طقوس امي وصباحات الطابون المُعتّق

[العنود النبطيه]

صباحٌ عطره النفل والبختري والخزامى
صباح يتراقص على حجر الطابون المدور حبا
ونشوة تشبه لذة طعم خبز الطابون الساخن مشبعا بالزيت البلدي

صباحٌ ندي
كوريقات الياسمين وهي مثقلة بقطرات الندى قبيل الصبح
والغيمات تسكب على ارضنا بعض من ظلالها
والشمس تتمايل لتلقي بنورها بخجل
والصبح يهدي نسماته العليلة الى ارضٍ مسكونة بالحب

صباح عليل كالذي كنت اعيشه كل يوم امام بيتي

فنجان قهوة بلا سكر
احليه برائحة الياسمينة العتيقة التي زرعتها بجانب بيتنا امي
وفنجان القهوة التي عودتني عليها بهذا الطعم امي
والحديث الشيق الذي كانت تلاطفني به امي
والشارع الذي كنا نرقبه دون ان ندري انا و امي
والتعليقات العفوية التي كنا نطلقها على المارة انا و امي
والضحكات التي كنا نفجرها بسبب او بغير سبب انا و امي

اشتاق لتلك الصباحات العارية من كل زيف
من أي تجمّل
المليئة بالصدق والرضى والسعادة

تلك الطقوس العذبة في الوادي الندي
وامام البيت المُعتق
اشتاق واحتاج اليك يا امي

[السيد عبد الرازق]

اختنا الفاضلة العنود النبطية
قرأت تعليقكم علي قصيدة شاعرنا هيثم العمري
وذكره للطابون والعيش البلدي الساخن.
كنا نشعر حينها بطعم الطعام وقيمته.
كنا نأكل العيش الساخن والطازج من الطابون
ومعه الطعمية السخنة أو الفول بالزيت .
وكأنك تأكلي شهدا.
نسأل الله أن يعيد البركة في حياة الناس.
تحياتي وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[العنود النبطيه]

المشاركة الأصلية بواسطة السيد عبد الرازق

كنا نأكل العيش الساخن والطازج من الطابون
ومعه الطعمية السخنة أو الفول بالزيت .
وكأنك تأكلي شهدا.

اخي عبد الرزاق

شكرا لمرورك على رائحة خبز الطابون
والزيت والزعتر

للاسف يا اخي
نفتقد الاشياء البسيطة الجميلة عندما نغادرها الى اشيا اكثر تعقيد
نظن انها ستريحنا
لكن نكتشف اننا وددنا لو بقينا على ما كنا عليه
فكم من شيء تركناه وتنمنينا لو يعود الينا لذة التمتع به
رغم اننا نستطيع تذوقه مرة اخرى
الا انننا نفتقد النفسية التي كنا بها

افتقد امي التي كانت
وافتقد طقوس حياتي البسيطة
افتقدهما حقا

[هيثم العمري]

يا ليتني أعود طفلا ياليتني لم أخلق يا ليتني خلقت لا أدري ماذا أقول

[العنود النبطيه]

المشاركة الأصلية بواسطة هيثم العمري

يا ليتني أعود طفلا

اخي هيثم

ما اصعب ان تصل الى نقطة اللاعودة في درب العمر المفعم بالاحداث
والسنون قد مرت
وصارت الطفولة بعيييييييدة جدا فلا تكاد تذكرها
او لا تكاد تذكر منها الا انها فارقتك الى غير عودة

تقف عند تلك النقطة فتنظر الى الوراء وتتذكر وديع الصافي قائلا :
" يا ستعشر سنة يا عمر الولدنة**يامين يرجعني زغير وياخد مالك يا دني "
آه ما اصعب ان تتنهد واياه
وانت تعرف معنى تلك الكلمات
معنى ذاك العمر الغائب بين مفارق الشيب في راسك الذي لم يعد غضا
وبين حفر الزمن على الجبين
وتجاعيد العمر على قسمات الوجه المتعب

من يصل هذه النقطة
يفهم معنى الطفولة والعمر الضائع على
قارعة الاحلام والاوهام

هيجت اشجاني وفتحت جروحي يا هيثم