مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-05-2005, 08:54 AM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي الموقف الدولي

بسم الله الرحمن الرحيم

دردشات

الموقف الدولي



إن الولايات المتحدة الأمريكية تسير قدماً في إحكام قبضتها على زمام القضايا الدولية ، وفي الإشراف عليها ، وفي إدارة الأزمات المختلفة ، وسعيها الحثيث في ترسيخ علاقات وأعراف دولية جديدة تحافظ من خلالها على تفرّدها التام في الموقف الدولي ، وتحول دون وجود أية دولة أو قوة تنافسها أو تزاحمها أو تسعى لزحزحتها عن تسنمها لذروة الموقف الدولي ، وهي قد استطاعت أن تسير بقضية كوسوفا في " أوروبا المركزية " لتحقيق غايتها في إكمال إخضاعها لدول أوروبا وفي تحديد وجهة شمال الأطلسي خاصة وأنها قد أعطت نصراً سياسياً لروسيا بعد الاتفاق الذي وقعه وزير الدفاع الأمريكي مع نظيره الروسي يوم الأحد 19/6/99 والمتعلق بموضوع مشاركة روسيا لقوات حلف الأطلسي ( كي ، فور ) ، وقد أرادت أمريكا أن تحافظ على نوع من التوازن في منطقة أوروبا المركزية ، وأن تضع حداً لأية تطلعات بالنسبة لبريطانيا وفرنسا خصوصا ً ، وبذلك تضمن استمرار سيطرتها على مقدرات أوروبا ودولها ، وإحكام قبضتها على شؤونها ، وهذا ما بات الأوروبيون يدركونه دون أن يملكوا معه فكاكاً .


فقد عمدت إلى استخدام روسيا كطرف في قضية كوسوفا ، وأبرزتها كشريك ( صورياً ) أمام دول أوروبا ، وحصرت البحث النهائي في قضية كوسوفا بين كلينتون ويلتسين ، إمعاناً في استخدامها وإضفاء ذلك المظهر عليها ، والذي سيكون مقدمة لاستخدامها كشريك وطرف تابع في بعض القضايا التي تريدها أمريكا ، حين يلزمها ذلك ، مع حرصها على دعمها على مستوى العلاقات الدولية ، لتضفي مزيداً من الجدية على علاقتها بها ، وقد بدا هذا واضحاً في تصريح ساندي برغر مستشار الأمن القومي الأمريكي على هامش لقاء كلنتون ويلتسين في كولونيا ( قمة الدول الصناعية ) يوم 20/6/99 حيث قال (( أنهما اتفقا على أنَّ بلدينا مراَّ بفترة عصيبة خلال حرب كوسوفو ، ولكن حان الوقت الآن لوضع هذه المرحلة خلف ظهورنا )) وأضاف : (( أن الاجتماع كان بنّاءً وإيجابياً ومثمراً جداً وأن يلتسين شارك كلينتون نفس الرأي )) .

وستظل تعامـل دول أوروبا كجزء من العالم ، وتدفع باتجاه إغرائهم للاستثمار الاقتصادي وإعادة إعمار " أوروبا الــمركزية " ـ سائر دول البلقان ودول أوروبا الشرقية ـ وهي تدعم هذه الدول للانضمام لحلف شمال الأطلسي ، وكذلك للاتحاد الأوروبي ، مما يزيد من انشغال دول أوروبا بنفسها وبقارّتها ، خاصة مع وجود المغريات الاقتصادية والمتعلقة بإعادة الإعمار والاستثمار الاقتصادي وتحديث الصناعات والبُنى التحتية في أوروبا المركزية ، وقد أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت هذه النظرة في كلمتها التي ألقتها في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية في نيويورك يوم 28/6/99 ، حيث قالت : (( إننا نعتزم العمل وبسرعة وبفاعلية مع الزعماء في جنوب شرق أوروبا فيما يسعون إلى اجتذاب رأس المال ، ورفع مستوى المعيشة ، وتخفيف التوترات الاثنية والدينية ، وتشجيع حكم القانون ، وبهذه الطريقة نأمل مع مرور الوقت في أن نمكِّن الدول في جميع أنحاء المنطقة من المشاركة في نحو كامل في المؤسسات الاقتصادية و السياسية الكبرى لأسرة الدول التي تقع على ساحل المحيط الأطلسي ، وهذا من شأنه أن يخدم بشكل كبير مصلحة أمريكا المتمثلة في توسيع منطقة داخل أوروبا لا تقع فيها الحروب ، كما أن ذلك من شأنه أن يكون خطوة عملاقة نحو إقامة قارة مـوحدة وحرة )) وأضافت (( وإذا ما كنا مصممين على بناء سلام كنا ثابتين في النزاع الأخير ، فقد يأتي الوقت الذي يُنظَر فيه إلى أزمة كوسوفو على أنها نقطة تحوّل في تاريخ أوروبا )) .

