سكرات الموت ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى (( وََما يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِن عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ )) فاطر آية "11"
إن هذه الحياة ...
أنفاس معدودة ، في أماكن محدودة ، بآجال معلومة ، وأرزاق مقسومة ..
أختي .... أخي :
هل سبق أن سألت نفسك هذا السؤال ...
هل أنا ممن يحبون القدوم على ربهم ، أم سأكون كالعبد الآبق يطلب الرجعة ؟
* قال شفيق بن إبراهيم : أستعد إذا جاءك الموت أن لا تسأل الرجعة...
* وقال أبو سليمان الداراني :
قلت لأم هارون العابدة أتحبين أن تموتي ؟
قالت : لا
قلت : ولم ؟
قالت : والله لو عصيت مخلوقاً لكرهت لقاءه . فكيف بالخالق جل جلاله ؟!
*ولما احتظر سليمان التيمي
قيل له : أبشر ، فقد كنت مجتهداً في طاعة الله .
فقال : لا تقولوا هكذا ، فأني لا أدري مايبدو لي من الله عز وجل ،
فإنه سبحانه يقول : (( وَبَدَا لَهُم مِّنَ الله ِمَالَم يَكُونُوا يَحتَسِبُونَ ))
الزمر "آية 47"
*وبكى محمد بن المنكدر عند الوفاة فقيل له :
ما يبكيك ؟
فقال : والله ماأبكي لذنب أعلم أني أتيته ،
ولكن أخاف أني أتيت شيئاً حسبته هيناً ، وهو عند الله عظيم
*ولما حضرت الفاروق الوفاة قال لولده عبدالله :
ضع خدي على الأرض . فلم يعبأ به ، فأعادها عليه ،
ثم قال له في الثالثة : ضع خدي على الأرض لا أم لك ،
لعل الله أن ينظر إليَّ على هذه الحال فيرحمني .
وقيل إنه رضي الله عنه بكى حتى لصق الطين بعينيه
وقال :ياويل عمرَ وويل أمه- إن لم يتجاوز الله عنه
وقال عثمان رضي الله عنه وهو في النزع الأخير :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم إني أستعينك على أموري ، وأسالك الصبر على بلائي
ويحكى أن الحسن البصري مر يوماً بشاب يضحك
فقال له :ياأبن أخي هل جزت الصراط ؟
فقال الشاب : لا
فقال فهل علمت إلى الجنة أم إلى النار تصير؟
فقال: لا
قال: ففيم الضحك- عافاك الله- والأمر هول ؟!
ومالنا نذهب بعيداً. وهذه عائشة رضي الله عنها تحدثنا :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة أو علبة فيهاماء.
فجعل يدخل يديه في الماء ويمسح بهما وجهه ويقول
"لاإله إلا الله ،إن للموت سكرات" ثم نصب يديه فجعل يقول:
"في الرفيق الأعلى" حتى قبض ، ومالت يده.
بأبي أنت وأمي يارسول الله ، حتى انت ياخيرة الخلق تشكو سكرات الموت؟!
فإذا كان هذا الأمر قد أصاب الأنبياء والمرسلين والأولياء والمتقين ،
فمبالنا عن ذكره مشغولين ؟ وعن الأستعداد له متخلفين ؟
قال تعالى { قُل هُوَ نَبَؤُا عَظِيم (67) أَنتُم عَنهُ مُعرِضُونَ}
سورة ص
__________________
آخر تعديل بواسطة ود ، 29-09-2002 الساعة 12:46 PM.
|