مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-11-2006, 04:25 PM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي جيش البشمركة!

Man9ool
www.alquds.co.uk/url

جيش البشمركة!
يحيي اليحياوي

23/11/2006

ينتاب المرء، بين الفينة والأخري، انطباع عميق (يكاد يشارف علي اليقين) مفاده أن الأكراد بشمال العراق لن يتوانوا هنيهة واحدة عن اعلان انفصالهم عن الوطن/الأم، عندما تتسني لهم الظروف وتمهد لهم السبل والأدوات.
هو انطباع قد لا يمكن الاعتداد به كثيرا، سيما لو صدر عن مواطن بأقصي نقطة بالوطن العربي لن يكون بمقدوره حقا الاطلاع علي أدق ملابسات وحسابات ما يجري هناك، لكنه (الانطباع أقصد) يستمد بعضا من الموضوعية بالاحتكام الي ثلاثة مظاهر كبري، تشي لنا توجها علي الأقل، بأن انفصال الأكراد عمليا هو من مدة قائم علي قدم وساق:
المظهر الأول، ويتمثل في الوتيرة المتسارعة التي اعتمدها الأكراد (منذ سقوط بغداد تحديدا) لاستكمال بناء مقومات الدولة ، وتحصينها من ارتداد المظلومية التاريخية التي طاولت الشعب الكردي قومية وأرضا وبشرا، منذ تأسيس الدولة العراقية مطالع عشرينات القرن الماضي والي حدود التسعينات منه.
وعلي هذا الأساس، فتنصيب البرلمان الكردي والحكومة من بين ظهرانيه، وانتخاب رئيس للاقليم انما تعبر كلها في منطوقها كما في المضمر بالنفوس، عن توجه حثيث بجهة الاستقلال المؤسساتي عن الدولة المركزية، حتي وان كان كل ذلك قائما طيلة مراحل الحكم الذاتي الذي تمتع به الاقليم، منذ بداية تسعينات القرن الماضي ولربما من ذي قبل.
المظهر الثاني ويكمن في قرار رئيس الاقليم، مسعود البارزاني، انزال العلم العراقي من علي الأبنية والمؤسسات الرسمية، واستبداله بـ علم كردي يرمز الي خصوصية الاقليم وتميزه وفوق كل ذلك، الي خاصية الانتماء التي لطالما اندغمت في الانتماء الأوسع الذي فرضه من كانت بيده السلطة والقوة والشرعية الأكبر.
لم يعد رئيس اقليم كردستان يظهر والعلم الجديد من خلفه، كونه رئيس اقليم يتمتع بمزايا الحكم الذاتي، بل ويظهر عبره بمظهر رئيس دولة كامل الهمة والشرعية، لا ولاء له بالمطلق لدولة مركزية أو لسلطة بالعاصمة، أو لرئيس يمثل كل العراق ويرمز لوحدته واستمرارية أجهزة الدولة بداخله.
وعلي الرغم من اعتماد البرلمان الوطني المنتخب في ظل الاحتلال لمبدأ الفيدرالية وتقسيم البلاد الي أقاليم ومحافظات، فان استباق الأكراد في تنفيذ بنوده (وهو لا يزال في المهد) يشي حتما بأنهم لا محالة معتمدوه، سواء جري تطبيقه علي باقي جهات البلاد أم تعثر تصريفه جراء المعارضة الواسعة التي تطاوله في مضمونه، كما في فلسفته كما في التداعيات.
أما المظهر الثالث، فيتراءي لنا كامنا في تشبث الأكراد بميليشيا البشمركة وعزمهم الحثيث لتحويلها الي جيش يكون رمز الدولة القادمة، الحامي لحدودها والمدافع عن استقلالها .
ولما كان العزم كذلك (عزم اعتبار البشمركة نواة الجيش الكردي مستقبلا)، فان الدعوات بجهة حل الميليشيات ودمجها بـ الجيش العراقي ، وتحويل ولائها لكل العراق عوض أن يبقي لجهة منه فقط، انما تعني بالنسبة للأكراد، باقي الميليشيات المسلحة وليس البشمركة بأي حال من الأحوال.
يقول البارزاني، في رده علي الداعين الي حل البشمركة: البشمركة شجرة أينعت ثمارها بدماء ودموع شعب، ولم تؤسس بأمر من أي دولة أو حزب أو شخص، ولولا البشمركة لما كان للأكراد أي وجود .
لا ينحصر رد البرزاني عند هذا الاعتقاد، بل يذهب لدرجة الحديث العلني عن حاجة الأكراد الي جيش كي يدافع عنهم ضد الأطراف التي لديها أطماع في الاقليم الكردي ، في تلميح مباشر الي جيش المركز الأعرج تكوينا وتسليحا، وأيضا الي جيران الاقليم المختلفين، حيث باقي أبناء القومية الكردية .
