تعجبك هذه اللعبة الجديدة القديمة .
لهذه اللعبة ألف اسم . فقد لعبها كل طفل منذ فجر التاريخ . وسيلعبها كل طفل إلى نهاية العالم .
اللعبة بسيطة : طفل أو أكثر يختبىء . وطفل أو أكثر يبحث عن المختبىء .
وعندما يعثر الباحث على المختبىء ، تنعكس الآية ويتحول المختبىء إلى باحث .
وأنت تتسلين باللعبة كثيراً .
تختبئين وتطلبين أن أبحث عنك . وعندما أعثر عليك تودين أن أختبىء لتعثري عليّ .
وعندما تعثرين عليّ ...
وأثناء هذا كله ، تقهقهين من الأعماق ، تتمتعين بكل لحظة ، تصرين على اللعب من جديد .
ألم يخطر ببالك أن هذا الذي تلعبين معه لم يعد - واحسرتاه ! - طفلاً ؟
ألم يخطر ببالك أنه بدأ يتعلق بك ؟ بدأ يحبك ؟ بدأ يكتب عنك قصائد شوق ؟
ألم يخطر ببالك أنه بدأ يفتقدك عند اختفائك وعند اختفائه ؟
ألم يخطر ببالك ، أنه سئم اللعبة ، مل الاختفاء ، وعاف المطاردة ؟
تضحكين ... تضحكين أكثر .
لا بأس ..
سوف نواصل اللعبة
ولكنني هذه المرة سوف أغش .
سوف أغش قليلاً ..
سوف أختبىء .. إلى الأبد !
د. غازي عبدالرحمن القصيبي .