مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #21  
قديم 30-06-2006, 05:46 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

فالحذر الحذر من هذه السّلفيّة الخبيثة، ونحن لم نستطع في هذه الورقات أن نكشف بالأسماء هؤلاء العملاء، سواء كانوا أشخاصاً أم جمعيّات، ولكن لن يعدم الأخ من وجود أمارات ودلائل لمعرفة هذه التّجمّعات والشّخصيّات" انتهى مختصرا من مقالات بين منهجين، مقالة رقم : 76.

- ومن بدعهم أيضا موافقة الخوارج والمعتزلة في بدعة جعل الإمامة في غير قريش:

فإن تلقيبهم فهد بن عبد العزيز بإمام المسلمين.. إنما ينهجون به نهج الخوارج والمعتزلة في عدم اعتبار شرط القرشية في الإمام.. راجع في ذلك صحيح البخاري: كتاب الأحكام (باب: الأمراء من قريش)، وغيره من كتب السنة والفقه والأحكام السلطانية فإنه أمر معروف لن تجد عناء في مراجعته.. بل نقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن القاضي عياض قوله: ( اشتراط كون الإمام قرشياً مذهب العلماء كافة وقد عدوها في مسائل الإجماع، ولم ينقل عن أحد من السلف فيه خلاف وكذلك من بعدهم في جميع الأمصار. قال: ولا اعتداد بقول الخوارج ومن وافقهم في المعتزلة ) اهـ (13/91).

هذا مع العلم أن طواغيتهم لم يحوزوا أي شرط من شروط الإمامة فليس الأمر موقوفا على شرط القرشية وحده !! فلا عقل ولا إسلام ولا علم بل ولا مروءة أو رجولة ..

فهم بهذا شر وأخبث من الخوارج ؛ إذ الخوارج لم يجوزوا إمامة الكفار والمرتدين كما فعل هؤلاء !!

فتأمل كم من صفات للخوارج في نهج هؤلاء مع الدعاة ؛ ثم تراهم يرمون الدعاة المخلصين والمجاهدين لطواغيتهم بأنهم خوارج وتكفيريون ..

ورموهمو بغيا بما الرامي به أولى ليـدفع عنـه فعـل الجاني


أو كما قيل : ( رمتني بدائها وانسلت ) .

- ومن بدعهم أخراج مسألة توحيد الله في التشريع والحكم - أو ما يعرف في مصطلح المعاصرين بالحاكمية – وعزلها عن التوحيد، وعدها من البدع المحدثة بل عد المهتمين بهذا الركن العظيم من أركان التوحيد ممن وافق الشيعة في عقائدهم الشنيعة في الإمامة ، انظر كلام ربيع بن هادي المدخلي في كتابه (منهج الانبياء في الدعوة الى الله ..) وتقليد مريده علي الحلبي له في ذلك في كتابه ( التحذير من فتنة التكفير ) وكلاهما دلس ولبس فاتكأ واستند في التشنيع على المهتمين بهذا الركن الركين على كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في رده على الرافضة في عقيدة الإمامة بتفاصيلها الضالة والفاسدة عندهم كما في منهاج السنة .(6)

- ومن بدعهم عدم إعذار الدعاة والمجاهدين في التأويل أو الخطأ في المسائل الخفية أو المشكلة أوالتي لا تعرف إلا من طريق البلاغ والحجة الرسالية ونحوها مما يعذر فيه أهل السنة ؛ وإعذار الطواغيت والكفار بكفرهم الصراح وردتهم المغلظة والترقيع لهم بشتى الوسائل والأساليب .. ويظهر ذلك جليا في تحامل المدخلي الظاهر وكل من يسير على منهاجه على الشيخ المجاهد سيد قطب رحمه الله في جميع كتاباتهم ..

ولسائل أن يسأل بكل براءة : هل جرائم سيد وأخطاؤه أعظم وأطم عند هذا المارق وأذنابه من كفريات وجرائم ولي الخمر فهد إمام المداخلة والجامية ؟؟؟

حتى يسلم فهد ونحوه من الطواغيت منه ومن لسانه الطويل ونقده الهزيل ؛ ولا يسلم منه سيد رحمه الله ..

سبحان الله !!
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php
  #22  
قديم 30-06-2006, 05:47 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

فهد يرقعون له ولقوانينه ولرباه ولجرائمه ولتوليه المشركين الشرقيين والغربيين ولتحاكمه للمحاكم الطاغوتية الإقليمية والدولية ويجادلون عن لبسه الصليب وقتله للموحدين المجاهدين ، وكل ذلك له عندهم مخارج حسنة وترقيعات وتأويلات مستساغة ؛ أما بعض هنات سيد وتأويلاته وأخطائه التي يعذر بها أهل السنة فلا تتسع لها ولا تتحملها ماكينة الترقيع التي وسعها الترقيع لكفريات فهد وغيره من أئمة الكفر ورؤوس الردة !!

يقول الشيخ بكر أبـو زيـد في رسالة وجهها لربيع بن هادي المدخلي حول بعض كتابات المدخلي وتحامله المعلن على سيد رحمه الله :

( فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق ((أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره)).. هل من ملاحظات عليه ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعد الطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا، لهذا أبدي ما يلي..

1-نظرت في أول صفحة من (فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله، أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها، يكفر المجتمعات ..إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين..

وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات.. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت، عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع، فوجدت الخبر يكذبه الخبر، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته.

2- نظرت فوجدت هذا الكتاب يـفـتـقــد ( منهـج النقد، أمانـة النقل والعلم، أصـول البحث العلمي، الحيـدة العلمية، عـدم هضم الحق ).

أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس.. وإليك الدليل…

أولاً: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها، أن لها طبعات معدلة لاحقة، والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولما يعرف هذا ؟؟، وغير خاف لما لهذا من نظائر لدى أهل اعلم، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعله في أول حياته وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب العدالة الاجتماعية هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.

ثانيًا: لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يجوز لغير الله أن يشرع)، فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه العدالة الاجتماعية) وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك، إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.

ثالثًا: ومن العناوين الاستـفـزازيـــة قولكم ( قول سيد قطب بوحدة الوجود : إن سيدًا رحمه الله قال كلامًا متشابهًا حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: (( ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود )) وأزيدكم أن في كتابه ( مقومات التصور الإسلامي ) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة.. والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله تعالى وإني مشفق عليكم.

رابعًا: وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك تحت هذه العناوين (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد )

أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عاهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام 1342هـ
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php
  #23  
قديم 30-06-2006, 05:47 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

خامسًا: ومن عناوين الفهرس ( قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة )

لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ (القرآن مخلوق) كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات، إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها ـ أي الحروف المقطعة ـ مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس) ..وهي عبارة لا شك في خطأها ولكن هل نحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) اللهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك.. لقد ذكرني هذا بقول نحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه دراسات في أسلوب القرآن الكريم والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن اللهم لا، واكتفي بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.

ومن جهات أخرى أبدي ما يلي :

مسودة هذا الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد، إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي، أم أنه عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم، أو بإملائكم

لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم .

مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يجري على وتيرة واحدة وهي:أنه بنفس متوترة وتهيج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال…وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية.

من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه وبين أسلوب سيد رحمه الله، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم فهو أسلوب (إعدادي) لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية، لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.

لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار

في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟

هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشئت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال.. ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية .

هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غـيـر مـمـتـع، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضادها... أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع … الدعاء له بالمغفرة … والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه.. اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوام لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب (تصنيف الناس بين الظن واليقين ) ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك .

وفي الختام فأني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب (أضواء إسلامية) وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم.. واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه… جرى القلم بما تقدم سدد الله خطى الجميع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


أخوكم بكر أبو زيد


فماذا كان قول المدخلي ورده على هذا الكلام العلمي الرصين يا ترى ؟؟

إنه شبيه بذم اليهود لعبد الله بن سلام لما واجههم باتباع الحق والإسلام هذا بعد أن كان قولهم فيه من قبل ( خيرنا وابن خيرنا )..

فبعد التبجيل والإحترام والتوقير والإطراء الذي بذله المدخلي للشيخ بكر أبوزيد كي يحصل منه على تأييد أو تقريظ على مطاعنه في سيد ، تراه يقول عن الشيخ بكر أبو زيد ـ لما خاب ظنه وأيس من تأييده وبلغته هذه الرسالة ـ: ( إنه من أنصار البدع وحماتها ويثأر لأهل البدع والباطل ، وقلبه مريض بالهوى ) أهـ. (الحد الفاصل في الرد على بكر أبو زيد ) لربيع المدخلي ص 5 وص 98

واعلم أن الأمر لم يقف مع هؤلاء المارقة الضلال من الجامية والمداخلة ومن سار على دربهم عند موالاة الطواغيت الذين يرونهم بضلالهم ولاة أمور مسلمين ؛على خصومهم من الدعاة والعلماء والمجاهدين بل تعداه إلى ما هو أسوء من ذلك .. فعندما دخل الصليبيون ( الأمريكان وغيرهم ) جزيرة العرب في حرب الخليج، وقال الدكتور سفر الحوالي: "إن البعث هو عدونا هذه الساعة، أما أمريكا والروم ( يعني الغرب ) فهم العدو حتى قيام الساعة"(7)، بدأ محمد أمان الجامي يشن حربا على الدكتور سفر، ينقم منه مقالته ومواقفه من هذه الأحداث، وصلت به إلى تضليله وتفسيقه وشتمه، هو والشيخ سلمان العودة، مع أن البعث وطواغيته كانوا قبل الحرب المذكورة من أحب أحباب طواغيت الجامي ومن أولى أولياء حكامه الذين كانوا يظاهرونهم وينصرونهم ويمدونهم بكل العون والإمداد في حربهم مع إيران ويغضون الطرف عن عدائهم للإسلام والمسلمين وذبحهم لأهل الإسلام في العراق وكردستان ، فلم يكن أولئك البعثيون ساعتها عند آل سعود !! وأذنابهم كفرة ولا ملاحدة !! وإنما صاروا كذلك وكفروا فقط عندما عادوا طواغيت آل سعود وأحب آل سعود ورغبوا في تكفيرهم .. ولم يكتف هؤلاء الضلال ساعتها بالجدال عن طواغيت الحكم بل انبروا يدافعون ويجادلون عن أحلافهم من الصليبيين ويثنون عليهم بل ويدعون لهم ، حتى نعب خطباؤهم على منبر المسجد الحرام قائلين : (جزى الله أمريكا عنّا خيراً)!! وفي مقابل هذا كله تراهم يشنون غاراتهم على الموحدين ويطيلون ألسنتهم في الدعاة المعارضين للتحالف مع الصليبين والاستنصار بهم ويبيحون دماء المجاهدين لهم ويؤيدون طواغيت الحكم ويظاهرونهم علي قتلهم وإعدامهم ، كما تقدم مثالا منه في شعر المدخلي !!

فقد تعدوا الخوارج الضلال في ضلالهم وغيهم هذا، إذ لم يكن الخوارج الأولون ولا أمراؤهم وولاة أمرهم يرون محالفة الروم والكفار ومظاهرتهم على المسلمين والموحدين، إلا أن هذا صدر من هذه الطوائف الخبيثة في هذا العصر، فالله المستعان وهو المسؤول سبحانه أن يهيء لهذا الدين أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويكبت فيه أهل الزندقة والنفاق .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آ له وأصحابه أجعين .


