثم يحلقون ثم يطوفون طواف الإفاضة، ثم يعودون إلى منىً للبقاء فيها، ذاكرين الله تعالى، رامين الجمرات في اليومين التاليين ليوم النحر أو الثلاثة.

ثم يتجهون إلى بيت الله لطواف الوداع، وفي التزامهم كلهم بذلك النظام ما فيه من المشقة والزحام وغير ذلك، والحاج الذي يقوم بذلك كله مع التزامه بطاعة الله في نيته وفي سلوكه، لا يعود إلا وقد تزكت نفسه وألفت الطاعة والجندية الإسلامية.

ولعل ذلك يبين شيئاً من حكمة ذكر الجهاد في سبيل الله، بعد ذكر الآيات المتعلقة بالحج..

كما قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )) [الحج: 38 ـ40].
__________________
الأهدل
  #2  
قديم 24-01-2003, 12:34 PM
الهاجري الأثري الهاجري الأثري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 72
إفتراضي

جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالله, وجعل ما كتبت أناملك في موازين حسناتك , يوم يتطلَع كل منا إلى حسنه واحده لعلها تُرجَح الميزان, فالله المستعان.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م