مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-05-2006, 03:39 PM
تميمي شرقي تميمي شرقي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
الإقامة: بلاد الحرمين
المشاركات: 20
إفتراضي يوم الفصل ( مملكة الانسانية )

لم تعتق فيسوافا البولندية صرخاتها من ربقة الآلام الطلق، ومعاناة المخاض، وتمزق عضلات الرحم، أمام تعسّر انعتاق الأجنة من ظلام الأحشاء إلى نور الحياة، كانت ولادةً متعسرةً للغاية بل مستحيلةً، لم يتردد طبيبها الخاص الجراح المقيم في مستشفى الأطفال بوارسو، في أن يخضع فيسوافا لعمليةٍ قيصريةٍ عاجلةٍ للحفاظ على جذوة حياتها وحياة جنينها، كشّفت تلك الجراحة عن الوجه الأول لمأساة فيسوافا، توأمين سياميين ( أولغا وداريا ) ولدتا ملتصقتين على قارعة الفقر، ومحطات الحرمان، وغرف البؤس في عقر عاصمة الحلف الشيوعي الآفل نجمه ......................... حلف وارسو، المنسوب سفاحاً إلى العاصمة البولندية .

ولأن القدر نسج خيوطه ببراعةٍ مذهلةٍ فيها من الإتقان والمفارقة ما فيها، كان لا بد من تعميد الطفلتين أولغا وداريا بقطراتٍ من ماءٍ ممزوجةٍ بصليب القوم المقدس، أمام مذبح الكنيسة العتيقة، في شارع الحلفاء بالعاصمة البولندية وارسو، وصلاةٍ خاشعةٍ متبتلةٍ من فم حبر الكاثوليك الأعظم بالعاصمة، لراحة بدن التوأم السياميين وطهارة روحيهما، حباهما الله بثغرٍ وردي رائع الجمال، وشذراتٍ من ذهب الحظ المنثور على هامتيهما، الذي مهد لهما طريق السعادة الأبدية بواسطة الألم، لم تتردد فيسوافا كثيراً وهي تقرع باب سفارة مملكة الإنسانية ببولندة، متوسلةً سفيرها في رقةٍ وعطفٍ مساعدةً إنسانيةً لوجه الله تعالى، وأستغفر الله العظيم، أقصد : متوسلةً سفيرها في رقةٍ وعطفٍ مساعدةً إنسانيةً ......... لوجه الإعلام !! يقال إن فيسوافا زارت سفارة مملكة الإنسانية مشياً، فردت لها السفارة الزيارة سعياً، وإذا حييتم بتحيةٍ فحيوا بأحسن منها
.

في مكانٍ آخر من مملكة الإنسانية، أو بمعنى أصح في مكانٍ آخر من بلاد العجائب التي زارتها أليس، في القصة المشهورة للكاتب المبدع لويس كارول، كان القدر يرسم صورةً مثيرةً أخرى، لطفلةٍ مسلمةٍ سعوديةٍ تحب وطنها في جنونٍ، وتعشق ترابه حتى الثمالة، ولا تحيد عن أريج أزهاره إلى عطورات الدنيا بأسرها .

طفلة في عمر فراشةٍ، سمراء في جمال، ذكية في وقارٍ، هادئة في شقاوةٍ طفوليةٍ لذيذةٍ، كانت تعاني الأمرين من التهابٍ شديدٍ في زائدتها الدودية، أخضعها طبيب يعمل بمهنة سفاّحٍ، أقصد جرّاحاً في ثياب قاتلٍ، أخضعها القاتل إلى جراحةٍ عاجلةٍ لم يراعي فيها طهر الجسد، وبراءة الروح، وطيبة القلب، وضعف البنية، كان يباري الوقت، ويقارع الوظيفة، ويزاحم الرحمة، أو يئد الرحمة بمعنى أصح، لقد أنجز المهزلة، ونسى أو تناسى أو تغابى أو أو أو أو ........ أو أهمل شاشاً طبياً كاملاً داخل أحشائها، استأصل الزائدة ببلادةٍ، ليزرع الموت ببراعةٍ .