جمعه / أبو محمد المقدسي
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php
  #24  
قديم 30-06-2006, 05:49 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

الرد على الجامية؛ " علماء السلطة "

[الكاتب: طارق الطواري]

من الصفات التي وضعها السبت لخوارج العصر هو ( اتهام العلماء الذين لا يوافقونهم بأنهم عملاء للحكام أو مرجئة ) .

وهذا من التقول على السلف إذ إنه جعل كل إنكار من العلماء على إخوانهم العلماء في ترددهم على السلاطين وأخذهم للأعطيات جعل ذلك الإنكار صفة من صفات الخوارج .

والحق أن العلماء الداخلين على السلطان إما مخلص في نصيحته صادق فيما يقول ولم تتغير فتواه بحسب التقلبات السياسية والأزمات الدولية ، غير مداهن ولا محاب ، فهذا لا يجوز اتهامه ولا الفرية عليه بأنه من علماء السلطة ، وهناك نوع آخر اتخذ من الشريعة لباسا للتقرب إلى السلاطين وكسب ودهم وإلباس أفعالهم الصفة الشرعية مع تغير فتواه حسب الأعطيات والتقلبات السياسية وحسب ما يراه ولي الأمر ، فهؤلاء ولا شك علماء سلطة اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا . فأي مبرر لمن أحل ما أجمعت الأمة على تحريمه كالربا وأي مبرر لتحليل بعض صور الحرام ؟

وتفصيل الفتاوى حسب ما يراه ويريده السلطان فلا شك أنهم علماء سلطة دهاقنة حكومة ، ومثل هؤلاء حين الإنكار عليهم أو وصف حالهم بواقعهم أنهم عملاء حكام لا يكون الإنسان بذلك من خوارج العصر وهذا كله في باب تغير الفتوى مع اتحاد النية والمحل لا ما ذكره ابن القيم في إعلام الموقعين من تغير الفتوى حسب الزمان والمكان . مع اعتقادنا بأن معرفة قصد المنكر على العلماء إن كان قصده الإنكار لله أو لأنه لا يوافقه أن ذلك أمر داخل في النية فلا يصح وصف الناس بأنهم خوارج لأنهم أنكروا على العلماء دخولهم على السلاطين وطلبهم الدنيا بالدين .

وإليك أخي القارئ من أنكر على العلماء وسماهم علماء سلطة وشنع عليهم لتعرف من هم الخوارج في مفهوم السبت . ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/262 عن هشام بن عباد قال سمعت جعفر بن محمد يقول : الفقهاء أمناء الرسل ، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم .

وذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة 4/140 عن الفضيل بن عياض قال : سئل ابن المبارك من الناس ؟ قال : العلماء ، قال فمن الملوك ؟ قال : الزهاد . قال فمن السفلة ؟ قال : الذي يأكل بدينه .

وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 12/65) عن الإمام سحنون قال : آكل بالمسكنة ولا آكل بالعلم ، محب الدنيا أعمى لم ينوره العلم ، ما أقبح بالعالم أن يأتي الأمراء ، والله ما دخلت على السلطان إلا وإذا خرجت حاسبت نفسي .

وذكر الذهبي في السيرة ( 13 / 586 ) عن العنبري قال سمعت البوشنجي قال سمعت أبا صالح الفراء ، سمعت أن أسباط يقول : قال لي سفيان : إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان ، فاعلم أنه لص وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراء وإياك أن تخدع ويقال لك ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم ، فإن هذه خدعة إبليس اتخذها الفراء سلما ، وذكر الإمام ابن كثير في البداية والنهاية 9/279 .

تأنيب وهب بن منبه لعطاء : (( ويحك يا عطاء ألم أخبرك أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وأبناء الدنيا ، وأبواب الأمراء ؟ ويحك يا عطاء أتأتي من يغلق عنك بابه ، ويظهر لك فقره ، ويواري عنك غناه ، وتترك باب من بقول : (( ادعوني أستجب بكم )) ( ويحك يا عطاء إن كان يغنيك ما يكفيك ، فأوهى ما في الدنيا يكفيك ، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يكفيك ، ويحك إنما بطنك بحر من البحور ، وواد من الأودية ، لا يملؤه شيء إلا التراب ) .

وقال له : (( كان العلماء قبلكم قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم ، فكانوا لا يلتفتون إلى أهل الدنيا ، ولا إلى ما في أيديهم ، فكان أهل الدنيا يبذلون إليهم دنياهم رغبة في علمهم ، فأصبح أهل العلم فينا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في الدنيا ، فأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوه من سوء موضعه عندهم ، فإياك يا عطاء وأبواب السلطان ، فإن عند أبوابهم فتنا كمبارك الإبل ، لا تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك مثله )) .

وبعد هذه الأمثلة من إنكار أهل العلم على من اتخذ دينه عرضا لكسب الدنيا صار واضحا أن الإنكار على من تكسب بدينه عند السلاطين وصار عينا لهم على إخوانه العلماء بل وتهيج الأمراء على أهل العلم كما فعل ابن أبي داود مع الإمام أحمد بن حنبل وكما يفعل دهاقنة السلاطين في كل عصر وزمن ولهم علامات وسمات معروفة من قبض أعطيات السلاطين وعدم الإنكار عليهم والبحث عن الرخص لهم وتهديد العلماء بعض السلطان وتشويه صورتهم عند الأمراء فأي عيب شرعي تراه فيمن أنكر على من هذه صفته حتى يتهم أنه من خوارج العصر ؟ هذا من الغريب في الدين .

وللحديث بقية . . .
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php
  #25  
قديم 30-06-2006, 05:50 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

الرد على الجامية؛ " إنكار المنكر "

[الكاتب: طارق الطواري]

مما ذكر السبت وهو أحد منظري الجامية في صفات خوارج العصر أنهم ( ألغوا أحكام الجهاد الشرعية ) ويا ليت شعري من الذي ألغى أحكام الجهاد الأكبر والأصغر ولم يبرح في كل مجلس ومحاضرة وبلدة وقارة إلا حارب الجهاد ، وأهله .

ومن الذي عطل جهاد الأمر بالمعروف والنهي عن لمنكر أحد صوره ووضع له ضوابطا وشروطا عطلته كالقول بأن الإنكار باليد لا يكون إلا للإمام كما هو في منهج جمعية إحياء التراث ص 24 وهو الذي ذكر تلميذهم صالح الغانم في جريدة الوطن في 10/3/98 مما نصه ( إنكار المنكر واجب باليد على كل من يستطيعه والصحيح أن ذلك لولي الأمر فقط ) وذكر ذلك في محاضرة شبهات حول منهج الجمعية لمحمد الحمود والأخ حاي الحاي في 19/3/98 ولا شك أن في هذا الشرط تعطيلا لاحكام الجهاد باليد وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .

وإليك أخي القارئ بيان أقوال العلماء في أن المنكر يجوز تغييره باليد لإفراد المسلمين فضلا عن إمامهم وأن الذي عطل أحكام الجهاد هو من ألغى أحكامه واشترط ما ليس فيه وما لا يصح فيه .

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم ( 2 / 25 ) عند شرح حديث ( من رأى منكم منكرا … الحديث ) :

(( قال القاضي عياض رحمه الله : هذا الحديث أصل في صفة التغيير فحق المغير أن يغيره بكل وجه أمكنه زواله به ، قولا كان أو فعلا ، فيكسر آلات الباطل ويريق المسكر بنفسه ، أو بأمره إذا أمكنه ، ويرفق في التغيير جهده بالجاهل وبذي العزة الظالم المخوف شره ، إذ ذلك أدعى إلى قبول قوله . كما يستحب أن يكون متولي ذلك من أهل الصلاح والفضل لهذا المعنى ، ويغلظ على المتمادي في غيه والمسرف في بطالته إذا أمن أن يؤثر إغلاظه منكرا أشد مما غيره لكون جانبه محميا عن سطوة الظالم ، فإن غلب على ظنه أن تغييره بيده يسبب منكرا أشد منه : من قتله أو قتل غيره بسببه كف يده واقتصر على القول باللسان والوعظ والتخويف ، فإن خاف أن يسبب قوله مثل ذلك غير بقلبه ، وكان في سعة ، وهذا هو المراد بالحديث إن شاء الله تعالى . وإن وجد من يستعين به على ذلك استعان ما لم يؤد ذلك إلى إظهار سلاح وحرب ، وليرفع ذلك إلى من له الأمر إن كان المنكر من غيره أو يقتصر على تغييره بقلبه ، هذا هو فقه المسألة وصواب العمل فيها عند العلماء والمحققين .

ثم قال النووي رحمه الله : (( قال إمام الحرمين رحمه الله : ويسوغ لآحاد الرعية أن يصد مرتكب الكبيرة إن لم يندفع عنها بقوله ما لم ينته الامر إلى نصب قتال وشهر سلاح ، فإن انتهى الأمر إلى ذلك ربط الأمر بالسلطان )) أ.هـ .

وقال القاضي أبو بكر بن العربي في ( أحكام القرآن 1/293 ) : وإنما يبدأ باللسان والبيان ، فإن لم يكن فباليد ، يعني أن يحول بين المنكر وبين متعاطيه بنزعه عنه وبجذبه منه ، فإن لم يقدر إلا بمقاتلة وسلاح فليتركه ، وذلك إنما هو إلى السلطان لأن شهر السلاح بين الناس قد يكون مخرجا إلى الفتنة ، وآيلا إلى فساد أكثر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إلا أن يقوى المنكر ، مثل أن يرى عدوا يقتل عدوا فينزعه عنه ولا يستطيع ألا يدفعه ، ويتحقق أنه لو تركه قتله ، وهو قادر على نزعه ولا يسلمه بحال ، وليخرج السلاح ) أ. هـ .

وتضافرت النصوص عن الإمام أحمد في إراقة الخمور وكسر آلات اللهو ، وقد رواها الخلال في كتابه ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) فمن ذلك :

1 ) وأخبرني أحمد بن محمد بن مطر وزكريا بن يحيى أن أبا طالب حدثهم أنه قال لأبي عبد الله : نمر على المسكر القليل والكثير أكسره ؟ قال : نعم تكسره ، لا يمر بالخمر مكشوفا . قلت فإذا كان مغطى ؟ قال : لا تتعرض له إذا كان مغطى . ( ص / 64 ) .

2 ) أخبرني أحمد بن حمدويه الهمذاني قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله ثنا أبو بكر المروزي قال : قلت لأبي عبد الله : لو رايت مسكرا مكشوفا في قنينة ، أو قربة ترى أن تكسر أو تصب ؟ قال تكسره . ( ص / 64 ) .

3 ) أخبرني محمد بن أبي هارون أن إسحاق حثهم قال : سألت أبا عبد الله عن الرجل يكسر الطبل أو الطنبور أو مسكرا ، عليه في ذلك شيء ؟ قال أبو عبد الله : اكسر هذا كله ، وليس يلزمه شيء . ( ص 74 ) .

4 ) أخبرنا أبو بكر المروزي قال : قلت لأبي عبد الله : أمر في السوق فأرى الطبول تباع ، أفأكسرها ؟ قال : ما أراك تقوى ، إن قويت . قلت : أدعى أغسل ميتا ، فأسمع صوت طبل . قال : إن قدرت على كسره فاكسره ، وإلا فاخرج . ( ص / 71 ) .

