مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-04-2002, 12:46 PM
dear71 dear71 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 49
إفتراضي الصوفية في الميزان (2)

الصوفية في الميزان ( 2 )

الحمد لله الذي حفظ العِباد بالزهاد والعُبَّاد، وجعلهم مظهر الاستقامة والسداد، وأشهد أن لا إله إلا الله من أنطق أولياءه بالحق عند فساد العِباد، وأيدهم بالحجة البالغة لدحض شبه المجسمة وسائر الزنادقة، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله إمام الحجج الناطقة، ومشعل البراهين الساطعة. اللهم صلّ وسلم على سيد الموجودات، ومورد الهدايات، وصاحب المعجزات والآيات، وإكسير البدايات والنهايات، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله، وعلى آله أئمة الرشاد، ورضي الله عن أصحابه رسل الخلق إلى طريق النجاة، أما بعد عباد الله، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، وأحضكم على حسن الظن في الله، والصدق مع أولياء الله، وعدم الالتفات إلى من خذله الله وأشقاه، بالتجرؤ على أصفياء الله، بالسباب والشتم وقول الزور، والكذب على رسول الله، من خلال القنوات الثقافية في الكتيبات أو الصحف أو الإذاعات المسموعة والمرئية، حتى أصبح في مخيلة أبسط رجل في المجتمع أن التصوف مروق عن الدين، وفلسفة الهنود واليونانيين، و ما هذا إلا محض افتراء، جاء به المنغمسون في الشهوات، والبعيدون عن طرق المجاهدات، وقد طفحت كتب الأئمة الأعلام بالتعريف عن هذا العلم وعن مسمى هذه الطائفة، وعن رجالاتها وأحوالهم، قال الإمام ابن عجيبة في معراج التشوف إلى حقائق التصوف: (( علم التصوف هو سيد العلوم ورئيسها، ولباب الشريعة وأساسها، كيف لا، وهو مقام الإحسان الذي هو مقام الشهود والعيان، كما أن علم الكلام تفسير لمقام الإيمان، وعلم الفقه تفسير لمقام الإسلام، وقد اشتمل حديث جبريل عليه السلام على تفسير الجميع، فإذا تقرر أنه أفضل العلوم، تبين أن الاشتغال به أفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى لكونه سبباً للمعرفة الخاصة التي هي معرفة العيان ))

وهو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، أو تصفية البواطن من الرذائل وتحليتها بأنواع الفضائل، أو غيبة الخلق في شهود الحق، أو مع الرجوع إلى الأثر في أوله علم ووسطه عمل وآخره موهبة. وثمرته النهوض إلى الطاعة والهروب من المعصية.

أما عن أصوله فقال التستري: (( أصول طريقنا سبعة، التمسك بالكتاب، والاقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكف الأذى، وتجنب المعاصي، ولزوم التوبة، وأداء الحقوق)) وأركانه أربعة كما ذكرها الإمام الشعراني وهي: (( الجوع، والعزلة، والسهر، وقلة الكلام ))

أما عن اشتقاق الكلمة فيقول الإمام الأفخم والعلم الألمع، سيدي أحمد الرفاعي الكبير ـ قدس سره ـ في البرهان المؤيد(ص63) أن الأصل في تسمية الصوفية إنما يعود إلى بني صوفة، الذين كانوا قوم زهد وعبادة وصلاح، فنسب إليهم العبّاد والزّهاد والصالحون، ومورد هذا الاستنباط مما حكاه ابن هشام في سيرته(1/165) من أنه كان الغوث بن مر بن أُدِّ بن طابخةَ بن إلياس بن مضر يلي الإجازة للناس بالحج من عرفة، وولدُهُ من بعده، وكان يقال له ولولده (( صوفة )) وإنما ولي ذلك الغوث بن مر لأن أمه كانت امرأة من جُرْهُم، وكانت لا تلد، ونذرت لله إن هي ولدت رجلاً أن تتصدق به للكعبة، عبداً لها يخدمها ويقوم عليها، فولدت الغوث، فكان يقوم على الكعبة في الدهر الأول مع أخواله من جرهم، فولي الإجازة للناس من عرفة، لمكانه الذي كان به من الكعبة، وولدُه من بعده، حتى انقرضوا، فقال مرّ بن أُدٍّ لوفاء نذر أمه:
إني جعلت ربِّ من بَنِيَّــــة ربيطة بمكة العليـــــــة
فباركنَّ لي بهـــــا ألِيّـة واجعله لي من صالح البريـة


وذكر الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية (ص326 ـ 329) من أقوال العلماء في تعريف الصوفية عدة أقوال، واختار أنهم منسوبون للصفة التي كانت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لفقراء المهاجرين. وقيل: إلى الصف الأول بين يدي الله عز وجل، بارتفاع هممهم، وإقبالهم على الله بقلوبهم.

