ملاحظات لا تحتاج الى تعليق

[هشام عودة]

ملاحظات لا تحتاج الى تعليق

المهندس امجد مدانات



1ـ زعران

انطلقت السيارة بسلاسة عجيبة وكأنه كان مستعدا للسؤال منذ زمن بعيد , كانت الاجابة حاضرة في ذهنه واطلقها بسرعة عندما سأله صديقه
( رفيق دربه السابق) المقيم حاليا في امريكا بعد ان ضاقت به بلده , سأله عن رأيه في حكام امريكا فقال :
ـ حكام امريكا زعران , قبضايات , متوحشون , هذه ليست شتائم بل هي وجهة نظري في الفئة العليا من المجتمع الاميركي , بغض النظر عن كونهم ديمقراطيين او جمهوريين .

فهم زعران : لا يتورعون عن استخدام كل الاساليب بما فيها اساليب قطاع الطرق , ويعتمدون الكذب والتلفيق وصناعة صورة مغايرة عن الواقع لكل شيء عندما يحتاجون الى ذلك .

وهم قباضيات : لانهم يستخدمون عضلات امريكا القومية دون وازع من ضمير انساني او موقف متحضر .
وهم متوحشون : لان شريعة الغاب تسود عندهم .
قال صديقه : انا اعيش في امريكا , ولهذا فان رأيك لفت نظري , انك تتحدث عن اكبر دولة في العالم , او قل اعظم دولة , وتسمى حكامها بالزعران .. هذا رأي غريب لكنني اشعر باهتمام به .. ليس من السهل ان يصدق احد ان امريكا يحكمها زعران .

قلت : انهم اردأ انواع الزعران , هناك زعران الاحياء , بعضهم لديهم قيم , لا يتعرضون للاطفال والنساء والرجال المسنين , بينما زعران امريكا لا يستثنون من زعرنتهم احدا , انهم وحوش .

2ـ اجتثاث وتعشيب

يبدو ان ادارة احتلال العراق قد كلفت احمد الجلبي بملف متابعة اجتثاث حزب البعث من العراق , وكلمة اجتثاث لها معنى محدد بالقاموس، وهو ازالة النبات من جذوره بحيث لا يعود له وجود ولا يعود للنمو مرة اخرى , بعض النباتات يمكن اجتثاثها من الحديقة بسهولة وهي اعشاب ذات جذور سطحية , وبعض النباتات من الصعب جدا اجتثاثها مثل اشجار النخيل التي يتدفأ بها، ويحتمي بها رجال المقاومة العراقية من البعثيين , اما امثال الجلبي ومهما احتموا بدبابات العدو الاميركي فأن عملية تعشيبهم من ارض العراق لن تستغرق جهدا كبيرا من شباب البعث الذي واجه محاولات الاجتثاث منذ ولادته وكان هدفا للازالة والالغاء , لكن كل الذين حاولوا الغاءه زالوا من الوجود وبقي البعث لانه فكر امة ولانه وضع معادلة بقائها وتطورها وانتصارها , فلذلك يريدون اجتثاثه , ليخسأ الخاسئون والخائبون .

3ـ بعثيو الاردن الى متى ؟

تحت هذا العنوزان كتب ( د. امين مشاقبة ) مقالا في صحيفة الرأي الاردنية يحتج فيه على من اقاموا مهرجانا في مجمع النقابات في مدينة اربد تأييدا للمقاومة العراقية، وعلى المحاميين الاردنيين وعددهم ( ستماية 600 محام ) اعلنوا استعدادهم للدفاع عن الرئيس العراقي الاسير صدام حسين .. ينطلق د. مشاقبة من عدة نقاط في مطالبته ( البعثيين الاردنيين ) باعتبار انهم هم انفسهم وراء ما جرى في اربد وعمان وموقف المحامين الستماية بأن يغيروا انفسهم ويلحقوا بركب التغيير الذي يشهده العالم , فهو يقول : " العالم تغير والاقليم تغير وبعثيو الاردن لم يتغيروا " .
ويستند في مطالبته هذه الى عدة نقاط متشابكة ومتباعدة وهي :

1ـ مصلحة الاردن العليا : وهذه قضية لا يختلف على اهميتها مواطنان اردنيان اثنان , لكن قد يختلفان على طريقة قياسها , اي : اين تكمن المصلحة الوطنية العليا , ولكنها تستخدم كفزاعة في وجه اصحاب الرأي الاخر .