5 ) أخبرني عمر بن صالح بطرسوس ، قال : رأيت أحمد بن حنبل مر بعود مكشوف ، فقام ، فكسره . ( ص /68 ) .

6 ) أخبرني الحسن بن علي بن عمر المصيصي قال : سمعت عمر بن الحسين يقول : كسر أحمد بن حنبل طنبورا في يد غلام لأبي عبد الله نصر بن حمزة ، قال : فذهب الغلام إلى مولاه ، فقال له : كسر أحمد بن حنبل الطنبور . فقال له مولاه : فقلت له : إنك غلامي ؟ قال : لا . قال : فاذهب ، فأنت حر لوجه الله تعالى . ( ص / 68 ) .

7 ) أخبرني محمد بن علي حدثنا صالح بن أحمد أنه سأل أباه عن الرجل يستغيث به جاره من فاحشة يراها . قال : كل من رأى منكرا فاستطاع أن يغيره بيده غيره ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . ( ص 63 ) .

ومما نقل عنه ـ رحمه الله ـ في توبيخ فاعل المنكر والتشهير به ..

8 ) أخبرني محمد بن جعفر بن الحارث حدثهم أنه قال لأبي عبد الله : إن لنا جيرانا يشربون النبيذ في الطريق . قال : إنههم أشد النهي ، وأغلظ لهم ووبخهم . ( ص 50 )

9 ) أخبرني محمد بن علي الوراق أن محمد بن أبي حرب حدثهم قال : سألت أبا عبد الله عن الرجل يسمع المنكر في دار بعض جيرانه ، قال : يأمر . قالت : فإن لم يقبل ؟ قال : تجمع عليه الجيران وتهول عليه . ( ص 50 ) .

10 ) أخبرني منصور بن الوليد أن جعفر بن محمد النسائي حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله سأل عن الرجل يمر بالقوم يغنون ، قال : إذا ظهر له ، هم داخل . قلت لكن الصوت يسمع في الطريق . قال : هذا قد ظهر عليه أن ينهاهم ، ورأى أن ينكر الطبل ـ يعني إذا سمع حسه ـ .. قيل له : مررنا بقوم وقد أشرفوا من علية لهم ، وهم يغنون فجئنا إلى صاحب الخبر فأخبرناه ، فقال : لم تكلموا في الموضع الذي سمعتم ؟ فقيل : لا . قال : كان يعجبني أن تكلموا ، لعل الناس كانوا يجتمعون ، وكانوا يشهرون . ( ص 50/51 ) .

وقال النووي في روضة الطالبين ( 10 / 220 ) :

( وأما صفة النهي عن المنكر ومراتبه ، فضابطه قوله صلى الله عليه وسلم : (( فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه )) فعليه أن يغير بكل وجه أمكنه ولا يكفي الوعظ لمن أمكنه إزالته باليد ، ولا تكفي كراهة القلب لمن قدر على النهي باللسان ) . وقال أيضا في إتلاف الملاهي ( 5/ / 18 ) : ( ومما يتلق بهذا الفصل أن الرجل والمرأة والعبد والفاسق والصبي المميز ، يشتركون في جواز الإقدام على إزالة هذا المنكر وسائر المنكرات ، ويثاب الصبي عليها كما يثاب البالغ ، ولكن إنما تجب إزالته على المكلف القادر . قال الغزالي في ( الإحياء ) وليس لأحد منع الصبي من كسر الملاهي وإراقة الخمور وغيرهما من المنكرات ، كما ليس له منع البالغ ، فإن الصبي وإن لم يكن مكلفا فهو من أهل القرب ، وليس هذا من الولايات ، ولهذا يجوز للعبد والمراة وآحاد الرعية ) .

وقال ابن قدامة في مختصر منهاج القاصدين ( ص 124 ) :

( واشترط قوم كون المنكر مأذونا فيه من جهة الإمام أو الوالي ، ولم يجيزوا لآحاد الرعية الحسبة ، وهذا فاسد ، لأن الآيات والأخبار عامة تدل على أن كل من رآى منكرا فسكت عنه عصى ، فالتخصيص بإذن الإمام تحكم ) .

ـ وقال أيضا في درجات الاحتساب ( ص 129 ) :

( الدرجة السابعة : مباشرة الضرب باليد والرجل وغير ذلك مما ليس فيه إشهار سلاح ، وذلك جائز لللآحاد ، بشرط الضرورة والاقتصار على قدر الحاجة ، فإذا اندفع المنكر فينتغي أن يكف .

الدرجة الثامنة : أن لا يقدر على الإنكار بنفسه ويحتاج إلى أعوان يشهرون السلاح فإنه ربما يستمد الفاسق أيضا بأعوانه ويؤدي إلى القتال ، فالصحيح أن ذلك يحتاج إلى إذن الإمام ، لأنه يؤدي إلى الفتن وهيجان الفساد . وقيل : لا يشترط في ذلك إذن الإمام ) .

( 9 ) وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية ( 1/195 ) : ( ولا ينكر أحد بسيف إلا مع سلطان . وقال ابن الجوزي : الضرب باليد والرجل وغير ذلك مما ليس فيه إشهار سلاح أوسيف يجوز للآحاد بشرط الضرورة والاقتصار على قدر الحالجة ، فإن احتاج إلى أعوان يشهرون السلاح لكونه لا يقدر على الإنكار بنفسه فالصحيح أن ذلك يحتاج إلى إذن الإمام لأنه يؤدي إلى الفتن وهيجان الفساد . وقيل لا يشترط في ذلك إذن الإمام .

( 10 ) وقال ابن النحاس الشافعي ( المتوفى سنة 814 ) في كتابه ( تنبيه الغافلين ) ( ص 57 / 58 ) : ( فإن لم يتمكن من إزالة المنكر إلا بضرب المنكر عليه فليضربه بيده ورجله ونحو ذلك ، وليحذر ما يفعله كثير من الناس إذا وصل في الإنكار إلى هذه الرتبة من الاسترسال في الضرب بعد زوال المنكر ، فإن ذلك لا يجوز للآحاد الرعية ) أ.هـ .


وخلاصة ما تقدم :

أن لآحاد الرعية تغيير المنكر باللسان والتقريع والتوبيخ باليد أيضا ما لم يثر فتنة ، ولهم الضرب باليد والرجل دون استرسال ، أما شهر السلاح فلا يكون إلا بإذن الإمام ، إلا لاستنقاذ معصوم تعين عليه إنقاذه .

ولمزيد بيان انظر كتاب ( التنبيهات العلمية على منهج الجمعية للشيخين جاسم الفهيد ، وحاكم المطيري ) .

وللحديث صلة . .
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php
  #26  
قديم 30-06-2006, 05:51 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

الكشف عن التاريخ المظلم لفرقة الجامية



أخي الكريمُ :
السلامُ عليكم ورحمة ُ اللهِ وبركاتهُ ، وبعدُ :

وصلتني رسالتُكَ وصلكَ اللهُ بهداهُ ، ولا يسعني إلا أن أبادلكَ الشعورَ بمثلهِ ، والقلوبُ شواهدٌ على ذلكَ ، واللهُ المسئولُ أن يُنعمَ عيناً باللقاءِ في جنّاتِ عدن ٍ ، في مقعدِ صدق ٍ عندَ مليكٍ مُقتدر ٍ .

سيّدي الكريمُ :

لم أتأخّرَ عليكَ تجاهلاً ، أو نِسياناً ، ولكن دهمتني مجموعة ٌ من الصوارفِ والشواغل ِ ، كادتْ أن تُنسيني طيبِ حديثكِ ورسائلكَ ، لولا أنَّ منَّ اللهُ عليَّ فزالتْ ، فاهتبلتُ الفرصة ُ لكتابةِ هذه الرسالةِ ، على وجهِ العجلةِ ، علّها تروي غليلاً ، وتشفي عليلاً ، وإن كانَ القصورُ مضروباً على بني البشر ِ ، إلا أنَّ علمي بحسن ِ ظنّكَ ، وغضِّ طرفكَ ، حمّسني للمضي والكتابةِ .


سبب كتابة هذا الموضوع

ذكرتَ لي أنّ بعضَ الجاميّةِ سطّرَ فيَّ مقالاً ، وقد أخبرني بذلكَ بعضُ أهلي ، بعدَ دخولهم إلى الساحاتِ يوماً ما ، فوجدوا المقالة َ قد نُشرتْ ، فأعلموني بها ، فقرأتُ العنوانَ على وجهِ السرعةِ ، وأعرضتُ عن الدخول ِ إليها ، لعلمي بجهلهم الفاضح ِ ، وتهافتهم الظاهر ِ ، ولن يزيدوا في المقال ِ شيئاً ، اللهمَّ إلا أنواعاً جديدة ً من الشتم ِ والسِّبابِ والتصنيفِ ، ولا تستغربْ فربّما أنشأوا فرقة ً سمّوها الأدغاليّة َ !! ، فالقومُ أخفُّ أحلاماً ، ويستفزّهم كلُّ شيءٍ ، ويطيرونَ عندَ أدنى صرخةٍ ، ويفزعونَ من أصغر ِ حركةٍ ( يحسبونَ كلَّ صيحةٍ عليهم ) .

أمّا سؤالُكَ عن حقيقتِهم ، وماهيّةِ مذهبهم ، وتأريخُ بدايتهِ ، فهذا بابُ عريضٌ واسعٌ ، ولا يمكنُ الجزمُ فيهِ بشيءٍ واحدٍ دونَ غيرهِ ، وذلكَ أنَّ تأريخَ هذه الطائفةِ المارقةِ ، من جهةِ ابتداءِ النشأةِ ومكانها وظروفِها ، يكتنفهُ شيءٌ من الغموض ِ المُتعمّدِ من قِبلهم ، ومردُّ ذلكَ إلى أحداثٍ معيّنةٍ كانتْ جارية ً في تلكَ الفترةِ ، وانشغلَ النّاسُ بها ، فوجدتْ هذه الفرقة ُ المارقة ُ جوّاً خصباً للنشوءِ والانتشار ِ ، واستغلّوا غفلة َ النّاس ِ عنهم ، ومهّدوا لذلكَ بعدةِ ممهّداتٍ ، جسّوا خلالها نبضَ النّاس ِ ، حتّى إذا آنسوا منهم غفلة ً وثبوا وثبة َ الذئبِ على الفريسةِ الغارّةِ الغافلةِ .


تاريخ ظهور الجامية

وبداية ُ نشأتهم تقريباً كانتْ في حدودِ الأعوام ِ 1411 / 1412 هـ ، في المدينةِ النبويّةِ على ساكنِها أفضلُ الصلاةِ والسلام ِ ، وكانَ مُنشئها الأوّلُ محمّد أمان الجامي الذي توفّيَ قبلَ عدّةِ سنواتٍ ، وهو من بلادِ الحبشةِ أصلاً ، وكانَ مدرّساً في الجامعةِ الإسلاميّةِ ، في قسم ِ العقيدةِ ، وشاركهُ لاحقاً في التنظير ِ لفكر ِ هذه الطائفةِ ربيع بن هادي المدخلي ، وهو مدرّسٌ في الجامعةِ في كليّةِ الحديثِ ، وأصلهُ من منطقةِ جازانَ .

