الموقف الشرعي من حصار الشعب العراقي
فضيلة الشيخ سليمان العلوان و الموقف الشرعي من حصار الشعب العراقي -1سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان
البيان الأول :
الموقف الشرعي من حصار الشعب العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : ( يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم ، قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قبل العجم ، يمنعون ذاك ، ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجيء إليهم دينار ولا مدى ، قلنا من أين ذاك ؟ قال من قبل الروم ... ....) روه الإمام مسلم في صحيحه (2913) من طريق سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، قال كنا عند جابر بن عبد الله فقال يوشك .... فذكره
وهذا الخبر موقوف لفظاً ، مرفوع حكماً ، فلا مجال للاجتهاد في مثل هذا
وهو علم من أعلام النبوة المحمدية ، حيث تحقق هذا الخبر ، وأصبح في دنيا الواقع من الأمور الظاهرة ، وذلك أن رأس الكفر العالمي ، وحاملة لواء الإرهاب والعنف ، أمريكا فرضت الحصار على الشعب العراقي المسلم البريء ، ولا غرابة في ذلك فأمريكا تعشق الظلم والبغي والعدوان ، وقد شمل ظلمها كل نوع وجنس وهوية وملة ، فعلى أمريكا تدور رحى الهمجية والتطرف ، وهي حاملة كأس الموت ، وهي السابقة في كل الميادين الإجرامية ، وهي رائدة الكبر والطغيان والتمرد والإجرام ، فأمريكا لا ترعى لشيخ حرمة ، ولا لطفل رحمة ، ولا لمرآة عاطفة
كم قتلت أمريكا في العراق
وكم قتلت في فلسطين
وكم قتلت في أفغانستان
وكم قتلت في حرب فيتنام
وكم قتلت في اليابان
وكم قتلت .... وكم دمرت .... وكم أجرمت ... ؟ !!
تعجز الأقلام عن تسويدها، ولا يسع الصحف عرضها ، ولا تستطيع الذاكرة استيعابها
أمريكا عدوة الإنسانية ، ليس المسلمين فحسب بل من كل ملة ، اسألوا أفريقيا السوداء واليابان ، واسألوا أمريكا الجنوبية ، الذين يجزرون بعشرات الملايين ، أرقام خيالية، وأعداد رنانة ، ووفيات فوق حسابات البشر ، قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 0
وطريقة القتل عندهم طريقة وحشية وليست إنسانية ، فهم يصبون وابلاً من الأطنان على الأبرياء وكأنهم يصبون على جبال صماء ، وصدق الله حيث يقول ( إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ )
وفي ليلة من ليالي عام 1366هـ – في الحرب العالمية الثانية – دمرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 16 ميلاً مربعاً من طوكيو ، بإسقاط القنابل الحارقة ، وقتلت 100مائة ألف شخص في يوم واحد ، وشردت مليون نسمة ، ولا حظ أحد كبار الجنرال كيرتس لوماي بارتياح أن الرجال والنساء والأطفال اليابانيين قد أحرقوا ، وتم غليهم وخبزهم حتى الموت ، وكانت الحرارة شديدة جداً حتى إن الماء قد وصل في القنوات درجة الغليان ، وذابت الهياكل المعدنية ، وتفجر الناس في ألسنة من اللهب وتعرضت أثناء الحرب حوالي 64 مدينة يابانية ، واستعملوا ضدهم الأسلحة النووية ولذلك فإن اليابان لا تزال – حتى اليوم – تعاني من آثارها
وألقت قنبلتين نوويتين فوق مدينتي هيروشيما ونجازاكي ، وقال بعدها الرئيس الأمريكي هاري ترومان وهو يكن في ضميره الثقافة الأمريكية ( العالم الآن في متناول أيدينا )
وتشير أحد التقديرات إلى مقتل زهاء 400 ألف شخص بهذه الطريقة ، وكان هذا تمهيدا لعمليات الإبادة التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد أقطار أخرى لم تهدد واشنطن
وما بين عام 1371هـ وعام 1392هـ ذبحت الولايات المتحدة في تقدير معتدل زهاء عشرة ملايين صيني ، وكوري ، وفيتنامى ، ولاووسي وكمبودي ، وتشير أحد التقديرات إلى مقتل مليوني كوري شمالي في الحرب الكورية ، وكثير منهم قتلوا في الحرائق العاصفة في بيونغ يانغ، ومدن رئيسة أخرى
ويذكرنا هذا بالهجمات الحارقة على طوكيو التقدير الأعلى للقتلى الصينيين حوالى 3 ملايين
وفي منتصف عام 1382هـ سببت حرب فيتنام مقتل 160 ألف شخص ، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص ، واغتصاب 31 ألف امرأة ، ونزعت أحشاء 3000 شخص وهم أحياء ، وأحرق 4000 حتى الموت ، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة
ولذلك فإن جهاز الأمن القومي الأمريكي في فيتنام يعطي أكبر دليل عن المسافة الكبيرة بين القيم والممارسات الأمريكية ، ويؤكد أن لا مجال لحقوق الإنسان ! في السياسة الأمريكية ، ولا مكان لها أمام المصالح
وأدى القصف الأمريكي لهانوي وهايفونغ في فترة أعياد الميلاد وعام 1391هـ إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم
وقتل الجيش الأمريكي المدرب في غواتيمالا أكثر من 150 ألف فلاح ما بين عام 1385هـ و عام 1406هـ
وقاموا بإبادة ملايين الهنود الحمر – يصل عددهم في بعض الإحصائيات إلى أكثر من مائة مليون – وهم السكان الأصليون لأمريكا ، وفي وقعت بيكووت التي شنت لمقتل أحد المستوطنين ، وأحرق فيها 700هندي وقبض على معظم من تبقى من الهنود وعرضوهم للبيع بسوق النخاسة في برمودا ، وأصدرت الحكومة الجديدة بعد ذلك قانوناً بإزاحة الهنود من أماكنهم إلى غربي الولايات المتحدة ، وذلك لإعطاء أراضيهم للمهاجرين وكان ذلك عام 1245 هـ ، وهجر إلى المناطق الجديدة أكثر من 70,000 ألف هندي فمات كثير منهم في الطريق الشاق الطويل ، وعرفت هذه الرحلة تاريخياً بـ رحلة الدموع ، ولم تكتف أمريكا بهذا القدر من الإجرام ، فبعد وقت قصير أخذ المهاجرون في الاندفاع نحو الغرب متوغلين في الأراضي التي خصصت للهنود ، وكان الذي حفزهم على ذلك هو اكتشاف الذهب في هذه المنطقة ، فرحل كثير منهم إلى هناك ، وكان هؤلاء المتطرفون الشريرون يقتلون الحيوانات البرية التي كان الهنود يعتمدون عليها في طعامهم ، ثم إن الحكومة الأمريكية المتطرفة نقلت هؤلاء الهنود من هذه الأرض إلى أماكن مخصصة (مستوطنات مغلقة ) ثم بعد هذه المراحل من الحرب والتشريد الشرس انخفض عدد الهنود إلى 350ألفاً فقط ، بدلاً من مليون وزيادة ، يعني أبيد على يد الأمريكان 750ألفاً ، وكان هذا هو الخيار الأمريكي في تقرير مصير الشعب الهندي الأحمر !!! 0
|