2ـ يستند ايضا على انه لا يجوز الدفاع عن نظام سلطوي قمعي تكشفت ( جرائمه ومقابره الجماعية ) , وانا اعتقد انه لا يجوز للدكتور مشاقبة ان يستند الى اكذوبة اعلامية انشأها الاعلام الدعائي الغربي في اثناء شنه العدوان على العراق لاعطاء مبررات عديدة لعدوانه لاغتصاب العراق , فقد انكشفت تلك الاكاذيب واحدة بعد الاخرى واصبحت تشكل قضية كبرى في داخل دول العدوان الرئيسية ( بريطانيا وامريكا ) .

3ـ يستند ايضا الى استغراب بعض المثقفين الكويتيين والسعوديين والعراقيين لما يقوم به قطاع من الشعب الاردني , وهو بذلك يخشى على صورة الاردن المشرقة , رغم انني اعتقد ان صورة الاردن المشرقة اذا كانت ( الديمقراطية الاردنية احد مكوناتها ) فان تعبير قطاع من الاردنيين رأيهم وموقفهم علنا هو تعزيز لها , وليس مجاملة بعض المثقفين ايضا في كل انحاء العالم وفي انحاء الوطن العربي يرفضون العدوان الاستعماري الاميركي البريطاني على العراق لاسقاط نظامه وتنصيب مجموعة مشبوهة حتى لو كانت عراقية مكانه .
اخيرا فانني بهذه العجالة اطالب مثقفي الاردن الذين يمثلهم د. مشاقبة بعدم الانجرار ايضا وراء مثقفين من هنا وهناك لفتح جبهة داخلية على بعثي الاردن , لانها لن تكون واقعية وذلك بسبب الجزم بانه لا يوجد في الاردن ستمائة محام بعثي , واما في بريطانيا واسبانيا فلا يوجد فروع لحزب البعث , لكن يوجد مدافعون عن الشعب العراقي والرئيس الاسير صدام حسين , وانا كاتب هذا الكلام لست بعثيغا نشطا في حزب منذ عشرين عاما , ولهذا يا د . امين المسألة مختلفة كليا , فما دامت الاكاذيب حول شخصية الرئيس صدام حسين الاسير قد بدأت تتساقط , وكذلك الاكاذيب الكثيرة حول النظام الوطني فان من الانصاف البدء بالاعتراف بالصفات الحقيقية للرئيس والنظام الوطني والمساهمة في كشف كل المؤامرة التي تعرض لها الشعب العراقي ويتعرض لها الشعب الفلسطيني وكل الامة العربية ونحن منها حتى لو كان ذلك برفض الامر الواقع الذي تفرضه امريكا علينا , كما انني اتمنى ان لا يكون برنامج اجتثاث حزب البعث في العراق يجري اعتماده في اقطار عربية اخرى ارضاء لامريكا .

4ـ رأس يوحنا المعمدان

عندما امتلأ رأس الملك هيرودس بالرغبة المتوحشة وآماله رقصت الفتاة ابنة هيروديا في حفلة عيد ميلاده امام جمع من علية القوم , قال للفتاة اطلبي ما تشائين والله لو طلبت نصف مملكتي لاعطيها لك , فسارعت الفتاة لامها هيروديا وقالت لها ما قاله الملك , قالت لها الام اطلبي رأس يوحنا المعمدان , فارسل الملك جنوده واحضروا له رأس يوحنا المعمدان ( ذو الشعر الطويل واللحية الكبيرة ) وهو يقطر دما وعلى طبق وقدمه للفتاة .

ترى ما هي الرقصة التي رقصتها اسرائيل في عرس انتخاب جورج بوش الابن كي يحقق لها طلبها الذي كان طلب رأس صدام حسين حيث تقول الاخبار التي تتكشف يوما بعد يوم عن الصفقات السرية ان بوش عمل منذ اليوم الاول لدخوله البيت الابيض للاطاحة بحكم حزب البعث واحضار رأس صدام حسين لشارون الذي زار بغداد .