مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-07-2003, 04:06 AM
أبو محمد 10 أبو محمد 10 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 512
إفتراضي مثقف عراقي : أمريكا عرضت علينا مع 100 مثقف عراقي 100 ألف دولار سنويا مقابل التطبيل

منْ دفع أجرة العازف؟


بقلم: حمزة الحسن

مائة ألف دولار اميركي لا تصنع منظرا أو مفكرا أو مناضلا أو إنسانا، ولن تقنع احدا بجدوى «الصداقة الاميركية».

ميدل ايست اونلاين
كشف احد الاعلاميين والسياسيين العراقيين المقيمين في لندن امام احدى محطات التلفزيون العربية مؤخرا، كشف سرا طلب من مقدم البرنامج، ضاحكا، أن لا يبوح به، قائلا:

ـ إن عددا من المثقفين والسياسيين العراقيين وعددهم يصل إلى مئة وقعوا على تعهد مع السلطات الاميركية قبل الحرب على أن تقوم اميركا بدفع مئة ألف دولار سنويا لهم مقابل الترويج لسياستها في العالم العربي وبالطبع دعم موقفها من الحرب.

وأضاف: كما خيروهم في الاستمارة التي عرضت عليه هو شخصيا سبع مرات أن يختاروا نوع الوظيفة التي يريدونها بعد سقوط النظام.

وأضاف بعد لحظة: رفضت لأني لا أريد أن أخسر تاريخي الشخصي وشرفي.

هل كنا بحاجة إلى هذا السر الذي باح به الاعلامي العراقي لكي نعرف أن حملات ودعاوى ومهاترات وجنون وحماسة البعض بحب أميركا والدعوة إلى صداقتها كانت مدفوعة الأجر، وهي في تفكير هؤلاء تكون (صرماية) العمر وتحويشة سنوات الفقر والعوز؟

طبعا معظم الذين قبضوا كانوا من الذين يقبضون لأول مرة ومن عتاة الثوريين والتقدميين والوطنيين والمثاليين والذين صمموا هذه المرة بعد كل سنوات الالتزام الشكلية، وسنوات الوطنية والنضال والتنظير والعداء الصارم للإمبريالية، صمموا هذه المرة أن لا تفوتهم المائدة أو الوليمة.

لا أحد يأسف قطعا على زوال حكم الوحش. لكن ليس باسمنا نسرق ونهان ونسحق ونجر إلى مهازل جديدة وعلى يد ذات الشريحة المشؤومة من الحزبيين القدامى الذين يبررون، في كل مرة، أفعالهم حسب أحدث الأزياء.

والطاغية لا يصلح لتبرر أخس الأفعال باسمه، وهو لا يصلح كذلك معيارا نقيس به الحياة والسياسة، فحين نقول أن المحتلين قتلوا أو سرقوا أو اغتصبوا يأتي الجواب من قبل أصحاب هذا المعيار السوقي: إن الطاغية قتل وسرق واغتصب أكثر.

كأن قدرنا هو سفر بين موتين.

والذين يحاولون عن طريق الحيلة و"البلف" والنصب والصراخ والتنظير السطحي و"الجعير" إيهامنا بأنهم أكثر وطنية من غيرهم هم من سلالة نصابة فكر وسياسة ومتسولي مناصب وأذلاء.

هذا الصنف من المرتزقة سواء في دعوتهم العريقة في العداء للإمبريالية قبل القبض أو في الدعوة الجديدة لصداقتها بعد القبض، يجدون في اللغة العربية فرصة واسعة لتبرير كل شيء بما في ذلك الارتزاق والخيانة والكذب.

تاريخان متناقضان في الظاهر هما:

قبل القبض والدعوة لتدمير الإمبريالية.

وبعد القبض والوقوع في عشقها.

لكني أرى انه تاريخ واحد.

إنه ليس تغيير الموقف كما كتب أحد هؤلاء وهو يلقي التهمة على غيره، بل تغيير الجلد.

