الهدف الثاني : تمهيد الطريق حتى لا يقبل القضاة الفرنسيين دعوى التعذيب التي رفعت ضد نزار أو أية دعوة أخرى مستقبلا ضد جلادي الشعب الجزائري.
من أجل هذا فإن محاميي نزار قاموا بأكثر من ذلك : لقد نجحوا من المجيء به إلى باريس يوم 4 أفريل 2002 حتى يتم السماع إليه "بطلب منه" خلال أربع ساعات لدى الفرقة الجنائية حول شكوى أفريل 2001، "حسب معلوماتنا فإنه ( نزار) قد أنكر بشدة أمام محققي الفرقة الجنائية اتهامات التعذيب الموجهة ضده، إن منصبه كوزير دفاع لا تخول له سلطة حفظ الأمن كما قال لهم، وأضاف أن إحدى الشكاوي تتعلق بفترة كان فيها في التقاعد".
يا له من عار، وزير دفاع سابق، أحد الجنرالات الأوائل الذين كتبوا كتابين ويدعي الوطنية العائلية التي يغير منها أكبر أبطال الحرب التحريرية، وضابط جنرال الذي قاد بحزم انقلاب لا مثيل له، كل هذا ويقدم الحساب لملازم أول من الشرطة الجنائية في مخفر شرطة بائس. يا له من خزي للجزائر التي تجد نفسها مهانة ومذلولة بسبب ضابط صف رقي إلى جنرال والذي لم يميل مثقال ذرة عن المهمة التي وكلت له من طرف لاكوست، رجل رخيص الذي يرجع إلى منبعه مهان مقيد الأرجل.
ورغم كل ذلك يعتقد خالد نزار أنه قام بعمل بطولي وبشجاعة لا مثيل لها.
في بيان بتاريخ 8 أفريل صرح محامو أصحاب الشكوى الثلاثة وليام بوردون (William Bourdon) وأنطوان كونت (Antoine Comte) أنهم "لا يمكنهم إلا التساؤل حول طبيعة الضمانات التي تم التفاوض حولها والتي قدمت مسبقا إلى الجنرال نزار حتى يؤمن الاستماع إليه".
بالمفهوم الدبلوماسي فما يشك فيه المحاميان هو يقين، لقد فاوضت السلطات الجزائرية مع أعلى مستوى في الدولة "تأمين" هذا الاستماع، لقد جاء خالد نزار لباريس يوم الخميس صباحا في الطائرة العسكرية G4(التابع لقوات الجوية الجزائرية والمخصصة للشخصيات الكبيرة) التي أقلعت من القاعدة العسكرية لبوفاريك لتحط بمطار بورجي بباريس، ورجع في نفس اليوم مساء إلى الجزائر في نفس الطائرة.
أقل من أسبوعين بعد ذلك تمت هذه التحضيرات "بضربة معلم" : يوم 16 أفريل فقد تم خطف ابن (22 عام) أحد الشاكين الثلاث عبد الوهاب بوكزوحة (يعيش بالمنفي في فرنسا) من طرف عناصر المخبارات أمام منزله بالجزائر، في يوم الغد رجع عناصر المخابرات إلى زوجة بوكزوحة وترك لها الرسالة التالية : إذا لم يسحب زوجك شكواه ضد نزار فإن ابنك سوف يتعرض لمخاطر كبيرة"، ابتزاز بالرعب والموجه أيضا لكل الضحايا لردعهم عن رفع دعاوى في الخارج.