واذا كان من المتعذر حقا معرفة تاريخ انشاء البشمركة (يقال بداية ستينات القرن الماضي حتي بالقول بملازمة الانشاء لتموجات الحكم الذاتي منذ العشرينات منه)، ولا قوامها أو عددها (يقدر تقريبا بحوالي 130000 موزعة الولاء بين الحزبين الكرديين المهيمنين)، فان الثابت أن قوتها ودورها لم يبرزا الا أثناء تقسيم العراق (في العام 1991) الي ثلاث مناطق حذر جوية كانت اللبنة الأولي لما نص عليه مؤخرا قانون الأقاليم المعتمد في ظل الاحتلال.
هي التي حفظت الأمن والنظام اذن منذ بداية التسعينات، وهي التي نسقت الانزال الأمريكي بالشمال عندما عزمت قوات الاحتلال الأمريكي تضييق الحصار علي بغداد من هذه الجهة، وهي التي تكفلت بحماية المنشآت النفطية التابعة للاقليم، وهي التي ساهمت في حماية الزعماء الأكراد عندما انتقلوا الي بغداد، وهي التي طاردت العديد من رموز النظام العراقي، فألقت القبض علي طه ياسين رمضان وعلي العديد من منتسبي حزب البعث الكبار، بعدما أسهمت بقوة (بالمعلومات تأكيدا) في القاء القبض علي الرئيس صدام حسين.
من غير المستبعد أن تكون ذات كفاءة عالية وهي المتمرسة علي حرب العصابات في جغرافيا كردستان الوعرة، عندما رفعت السلاح بوجة الدولة المركزية، ومن المؤكد أن فاعليتها ونجاعتها قد ازدادتا جراء التدريبات المكثفة التي تلقتها وتتلقاها علي يد الجيش الأمريكي وعلي يد الخبراء العسكريين الاسرائيليين (حوالي 1200 اسرائيلي يقومون علي ذلك).
ولما كانت بذات الجلد والقوة (وهي التي تمرس أعضاؤها تاريخيا في حروب الحزبين ومناهضة السلطة)، فانها عمدت منذ مدة الي تطهير مدن شمال العراق من القوميات الأخري، سيما الآشورية والكلدانية والعربية والبدو الشمر تمهيدا لاستحقاقات استفتاء ملح، سيتحدد بموجبه مستقبل مدن (وأهمها كركوك) وأقوام، وستقام حدود دولة كردستان النهائية مع الجيران وفي مقدمتهم العراق.
وعلي هذا الأساس، فان عمليات التهجير والترحيل القسري والترهيب التي تقوم بها البشمركة بمدن كردستان العراق (السليمانية وسندجار تحديدا) انما تندرج في سياق العمل علي تفريغها من التنوع القومي والاثني واللغوي الذي لازمها لعقود طويلة، وتحويلها الي مدن كردية نقية الدم والعرق والانتماء .
من ذا الذي سيمنع الأكراد اذن من اعلان الانفصال، وقد باتت لديهم القوة الخشنة الكفيلة بدعم ذلك والذود عنه؟ من بمقدوره المزايدة عليهم في ذلك اذا منحهم الاستفتاء (بين بعضهم البعض فقط) حق الانفصال وسيمنحهم اياه دون جدال؟ من سيحول دونهم ودون اعلان الدولة؟ ألم تحضر حكومة كردستان باحدي دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث خطبت زوجة الطالباني باللغة الكردية؟
ألم تتعاقد حكومة اقليم كردستان مع شركات أجنبية للتنقيب عن النفط دونما استشارة الحكومة المركزية؟ ألم يتحدي البارزاني دعوة المالكي الي اعادة رفع العلم العراقي علي الاقليم؟
من يتجرأ علي منع الانفصال وابقاء الاقليم ضمن العراق الموحد والولايات المتحدة (واسرائيل معها) بدأت تتعامل مع الاقليم اياه كما لو أنه عمليا دولة قائمة؟ ألم يستقبل البارزاني وزيرة خارجية أمريكا بكل البروتوكول الرئاسي المعتمد في الدول؟
لا يبدو لنا أن ثمة شيئا يمنع ذلك اطلاقا، اللهم الا اذا تحولت الانتهازية السياسية المقيتة الي زعامة حقيقية تحتكم الي الرؤية في منع ذلك... وهو انطباع لا يساورنا حتي بالعين المجردة بازاء حكام كردستان... سيما في هذا الزمن الأمريكي والعراقي السيئ، والعربي الأسوأ.

ہ باحث وأكاديمي من المغرب
__________________
abu hafs
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م