إنَّ انتهاء الولايات المتحدة الأمريكية من قضية كوسوفا بما تحقق عنها من نتائج ، تكون قد فتحت صفحة جديدة في تاريخ أخطر قضية على الأمن والسلام الدوليين ألا وهي قضية أوروبا ـ التي أوقعت دولها العالم في حربين كونيتين لم يشهد التاريخ البشري مـثيلاً لهما ، علاوة على التاريخ الحافل بالحروب والغزو والصراعات الدينية والاستعمار ـ أسقطت بذلك حقيقة الأسرة الدولية الأوروبية ، لترسخ علاقات دولية جديدة على مستوى العالم وقضاياه يكون فيه للشعارات التي ترفعها أمريكا واقعاً تسير فيه ، وتحمل باقي الدول عليه كحق تقرير المصير ، وعودة اللاجئين ، ودعم الأقليات ، ونبذ الإرهاب ، ومحاربة الدكتاتورية وتعزيز ما يسمى بالديمقراطية ، وهي إذ تسعى في سبيل تحقيق ذلك فإنها حريصة كل الحرص أن تكون علاقاتها مع دول أوروبا قائمة تحت شعار علاقات التعاون والمشاركة بشكل تمنع معه ما يؤدي إلى التوتر ، أو ما يساعد إلى إثارة روح العداء معها ، ويظهر ذلك فيما تقدمه من إغراءات اقتصادية وتشجيع الاستثمار في مناطق متنوعة ، وفيما تمارسه من أساليب تُرضي به غرور بعض الدول ، فهي قد سكتت عن قيادة بريطانيا لقوة ( كـي فور ) وفي نفس الوقت أعطت الحكم الإداري لكوسوفا للوزير الفرنسي " برنار كوشنر " وحافظت على تعاون دولي بترتيب وضع القوات الروسية في الإقليم ويبدوا أن هذا ما عنته صحيفة لوموند الفرنسية عندما قالت (( الحرب كانت أمريكية ولكن السلام سيكون شأنا أوروبياً في كثير من جوانبه )) .

إن دول الاتحاد الأوروبي ستنطلق على الصعيد الدولي في تأييد المواقف الأمريكية ودعم نظرتها وتوجهاتها وقد بدا هذا واضحاً حيال قضية الشرق الأوسط والتوتر بين الصين وتايوان ، إذ جاء تصريح الاتحاد الأوروبي مطابقاً لتصريح كلينتون الذي قال فيه (( أنه يدعم صين واحدة عاصمتها بكين )) وأما بالنسبة لعلاقة روسيا بالولايات المتحدة فإن أمريكا ستسعى لتعزيز دور روسيا في بعض القضايا الدولية كقضية الشرق الأوسط ، والتي بدأت بزيارات متبادلة بين روسيا وسوريا وكذلك علاقاتها مع إيران ، وأما على الصعيد الأوروبي فإن الوجود الروسي غدا وجوداً مرحَّبا به وعلى قدم المساواة مع فرنسا وبريطانيا وغيرهما .