لا أعلمُ على وجهِ التحديدِ الدقيق ِ وقتاً دقيقاً محدّداً للتأسيس ِ ، إلا أنَّ الظهورَ العلني على مسرح ِ الأحداثِ ، كانَ في سنةِ 1411 هـ ، وذلكَ إبّانَ أحداثِ الخليج ِ ، والتي كانتْ نتيجة ً لغزو العراق ِ للكويتِ ، وكانَ ظهوراً كفكر ٍ مُضادٍّ للمشايخ ِ الذين استنكروا دخولَ القوّاتِ الأجنبيّةِ ، وأيضاً كانوا في مقابل ِ هيئةِ كِبار ِ العلماءِ ، والذين رأوا في دخول ِ القوّاتِ الأجنبيّةِ مصلحة ً ، إلا أنّهم لم يجرّموا من حرّمَ دخولها ، أو أنكرَ ذلكَ ، فجاءَ الجاميّة ُ واعتزلوا كلا الطرفين ِ ، وأنشأوا فكراً خليطاً ، يقومُ على القول ِ بمشروعيّةِ دخول ِ القوّاتِ الأجنبيّةِ ، وفي المقابل ِ يقفُ موقفَ المعادي لمن يحرّمُ دخولها ، أو يُنكرُ على الدولةِ ، ويدعو إلى الإصلاح ِ ، بل ويصنّفونهُ تصنيفاتٍ جديدة ً .


علاقة الجامية بالمباحث ووزارة الداخلية

ويذكرُ بعضُ المشايخ ِ أنَّ هذه الطائفة َ نشأتْ بمباركةٍ من وزارةِ الداخليّةِ ، حيثُ قامتْ بتوظيفِ مجموعةٍ من النّاس ِ ، وذلكَ بقصدِ ضربِ التيّار ِ الإصلاحيِّ ، والذي كانَ يتنامى في تلكَ الفترةِ ، والذي كانَ على رأسهِ الشيخُ العلامة ُ : سفرُ بنُ عبدالرحمنَ الحواليِّ – حفظهُ اللهُ - وبقيّة ُ إخوانهِ من المشايخ ِ ، وهذا القولُ قولٌ واقعيٌّ تماماً ، تدلُّ عليهِ الأحداثُ ، ويشهدُ لهُ الظرفُ والوقتُ الذي ظهروا فيهِ ، ويدلُّ عليهِ كذلكَ أنَّ محمّد أمان الجامي كتبَ في تلكَ الفترةِ ، مجموعة ً من البرقيّاتِ إلى وزارةِ الداخليّةِ ، يحرّضهم فيها على الشيخ ِ : سفر الحوالي ، ويطلبُ فيها منهم إيقافهُ ومسائلتهُ على كلامهِ ، وأمرُ هذه البرقيّاتِ مشهورٌ جدّاً ، وموارقُ الجاميّةِ أصلاً لا ينكرونَ مبدأ العمل ِ في المباحثِ ، أو مبدأ الترصّدِ للدعاةِ ، بل ويتقرّبونَ إلى اللهِ ببغضهم وبإلحاق ِ الأذيّةِ بهم ، ومنهم من يستحلُّ الكذبَ لأجل ِ ذلكَ .

وقد قالَ عبدالعزيز ِ العسكرُ في إحدى خطبهِ أنَّ دماءَ هؤلاءِ المشايخ حلالٌ ، وذلكَ بسببِ فتنتهم التي نشروها وبثّوها !! ، وقد سُئلُ العسكرُ عن حكم ِ العمل ِ مع المباحثِ – في شريطٍ مُسجّل ٍ بصوتهِ – فقالَ : وماذا يضيرُكَ لو عملتَ في المباحثِ ، وقمتَ بحمايةِ الدولةِ من المفسدينَ والخارجينَ !! ، والحمدُ للهِ الذي لم يمهلْ هذا العسكرَ طويلاً ، ففُضحَ فضيحة ً نكراءَ أدّتْ إلى فصلهِ وعزلهِ ، والتشهير ِ بهِ ، وذلكَ عاجلُ عقوبتهِ في الدنيا .

وخلاصة ُ الكلام ِ غي نشأتهم أنّهم قاموا في مقابل ِ مشايخ ِ الصحوةِ في ذلكَ الوقتِ ، من أمثال ِ المشايخ : سفر وسلمان وناصر وعايض وغيرهم ، وشكّلوا جبهة َ عداءٍ لهم ، وأخذوا يردّونَ عليهم ردوداً جائرة ً ، ويصنّفونهم بتصنيفاتٍ ظالمةٍ ، ويقعدونَ لهم كلَّ مرصدٍ ، ولا يتركونَ تهمة ً إلا ألصقوها فيهم ، والسببُ هو تنفيرُ النّاس ِ عن قبول ِ ما لدى هؤلاءِ المشايخ ِ من الحقِّ ، وإسقاطاً لهم ، ورفضاً لمشاريعهم الإصلاحيّةِ ، وإضفاءً لنوع ٍ من الشرعيّةِ اللامحدودةِ للدولةِ ، بحيثُ تُصبحُ فوقَ النقدِ ، ولا يطالها يدُ التغيير ِ مهما فعلتْ من سوءٍ أو جنايةٍ ، كلُّ ذلكَ بمسوّغاتٍ شرعيّةٍ جاهزةٍ .


أشهر أسماء الجامية

وأمّا أسماءهم التي عُرفوا بها فمنها : الجاميّة ُ ، وهذا نسبة ً إلى مؤسّس ِ الطائفةِ ، محمّد أمان الجامي الهرري الحبشي ، والمداخلة ُ ، نسبة ً إلى ربيع بن هادي المدخلي شريك الجامي في تأسيس ِ الطائفةِ ، وتارة ً يسمّونَ بالخلوفِ ، وقد أطلقَ هذا الاسمَ عليهم العلاّمة ُ عبدالعزيز قارئ ، وتارة ً يسمّونَ أهلَ المدينةِ ، نسبة َ إلى نشأةِ مذهبهم فيها ، وأنا أرى أن يُسمّوا موارقَ الجاميّةِ ، وذلكَ لمروقهم عن طائفةِ المُسلمينَ العامّةِ ، ونكوصهم عن منهج ِ السلفِ ، وتبنّيهم لفكر ٍ دخيل ٍ مبتدع ٍ منحطٍ ، لا يعرفُ التأريخُ لهُ نظيراً أبداً .

هذا المذهبُ في بدايتهِ ، كانَ يقومُ على البحثِ في أشرطةِ المشايخ ِ ، والوقوفِ على متشابهِ كلامهم ، أو ما يحتملُ الوجهَ والوجهين ِ ، ثمَّ جمعُ ذلكَ كلّهِ في نسق ٍ واحدٍ ، والتشهيرُ بالشيخ ِ وفضحهُ ، ومحاولة ُ إسقاطهِ بينَ النّاس ِ وفي المجتمع ِ ، وقد استطاعوا في بدايةِ نشوءِ مذهبهم من جذبِ بعض ِ من يُعجبهُ القيلُ والقالُ ، وأخذَ أتباعهم يكثرونَ وينتشرونَ ، وذلكَ بسببِ جرأتهم ووقاحتهم ، وتهوّرهم في التصنيفِ والتبديع ِ ، وممّا زادَ أتباعهم كثرةً أنَّ الدولة َ في تلكَ الفترةِ كانتْ ضدَّ أولئكِ المشايخ ِ المردودِ عليهم ، فوجدوا من الدولةِ هوىً وميلاً لهم ، هذا إضافة ً إلى من كانَ من رجال ِ الداخليّةِ أصلاً ، وهو يعملُ معهم ويجوسُ في الديار ِ فساداً وإفساداً ، أو من كانَ مُستغلاً من قِبل ِ الداخليّةِ والدولةِ .
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php
  #27  
قديم 30-06-2006, 05:51 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

الجامية في مرحلتها الأولى

وفي تلكَ الفترةِ الحرجةِ ، والممتدةِ من سنةِ 1411 إلى سنةِ 1415 هـ ، كانوا قد بلغوا من الفسادِ والتفرقةِ أمداً بعيداً ، واستطاعوا تمزيقَ الأمّةِ والتفريقَ بينهم ، ولم يتركوا شيخاً ، أو عالماً ، أو داعية ً ، إلا وصنّفوهُ وشهّروا بهِ ، إلا هيئة َ كبار ِ العلماءِ ، وذلكَ لأنّها واجهة ُ الدولةِ الرسميّةِ ، وكذلكَ لم يصنّفوا مشايخهم ، أو من كانَ في صفّهم ، كلَّ هذا وقوفاً مع الدولةِ ، وتأييداً لها .

ومن المشايخ ِ الذين أسقطوهم في تلكَ الفترةِ : سفر الحوالي ، سلمان العودة ، ناصر العمر ، عايض القرني ، سعيد بن مسفر ، عوض القرني ، موسى القرني ، محمد بن عبدالله الدويش ، عبدالله الجلالي ، محمد الشنقيطي ، أحمد القطان ، محمد قطب ، عبدالمجيد الزنداني ، عبدالرحمن عبدالخالق ، عبدالرزّاق الشايجي ، وغيرهم .

وكانَ أساسُ تصنيفهم للعالم ِ والداعيةِ ، هو موقفهُ من الدولةِ ، فإن كانَ موقفُ الشيخ ِ مناهضاً للدولةِ ، ويدعو إلى الإصلاح ِ ، أو إلى تغيير ِ الوضع ِ القائم ِ ، فإنّهُ من الخوارج ِ ، أو من المهيّجةِ ، أو من المبتدعةِ الضالّينَ ، ويجبُ التحذيرُ منهُ وإسقاطهُ !! .

وعندما أصدرَ الشيخُ بنُ باز ٍ – رحمهُ اللهُ – في سنةِ 1413 هـ بياناً يستنكرُ فيهِ تصرّفهم ، ويعيبُ عليهم منهجهم ، وقامَ الشيخُ سفرٌ بشرحهِ في درسهِ ، في شريطٍ سُمّي لاحقاً : الممتاز في شرح ِ بيان ِ بن باز ، طاروا على إثرها إلى الشيخ ِ – رحمهُ اللهُ – وطلبوا منهُ أن يزكّيهم ، حتّى لا يُسيءَ الناسُ فيهم الظنَّ ، فقامَ الشيخُ بتزكيتهم ، وتزكيّةِ المشايخ ِ الآخرينَ ، إلا أنّهم لفرطِ اتباعهم للهوى ، وشدّةِ ميلهم عن الإنصافِ ، قاموا ببتر ِ الكلام ِ عن المشايخ ِ الآخرينَ ، ونشروا الشريطَ مبتوراً ، حتّى آذنَ لهم بالفضيحةِ والقاصمةِ ، وظهرَ الشريطُ كاملاً وللهِ الحمدُ .