لكن مائة ألف دولار لا تصنع منظرا أو مفكرا أو مناضلا أو إنسانا، بل تصنع، رغم العجالة، جاسوسا ترك له بقايا ماء الوجه حين قدمت له هذه الأموال تحت شعار الدعوة لصداقة وحرية أميركا المرفوضة من قبل كتابها ومفكريها، وهو عادة شعار المخابرات الأميركية في التعامل مع نوع من (الزبائن) الذين يخجلون من العمل الصريح كجواسيس ويحبذون صفة أخرى مقبولة للعمل في المهمة نفسها.

من يريد أن يعرف المزيد عليه أن يقرأ الكتاب المثير "من دفع أجرة العازف؟" الصادر عام 1999 للباحثة البريطانية فرانسيس ستونر سوندرز التي تخرجت من جامعة أكسفورد مع عنوان فرعي "المخابرات الأميركية وحرب الثقافة".

عنوان الكتاب بالانكليزية وهو لم يترجم للعربية حتى اليوم حسب علمي: Who Paid the Piper

والكتاب الذي أثار ضجة عالمية يعتمد في عنوانه على مثل انجليزي يقول "منْ يدفع اجر العازف يختار اللحن" وهو وثيقة دامغة ومعززة بالادلة والشهادات عن اساليب تجنيد المخابرات الاميركية للنخب الثقافية والسياسية والعلمية في العالم بوعي من هؤلاء ودون وعي من بعضهم من أجل مصالح سياسية أميركية عليا.

ويتناول الكتاب عمليات التمويل والغطاء السياسي لهذا التمويل، أو الغطاء الثقافي للنماذج التي لا تقبل العمل المباشر في وكالة المخابرات وكيف يجري إيجاد "تسوية" مقبولة لها للحفاظ على الكرامة أو الواجهة.

ويشير الكتاب إلى قلة من الكتاب والشعراء والفنانين والمؤرخين ممن لم ترتبط اسماؤهم بطريقة ما بهذا المشروع السري في القرن الماضي.

وفي اعتراف صريح لواحد من أهم رجال المخابرات البريطانية في تلك الحقبة هو توم برادن فإن لعبة تجنيد هذه النخب كانت تتم من خلال ندوات أو مؤتمرات أو حلقات دراسية وتركهم يعتقدون أنهم أحرار في التفكير وفي إصدار القرارات ولكنهم لا يعرفون أن المخابرات هي التي تحركهم كالدمى من وراء ستار.

يقول برادن: لم يكن الهدف من دعم الجماعات اليسارية هو التدمير أو الهيمنة، بل تحقيق اقتراب ذكي أو غير محسوس من تفكير هذه الجماعات ومراقبته، وتوفير أداة تعبير لهم يستطيعون من خلالها التنفيس، ثم في نهاية المطاف ممارسة نوع من حق الاعتراض ـ فيتو ـ على مطبوعاتهم، أو أفعالهم، إذا أمكن، إذا حاولوا أن يصبحوا تقدميين أكثر من اللازم.

ويضيف هذا الخبير البريطاني ساخرا في لقاء مع الكاتبة انهم مولوا مرة مؤتمرا لحزب شيوعي عريق دون معرفة قيادته.

ومن ضحايا هذا الأسلوب في التجنيد عن طريق الدعم أو صنع غطاء الدعم الثقافي والسياسي في العالم العربي في منتصف القرن الماضي هم:

ـ مجلة حوار اللبنانية.

ـ مجلة شعر اللبنانية.

ـ مجلة فصول المصرية.

نقول "ضحايا" هذا الأسلوب لأن الشعراء والكتاب العرب (خاصة أدونيس، ويوسف الخال وغيرهم) لم يكونوا على معرفة إلا بمرحلة متأخرة بهذه الصورة من صور التجنيد السياسي التي لم تكن مألوفة في العالم العربي، وقد أدى انكشاف هذه الطريقة إلى صدمة نفسية وأخلاقية لم يتخلص منها بعض هؤلاء حتى اليوم وصارت وصمة في تاريخه.

بهذا السعر الرخيص يصبح القتل الأميركي للعراقيين اليوم هو قتلا من أجل الحرية.

من أجل الديمقراطية.

لم لا؟

أليس من يدفع أجر العازف، يختار اللحن؟


* حمزة الحسن، روائي عراقي مقيم في النرويج
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م