الأخ ابن عباد
حتى نكون منصفين ومراجعنا ثابتة, فالحق أن الذهبي قال هذا في أيام شبابه أما في ءاخر العمر فكتابه مشهور مطبوع ومخطوط وقد قال فيه التالي:
يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال, ولا سيما إذا كان قليل العلم باطوليا شهوانيا لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه, فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل؟ أو عامي كذاب بليد الذهن, أو غريب واجم قوي المكر؟ أو ناشف صالح عديم الفهم؟ فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل.
يا مسلم أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك, إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟ إلى كم تصدقها وتزدري بالأبرار؟ إلى كم تعظمها وتصغر العباد؟ إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد؟ إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح بها كلام الصحيحين؟ يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار أو بالتأويل والإنكار.
أما ءان لك أن ترعوي؟ أما حان لك أن تتوب وتنيب؟ أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل بلى والله ما أذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت, فما أظنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات وتقطع لي أذناب الكلام ولا تزال تنتصر حتى أقول لك: البتة سكتت.
فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد, فكيف يكون حالك عند أعدائك؟ وأعداؤك والله فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر.
قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرا: رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي. فإني كثير العيوب غزير الذنوب, الويل لي إن أنا لا أتوب, ووافضيحتي من علام الغيوب, ودوائي عفو الله مساحته وتوفيقه وهدايته, والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى ءاله وصحبه أجمعين. انتهى كلام الذهبي
أليس هذا من جعلته حجة في مدح ابن تيمية؟ قد ظهرت حقيقة ابن تيمية عند الحافظ شمس الدين الذهبي
قال الحافظ السخاوي في الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص 77: وقد رأيت للذهبي عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه.
فالحق ظاهر فإن الذهبي يحكم على ابن تيمية بالضلال
|