أشهر شيوخ الجامية

وكان من أشدَّ الجاميّةِ في تلكَ الفترةِ ، وأنشطهم : فالحٌ الحربيُّ ، و محمّد بن هادي المدخلي ، وفريدٌ المالكيِّ ، وتراحيبٌ الدوسريًّ ، وعبداللطيف با شميل ٍ ، وعبدالعزيز العسكر ، أمّا فالحٌ الحربيُّ فهو سابقاً من أتباع ِ جُهيمانَ ، وسُجنَ فترة ً بسببِ علاقتهِ بتلكَ الأحداثِ ، وبعد خروجهُ من السجن ِ ، تحوّلَ وانتحلَ طريقة َ موارق ِ الجاميّةِ ، وأصبحَ من أوقحهم وأجرئهم ، وأمّا فريدٌ المالكي فقد انتكسَ فيما بعدُ ، وأصبحَ من أهل ِ الخرابِ ، وهو حقيقة ٌ لم يكنْ مستقيماً من قبلُ ، ولكنّهُ كانَ يُظهرُ ذلكَ ، وأمّا باشميل فوالدهُ شيخٌ معروفٌ ، ومؤرخٌ فاضلٌ ، إلا أنَّ ولدهُ مالَ عن الحقِّ ، وأصبحَ جامياً ، بل من أخبثهم أيضاً ، ولهُ عملٌ رسميٌّ في المباحثِ ، وباسمهِ كانتْ تسجلُ التسجيلاتُ في مدينةِ جدّة َ ، وعن طريقهَ سلكَ الأميرُ ممدوحٌ وولدهُ نايفٌ ، طريقَ الجاميّةِ ، أمّا عبدالعزيز العسكرُ فقد فضحهُ اللهِ بفضيحةٍ شنيعةٍ ، فُصلَ على سببها من التدريس ِ ، وأمّا تراحيبٌ فهو مؤلّفُ كتابِ القطبيّةِ ، وأمّا صالحٌ السحيميُّ فإنّهُ من غلاة ُ الجاميّةِ ، وأكثرهم شراسة ً وتطرّفاً ، وفي محاضرةٍ لهُ ألقاها بجامع ِ القبلتين ِ ، جعلَ الشيخين ِ سفراً وسلمانَ قرناءَ للجعدِ بن ِ درهمَ وللجهم ِ بن ِ صفوانَ ولواصل ٍ بن ِ عطاءٍ في الابتداع ِ !! .

ثمَّ لاحقاً تسلّمَ دفّة َ قيادةِ الفرقةِ الجاميّةِ المارقةِ : ربيعٌ المدخليِّ ، وتفرّدَ بالساحةِ ، وأصبحَ يُشاركهُ فيها فالحٌ الحربيُّ ، ولهم مجموعة ٌ أخرى من المشايخ ِ ، إلا أنَّ هؤلاءِ كانوا أشهرهم هنا ، وفي تلكَ الفترةِ بدأتْ أماراتُ مرض ِ محمّد أمان الجامي تظهرُ ، حيثُ أصيبَ بمرض ِ السرطان ِ في فمهِ ، ثمَّ ماتَ بعدَ ذلكَ بقرابةِ السنةِ ، فخلى الجوِّ على إثر ِ ذلكَ للمدخليِّ ، ولم يجدْ من يُنافسهُ غيرَ مقبل ٍ بن هادي الوادعي في بلادِ اليمن ِ فقط .


الفترة الزمنية الثانية للجامية وبداية انحدارهم وتشتتهم

في هذه الفترةِ ، وبعدَ سجن ِ المشايخ ِ ، وعدم ِ وجودِ من يُنازعُ الدولة َ ، بدأ الجاميّونَ يلتفتونَ لأنفسهم ، وأخذوا يقرّرونَ قواعدهم ، ويأصلونَ لمذهبهم ، وينظّرونَ لهُ ، وكثرتْ تصانيفهم الخاصّة ُ بتقرير ِ قواعدِ مذهبهم ، أو الدفاع ِ عنهُ ، بعدَ أن كانوا مُهاجمينَ لغيرهم فيما مضى ، وهنا انشرخَ جدارهم الشرخَ الكبيرَ ، وبدأو ينقسمونَ انقساماتٍ كبيرة ً ، كلُّ طائفةٍ تبدّعُ الطائفة َ الأخرى ، ولا يزالونَ إلى هذا اليوم ِ في انقسام ٍ ، وتشرذم ٍ ، كما كانَ حالُ المعتزلةِ ، والذين تشرّذموا في فترةٍ وجيزةٍ ، وانقسموا إلى عشراتِ الفرق ِ ، كلُّ أمّةٍ منهم تلعنُ أختها ، وتصفُها بصفاتِ السوءِ ، وتُعلنُ عليها العِداءَ والحربَ ! .


الكلام على فرقة الحدادية وأصل شبهتهم

وأوّلُ انشقاق ٍ حدثَ ، كانَ ظهورُ فرقةِ الحدّاديةِ ، وهم أتباعُ محمودٍ الحدادِ ، وهو مصريٌّ نزيلٌ بالمدينةِ النبويّةِ ، من أتباع ِ ربيع ٍ ، إلا أنّهُ كانَ أجرأ من ربيع ٍ وأصرحَ ، ولهذا قامً بطردِ أصولهِ ، وحكمَ على جميع ٍ من تلبّسَ ببدعةٍ ، أن يُهجرَ ، وتُهجرَ كتبهُ وتصانيفهُ ، وأظهرَ دعوتهُ الشهيرة َ لحرق ِ كتبِ الأئمةِ السابقينَ ، أمثالَ كتبِ ابن ِ حزم ٍ والنّوويِّ وابن ِ حجر ٍ وغيرهم ، وذلكَ لأنّهم مبتدعة ٌ ، ويجبُ هجرهم ، وتحذيرُ النّاس ِ من كتبهم ، أسوة ً بسفر ٍ وسلمانَ والبقيّةِ .

وقد كانَ الحدّادُ في ذلكَ صادقاً ، ويدعو إليهِ عن دين ٍ وعلم ٍ ، ويرى أنَّ الأصلَ يجبُ طردهُ ، ولا يمكنُ عزلُ الماضي عن الحاضر ِ ، وتعاملُ العلماءِ مع المبتدعةِ واحدٌ ، وقد وافقهُ على ذلكَ ربيعٌ في أوّل ِ الأمر ِ ، ثمَّ لمّا رأى إنكارَ النّاس ِ على الحدّادِ ، أعلنَ الانقلابَ عليهِ ، وتبرّأ منهُ .

والسببُ الذي دعا موارقَ الجاميّةِ ، إلى الكفِّ عن تبديع ِ الأئمةِ السابقينَ ، هو أنّهم كانوا أصحابَ هدفٍ محدّدٍ ، ولهم وظيفة ٌ واحدة ٌ ، وهي تنفيرُ النّاس ِ عن اتّباع ِ المشايخ ِ المُصلحينَ ، وإسقاطهم ، وما عدا ذلكَ فلا شأنَ لهم بهِ ، وأمّا الحدّادُ فقد كانَ رجلاً عابداً ، ويرى أنَّ الدعوة َ لا بُدَّ من طردها وإعمالها جميعاً ، ولم يكنْ يعرفُ مقصدهم ، وأنّهم كانوا مجرّدَ اتباع ٍ للدولةِ فقط ، ولا يهمّهم أمرُ العلم ِ من قريبٍ أو بعيدٍ ، ولهذا خرجَ عليهم ، ونابذهم ، وانفصلَ عليهم ، وسُمّيتْ فرقتهُ بالحدّاديةِ ، ثمَّ سعوا في إخراجهِ من المدينةِ ، حتّى تمكّنوا من ذلكَ ، ومعَ مرور ِ الوقتِ خمدتْ دعوة ُ الحدّدايّةِ في بلادِ الحجاز ِ ، وانتقلتْ حمّاها إلى بلادِ اليمن ِ ومصرَ والشامَ وغيرها .
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php
  #28  
قديم 30-06-2006, 05:52 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

تناقضات بعض شيوخ الجامية وبيان طوامهم

ولشيوخهم من التهافتِ والجهالاتِ الشيءُ الكثيرُ .

خذْ مثلاً ربيع المدخلي ، هذا الرّجلُ الذي يزعمُ الجاميّة ُ أنّهُ حاملُ لِواءِ الجرح ِ والتعديل ِ في هذا العصر ِ ، ومعَ ذلكَ فقد وجدَ الباحثونَ عليهِ ثغراتٍ كبيرة ً منهجيّة ً ، في علم ِ أصول ِ الحديثِ ، والذي هو تخصّصهُ ، بل وجدوا عندهُ من السقطاتِ والزلاّتِ ، ما يجعلُ أحدهم يستعجبُ كيفَ تفوتُ هذه على صِغار ِ الطلبةِ ، فضلاً عن رجل ٍ يوصفُ بأنّهُ حاملُ لواءِ الجرح ِ والتعديل ِ !! .

وربيعٌ هذا كتبَ مرّة ً مقالاً عن مؤسسةِ الحرمين ِ الخيريةِ ، ونشرها في منتدى سحابٍ ، ووجدتْ صدى ورواجاً وقبولاً عندَ طائفتهِ ، حتّى قامَ بعضُ كِبار ِ أهل ِ العلم ِ باستنكار ِ تلكَ المقالةِ ، وردّوا على ربيع ٍ ، وأنكروا عليهِ ، فما كانَ منهُ إلا أن تبرّأ من المقالةِ ، وأنّهُ لم يكتبها ، وقامَ بنحلها لشخص ٍ هناكَ اسمهُ أبو عبداللهِ المدني !! ، وأنَّ المدنيَّ المذكورَ هو من نشرَ المقالة َ وكتبها وليسَ ربيعاً !! ، في تبرير ٍ سامج ٍ مُضحكٍ ومخز ٍ !! .

وربيعٌ هذا هو من أسقطَ أبا الحسن ِ المصري المأربيِّ ، والطامّة ُ الكبرى أنَّ أبا الحسن ِ قد كانَ من كِبار ِ شيوخهم ، ولهُ علاقة ٌ قويّة ٌ بالأمن ِ السياسيِّ في بلادِ اليمن ِ ، وكانَ في تلكَ الأيّام ِ إماماً للجاميّةِ ، ومنظّراً لها ، وهو الذي تولّى نشرَ فتنةِ الإرجاءِ ، والتصنيفَ فيها ، وبعدما أسقطهُ المدخليُّ ، تنكّروا لها ، وهاجموهُ ، وجعلوهُ مبتدعاً جاهلاً زائغاً منحرفاً !! ، والأعجبُ من ذلكَ كلّهِ أنَّ أغلبَ سقطاتهِ وزلاّتهِ استخرجوها من أشرطةٍ قديمةٍ لهُ ، في الفترةِ التي كانوا فيها على صفاءٍ وودٍّ !! .

وهذا دليلٌ واضحٌ على اتباع ِ القوم ِ للهوى ، وغضّهم البصرَ عن أتباعهم ، حتى إذا غضبوا عليهِ ، قاموا وفجروا في الخصومةِ ، وأخذوا يجمعونَ عليهِ جميعَ مآخذهِ وزلاّتهِ ، ممّا كانوا يغضّونَ عنها بصرهم قديماً ، في فترةِ ولائهِ لهم ! .

وربيعٌ هذا رجلٌ غريبُ الأطوار ِ جدّاً ، كانَ في الأصل ِ من جماعةِ الإخوان ِ المُسلمينَ ، ويُقالُ أنَّ رجوعهُ كانَ على يدِ الشيخ ِ سفر ٍ – حفظهُ اللهُ - ، ومع ذلكَ فهو يتنكّرُ للشيخ ِ سفر ٍ أشدَّ التنكّر ِ ، ويبغضهُ أشدَّ البغض ِ ، ويحملُ عليهِ من الحقدِ الدفين ِ ، ما يجعلُ ربيعاً يموتُ في اليوم ِ ألفَ مرّةٍ ، إذا سمعَ خيراً ينالُ الشيخَ سفراً ، أو رفعة ً تُصيبهُ .

