مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-07-2005, 08:41 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي نغمة الأغاني في عشرة الإخوانِ - لكل الإخوة في الله

الحمد لله الذي جعل إتباع رسوله على محبته دليلا و أوضح طرق الهداية لمن شاء أن يتخذ إليه سبيلا و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبدٍ مخلصٍ لم يتخذ من دونه وكيلا و أشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي اختص أمته بأنه لا تزال فيها طائفة على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله ولو اجتمع الثقلين على حربهم قبيلا ( صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير الناس أدين وأقومهم قيلا )



أما بعد لا أطيل عليكم و أترككم مع قبس من نور النبوة في بيان حقيقة الإخوة : -

من مسند الإمام أحمد بن حنبل

حدثنا عبد الله حدثنا أبو أحمد مخلد بن الحسن بن أبي زميل إملاء من كتابه حدثنا الحسن بن عمر بن يحيى الفزاري ويكنى أبا عبد الله ولقبه أبو المليح يعني الرقي عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم قال:
-دخلت مسجد حمص فإذا فيه حلقة فيها إثنان وثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وفيهم شاب أكحل براق الثنايا محتب فإذا اختلفوا في شيء سألوه فأخبرهم فانتهوا إلى خبره قال: قلت: من هذا قالوا: هذا معاذ بن جبل قال: فقمت إلى الصلاة قال: فأردت أن ألقى بعضهم فلم أقدر على أحد منهم انصرفوا فلما كان الغد دخلت فإذا معاذ يصلي إلى سارية قال: فصليت عنده فلما انصرف جلست بيني وبينه السارية ثم احتبيت فلبثت ساعة لا أكلمه ولا يكلمني قال: ثم قلت: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجوها أصيبها منك ولا قرابة بيني وبينك قال: فلأي شيء قال: قلت: لله تبارك وتعالى قال: فنثر حبوتي ثم قال فأبشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون في الله تبارك وتعالى في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء. قال: ثم خرجت فألقى عبادة بن الصامت قال: فحدثته بالذي حدثني معاذ فقال عبادة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: حقت محبتي على المتزاورين فيَّ وحقت محبتي على المتباذلين فيَّ على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون.


و من مجمع الزوائد - للحافظ الهيثمي

- وعن عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل". قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: "هم جماع من نوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله، فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه".

رواه الطبراني ورجاله موثقون.


و من المستدرك على الصحيحين - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.

- حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا الصعق بن حزن، عن عقيل بن يحيى، عن أبي إسحاق الهمداني، عن سويد بن غفلة، عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون}[الحديد: 27].
قال ابن مسعود: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(يا عبد الله بن مسعود).
فقلت: لبيك يا رسول الله، ثلاث مرار.
قال: (هل تدري أيّ عُرىَ الإيمان أوثق؟)
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: (أوثق الإيمان، الولاية في الله بالحب فيه، والبغض فيه.)
(يا عبد الله بن مسعود).
قلت: لبيك يا رسول الله، ثلاث مرار.
قال: (هل تدري أيّ الناس أفضل؟)
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: (فإن أفضل الناس، أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم).
(يا عبد الله بن مسعود).
قلت: لبيك وسعديك، ثلاث مرار.
قال: (هل تدري أي الناس أعلم؟)
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: (فإن أعلم الناس، أبصرهم بالحق إذا اختلفت الناس، وإن كان مقصراً في العمل، وإن كان يزحف على إسته.
واختلف من كان قبلنا على اثنتين وسبعين فرقة، نجا منها ثلاث، وهلك سائرها، فرقة وازت الملوك وقاتلتهم على دين الله، ودين عيسى بن مريم، حتى قتلوا.
وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك، فأقاموا بين ظهراني قومهم، فدعوهم إلى دين الله، ودين عيسى بن مريم، فقتلتهم الملوك، ونشرتهم بالمناشير.
وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك، ولا بالمقام بين ظهراني قومهم، فدعوهم إلى الله، وإلى دين عيسى بن مريم، فساحوا في الجبال، وترهبوا فيها، فهم الذين قال الله: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها}إلى قوله {فاسقون}.
فالمؤمنون: الذين آمنوا بي، وصدقوني، والفاسقون: الذين كفروا بي وجحدوا بي).
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
(ج/ص: 2/ 523)


ومن صحيح البخاري

- حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بُرَيد، عن أبي بُردة، عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الجليس الصالح والسَّوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يُحذيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير: إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة).
[ر: 1995]
[ أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: استحباب مجالسة الصالحين..، رقم: 2628.
(يحذيك) يعطيك شيئاً من المسك يتحفك به].