وإذا أصيب القوم في أعمالهم - فأقم عليهم مأتماً وعويلاً

جئت على قدرٍ يا أولغا وجاء المدد، ومعه ابتسامات صفراء مزقت أشداق القوم، مرحباً بك يا أولغا ويا داريا ويا فيسوافا، الأم الصابرة لمعجزة الشهرة في مملكة الإنسانية، لأجلك يا أولغا نثرنا الورود، ولشقيقتك شرعنا الأبواب، وحركنا أسطولنا الجوي إكراماً لرحم فيسوافا منجب النجوم !! لأجل تلك الزرقة الصافية المثيرة في عينييك، رافقك وفدنا الإعلامي عن بكرة أبيه، لينقل للعالم الغربي الوجه الحقيقي لعقدة النقص التي ترزح ضمائرنا أسفلها في ذلةٍ، ذلة تفوق ذل تلك الكرامة المزعومة عند أقرب حاويةٍ للنفايات .

هتفت فيسوافا في حبورٍ ما أجمل المملكة ! وما ألذ طعامهم، تبسّم زوجها للموائد العامرة، وعانقها ابن أخيها كاشنيا، المثقل بباقات الورود من محبي أولغا وداريا، والذي قال على ذمة إحدى صحفنا : لم أصدق يوماً أنني سأرى كل هذه الباقات الجميلة من الورد والنرجس والياسمين، فكيف بحملها على يدي !!؟ نعم صدق أو لا تصدق يا عزيزي كاشنيا، فرزق الهبل على المجانين





تحول سمارها الجميل إلى سوادٍ مخيفٍ، كانت تتألم في صمتٍ مرعبٍ، وربما غلب ألم التسمم بالشاش الطبي الملوث بالجراثيم الصمت الثقيل، لتصرخ عروس فرسان رزان، ببكاءٍ يقطع جلاميد الصخر المتصدع بالغضب والقهر على غصص الذل المتجرع لشعب مملكة الإنسانية، أخضعها القاتل قطع الله يده للفحص مرةً أخرى، ليكتشف فداحة جرمه، نسي أدوات الجريمة في موضع الجريمة منذ شهرٍ تقريباً، وضعها السفّاح على طاولة التشريح، تناول الشاش الطبي الملوث من أمعائها، وأثناء العملية مزق أحشائها، ثقب أمعائها، قيل في التقرير الطبي : إنه استأصل جزءاً من القولون !! وفي روايةٍ استأصل القولون بالكامل !! وكل بني آدم خطاء .

حرض زعيم العصابة ( مدير الشؤون الصحية بجازان ) والد الطفلة على المطالبة بحقه من الطبيب القاتل، أجاب والدها الأستاذ عادل العلواني بأنه لا يرغب في الشكوى بقدر ما يرغب في نجاة ابنته من الموت عبر نقلها إلى مدينة الرياض، وهنا تغير وجه زعيم العصابة، ليخرج ما فيه أحشاء صدره من حقارةٍ ووضاعةٍ لو قسمت على أهل الأرض لوسعتهم، تقيئ الوغد بهذه العبارة : وماذا تريدهم أن يقولوا عن صحة جازان !!؟

أيرجى بالجراد صلاح أمرٍ – وقد جبل الجراد على الفساد


قام الفريق الطبي بمدينة الملك فهد الطبية بعمليةٍ جراحيةٍ وهميةٍ لفصل التوأمين السياميين ( أولغا وداريا ) قبل العملية بيومٍ كاملٍ، وجاء يوم الفصل، سلّطت الأضواء على المدينة، وأسرج القوم المصابيح، أضيئت الشموع في وارسو، وتلي القداس داخل الكنائس، وأقيمت الصلوات لتبدأ عملية الفصل، تعاملت ذارع الدكتور عبد العزيز الربيعة ببراعةٍ مع العمود الفقري للتوأمين، ليتدخل طبيب الأعصاب الفريان مرتقاً الأعصاب، عملية مجهرية دقيقة وخطرة للغاية، شكل الفريق الطبي سيمفونية متناغمة من البراعة في الفصل، كادا يرقصان طرباً داخل غرفة الجراحة لولا بقية من وقارٍ مزعومٍ، بولندا تراقب، والكاهن يتلو عهده القديم .

نقلت الطفلة رزان العلواني إلى مدينة الملك فهد الطبية بمدينة الرياض، على متن طائرةٍ من طائرات الخطوط السعودية المخصصة لنقل الركاب !! علق سائل الجلوكوز المتصل بوريدها بإحدى الأمتعة !! رواية والدها لإحدى الصحف، وصلت رزان إلى المدينة الطبية، أهملت طبياً، ربما لأن كاهن وارسو لم يصلي لأجلها هذه المرة، أو لأنها مواطنة من الدرجة العاشرة تحت الصفر، كفاها جرماً أنها من جازان، مسقط رأس الشيطان !! زعموا .