وعندما ردَّ الشيخُ العلاّمة ُ بكرُ بن ِ زيدٍ ، على ربيع ٍ في مسألةِ الشهيدِ السعيدِ : سيّد قطبٍ – رحمهُ اللهُ - ، وكانَ ردُّ أبي زيدٍ في أربعةِ وريقاتٍ ، قامَ ربيعٌ بعدها فسوّدَ صحائفَ مئاتِ الورق ِ ، وكتبَ ردّاً مليئاً بالسبابِ والشتام ِ والإقذاع ِ ، في حقِّ الشيخ ِ بكر ٍ !! ، وقلبَ الموارقُ فيما بعدُ ظهرَ المجنِّ للشيخ ِ أبي زيدٍ ، وصنّفوهُ حزبيّاً ، وأسقطوهُ ، وعدّوهُ من المبتدعةِ .

والأنكى من ذلك والأدهى ، أنَّ ربيعاً قصدَ إلى علي حسن عبدالحميدِ ، وسليماً الهلاليَّ ، وقالَ لهما : أسقطا المغراوي !! ، وإن لم تُسقطاهُ فسأسقطكم أنتم !! .

باللهِ عليكَ هل هذا كلامُ رجل ٍ عاقل ٍ !! .

وهل هذا تصرّفُ رجل ٍ يبحثُ عن الخير ِ والهدايةِ للمدعو وللنّاس ِ !! .

أم تصرّفُ رجل ٍ ملأ الحقدُ والضغينة ُ قلبهُ ، وأعمى بصرهُ ! .

ومن مشائخهم كذلكَ مقبلٌ الوادعيِّ ، وقد توفّي قبلَ سنةٍ في جدّة َ ، وهو سابقاً من أتباع ِ جُهيمانَ ، ولكنّهُ أبعدَ عن الدولةِ قبلَ خروج ِ جُهيمانَ ، أي في حدودِ سنةِ 1399 هـ ، حيثُ كانَ يدرسُ الحديثَ في الجامعةِ الإسلاميّةِ ، وهو شديدٌ الأخلاق ِ ، زعِرٌ ، يُطلقُ لسانهُ في مخالفيهِ بالشتم ِ والسبِّ ، بأرذل ِ العِباراتِ .

فمن ذلكَ أنّهُ قالَ عن الدكتور ِ : عبدالكريم ِ زيدان ، العالمُ العراقيُّ الشهيرُ ، صاحبُ كتابِ أصول ِ الدعوةِ ، وكتابِ المُفصّل ِ في أحكام ِ المرأةِ المُسلمةِ ، قالَ عنهُ الوادعيُّ : إنَّ علمهُ زبالة ٌ ! ، وقد بلغتْ تلكَ العبارة ُ للدكتور ِ زيدان ٍ ، فجلسَ يبكي بكاءً مُرّاً .

ولستُ أدري واللهِ ، كيفَ يجرأونَ على نعتِ مُخالفيهم بهذه الأوصافِ القذرةِ ، لمجرّدِ أنّهُ خالفهم في مسألةٍ أو مسألتين ِ ، وينسفونَ جميعَ علمهم ، ويهدمونَ كلَّ آثارهِ ومعارفهِ ، لمجرّدٍ شبهةٍ عرضتْ ، أو حادثةٍ عنّتْ ؟! .

ولهم غيرُ ذلكَ من التناقضاتِ الواضحاتِ البيّناتِ ، وقد تتبّعَ ذلكَ جمعٌ كبيرٌ من الأفاضل ِ ، وجمعوا فيهِ أجزاءً عدّة ً ، ومن أرادَ الوقوفَ عليها فهي موجودة ٌ متيسّرة ٌ ، وللهِ الحمدُ والمنّة ُ .


قائمة المشائخ الذين أسقطتهم الجامية

وقائمتهم الأخيرة ُ – إضافة ً إلى من مرَّ ذكرهم سابقاً - ، التي جمعتْ المُسقـَطينَ والمُنتقدينَ ، جمعتْ أئمة َ الإسلام ِ في هذا العصر ِ ، وكِبارَ شيوخهِ ، ولم يسلمْ منهم أحدٌ ، وممن ضمّوهُ لقائمتهم : الشيخُ بنُ باز ٍ ، وقد تكلّمَ فيهِ ربيعٌ وانتقصهُ ، والشيخُ الألبانيُّ ، وقد تكلّمَ فيهِ ربيعٌ ، وقالَ عنهُ سلفيّتُنا خيرٌ من سلفيّةِ الألبانيِّ ، والشيخُ بنُ جبرين ٍ ، والشيخُ بكرٌ أبو زيدٍ ، والشيخُ عبداللهِ الغُنيمانُ ، والشيخُ عبدالمحسن العبّادِ ، والشيخَ عبدالرحمن البرّاكِ ، والدكتورَ جعفر شيخ إدريسَ .

ومن الدعاةِ وبقيّة ِ المشايخ ِ : محمد المنجّد ، و إبراهيم الدويّش ، وعلي عبدالخالق القرنيَّ ، وعبدالله السعد ، وسعد الحميّد ، وعبدالرحمن المحمود ، ومحمّد العريفي ، وبشر البشر ، وسليمان العلوان ، وغيرهم .

ولو حلفتُ باللهِ على أنّهم أسقطوا كلِّ من خالفهم ، لما كنتُ حاثناً ، فجميعُ الدعاةِ والمشايخ ِ والعلماءِ ، ممّن لم يدِنْ بدعوتهم ، أو يسلكْ طريقهم ، فإنّهُ من المبتدعةِ ، ويجبُ هجرهُ وإسقاطهُ .

وإنّي أسأل هنا سؤالاً : هل يوجدُ على مرِّ تأريخ ِ الحركاتِ الإسلاميّةِ ، أو سنواتِ المدِّ الإسلاميِّ ، أن قامتْ مجموعة ٌ بتسفيهِ جميع ِ أهل ِ العلم ِ ، والتنفير ِ منهم ، وتحريم ِ الجلوس ِ إليهم ، مثلَ ما فعلَ هؤلاءِ الجهلة ُ ! ، وإذا كانَ جميعُ الدعاةِ والهُداةِ والمُصلحينَ مُبتدعة ٌ ، فمن يبقى إذاً يقودُ الأمّة َ ! .

و المقصودُ أيّها الكريمُ أنَّ نشأة َ هذه الطائفةِ ، بتلكَ الكيفيّةِ المذكورةِ ، وفي ذلكَ الظرفِ الدقيق ِ ، وتفرّقها وتشرذمها ، دليلٌ على أنّها فرقة ٌ منحرفة ٌ ، شاذّة ٌ ، همّها الأوّلُ والأخير الطعنُ في دعاةِ الإسلام ِ ، والتفريق ِ بينهم ، ونشر ِ الحقدِ والضغينةِ ، وإشاعةِ سوءِ الظنِّ ، وفي المقابل ِ يحمونَ جنابَ الولاةِ ، ويقفونَ في صفّهم ، ويدينونَ لهم بولاءٍ تام ٍ ، ويغضّونَ أبصارهم عن عيوبِ الولاةِ ومساوئهم ، ويجرّمونَ كلَّ من وقفَ ضدَّ الولاةِ ، أو نصحهم ، أو حاولَ تغييرَ المجتمع ِ .


أصول مذهب الجامية وأبرز أفكارهم وتناقضاتهم

أمّا أصولهم التي بنوا عليها كلامهم ، فنحنُ في غنىً عن معرفتِها ، وذلكَ لأنَّ مقصدهم لم يكنْ مقصداً شرعيّاً ، بل كانوا حماة ً للدولةِ ، ويقفونَ في وجهِ من تصدّى لها ، أو نقدها ، ولأجل ِ هذا الأمر ِ فقد اضطربوا اضطراباً شديداً ، واختلقوا أصولاً جديدة ً ، ومذهباً لا يُعرفُ لهم فيهم سلفٌ البتّة ُ ، وإنّما ألجأهم إليهِ حاجة ُ الدولةِ في تلكَ الفترةِ إلى وقفِ مدِّ الغضبِ المُتنامي ضدّها ، عن طريق ِ إسقاطِ الرموز ِ ، بكلِّ الوسائل ِ والسّبل ِ ، المحرّمةِ والمشروعةِ .

إلا أنَّ هذا لا يمنعُ من ذكر ِ بعض ِ معالم ِ فكرهم الساقطِ ، ومنهجهم المنحرفِ ، ويتبيّنُ لكَ من خلالها عظيمَ مُخالفتهم للعلماءِ والأئمةِ :


خلطهم في مفهوم البدعة وتوسيعه ليشمل بعض ما اختلف فيه العلماء

فمن ذلكَ أنّهم يوسّعونَ دائرة َ البدعةِ ، ودائرة َ التعامل ِ مع المبتدع ِ ، فيُدخلونَ في البدع ِ ما ليسَ منها ، أو يُلغونَ الخلافَ في بعض ِ المسائل ِ ، ويُعاملونَ المبتدعَ مهما كانتْ حجمُ بدعتهُ ، أشدَّ من معاملتهم للزاني ، والمرابي ، والمُغنّي ، والسكّير والعربيد ، ويرونَ أنَّ المبتدعَ مهما دقّتْ بدعتهُ وخفّتْ أعظمُ على الأمّةِ من أصحابِ المعاصي ، مهما كبرَتْ تلكَ المعصيّة ُ وعظمتْ ! .

والبدعة ُ عندهم ليستْ شيئاً منضبطاً ، بل هي مُصطلحٌ ضبابيٌّ هُلاميٌّ ، يوسعّونهُ متى ما شاءوا ، ويضيّقونهُ متى ما شاءوا ، والدليلُ على ذلكَ أنّهم أنكروا على الحدّاديةِ ، مع أنَّ الحداديّة َ ساروا على نفس ِ منهجهم وطريقتهم ، إلا أنّهم واصلوا الطريق َ ، وأدخلوا في ذلكَ جميعَ المبتدعةِ ، سواءً كانَ مبتدعاً خالصاً ، أو مُتلبّساً ببدعةٍ ، وسواءً كانَ مُعاصراً أو من الغابرينَ .


اشتراطهم في المشائخ الكمال المطلق

وفي تعاملهم مع الدعاةِ والمشايخ ِ ، يُظهرونَ أنّهم لا يرضونَ منهم إلا كمالاً مُطلقاً ، لا يشوبهُ شيءٌ من النقص ِ أو الزلل ِ !! ، وهذا مطلبٌ متعذّرٌ حسّاً وشرعاً ، والنفوسُ جُبلتْ على التفريطِ والتقصير ِ ، سواءً تلبّستْ بمعصيةٍ أو ببدعةٍ ، والكثيرُ من أمور ِ البدع ِ نسبيٌّ ، أي وقعَ فيهِ الخلافُ ، وتنازعَ العلماءُ في كونهِ بدعة ً أو لا ، والبدعُ في نفسِها متفاوتة ٌ متباينة ٌ ، منها البدعُ المكفّرة ُ مثلَ بدعةِ التعطيل ِ ، ومنها البدعُ الخفيفة ُ .