**********

وبعد قراءة الأحاديث يطيب لي أن أقدم لكم ولأول مرة على شبكة

الخيمة للحوار بالتعاون مع الإخوة الكرام ( بالموسوعة الشعرية -

المجمع الثقافي - أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة )

" نغمة الأغاني في عشرة الإخوانِ " كاملة

وأتقدم بخالص الشكر والتقدير للأخ الفاضل "منذر العكيلي" وجميع الإخوة

القائمين عليها فجزاهم الله خير الجزاء وأثابهم على حسن أعمالهم


إهداء خاص للأخ : - دايم العلو
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 26-07-2005, 09:19 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي

بين يدي المؤلف

الإسم :- علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن مَعْصُوم.

مولده ونشأته : -

ميلاده 1052 -وفاته 1119 هـ / ميلاده 1642 - وفاته 1707 م

عالم بالأدب والشعر والتراجم شيرازي الأصل، ولد بالمدينة المنورة ليلة السبت 15 جمادى الأولى سنة 1052، وأقام بالهند ثمان وأربعين سنة، ورد إصفهان في عهد السلطان حسين سنة 1117، وأقام بها سنين ثم عادها إلى شيراز، وحط بها عصى السير زعيما مدرسا مفيدا، وتوفي بها في ذيقعدة الحرام سنة 1120، ودفن بحرم الشاه چراغ أحمد بن الإمام موسى بن جعفر عند جده غياث الدين المنصور صاحب المدرسة المنصورية .، وفي شعره رقة.
من كتبه (سلافة العصر في محاسن أعيان العصر-ط)، و(الطراز- خ) في اللغة، على نسق القاموس، و(أنوار الربيع في أنواع البديع في شرح قصيدته البديعية - ط)، و(الطراز- خ) شرح بديعية له، و(سلوة الغريب وأسوة الأديب- خ) وصف به رحلته من مكة الى حيدر آباد، و(الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة- خ)، وله (ديوان شعر- خ).


- ملحوظة هامة : ولقد تعلمنا الأمانة في الكلمة والنقل عن الآخرين - فليس كون المؤلف من الشيعة الإماميةداعياً لكتمان الحقيقة وأنه هو مؤلفها مع العلم - أن الشيعة من ألد أعداء السنة


أما العلامة بن مشرف ( فكثير من الناس يظن أنه هو المؤلف لهذه القصيدة وهذا غلط كبير - فبعد البحث وجدنا أن ناظمها هو بن معصوم - ووجدنا في ديوان بن مشرف نفس المنظومة لكن بها بعض التغييرات )

وتلك نبذة مختصرة عن العلامة بن مشرف رحمه الله تعالى : -

أحمد بن علي بن مشرف
?? - 1285 هـ / ?? - 1868 م
أحمد بن علي بن حسين بن مشرف الوهيبي التميمي.
فقيه مالكي، كثير النظم، سلفي العقيدة، من أهل الأحساء تعلم بنجد ودرّس وتوفي فيها، ولي قضاءها مدة.
له منظومات في التوحيد، ومدائح جمعت في (ديوان ابن مشرف -ط).