ولكن "مجموعة محاميي" خالد نزار التي يرعاها أصدقاء الجنرالات لا تنسى دعوة القدح ضد حبيب سواعدية، دون أن تكون متأكدة من إبقاء الدعوة كما قلنا فإن "الخلية تواتي-هارون-براهيمي" قد أعدت قائمة 31 شهود دفاع مدهشة، بالإضافة إلى عدد كبير من ضحايا "الإرهاب الإسلامي" التي تقودها المخابرات (DRS) نجد بعض الشخصيات المعروفة بخدماتها لدى المخابرات، لنذكر الست الأوائل للقائمة :
- سيد أحمد غزالي
- علي هارون
- عزوز ناصري
- ليلى عسلاوي
- محمد جمال سيفاوي
- خليدة تومي المدعوة مسعودي
نظرا لسوابقهم فإن القضاة الفرنسيين سيحتاجون إلى شجاعة كبيرة لتحمل وقاحتهم.
2) الجبهة الثانية هي الجبهة السياسية
هذه الجبهة هي بدون شك أهم جبهة : منذ حريف2001 أرسل الجنرالات مبعوثين إلى مرشحي الانتخابات الفرنسية بهدف الحصول على دعمهم، كما دعوا إلى الجزائر شخصيات سياسية كثيرة من الطراز الأول : وزير الداخلية الاشتراكي دانيل فايو (Daniel Vaillant) المرشح للرئاسيات جون بيار شيفينمان (Jean-Pierre Chevènment) الشريك القديم لجلادي الجزائر ، "بارونات" اليمين المندوبون للعلاقات المالية السرية مع كفلائهم في المغرب :
نيكولا سركوزي ( Nicolas Sarkosy) وفيليب سيقان (Philippe Seguin) وخاصة جيرون مونود (Jérome Monod) المستشار السياسي لجاك شيراك بالإليزي (لقد زار الجزائر أربع مرات بين سبتمبر 2001 ومارس 2002) الخ. إن القائمة طويلة إلى درجة أن الجزائر لا يمكن أن تكون إلا كأس عسل الذي يحلم به الجميع.
أما فيما يخص زعماء الحزب الاشتراكي فهم متحرجون كثيرا من القضية، فهم يعرفون أن بعضهم (أصدقاء الجزائر القدماء) مثل الوزير جاك لانغ (Jack Lang) عليهم ديونا كثيرة لدى الجنرالات، إن حلفاء الظل هؤلاء لا يريدون الظهور علنا كمساندي جلادين، لهذا يضغطون على الجنرالات حتى لا يأتي نزار إلى باريس في شهر يوليو المقبل وأن يتخلى عن دعوته ضد سواعدية.
إن المصالح في هذه القضية سواء عند الاشتراكيين أو اليمين لا تخرج عن إطار قضايا جنائية حيث حقائب الملايين تمر من الأسفل إلى الفوق، عند تبييضها ترجع الأموال الجزائرية إلى السوق العالمية عن طريق حلقات صقلت منذ مدة طويلة.
3) الجبهة الثالثة : الجبهة الإعلامية
منذ بداية 2002 فإن "الخلية" التي نصبها علي هارون في باريس تقوم بإجراءات لدى وكالات الاتصال الباريسية مقترحة عليهم ميزانيات كبيرة بهدف القيام بحملة ذكية لصالح الجنرالات وضرب مصداقية الخصم، بعضهم رفض على الفور ولكن البعض الآخر قبل وبالتالي فإن الحملة في طريقها إلى التحقيق.
و بالموازاة مع ذلك كثفت الخلية من اتصالاتها بعديد من وسائل الإعلام المهمة لنفس الغرض،
"نجاحها" الأول هو "تجنيدها" لصحافي ت ف1 (TF1) شارل فيلناف (Charles Villeneuve) " "الدركي القديم الذي تحول إلى الإعلام" والذي يحضر فيلم وثائقي على "مجد" الجنرالات في حصته "حق المعرفة" (Droit de Savoir) والتي سوف تبث في شهر جوان، إن السخاء المالي هو الكلمة العليا في الفن الحديد "SPINING" (كلمة انقلوسكسونية التي تعني في السياسة فن تحويل الهزائم السياسية إلى نجاح بفضل العمل الإعلامي)، والجنرالات تعلموا ذلك منذ مدم طويلة، إن سخاءهم متواصل وبالنسبة لبعض وسائل الإعلام خاصة الأسبوعيات الشعبية ذات الانتشار الواسع فقد اقترح لهم "دعما ماليا" لتسهيل تحقيقات في الجزائر، كثير من الصحافيين اختيروا - من الأفضل- من بين الذين لا يعرفون ملف الجزائر وبالتالي يسهل التلاعب بهم قد اقترح لهم تأشيرات للدخول إلى الجزائر للقيام بتحقيقات في عين المكان "وبحرية كاملة".