ولا يفرّقونَ كذلكَ بينَ مجتمعاتٍ غلبتْ عليها البدعة ُ ، أو أخرى ظهرتْ فيها معالمُ السنّةِ ، والجميعُ عندهم واحدٌ ، والبدعة ُ عندهم واحدة ٌ ، وقارنْ بينَ طريقتهم المبتكرةِ ، وبينَ هذا الكلام ِ الربّاني من شيخ ِ الإسلام ِ ابن ِ تيميّة َ – رحمهُ اللهُ - :

( إنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة، وهو يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم).

وبهذا المقارنةِ السريعةِ ، يظهرُ لكَ كذبهم وزيفهم ، وأنّهم يتعاملونَ مع المبتدع ِ بالتشهّي فقط .
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php
  #29  
قديم 30-06-2006, 05:53 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

الجامية انتقائيون في كلامهم عن الأخطاء

عندما ينتقدونَ العالمَ أو الداعية َ أو يُحاولونَ تقييمهُ ،، فإنّهم يتحوّلونَ إلى أشخاص ٍ انتقائيينَ ، يُمارسونَ أبشعَ صور ِ الانتقاءِ والتحيّز ِ ، فلا يقعونَ إلا على العباراتِ المُحتملةِ ، ويهوّلونَ الألفاظَ المُشتبهة َ ، ويضخّمونَ الأخطاءَ ، وفي المُقابل ِ لا تجدُ منهم ذكراً للحسناتِ ، أو نشراً لها ، بل يرونَ أنَّ المبتدعَ – وهو هنا الداعية ُ أو الشيخُ – يجبُ أن يُفضحَ ويكشفَ زيفهُ ، حتّى لا يغترَّ بهِ النّاسُ ، ويرونَ أنَّ المقامَ مقامُ تحذير ٍ ، ولهذا فلا بُدَّ من ذكر ِ السيئاتِ ، ولا يلزمُ أن يُقرنَ معها الحسناتُ ! .

وهذا المذهبُ لم يقلْ بهِ أحدٌ من النّاس ِ ، بهذه الطريقةِ المخترعةِ ، إلا هم والشيطانُ الذي أوحاهُ إليهم ، وذلكَ لأنّها طريقة ٌ مبتكرة ٌ ، مخترعة ٌ ، لا دليلَ عليها أبداً ، وإنّما هي تبعٌ للهوى والرأي .

وهم في طريقةِ تعاملهم مع المُخالفِ ، ممّن يعدّونهُ مبتدعاً ، يسلكونَ طريقاً يدعو إلى التعجبِ والاستغرابِ ، وهو طريقٌ لم يسلكهُ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ حتّى مع المنافقينَ ، حيثُ يقومونَ بفضحهِ ، والتشهير ِ بهِ ، ويُعلنونَ ذلكَ في كلِّ محفل ٍ ونادٍ ، وعلى الملأ ، ويدعونَ إلى هجرهِ ، والتشنيع ِ عليهِ ، ويهينونهُ أيّما إهانةٍ ، ويُغلظونَ عليهِ في القول ِ ! .


الجامية تضيق دائرة الخلاف وتمنع من الأخذ بالأقوال المخالفة في الفروع

من سقطاتهم الكبيرةِ أنّهم يضيّقونَ دائرة َ الخلافِ على الأمّةِ ، ويُلزمونها بآرائهم ، ويعنّفونَ على من يخرجُ عن ذلكَ الرأي ، ويتهمونهُ بشتّى التهم ِ والأوصافِ ، حتّى لو كانَ الخلافُ في ذلكَ سلفيّاً وأثريّاً .

خُذْ مثلاً :

مسألة ُ العمليّاتِ الاستشهاديةِ ، وهي من المسائل ِ الخلافيّةِ ، ومع ذلكَ فالجاميّة ُ يُجلبونَ فيها ، ويرغونَ ويزبدونَ ، ويُبالغونَ في النكير ِ على من فعلها ، ويصفونهُ بأقسى النعوتِ ، وأشدِّ الأوصافِ !! .

مع أنَّ المسألة َ في غايتها اجتهادٌ لا غير ! .

وهذا من جهلهم الشنيع ِ بأصول ِ الخلافِ ، ومفرداتِ كلام ِ الأئمةِ في التعامل ِ مع الخلافاتِ الفرعيّةِ ، بل وحتّى بعض ِ مسائل ِ الأصول ِ المُختلفِ فيها .


الجامية وتناقضهم في مسئلة الخروج على الولاة وبيان كذبهم فيها

مثلاً :

الجاميّة ُ يرونَ أن من جاهرَ بالإنكار ِ على الولاةِ ، أو طالبَ بتغييرهم ، فهو خارجيٌ !! .

وهذا من جهلهم العظيم بالفقهِ في دين ِ اللهِ ، ولو أنّهم رجعوا إلى أصغر ِ كتبِ العلم ِ ، لوجدوا أنَّ النكيرَ على السلطان ِ باللسان ِ واليدِ ، سنّة ٌ معروفة ٌ عندَ سلفِ الأمّةِ ، حتّى إنَّ الخروجَ عليهم بالسيفِ فيما لو جاروا وظلموا ، كانَ مذهباً معروفاً ، قالَ بهِ جمعٌ كبيرٌ من الصحابةِ ، بل جعلهُ ابنُ حزم ٍ مذهبَ أكثر ِ الصحابةِ ، وهو قولُ أكثر ِ التابعينَ الذين كانوا مه ابن ِ الأشعثِ ، وفيهِ رواياتٌ عن أحمدَ ، وهو قولٌ مشهورٌ في مذهبِ أبي حنيفة َ ، ومالكٍ ، بل جعلهُ ابنُ حجر ٍ مذهباً من مذاهبِ السلفِ .

وأنا وإن كنتُ أحرّمُ الخروجَ على إمام ِ الجور ِ ، وذلكَ لما فيهِ من الفتن ِ العظيمةِ ، إلا أنّي لا يحلُّ لي أن أصنّفَ من فعلَ ذلكَ بأنّهُ من الخوارج ِ ، وذلكَ لأنَّ الخوارجَ لهم نعوتٌ معروفة ٌ ، ولهم آراءُ كثيرة ٌ ، وأصولٌ قامَ عليها مذهبهم ، وهم وإن وافقوا بعضَ السلفِ في مسألةِ الخروج ِ على الوالي الظالم ِ ، إلا أنّهُ خالفوهم في أصول ٍ أخرى هامّةٍ .

وليتَ شعري لمَ وصفَ هؤلاءِ الجاميّة ُ ، من يُنكرُ على الولاةِ بأنّهم من الخوارج ِ ، ولم يصفوهم بأنّهم من المعتزلةِ ، أو من الشيعةِ ، أو من الزيديّةِ ، مع أنّ هذه الطوائفَ تُبيحُ الإنكارَ على الولاةِ علناً ، وترى تغييرَ منكره ِ باليدِ !! .

الجوابُ : أنَّ وصفَ الخوارج ِ أسهلُ مأخذاً ، وأشنعُ في اللفظِ ، وأقسى في العقوبةِ ، وذلكَ لأنَّ الخارجيَّ يُقاتلُ ، وأمّا المعتزليُّ والشيعيُّ فلا .

هل رأيتَ كيفَ يتبعونَ الهوى ، ويرتدونَ حلية َ الجهلَ ، وعدم ِ الإنصافِ ! .

واتّهامهم لمخالفيهم بالخروج ِ على ولاةِ الأمر ِ ، يبيّنُ لكَ أنَّ القومَ مُستأجرينَ ، ولهذا بالغوا في هذه القضيّةِ ، على حِسابِ قضايا أخرى أهمُّ منها وأجدرُ في البحثِ ، كما أنّهم كذبوا في قضيّةِ الخروج ِ على الحكّام ِ كذباً مفضوحاً ، وهاهي ذي كتبُ السلفِ ، وهاهي ذي آثارهم ، كلّهم يذكرُ الأمرَ والنهيَ على الولاةِ والأمراءِ ، سواءً باليدِ أو باللسان ِ ، ولم يقلْ أحدٌ منهم أنَّ هذا من الخروج ِ ، أو أنّهُ تهييجٌ على ولاةِ الأمر ِ ، بل كانوا يمدحونَ فاعلهُ ، ويُثنونَ عليهِ ، ويخلعونَ عليهِ أزكى العباراتِ ، وأجملَ النّعوتِ .


موقف الجامية من قضايا الأمة ومن الجمعيات الخيرية الإسلامية وهو موقف يتقاطع مع موقف أعداء الإسلام ويتحد معهم

ومن أصولهم المنحرفةِ أنّهم يقفونَ موقفَ الحيادِ من قضايا الأمّةِ ، إمّا زعماً بأنَّ الأمة َ لا تقوى على المواجهةِ ، أو تصنيفاً لتلكَ القضايا ضمنَ دوائرَ ضيّقةٍ ، ويعتذرونَ حينها على العمل ِ معهم باختلاق ِ شتّى المبرّراتِ ، ولهذا تجدهم يُحاربونَ المؤسساتِ الخيريّةِ التي لا تقعُ تحتَ نطاقهم ، ويحرّضونَ على عدم ِ التبرّع ِ لها ، ولا لقضاياها ، وينفرّونَ النّاسَ منها .

في مدينةِ الرياض ِ ، في فترةِ الحربِ على طالبانَ ، كانَ أحدُ شيوخهم يقفُ في المساجدِ علناً ، ويحذّرُ من طالبانَ ، ويزعمُ فيها أنّهم منحرفونَ ، وقبوريّونَ وغيرُ ذلكَ من إفكهِ وكذبهِ .

وها أنتَ ترى كيفَ هو موقفهم من مكاتبِ الدعوةِ ، ومن الهيئاتِ الخيريّةِ ، ومن مؤسساتِ الدعوةِ في الخارج ِ ، فجميعها عندهم حزبيٌّ ، يحرمُ التعاملُ معهُ ، ويجبُ تركهُ ، والتحذيرُ منهُ ، ومن تلكَ الهئياتِ والجمعياتِ : المكاتبُ الدعويّة ُ التعاونيّة ُ ، ومراكزُ تحفيظِ القرآن ِ ، ومؤسسة ُ الوقفِ الإسلاميِّ ، ومؤسسة ُ الحرمين ِ الخيريّة ُ ، والندوة ُ العالميّة ُ للشبابِ الإسلاميِّ ، والمنتدى الإسلامي في بريطانيا ، وجمعيّة ُ إحياءِ التراثِ ، وغيرها .

هل المُحذّرُ هو رئيسُ اليهودِ ، أو رئيسُ النّصارى ! .

أو أنّهُ عدوُّ الإسلام ِ والمُسلمينَ ! . كلاّ واللهِ ، بل ِ المُحذّرُ هو رجلٌ يزعمُ أنّهُ سلفيٌّ !! ، ومن أتباع ِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ ، ومع ذلكَ يقفُ مع اليهودِ والنّصارى ، في خندق ٍ واحدٍ ، ضدَّ إخوانهِ المُسلمينَ .

ولا أخفيكَ سرّاً أنّني حينَ أرى شيئاً مكتوباً لأحدِ الجاميّةِ ، في هذه القضايا ، فإنّي أشكُّ في ديانتهِ ، وذلكَ لأنّهُ يتكلّمُ بكلام ٍ يُشابهُ إلى درجةِ التطابق ِ كلامَ أعداءِ الدين ِ ، من الذين يُحاربونَ الدعوة َ والمراكزَ الخيريّة َ ، ويؤلّبونَ على حلقاتِ تحفيظِ القرءان ِ ، ويحرّمونَ المُشاركة َ في المناشطِ الدعويةِ جميعاً .