أخيراً مع ما وجدنا في ديوان بن معصوم من الأبيات ما يدل أنه من الشيعة الإمامية وله من الأبيات ما هو شنيع بشع في الغلو المتفاوت حده في الصحابي الجليل علي بن طالب رضي الله عنه

إلا أننا نقول عن هذه المنظومة ما وصفت به في إحدى الأشرطة المسجلة : - " وإنك أيها المحب بلا أدنى شك ما أن تتجول في ربوعها حتى تتعجب من هذه القدرة الفذة على الإختصار وحسن السبك وبعد أن تستمع إلى بيان المنظومة ستجد أيها المحب أنها كلها في باب واحد - باب الإخوان ما لهم وما عليهم تجاه إخوانهم بأسلوب سهل مبسط "

من خلال الرابط التالي يمكنكم تحميل المنظومة بصوت الشيخ توفيق بن سعيد الصائغ : -

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...lesson_id=3402
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 26-07-2005, 09:25 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي

فيما يلي المنظومة مع تغييرات بن مشرف

( هي تغييرات بسيطة في الألفاظ لكن المعنى نفسه لم يتغير )
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 26-07-2005, 09:54 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي

- مطلع القصيدة


يَقولُ رَاجي الصَّمدِ
ابْنُ عَليٍّ أحمدِ

حَمداً لِمنْ هَدَانِي
بالنُطقِِ والبَيانٍ

وَأشرفُ الصَّلاةِ
مِنْ وَاهِبِ الصِلاتِ

عَلى النَّبيِ الهَادي
وآلهِ الأمْجَادِ

وبَعدُ فَالكَلامُ
لِحُسْنِهِ أَقسَامُ

وَالقَولُ ذو فُنونِ
فِي الجِِدِ وَالمُجُونِ

وَروضَةُ الأرِيِضِ
السَّجْعُ فِي القَريضِِ

وَالشّعرُ دِيوانُ العَرَبْ
وَكََمْ أنالَ مِن أَرَبْ

فاَنْسَلْ إذا رُمْت الأدب
إليهِ مِن كُلِ حَدب

روايةُ الأَشعارِ
تَكْسو الأديب العَارِي

وتَرفعُ الوَضِيعا
وتُكْرم الشَّفيعَا

وتُنْجحُ المَآربَا
وتُصْلحُ المَعَائِبَا

وَتُطْرب الإخْوانَا
وَتُذْهِب الأحَزَانَا

وَتُنْعش العُشَّاقَا
وَتُؤنْس المُشّتَاقَا

وَتَنْسَخُ الأحْقادَا
وتُثبت الوِدادا

وتُقْدم الجَبانَا
وَتُعْطِفْ الغَضّبَانَا

وَتَنعَت الحبيبا
والرشأ الرَبيبا

فَقُمْ لَهُ مُهْتَمّاً
وَاحْفظهُ حِفْظَاًً جَمّا

وَخيْرهُ مَا أطْربَا
مُسْتَمِعَاًً وَأعْجَبَا

وَهَذِه أُرْجُوزةْ
فِي فَنِّهَا وَجِيزَة

بَدِيعةُ الألفَاظِ
تَسْهُلُ للِحُفّاظِ

تُطْربُ كُل سَامِعْ
بِحُسْن لَفْظٍ جَامِعْ

أبْيَاتُهَا قُصُورُ
وَمَا بِهَا قُصُورُ

ضَمّنْتُهَا مَعَانِي
فِي عِشْرَةِ الإِخْوَانِ

تَشْرَحُ للأَلْبَابِ
مَحَاسِن الأدابِ

فَإنْ خَيْرَ العِشرَةْ
مَا حَازَ قومَاًً عُشْرَهْ

وَأكْثَرُ الإِخْوَانِ
فِي الوَصلِ وَالأوانِ

صُحْبَتُهُمْ نِفَاقُ
