قراءة سببت لي مشكلة

[حزن قديم]

مرت على صداقتنا أيها القلم سنين طويلة قبل أن أتخرج وانهي دراستي الثانوية ثم الجامعية فقد رافقتني في أهم مراحل حياتي ولحظاتي المصيرية , وما زلت يا قلمي أيها الصديق الوفي ترافقني ... فكلما خلوت بنفسي عندما أكون حزينة آو احتاج إلى التفكير آو إلى اتخاذ قرار مهم , اذهب إلى غرفتي وأغلق الباب خلفي واجلس فيها ساعة فإذ الساعة تنقضي وتتلوها ساعة أخرى ...امضي معك ومع دفتري أمتع أوقاتي أحدثكم ما لم احدث به احد حتى عائلتي , عن أسراري , عن مشاعري وأحاسيسي , عن أحداث أثرت بي وغيرت مجرى حياتي , أحداث توقعت حصولها وأخرى لم أتوقع حصولها حتى في الأحلام فبعضها مرت بسرعة لمح البصر فلم تترك أثرها وأخرى نقشت بذاكرتي كالنقش في الصخر فهي ما زالت عالقة بذهني كأنها حدثت اليوم وفي هذه اللحظة, فما زلت أراها بأدق تفاصيلها , بصورة واضحة جلية تماما كما كانت قبل أعوام ... مثل تلك الحادثة التي حصلت معي في المدرسة وأنا في الصف التاسع الإعدادي , أتذكرها يا قلمي حسنا سأرويها لك :

كنت حينها وما زلت اعشق القراءة والكتابة فلفت انتباهي في زاوية إعلانات الإدارة مساهمات كتبها الطلاب من قصائد وخواطر ومعلومات شيقة وغيرها _فقد كانت الإدارة تشجع الكتابة لدى الطلاب_ فقررت أن استغل فترة الاستراحة في قراءتها فأخذني الوقت ولم انتبه للجرس الذي يعلن عن بداية الدرس القادم – فما أن انتهيت تنبهت لذلك وقلت في نفسي يا ويلي فقد بدا الدرس منذ خمس دقائق فأسرعت مهرولة إلى الطابق العلوي حتى وصلت إلى غرفة صفي فقرعت الباب ودخلت فلم أكد ادخل حتى سألني المعلم أين كنت ...؟؟؟- فليس من عادتي التأخير والغياب عن الدروس- فأجبته فلم يصدقني –فلو كنت مكانه لما صدقت أنا أيضا ذلك وقلت أي عذر غريب – فسألني مرة أخرى فأجبته بنفس الإجابة فطلب مني أن أقف بجانب اللوح حتى انتهاء الدرس فاستجبت لطلبه, وبنهاية الدرس قمت بكتابة رسالة اعتذار على عجل وقدمتها له فما أن قراها حتى كاد يبكي لتأثره بما كتب فيها فتوجه إلي واعتذر مني أمام طلاب صفي وقال : بأنه لم يصادف فتاة مؤدبة مثلي وبأنني مثال يحتذي به ,اعترف باني حينها شعرت بالفخر قليلا خصوصا آن هذا المديح أتى من قبل معلم احترمه كثيرا ,وكيف أني استطعت حل المشكلة بالكلام الطيب والاعتراف بالخطأ دون الحاجة إلى العنف!!!