وقيل: إلى الصوف، لأنه لباسهم غالباً، لكونه أقربَ إلى الخمول والتواضع والزهد، ولكــونه لــباسَ الأنـبـياء صلى الله عليهم وسلم، وقد جاء أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يركب الحمار ويلبس الصوف، وفي حديث: (( مرّ بالصخرة من الروحاء سبعون نبياً، حفاة عليهم العباءة يأمون البيت الحرام )) ، وفي آخر: (( يوم كلم الله موسى عليه السلام كان عليه جبة من صوف، وسراويل من صوف، وكساء من صوف )) ، وأصل ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه بسند صحيح (برقم 6219) أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على ثنية فقال: (( ما هذه؟ )) قيل: ثنية كذا وكذا، قال: (( كأني أنظر إلى موسى يرمي الجمرة على ناقة حمراء خطامها من ليف، وعليه جبّة من صوف )) . انتهى

وقال الحسن البصري: لقد أدركت سبعين بدرياً لباسهم من الصوف، وقال اليافعي: وهذا القول الثالث هو المنسوب للاشتقاق اللغوي، أعني النسبة إلى الصوف، وقيل: أصل هذا الاسم (( صوفي )) من الصفاء ، أو من المصافاة، قال أبو الفتح البستي رحمه الله:
تنازع الناس في الصوفي واختلـفوا وظنه البعض مشتقاً من الصـــوف
ولست أمنح هذا الاسم غير فــــتىً صافى فصُوفيَ حتى سمي الصوفي


وبهذا تبين أن كلمة التصوف مهما اختلف في نسبتها فقد وسمت بها طائفة صالحة مباركة.

ثم نقل ابن حجر رحمه الله عن العارف الشهاب السهروردي في علة اختفاء هذا الاسم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين أن شرف الصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعدلها نسبة.

وقد ذكر الإمام أبو نصر السرَّاج في كتابه اللمع (ص42) مثل ذلك، وقال: ألا ترى أنهم (أي الصحابة) هم أئمة الزهاد والعباد، والمتوكلين والفقراء والراضين والصابرين والمخبتين وغير ذلك، وما نالوا جميع ذلك إلا ببركة الصحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستحال أن يُفضَّلوا بفضيلة غير الصحبة التي هي أجلُّ الأحوال، ثم ذكر الإمام ابن حجر الهيتمي أن من رأى الصحابة وأخذ عنهم العلم أحق باسم التابعي لذلك، ثم لما بعد عهد النبوة، و اختلفت الآراء، وكَدَّر شربَ العلوم شربُ الأهوية، وتزعزعت أبنية المتقين، واضطربت عزائم الزاهدين، وغلبت الجهالات وكثف حجابها، وكثرت العادات وتملك أربابها، وتزخرفت الدنيا وكثر خُطّابها، تفرد طائفة بأعمال صالحة وأحوال سنية، واغتنموا العزلة واتخذوا لأنفسهم زوايا يجتمعون فيها تارة، وينفردون أخرى، أسوة بأهل الصفة، تاركين للأسباب، مبتهلين إلى رب الأرباب، أثمر لهم صالح الأعمال سني الأحوال، وتهيأ صفاء الفهوم لقبول العلوم، وصار لهم بعد اللسان لسان، وبعد العرفان عرفان، كما قال حارثة: أصبحت مؤمناً بربي حقاً، لما كوشف بمرتبة في الإيمان غير ما عهد، فصار لهم بمقتضى ذلك علوم يعرفونها، وإشارات يعهدونها، فحرروا لأنفسهم اصطلاحات تشير إلى معارف يعرفونها، وتعرب عن أحوال يجدونها، فأخذ ذلك الخلف من السلف، حتى صار ذلك رسماً مستمراً، وخيراً مستقراً في كل عصر وزمان، فظهر هذا الاسم بينهم، وتسموا به، فالاسم سمتهم، والعلم بالله صفتهم، والعبادة حليتهم، والتقوى شعارهم، وحقائق الحقيقة أسرارهم، ثم قال رحمه الله: ثم ظهرت البدع، فحصل التداعي من الفرق، فكل فريق ادّعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله تعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف. وذكر السهروردي أن الصوفي هو الذي يضع كل شيء في موضعه، ويدبّر أوقاته وأحواله كلَّها بالعلم، يقيم الخلق مقامهم، ويقيم أمر الحق مقامه، ويستر ما ينبغي ستره، ويظهر ما ينغي إظهاره، كل ذلك مع حضور عقل، وصحّة توحيد، وكمال معرفة، ورعاية صدق وإخلاص، وقد صار قائماً في الأشياء بإرادة الله تعالى، لا بإرادة نفسه، فلا يرى فضيلة في صورة فقره، ولا في صورة غناه، وإنما يرى الفضيلة فيما يوافقه الحق فيه، ويدخله عليه، ويعلم الإذن من الله في الدخول في الشيء، قال الإمام الأكبر محي الدين بن عربي رحمه الله: (( التصوف هو الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهراً وباطنا ً)) ، وقال الإمام القشيري في رسالته( جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه، وفضلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه، وجعل قلوبهم معادنَ أسراره، واختصهم من بين الأمة بطوالع أنواره، فهم الغياث للخلق، والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق، صفاهم من كدورات البشرية، ورقاهم إلى محل المشاهدات، بما تجلى لهم من حقائق الأحدية، ووفقهم للقيام بآداب العبودية )) اهـ. وقد أغرى ذلك أهل العلم بالإكثار من ذكرهم، والثناء عليهم في كتبهم. فهذا الخطيب البغدادي يقول في ترجمة عبد الله بن المبارك الصوفي الزاهد: (( وكان من الربانيين في العلم، ومن المذكورين في الزهد، خرج من بغداد يريد ثغر المصيصة فصحبه الصوفية )) كما في تاريخ بغداد (10/157).

نقلا عن:
http://www.godubai.com/awqaaf
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م