مَا شَانَهَا وِفَاقُ

يَلْقَى الخَلِيلُ خِلّهْ
إذا أتَى مَحَلَّهْ

بِظَاهِرٍ مُمَوَّهْ
وَبَاطِنٍ مُشَوَّه

يُظْهِرُ مِنْ صَدَاقة
مَا هو فَوقَ الطَّاقَة

وَالقَلْبُ مِنْهَا خَالِي
كَفَارِغِ المَخَالي

حَتَّى إذا مَا انْصَرَفَا
أَعْرَضَ عَنْ ذَاكَ الصَّفا

وإن يَكُنْ ثَمّ حَسَدْ
أَنْشَبَ إِنْشَابَ الأسَدْ

فِي عِرْضِهِ مَخَالِبَه
مُستقصِيَاًً مَثَالِبَه

مُجْتَهِداً فِي غَيبَتِه
لَمْ يَرْعَ حَقْ غَيبَتِه

فَهَذِه صُحْبَةُ مَنْ
تَرَاهُ فِي هَذَا الزّمنْ

فَلا تَكُنْ مُعتَمِداً
عَلى صَدِيقٍ أَبَدَا

وإن عَصَيْت إلا
تَصْحَبُ مِنْهُمْ خِلّا

فإنَكَ المُوَفَقْ
بَل السَّعيد المُطْلق

وَإنْ قَصَدت الصُّحْبَة
فَخُذْ لَهَا فِي الأُهْبَة

وَاحْرِص عَلَى آَدَابِهَا
تُعدُ مِنْ أَرْبَابِهَا

وَاسْتَنْبِ مِنْ شُرُوطِهَا
تُوَقَ مِنْ سُقُوطِهَا

فَإنْ أَرَدْت عِلمَهَا
وَحَدَهَا وَرَسْمَهَا

فَاسْتَملهِ مِن رَجَزِي
هَذَا البَدِيعِ المُوجَزِي

فَإنَّهُ كََفيلُ
بِشَرْحِهِ حَفيلُ

فَصَّلتُهُ فُصُولاً
تُقرِّب الوُصُولا

لِمَنْهَجِ الأدابِ
فِي صُحبَةِ الأصْحَابِ

تَهْدِي جَمِيع الصَّحْبِ
إلَى طَرِيقِ الرَّحْبِ

سَمّيتهُ إذ أطرَبَا
بِنَظْمِهِ إذ أغْرَبَا

بِنَغْمَةِ الأَغَانِي
فِي عِشْرَةِ الإِخْوَانِ

وَالله رَبي أَسْألُ
وَهوَ الكَرِيمُ المُفْضلُ

الهَادِي للسَدَادِ
وَمَانِحِ الإمْدَادِ





يَقولُ رَاجي الصَّمدِ
ابْنُ عَليٍّ أحمدِ

حَمداً لِمنْ هَدَانِي
بالنُطقِِ والبَيانٍ

وَأشرفُ الصَّلاةِ
مِنْ وَاهِبِ الصِلاتِ

عَلى النَّبيِ الهَادي
وآلهِ الأمْجَادِ

وبَعدُ فَالكَلامُ
لِحُسْنِهِ أَقسَامُ

وَالقَولُ ذو فُنونِ
فِي الجِِدِ وَالمُجُونِ

وَروضَةُ الأرِيِضِ
السَّجْعُ فِي القَريضِِ

وَالشّعرُ دِيوانُ العَرَبْ
وَكََمْ أنالَ مِن أَرَبْ

فاَنْسَلْ إذا رُمْت الأدب
إليهِ مِن كُلِ حَدب

روايةُ الأَشعارِ
تَكْسو الأديب العَارِي

وتَرفعُ الوَضِيعا
وتُكْرم الشَّفيعَا

وتُنْجحُ المَآربَا
وتُصْلحُ المَعَائِبَا

وَتُطْرب الإخْوانَا
وَتُذْهِب الأحَزَانَا

وَتُنْعش العُشَّاقَا
وَتُؤنْس المُشّتَاقَا

وَتَنْسَخُ الأحْقادَا
وتُثبت الوِدادا

وتُقْدم الجَبانَا
وَتُعْطِفْ الغَضّبَانَا

وَتَنعَت الحبيبا
والرشأ الرَبيبا

فَقُمْ لَهُ مُهْتَمّاً
وَاحْفظهُ حِفْظَاًً جَمّا

وَخيْرهُ مَا أطْربَا
مُسْتَمِعَاًً وَأعْجَبَا

وَهَذِه أُرْجُوزةْ
فِي فَنِّهَا وَجِيزَة

بَدِيعةُ الألفَاظِ
تَسْهُلُ للِحُفّاظِ

تُطْربُ كُل سَامِعْ
بِحُسْن لَفْظٍ جَامِعْ

أبْيَاتُهَا قُصُورُ
وَمَا بِهَا قُصُورُ

ضَمّنْتُهَا مَعَانِي