كل هذا العمل يجب أن ينتهي في شهر يوليو بحصص ومقالات في وسائل الإعلام الفرنسية تهدف إلى محو عن أعين الرأي العام إفشاءات الضباط المنشقين والصحفيين النزهاء، إنها لا تتعلق بعملية ظرفية، هدف الجنرالات هو إسكات وسائل الإعلام الفرنسية خلال الأشهر القادمة، وسائل الإعلام هذه مهمة جدا لأنها يتبعها الجزائريون بفضل قنوات الأقمار الصناعية.
وهذا هو معنى مثلا الإنقاذ المالي من طرف مجموعة الخليفة للجريدة الشهرية لكرل زيرو (Karl Zero) "المهيج لقناة +(Canal +) : في بداية 2002 قام رفيق خليفة الرئيس الدمية لهذه المجموعة التي يقودها في الحقيقة العربي بلخير ويمولها بأمواله القذرة وأموال بعض أصدقائه بتمويل Le vrai journal الذي كان على حافة الإفلاس، ضربة جيدة لأن الحصة الأسبوعية لكارل زيرو على قناة كنال + قد بثت عامي 1998 و 1999 بعض التحقيقات مقذعة ضد الطغمة في الجزائر.
لا أحد نسي أيضا العرض الكبير للنجوم الذي تم بالجزائر يوم28.02.2002 بدعوة من رسول الطيبة رفيق عبد المومن خليفة : كاترين دي نوف (Catherine Deneuve) وجيرار دي برديو (Gérard Depardieu) ومجموعة من " الفنانين" الذين حضروا بمعية بوتفليقة إلى مباراة كرة القدم التي برمجت في إطار الترقية الإعلامية الهادفة إلى إعادة الاعتبار إلى الجنرالات، والعجيب في الأمر هو عودة لجيرار دي برديو الذي حقق حلم صباه بفضل بوتفليقة الذي أهداه أربعين هكتارا من الأراضي الزراعية لاستغلال الكروم.
بالإضافة إلى ذلك فإن السنة الجزائرية في فرنسا عام 2003 قد نظمت بهدف إنشاء ستار دخان جديد وذلك بالتلاعب بالعالم الثقافي، فقد حضروا مبلغ 120 مليون فرنك "لسقي" الجميع خاصة الذين سوف ينسون أن الجزائر أصبحت أرض البؤس والرعب والدماء بالنسبة لمعظم السكان، بتوصيات من العربي بلخير كلف العقيد حسين سنوسي الشهير بالقيام بالتحضيرات الأولية "لسنة الجزائر"، قام سنوسي كعادته بإعطاء معظم الصفقات إلى أعضاء عائلته وأصدقائه.
إن الفرص الرسمية مثل سنة الجزائر ما هي إلا واجهة هائلة تهدف إلى تغطية تحويل أموال كبيرة، ملايير من الدينارات تؤخذ من خزينة الدولة بينما غالبية المواطنين في الجزائر لا يحصلون إلا على دولارا واحد يوميا
صورة للعقيد بالمخابرات الجزائرية سمراوي
الذي رفض اغتيال بعض الشخصيات
ورفض الدخول الى الجزائر بعدما كان في احد السفارات يعمل
كملحق عسكري وفضل طلب اللجوء