كان العالم يراقب كما قيل لنا عملية الفصل

وكان ملك الموت يراقب رزان وهي تنتفض كعصفورةٍ مبللةٍ على سريرها، وتشعر ببرودةٍ شديدةٍ تسللت إلى أطرافها

ترنّحت فيسوافا على أنغام النجاح

وغنّت رزان للإخبارية :

أنا بدوية من السعودية - أفدي بلادي الغالية عليا


استغاث والدها بالطبيب، أجاب الطبيب أو المجرم أو السفّاح أعطوها مخفض الحرارة فيفادول !! لم يجشّم نفسه عناء السؤال أذله الله بالسؤال، رزان تحتضر وفيسوافا تراقص ابن أخيها كاشنيا وقد أخضلت وجنتاها بدموع الفرح، كان رقص رزانٍ من نوعٍ آخر، كانت ترقص في معاناةٍ كالطير مذبوحاً من الألم ووووووو آهٍ ماذا أقول ؟ إنها حقاً بلاد العجائب .

أكتملت منظومة النجاح في عقد الربيعة، وتلاحقت أنفاس رزان وهي تلهث جاهدةً لتقول : ( ماما .. بابا .. أنا بخير .. بس ما أبغى يتكرر هذا مع الأطفال والناس ) ما أشقانا بطفلةٍ ذات ضميرٍ، في مملكةٍ انعدم فيها الضمير، ومع آخر زفرةٍ من زفراتها الطاهرة خرجت هذه العبارة ( ماما بابا، أنا تعبانة وأبغى أنام ) نامي يا حبيبتي، وتباً لنا جميعاً عن بكرة أبينا .


وسط الحفاوة الإعلامية والتقدير، زار الملك أولغا وداريا، لتقوم مدينة الملك فهد الطبية، والتي شهدت عملية الإنقاذ والقتل في آنٍ معاً مع التفاوت الزمني فيما بينهما، بتزويد أولغا وداريا بما يلزم من دواءٍ ومالٍ ونحو ذلك، غابت شمس رزان، ليكفكف والدها عادل دموع قهره وألمه في صمتٍ، ولمن نشكو مآسينا، ومن يصغي لشكوانا وينجينا، إنها لمفارقة مذهلة لا يمكن وصفها، أسعدت المدينة أناساً لأجل ماخور الزور الإعلامي على بلاط الغرب، وأشقت آخرين لوجه الله تعالى، أدى الجميع عمله في إخلاصٍ، غير أن الطرف الأول عمل على إنقاذ أولغا وداريا تحت بريق الأضواء والشهرة ........ والنفاق الدولي، بينما الطرف الآخر، القاتلان أو القتلة، أجبروا على أداء أعمالٍ كريهةٍ وغير محببةٍ إلى أنفسهم، استوت عندهم كفة النجاح والفشل .





ذكر أخصائي الأخطاء الطبية الدكتور الزهراني، أنه خلال عمله في هذا المجال، والذي امتد على مدار أربعة أعوامٍ، وقف شخصياً على أكثر من 1460 حالةٍ من الأخطاء الطية، وقال : إن هذا العدد لمن تقدموا بشكوى فقط، ويسقط منه من مات في صمت كما يموت هذا الشعب ببطأٍ وصمتٍ وذلٍ .

على هامش هذه الأحداث المخزية، تذكرت قصةً غريبةً أوردها الأستاذ أحمد مهابة في كتابه إيران بين التاج والعمامة، يقول الأستاذ أحمد : حكم أحد قضاة الملالي الروافض عقب ثورة الخميني ضد نظام الشاه، حكم بالموت على شابٍ إيراني، اتهم بالتعاون مع نظام الشاه، فبكى الشاب بين يدي القاضي معلناً براءته من التهمة الظالمة التي ألصقت به، فقال له القاضي : لماذا تبكي ؟ إن كنت بريئاً فستذهب إلى الجنة، وإن كنت مذنباً فقد نلت ما تستحقه !!

تقول الأسطورة الإغريقية : إن الله جل وعلا خلق العدالة على شكل امرأةٍ عمياء لا تبصر، حتى لا تحابي أحداً في حكمها، لكنه زودها بالقلب والعواطف لتحكم بين الناس بالعدل، قال لي أحد الأصدقاء معلقاً على هذه الأسطورة : تلك عدالة الإغريق يا أستاذ، أما عدالتنا الوطنية، فلم يقتصر خزيها على عماها فحسب، بل انتزع قلبها ومسخ النفاق والمحسوبيات عواطفها !!





ذنبك انك مسلمة

رحمك الله يارزان


نقل بتصرف
__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م