فِي عِشْرَةِ الإِخْوَانِ

تَشْرَحُ للأَلْبَابِ
مَحَاسِن الأدابِ

فَإنْ خَيْرَ العِشرَةْ
مَا حَازَ قومَاًً عُشْرَهْ

وَأكْثَرُ الإِخْوَانِ
فِي الوَصلِ وَالأوانِ

صُحْبَتُهُمْ نِفَاقُ
مَا شَانَهَا وِفَاقُ

يَلْقَى الخَلِيلُ خِلّهْ
إذا أتَى مَحَلَّهْ

بِظَاهِرٍ مُمَوَّهْ
وَبَاطِنٍ مُشَوَّه

يُظْهِرُ مِنْ صَدَاقة
مَا هو فَوقَ الطَّاقَة

وَالقَلْبُ مِنْهَا خَالِي
كَفَارِغِ المَخَالي

حَتَّى إذا مَا انْصَرَفَا
أَعْرَضَ عَنْ ذَاكَ الصَّفا

وإن يَكُنْ ثَمّ حَسَدْ
أَنْشَبَ إِنْشَابَ الأسَدْ

فِي عِرْضِهِ مَخَالِبَه
مُستقصِيَاًً مَثَالِبَه

مُجْتَهِداً فِي غَيبَتِه
لَمْ يَرْعَ حَقْ غَيبَتِه

فَهَذِه صُحْبَةُ مَنْ
تَرَاهُ فِي هَذَا الزّمنْ

فَلا تَكُنْ مُعتَمِداً
عَلى صَدِيقٍ أَبَدَا

وإن عَصَيْت إلا
تَصْحَبُ مِنْهُمْ خِلّا

فإنَكَ المُوَفَقْ
بَل السَّعيد المُطْلق

وَإنْ قَصَدت الصُّحْبَة
فَخُذْ لَهَا فِي الأُهْبَة

وَاحْرِص عَلَى آَدَابِهَا
تُعدُ مِنْ أَرْبَابِهَا

وَاسْتَنْبِ مِنْ شُرُوطِهَا
تُوَقَ مِنْ سُقُوطِهَا

فَإنْ أَرَدْت عِلمَهَا
وَحَدَهَا وَرَسْمَهَا

فَاسْتَملهِ مِن رَجَزِي
هَذَا البَدِيعِ المُوجَزِي

فَإنَّهُ كََفيلُ
بِشَرْحِهِ حَفيلُ

فَصَّلتُهُ فُصُولاً
تُقرِّب الوُصُولا

لِمَنْهَجِ الأدابِ
فِي صُحبَةِ الأصْحَابِ

تَهْدِي جَمِيع الصَّحْبِ
إلَى طَرِيقِ الرَّحْبِ

سَمّيتهُ إذ أطرَبَا
بِنَظْمِهِ إذ أغْرَبَا

بِنَغْمَةِ الأَغَانِي
فِي عِشْرَةِ الإِخْوَانِ

وَالله رَبي أَسْألُ
وَهوَ الكَرِيمُ المُفْضلُ

الهَادِي للسَدَادِ
وَمَانِحِ الإمْدَادِ
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 27-07-2005, 01:47 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي

- فصل في
تعريف الصديق والصداقة


قَالوا الصَّديقُ مَنْ صَدَق
فِي ودهِ وَمَا مَذق

وَقِيلَ مَنْ لاَ يَطْعَنَا
فِي قَولِهِ أنتَ أنَا

وَقِيلَ لَفظٌ لا يُرَى
مَعْنَاهُ فِي هَذَا الوَرَى

وفَسّرُوا الصّدَاقة
الحُبُ حَسْبَ الطَّاقَة

وَقَالَ مَنْ قَدْ أطَلَقَا
هِيَ الوِدَادُ مُطْلَقَا

والآخَرُونَ نَصُّوا
بِأنَّهَا أَخَصُّ

وَهَوَ الصَحِيحُ الرَّاجِحُ
وَالحَقُ فِيِهِ وَاضِحُ

عَلامَةُ الصّدِيقِ
عِنْدَ أولِي التّحْقِيقِ

مَحَبّةُ بِلا غَرَضْ
وَالصّدْقُ فِيهَا مُفْتَرَضْ

وَمطلقُ الحبِّ أَعم
ومن أَبى فقد زَعم

وَحَدّها المَعْقول
عِنْدِيَ مَا أقُولُ

فَهي بِلا اشتباه
مَحَبّةُ فِي اللهِ
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 27-07-2005, 01:50 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي

- فصل
فيمن يصادق ويصافى


أخُو صَلاحٍ وأدَبٍ
ذو حَسَبٍ وَ ذُو نَسَبْ

رُبَ صَلاحٍ وتُقَى
يَنْهَاكَ عَمّا يُتّقَي

مِنْ حِيلَةٍ وَغَدْرِ
وَبِدْعَةٍ وَمَكْرِ

مُهَذّبُ الأخْلاَقِ
يَطْرَبُ للتَلاقِي

يَحْفَظُ مَا فِي عَيبَتِكْ
يَصُونُ مَا فِي غَيبَتَكْ

يَزِينَهُ مَا زَانَكَا
يَشِينَهُ مَا شَانَكَا

يُظْهِرُ مِنْكَ الحَسَنَا
وَيَذْكُرُ المُستَحْسَنَا

وَيَكْتُمُ المَعِيَبَا
ويَحْفظُ المَغِيبَا

يَسرهُ مَا سَرّكَا
ولا يُذِيعُ سِرّكَا

إن قَالَ قَولاً صَدَقَكْ
أو قُلتَ قَولاً صَدّقَكْ

وإن شَكَوتَ عُسْرَاً
أفَدْتَ مِنْهُ يُسرَاً

يَلْقَاكَ بِالأمَانِي
فِي حَادِث الزَّمَانِ

يَهدِيِ لَكَ النَّصِيحَة
بِنِيَةٍ صَحِيحَة

خُلّتُهُ مُدَانِيةَ
فِي السِّرِ وَالعَلانِيَة

صُحْبَتُهُ لا لِغَرَض
فَذَاكَ للقَلبِ مَرَض

لا يَتَغيرْ إنْ وَلِى
عَنِ الوِدَادِ الأوَّلِ

يَرْعَى عُهودَ الصُّحْبَةْ
لا سِيَّمَا فِي النَّكْبة

لا يُسْلِمُ الصَّدِيقَا
إنْ نَالَ يَومَاً ضِيقَا

يُعِينُ إنْ أَمرٌ عَنَا
وَلا يَفُوهُ بِالخَنَا

يُولِي وَلا يَعْتَذِرُ
عَمَّا عَلَيهِ يَقْدِرُ

هَذَا هوَ الأخُ الثِّقَة
المُسْتَحِقُ لِلمِقَة

إنْ ظَفِرَتْ يَدَاكَا
فَكِدْ بِهِ عِدَاكَا

فَإنَّهُ السِّلاحُ
والكَهْفُ وَالمَنَاحُ

وَقدْ رَوَى الرُوَاةُ
السَّادَةُ الثِّقَاتُ

عَنِ الإمَامِ المُرْتَضَى
سَيفِ الإلَهِ المُنْتَضَى

فِي الصَّحْبِ وَالإخْوَانِ
أَنِّهُمُ صِنْفَانِ

إِخْوانُ صِدْقٍ وَثِقَه
وَأنْفُسٍ مُتَفِقَه

هُمُ الجَنَاحُ وَاليدُ
وَالكَهفُ وَالمُسْتَنَدُ

وَالأهْلُ وَالأقَارِبُ
أَدْنَتْهُمُ التَجَارِبُ

فَافْدِهِمُ بِالُّروحِ
فِي القُرْبِ وَالنُزُوحِ

وَاسْلُكْ بِحَيثُ سَلَكُوا
وَابْذِل لَهُم مَا تَمْلِكُ

فَلا يَرَوكَ مَالِكاً
مِنْ دُونِهِمْ لِمَالِكَا

وَصَافِ مَنْ صَافَاهُم
وَنَافِ مَنْ نَافَاهُم

وَاحْفظهُمُ وَصُنْهُم
وَانْفِ الظُنُونَ عَنْهُم

فَهُمْ أَعَزُ فِي الوَرَى
إنْ عَنّْ خَطْبٌ أو عَرَى

مِنْ أحْمَرِ اليَاقُوتِ
بَلْ مِنْ حَلالِ القُوتِ

وَإِخْوَةٌ للأنْسِ
وَنيلِ حَظِ النَّفِس

هُمْ عُصْبَةُ المُجَامَلَة
للصِدْقِ فِي المُعَامَلَة

مِنْهُم تُصِيبُ لَذَّتْكْ
إذا الهُمُومُ بَذَّتَكْ

فَصِلْهُمُ مَا وَصَلُوا
وَأبْذِل لَهُمْ مَا بَذَلُوا

مِنْ ظَاهِرِ الصَّدَاقَة
بِالبِشْرِ وَالطَّلاقَة

وَلا تَسَلْ إنْ أظْهَرُوا
للوُدِ عَمَّا أضْمَرُوا

وَاطْوِهِمُ مَدَّ الحِقَبْ
طَيّ السِّجِلِ للكُتُب

وَقَالَ بِشْرُ الحَافِي
بَلْ عِدّةُ الأصْنَافِ

ثََلاثََةٌ فَالأولْ
للدِينِ فَهْوَ الأفْضَلْ

وَآخَرٌ للدُنيَا
يَهْدِيكَ نَجْدَ العُليَا

وَثَالِثٌ للأنْسِ
لِكَونِهِ مِنْ جِنْسِ

فَأعْط كُلاً مَا يُحِب
وَعَنْ سِوَاهُم فَاجتَنِبْ
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 27-07-2005, 01:56 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي

- فصل في
شروط الصداقة


صَدَاقَةُ الإخْوَانِ
الخُلّصِ العَوَانِي

لَهَا شُرُوطٌ عِدّة
عَلى الرخَا والشِّدَّة

وَالرِفْقِ وَالتَلَطُّفِ
وَالوِدِ وَالتَعَطُّفِ

وَكَثرةِ التَعَهُدِ
لَهَا بِكُلِ مَعْهَدِ

البِرُ بِالأصْحَابِ
مِنْ أحكمِ الأسبَابِ

وَالنُصحُ للإخوَانِ
مِنْ أعْظَمِ الإحْسَانِ

وَالصدقُ والتصَافِي
مِنْ أحسَنِ الإنصَافِ

دع خِدَع المَودَّة
وَأوجُهَاً مُسوَدَّة

فَالمحضُ فِي الإخْلاصِ
كَالذَّهَبِ الخِلاصِ

حِفظُ العُهودِ وَالوَفَا
حَقٌ لإخْوَانِ الصَّفَا

عَامِلهُمُ بِالصِدقِ
وَأصحَبْ بِحُسنِ الخُلْقِ

وَالعَدْلِ وَالإنصَافِ
وَقِلَّةِ الخِلافِ

وَلاقِهم بالبِشرِ
وَحيِّهِم بِالشُكرِ

صِفهُم بِمَا يُستحسَنُ
وَأخْفِ مَا يُسْتهجَنُ

وَإنْ رَأيتَ هَفوَة
فَانصحهُمُ فِي خَلوَة

بِالرَّمزِ والإشَارة
وَألطَفِ العِبَارَة

إيَّاك وَالتَعنِيفَا
وَالعَذَلَ العَنِيفَا

وَإنْ تُرِدْ عِتَابَهُم
فَلا تُسِيء خِطَابَهُم

وَأحسنُ العِتَابِ
مَا كَانَ فِي كِتابِ

وَالعَتْبُ بِالمُشَافَهة
ضَرْبٌ مِن المُسَافَهَة

وَعَنْ إمَامِ النَّجْلِ
فَاتِكِ كُلّ فَحْلِ

عَاتِبْ أَخَاكَ الجَانِي
بِالبِرِّ وَالإحسَانِ

حَافِظْ عَلى الصَّدِيقِ
فِي الوِسْعِ وَالمَضِيقِ

فهُمْ نَسِيمُ الرُّوحِ
وَمَرهَمُ الجُروحِ

وَفِي الحَدِيثِ النَاطِقِ
عَنِ الإمَامِ الصَادِقِ

مَنْ كَانَ ذا حَمِيمِ
يُنْجِي مِن الجَحِيمِ

كَقَولِ أهْلِ النَّارِ
وَعُصبَةِ الكُفَّارِ

فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعْ
وَلا حَمِيمٍ نَافِعْ

فَالقُربُ فِي الخَلائِقِ
أمنٌ مِن البوائِقِ

فَقَارِبِ الإخْوَانَ
وَكُنْ لَهُم مِعْوانا

لا تَسْمَع المَقَالا
فِيهِم وَإنْ تَوَالا

فَمَنْ أطَاعَ الوَاشِي
سَارَ بِلَيلٍ عَاشي

وَضَيَّعَ الصَدِيقَا
