مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-08-2002, 01:03 PM
النسر النسر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 151
Red face د.محمد الرميحي ومعاناة الامة ..

مراحب ..


هذا مقال للدكتور محمد الرميحي .. واعتقد انه يتداخل مع المقال المنقول (السمكة الحرة ) ....




في المائتي سنة الاخيرة على الاقل ـ بعد بضعة قرون من انتهاء الحملات الصليبية ـ كان تدخل القوى الغربية في الشئون العربية ظاهرة مستمرة وواضحة، فلم يكن يمر عقد من الزمن الا وتكون لواحدة من القوى الدولية او اكثر، موطئ قدم في الفضاء العربي نتيجة لعوامل عديدة منها عاملان رئيسيان:
الاول : فرقة رأي الامة وتشتتها وضعفها الذي يغري الاجنبي بها او طمع جزء منها بجزء آخر ينجم عنه الاستعانة بالخارج.
والعامل الثاني : الجهل العميق من قبلنا ـ او من قبل بعضنا ـ بشئون الحياة السياسية الدولية.
لقد وقع اول تدخل غربي في شئون الدولة العثمانية في الثلث الاول من القرن التاسع عشر بعد ان شكلت جيوش محمد علي تهديدا لسلطتها في الاجزاء الجنوبية من المنطقة، وبعد ان نشطت التدخلات الخارجية لدى بعض الاطراف المحلية، فراحت الدولة العثمانية فوقعت اتفاقا مع الدول الغربية يعطي الاخيرة بعض الامتيازات الجمركية وحق رعاية شئون عدد من الاقليات.
ومن حينها تكرر منفذا التدخل الاجنبي : الفرقة والجهل، بأشكال مختلفة وبمضمون واحد، وتكبد العرب خسارة كبيرة ومتتالية نالت من استقلالهم ومن ثرواتهم، فدفعوا ـ وما زالوا يدفعون ـ اثمانا باهظة لم يدفعها اي شعب آخر في العصر الحديث فالآخرون تعلموا من اخطائهم المؤلمة واصبح فعل التدخل الخارجي النشط بشؤونهم أمرا من الماضي القديم لا صدى له في الحاضر. اما نحن فما لنا نبحث عن مشجب نعلق عليه اخطاءنا.
في الاسابيع القليلة الماضية، حملت الينا الانباء ان الغرب سوف يستحصل من بلد عربي، هو ليبيا، مبلغا يوازي البليوني دولار كتعويض لضحايا لوكربي (وتردد ان هناك مبالغة في الرقم الا ان نفي النبأ لم يكن قاطعا) وأغلب الامر ان هذا مبلغ سوف يدفع الى غلاق ذلك الملف الذي كان حجة لحصار ليبيا لأكثر من عقد من الزمن. ومهما يكن من امر فان الشعب الليبي محول الذي سيتكبد في النهاية دفع هذا المبلغ صغر قليلا او زاد، رغم انه بأشد الحاجة لتوظيف مثل هذه الاموال في تنمية يتعطش اليها في قطاعات كثيرة.
وبالامس القريب خرجت علينا الانباء تقول ان اسر ضحايا الحادي عشر من سبتمبر سوف يقاضون جمعيات وهيئات ومسئولين رسميين ومؤسسات حكومية في السعودية والسودان (ولا نعرف من قد يضاف اليها في المستقبل) للمطالبة بتعويضات خرافية تزيد عن مائة تريليون من الدولارات (!!)، وهي الاخرى مطلوب ان تسدد من حساب مجتمعات تحتاج لاستثمار كل فلس في مشاريع تنمية، كان النقص فيها احد ابرز اسباب التخلف الذي نعاني منه.
وبين الماضي والحاضر، وبين هذا وذاك، يستمر التدخل الغربي المفرط والمخيف والمتعدد الاوجه في الشئون العربية، مستغلا نفس الاسباب التاريخية السالفة الذكر وهي اولا: الخلافات العربية ـ العربية التي تسهل تدخل طرف ثالث ليؤججها ثم يستفيد منها ويولج مصالحه بينها. وثانيا: جهل بعضنا بما يدور من حوله في عالم الكتروني معقد.
هذا الجهل بما يحيط والامعان في التبسيط ظهر من جديد عندما قامت فئة صغيرة أخذها الحماس المفرط ـ ان احسنت النيات ـ والجهل العميق بالحقيقة وبواقع العلاقات الدولية، ونفذت عملياتها الهجومية على منشآت اميركية في الداخل الاميركي مما سبب ويسبب اليوم هذه الهجمة غير المسبوقة على العرب الذين اصبحوا تحت المجهر الكبير.. حيث يجري تحميلهم مسئولية جماعية عما ارتكبته تلك الفئة، ولم يعد لا تاريخهم ولا ثقافتهم بمعزل عن هذه الهجمة، التي تسببت فيها طائفة ركبت الحمق كله دون هدف او اجندة واضحة.
لقد ألقي الطفل مع الغسيل الوسخ في الزبالة كما يقول مثل فرنسي مشهور، واصبح تخليص الطفل البرئ من هذا الغسيل الوسخ عملية شاقة يجاهد لأجلها كثيرون دون جدوى.
كما نستطيع ان نرى العاملين المؤثرين، الفرقة والجهل شاخصان في القضية الفلسطينية وما تمر به اليوم من محنة، فرغم الاستهتار المزري على مدار الساعة بإنسانية الانسان الفلسطيني وصلنا الى درجة لم يعد للعذاب الذي يعاني منه هذا الشعب والمنقول عبر كل وسائل الاعلام من ردة فعل تذكر ان هذه المحنة تعود جزئيا كما كتب الكاتب الفلسطيني ادوارد سعيد مرة، الى فشل الفلسطينيين وخاصة قيادتهم، في صياغية اولويات مصلحتهم وتحديد اجندة لما يريدون وما لا يريدون.
وفي ضوء ذلك كله، ليس من قبيل اعادة اكتشاف العجلة القول ان سبب عدم توفر نظام عربي لدينا هو الاحتلال الهائل الذي تكون عبر كل هذه السنوات من الصراع، وهو الجهل بالآليات الدولية وقواها، وتخلف الاطراف العربية عن طرح مشكلات الواقع على بساط البحث ومن ثم التنقيب عن حلول واقعية لها، بل عاش بعض هذه الاطراف على الشعارات وسايره البعض الآخر احتياطا وتجنبا للشتائم والازدراء او التخوين، وادى ذلك كله الى غياب رؤية بلغ حد العمى، مما قاد من بين امور أخرى الى لوكربي، ومن ثم الى الحادي عشر من سبتمبر فرغم عدم توافق الحادثين، وبعد الواحد منهما عن الآخر توقيتا واسبابا، الا ان دوافعهما لم تكن بعيدة عن العقلية التي سادت ولا تزال في بعض الاوساط، وهي ايقاع الاذى بـ(عدو) في التوقيت الخطأ وبالوسيلة الخطأ، مع تجاهل ـ فوق ذلك كله ـ لأهم القواعد الموضوعية لمواجهة التحديات في العصر الحديث، اي استيعاب المعرفة الحديثة، مما تسبب في كل هذه الخسائر الفادحة التي لم تدفع الامة بعد كل فواتيرها والتي لا تشكل المطالبات بمئات البلايين من الدولارات الا مجرد جزء منها.



تحياتي ..

النسر
__________________
نزه سمعك عن سماع الكذب كما تنزه لسانك عن التفوه به ...
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م