أليسَ هذا – باللهِ عليكَ – يُشابهُ طريقة َ اليهودِ والنّصارى ، في حربها على الدين ِ ، ومُحاولةِ نيلِها من مراكز ِ الدعوةِ ، والهيئاتِ والجمعيّاتِ الخيريّةِ ؟ ، وما الفرقُ بينَ الجاميّةِ وبين جورج بوش وأزلامهِ ، الذين يُحاربونَ المؤسساتِ الخيريّةِ ، وحلقاتِ تحفيظِ القرءان ِ ، ويقفونَ ضذّها ! .

ولو أنّكَ استقطعتَ شيئاً من وقتكَ ، وحاولتَ أن تجدَ جُهداً للجاميّةِ في الدعوةِ إلى اللهِ ، أو في نشر ِ الخير ِ ، أو الأمر ِ بالمعروفِ والنهي عن المُنكر ِ ، فلن تجدَ شيئاً أبداً ، بل ستجدُ غيرهم هم من ملكَ الساحة َ ، وسعى فيها بالعلم ِ والخير ِ ، وأمّا الجاميّة ُ فقد جلسوا في ركن ٍ قصيٍّ ، ينتقدونَ هذا وذاكَ ، ولا يتركونَ عملاً إلا شنّعوا على فاعلهِ ، ولا خيراً إلا وثبّطوهُ عنهُ .

وموارقُ الجاميّةِ من أقلِّ النَّاس ِ حظّاً من الدين ِ والعبادةِ ، ولهذا يكثرُ فيهم الانتكاسُ والارتكاسُ ، ولا يثبتونَ على الدّين ِ إلا قليلاً ، وأكثرهم مفرّطونَ في العبادةِ ، ولا يأتونَ الصّلاة َ إلا دِباراً ، ويترخّصونَ بجمع ِ الصلواتِ في بيوتهم ، وبيحونَ لنفسهم أنواعَ الرّخص ِ ! .


الجامية وترخصهم في غيبة العلماء واستحلالهم لها

وأمّا في الغيبةِ ، فهو يستجيزونَ غيبة َ العلماءِ والدعاةِ ، بُحجّةِ التحذير ِ منهم ، ويجلسونَ مجالسَ السّمر ِ والمُفاكهةِ ، يتحدّثونَ فيها عن العلماءِ ، ويقعونَ في أعراضهم ، ويشتمونهم بأقذع ِ الشتائم ِ ، ويصفونهم بصفاتِ السّوءِ ، ويتلذّذونَ بذلكَ ، وليتَ شعري هل هذا من الإصلاح ِ أو من طريقةِ السلفِ ! .

ولقد قالَ أحدُ الجاميّةِ المشهورينَ : لأن أتركَ ولدي يُماشي اللوطيّة َ أهونُ عندي من أن يُماشيَ السروريّة َ ! .

وآخرُ منهم انتكسَ وانحرفَ ، فزارهُ بعضهم مُناصحاً ، فقالَ : حالي الآنَ وأنا منتكسٌ ، خيرٌ من حال ِ سفر ٍ وسلمانَ ! .

ولعلّكَ رأيتَ بعضهم في الساحاتِ ، حينَ قالَ : إنَّ راشد الماجدَ ، ومحمّد عبده ، أهونُ خطراً وضرراً من سفر ٍ الحواليِّ ! .

باللهِ عليكَ أي عقول ٍ في تلكَ الرؤوس ِ الخاويةِ ! ، وأي سلفٍ أولئكِ السلفُ الذين ينتمونَ إليهم ! ، وهل كانَ السلفُ يُعاملونَ أهلَ العلم ِ والهدايةِ ، كما يُعاملهم هؤلاءِ الموارقُ ، ممّن صاروا أذناباً للسلطان ِ ، وأعواناً لهم ، وجواسيسَ على أهل ِ الخير ِ ، ينقلونَ أخبارهم إلى رجال ِ الدولةِ ، ويدعونَ إلى اعتقالهم ، ويحرّضونهم عليهم .
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php
  #30  
قديم 30-06-2006, 05:53 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

تناقض الجامية في مسألة طاعة ولاة الأمور

من القضايا التي اتكأ عليها الجاميّونَ كثيراً ، قضيّة ُ طاعةِ ولاةِ الأمر ِ ، حتّى أفردوا وليَّ الأمر ِ بطاعةٍ لم يُسبقوا إليها ، فحرّموا الإنكارَ عليهِ ، ودعوا إلى التزام ِ أمرهِ حتى لو في معصيّةِ اللهِ ، كما ظهرَ ذلكَ جليّاً في فتوى التأمين ِ الأخيرةِ ، ومع ذلكَ فهم أبعدُ النّاس ِ عن طاعةِ ولاةِ الأمر ِ ، فكثيرٌ منهم من بلادِ اليمن ِ والجزائر ِ وغيرها ، ولا يحملونَ إقاماتٍ أو أوراقاً ثبوتيّة ً ، ومع ذلكَ يُقيمونَ في البلادِ ، ويجلسونَ فيها ، وهذا أعظمُ مُعاندةٍ لوليِّ الأمر ِ ، وخروج ٍ على أمرهِ .

ومنهم طائفة ٌ تعملُ في الوظائفِ الحكوميّةِ ، وفي نفس ِ الوقتِ تمتلكُ محالاً تجاريّة ً ، وهذا ممّا يحرّمهُ النظامُ ، بل ويُعاقبُ عليهِ ، وأمّا هم فيفعلونهُ ولا حرجَ عليهم فيهِ .

أيضاً يبيعونَ كبتاً غيرَ مرخّصةٍ ، وأشرطةً غيرَ مفسوحةٍ ، ويُمارسونَ تحايلاً على الرخصِ الإعلاميّةِ ، وكذلكَ فسوحاتِ الموادِّ الصوتيّةِ ! .

فهل فوقَ هذا الهوى من هوىً يُتبعُ ! .


الجامية وتقربهم إلى الله بأذية العلماء والوقيعة بهم

تقرّبهم إلى اللهِ بإيقاع ِ الأذيةِ في العالم ِ والداعيةِ ، والسعيِّ إلى إيقافهِ وسجنهِ ومنعهِ ، وهم يسلكونَ في ذلكَ شتّى الطرق ِ والسبل ِ ، ويكذبُ كثيرٌ منهم حتى يبلغَ غايتهُ وهدفهُ ، وفي الجامعةِ الإسلاميّةِ كانَ منهم عددٌ كبيرٌ يقومونَ بكتابةِ التقارير ِ ، ممّا أدّى إلى فصل ِ العديدِ من الطلاّبِ ، وإبعادهم من البلادِ .

وأن أناشدكَ اللهَ : أليستْ هذه الطريقة ُ النشازُ ، هي عينُ الطريقةِ التي كانَ مخالفوا الإمام ِ أحمدَ ، وابن ِ تيميّة َ ، ينتهجونها معهم ، ويحرّضونَ الخليفة َ والقضاة َ عليهم ، ويدعونَ إلى اعتقالهم ؟! .

فلماذا نلومُ أولئكِ الغابرينَ مع أنَّ منهم العلماءَ والصالحينَ ، لأنّهم وقفوا مع الدولةِ ضدَّ ابن ِ تيميّة َ وأحمدَ ، ولا يرضى موارقُ الجاميّةِ أن نلومهم ، أو ننتقدهم ، وهم يفعلونَ نفسَ الفعل ِ ، إلا أنّهم أحقرُ وأحطُّ قدراً عندَ اللهِ وعندَ الخلق ِ ، من أولئكِ السابقينَ ، فأولئكَ – وإن خالفوا الحقَّ – كانوا علماءً ، وأمّا موارقُ الجاميّةِ فهم جهلة ٌ ، مُستأجرونَ ، لا يفقهونَ شيئاً إلا المُسارعة ُ في هوى السلاطين ِ ، والتلصّص ِ على موائدهم .


الجامية وتقديس الألفاظ والأشخاص

وهم أيضأ يُعظّمونَ الألفاظَ والأشخاص كثيراً ، دونَ تحقيق ِ ما تحتها من مُسمّىً ، ولا يُعرّجونَ على الحقائق ِ أصلاً ، وإنّما المُهمُّ اللفظ ُ .

ومع أنّهم ضدَّ التقليدِ ، وينبذونهُ وينابذونَ أهلهُ ، إلا أنّهم بينَ يدي شيوخهم كالموتى ، لا يحرّكونَ ساكناً ، ولا يُبدونَ اعتراضاً ، ويأتمرونَ بأمرهم ، وينتهونَ عن نهيهم ! .

وأيضاً تجدهم يُسمّونَ أنفسهم وأتباعهم بالسلفيّةِ ، ويُطالبونَ الجميعَ أن يكونوا سلفيينَ ، وعندَ تحرير ِ لفظةِ السلفيّةِ ، أو مُسمّى السلفِ ، لا تجدُ عندهم كبيرَ فهم ٍ لها ، أو جيّدَ تأصيل ٍ فيها ، وإنّما أقصى ما يفعلوهُ أنّهم يجترّونَ كلاماً قيدماً لبعض ِ العلماءِ ، ثُمَّ يأخذونَ في لوكهِ ومضغهِ ، ولا يفهمونَ منهُ نقيراً أو قطميراً ، وإنّما ترديدٌ أجوفُ فحسبُ .

وكذلك تهويلهم لمُصطلحِ البدعةِ والخروجِ والتهييجِ ، مع أنّهم - واللهِ الذي لا إلهَ إلا هو - لا يفهمونَ من معانيها إلا نزراً يسيراً جدّاً ، ولا يعرفونَ لها تحريراً .


الجامية وصغار مشائخهم

اغتفارهم لجميع ِ طلباتِ التأهيلِ العلميِّ لدى شيوخهم الخاصينَ ، ممّا يشترطونَ توافرهم في غيرهم ، فهم يشترطونَ في غيرهم إذا أرادو الأخذَ عنهُ أن يكونَ كبيرَ السنِّ ، وأن يُعرفَ بملازمةِ كِبارِ العلماءِ ، وأن يكونَ ممّن زكّاهُ الكِبارُ ، إلا أنّهم يُغمضونَ أعينهم عن جميعِ هذه الشروطِ في شيوخهم الصِغارِ ، ولا يشترطونَ منهم شيئاً ، بل وينشرونهم وينشرونَ سيَرهم جِهاراً .

ألا تذكرُ كيفَ كانوا يصفونَ الشيخَ سلمانَ وسفراً قديماً ، بأنّهم حُدثاءُ الأسنانِ ، وصِغارُ السنِّ ، ويجبُ الأخذُ عن الأكابرِ ! .

انظرْ إليهم كيفَ يُخالفونَ الآنَ ، ويُبيحونَ لصغارهم بالتصدّرِ ، كما هو حالُ عبدالعزيزِ الريّسِ وغيرهم .

يبدو أنّي أطلتُ عليكَ جدّاً ، وقد كتبتُ هذا الرّدَّ وأنا في زحمةٍ من الوقتِ ، ويحتاجُ إلى تحرير ِ ومراجعةٍ ، وآملُ أن يفيَ بالمقصودِ - إن شاءَ اللهُ - .

تموتُ النّفوسُ بأوصابها ولم تدرِ عوّادها ما بها

وما أنصفتْ مُهجة ٌ تشتكي أذاها إلى غير ِ أحبابها
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م