لقد بدأت تتضح العلاقات الدولية الجديدة في السياسة الدولية وحالة الموقف الدولي بشكل أكثر مما سبق ، فالولايات المتحدة تتجه لتوزيع القضايا ولإعطاء أدوار إقليمية لمجموعة من الدول التابعة لها كتركيا وإيران ومصر أو التي ترفع شعار المشاركة أو التفاهم معها كروسيا والصين إذ من الملاحَظ أنه سيكون للصين دور إيجابي في منطقة المحيط الهادي وجنوب شرق آسيا بالقدر الذي يخدم تطلعات أمريكا في حرصها على جرّ الصين للنظام الجديد ولعلاقات السوق وللديمقراطية بحيث تستطيع أن تلج أسواق الصين الضخمة بعد ذلك بنجاح ودون توترات بل برغبة صينية حثيثة ، فما كان للصين الوطنية أن تطلق تصريحاتها لولا أن الولايات المتحدة هي التي أرادت ذلك ثم جاء تصريح كلينتون (( بأنه مع صين واحدة وشعب واحد )) وقد ركز رئيس الصين الوطنية رغبات واشنطن وطمأن بكين (( أنه مع صين واحدة وشعب واحد ، ولكن لا بد لبكين أن تقطع شوطاً في عملية الديمقراطية والمشاركة الحرة )) ومن الجدير ذكره أن حكومة بكين تخشى على نفسها من الانفتاح السريع ولها فيما جرى لروسيا السوفيتية عبرة .

وما أن شارفت قضية كوسوفا على الانتهاء حتى بادرت الولايات المتحدة بإعطاء المجال الواسع والفعال للأمين العام في ممارسة دوره تجاه القضايا الأخرى ، وقد صرَّح في حينه (( يجب على الأمم المتحدة أن تمارس دورها تجاه القضايا المختلفة دون الخضوع لضغوطات دولية )) وقد باشر فعلاً في النظر في قضية العراق وليبيا والسودان وغيرها واستأنف إرسال مبعوثيه إلى مناطق التوتر في أفغانستان والصحراء المغربية ، وبالطبع فأن هذا التوجه يلاقي القبول والتأييد لدى دول الاتحاد الأوروبي ولدى كل من روسيا والصين ، وهو بالتالي يعزز عرفاً جديداً على الصعيد الدولي ويمهد الطريق للانتقال بنجاح للخطوات القادمة والتي سيكون من أهمها موضوع مجلس الأمن وعضويته ، وحق النقض ، والدول دائمة العضوية .

وأما القضايا الاقتصادية الأخرى والمرتبطة بعلاقات الولايات المتحدة مع دول أوروبا خصوصاً ، فإنها تُعتبَر أقلّ مرتبة من القضايا السياسية والمتعلقة بالأمن والسلام الدوليين ، إذ ستعتمد أمريكا فيها أسلوب المنافسة إلى حد فرض سياسة الأمر الواقع وليس أسلوب التحطيم ، وأهم ما في الأمر أن أمريكا وقد أغرت دول الاتحاد الأوروبي بإعادة الإعمار والاستثمار في منطقة أوروبا المركزية وحوض البحر الأسود ، فإنها ستكون بذلك قد قللّت اعتماد دول أوروبا على منطقة الشرق الأوسط في جرّ الغنائم ودفع المغارم قاصدة إضعاف الأدوات التي كانت تمكن أوروبا من التأثير الفاعل في مجريات السياسة الدولية والموقف الدولي وهو ما باشرته أمريكا منذ حرب الخليج الثانية واستأنفته في كوسوفا ، خاصة بعد الزيادة التي طرأت على أسعار النفط والتي ليس من المتوقع هبوطها في المدى المنظور علاوة على أن الولايات المتحدة تكثف نشاطها في حوض بحر قزوين والذي سيمتد امتداداً طبيعياً في منطقة ( أوروبا المركزية ) وما تقوم به من ترتيبات اقتصادية وسياسية في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي بعد الأزمات المالية التي سببتها في تلك الأسواق لتهيئ الأوضاع الاقتصادية للاستثمارات الأمريكية ، وإعادة ترتيب علاقات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ليضمن لها تركيز النشاط الاقتصادي والاستثمار المالي في تلك المنطقة التي تُعد من أكبر أسواق العالم ، ولتصوغ حركة الملاحة والبضائع على وجه جديد وتهيئ له ترتيبات سياسية في بنية تلك الدول بما تملكه من نفوذ في الأوساط السياسية والاقتصادية وبما أعدته من عملاء ومأجورين في كل من إندونيسيا ، وماليزيا ، وتايوان ، وكوريا ، مما يهيئ لها مجالاً حيوياً أوسع من حيث النشاط الاقتصادي والسياسي والعسكري ، فهذه الدول هي الأقرب لموقعها وموانئها ، وستستخدم هذا النشاط لإضعاف غيرها من الدول على المدى الطويل وكلما اقتضت حاجتها لذلك .



14 جمادى الأولى 1420 هـ

26 آب 1999 م
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م