وَكَذَبَ الصِدِّيقا

وإن سَمِعَت قِيلاً
يَحْتمَلِ التَّأوِيلا

فاحمِلهُ خَيَر مَحمَل
فِعْل الرِّجَال الكُمَّل

وإَنْ رَأيتَ وَهْنا
فَلا تَسُمْهُم طَعْنَا

فَالطَعنُ فِي الكَلامِ
عِندَ أولِي الأحَلامِ

أنْفذُ فِي الجَنَانِ
مِنْ طَعنةِ السِنَانِ

فَعَدِ عَنْ زَلاتِهِم
وَسُدَ مِن خَلَّاتِهِمْ

سَلْ عَنهُمُ إنْ غَابوا
وَزُرهُمُ إنْ آبوا

وَاستنبِ عَنْ أحوالِهِم
وَعُف عَنْ أمْوالِهِمْ

أطِعهُمُ إنْ أمَروا
وَصِلهُمُ إنْ هَجَروا

فَقَاطِعُ الوِصَالِ
كَقَاطِعِ الأوصَالِ

إنْ نَصَحوكَ فَاقْبَلْ
وإنْ دَعَوكَ فَاقْبِلْ

وَاصدُقهُمُ فِي الوَعدِ
فَالخُلفُ خُلفُ الوَعدِ

وَاقْبَل إذا مَا اعتَذَروا
إليكَ مما يُنْكَرُ

وَارع صَلاح حَالِهِم
وَاشفِق عَلَى مِحَالِهِم

وَكُنْ لَهُمْ غَيَّاثَاً
إذا الزَّمَانُ عاثا
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 27-07-2005, 03:34 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي

- فصل في الحث
على إعانة الإخوان


حَقيقَةُ الصَدِيقِ
تُعرَفُ عِندَ الضِيقِ

وَتُخبَرُ الإخوَانُ
إذا جَفَا الزمَانُ

لا خَيرَ فِي إخَاءِ
يَكُونُ فِي الرخَاءِ

وإنمَا الصَدَاقة
فِي العُسرِ والإضَاقَة

لا تَدَّخِر مَوَدة
إلا لِيَومِ الشِدَّة

ولا تُعدُ الخُلة
إلا لِسَد الخَلة

أعِنْ أخَاكَ واعَضُدِ
وكُنْ لَهُ كَالعَضُدِ

لا سِيّمَا إنْ قَعَدَا
بِهِ زَمانٌ أوعَدَا

بِئسَ الخَليلُ مَن نَكَل
عَن خِلهِ إذا اتّكَل

لا تَجفُ فِي حَالٍ أخَا
ضَنّ الزمَان أو سَخَا

وإنْ شكا مِنْ خَطبِه
فرم مِن اللُطـفِ بِه

واسعَ لكشف كُربتِه
واحفَظ عهودَ صُحبتِه

وَكُنْ لهُ كالنُورِ
فِي ظُلَمِ الدَيجورِ

وَلا تَدَع ولا تَذَر
مَا تَستَطِيعُ مِنْ نَظَر

حتَى يَزولُ الهَمُّ
وَيُكشفُ المُلِمُ

إنْ الصَدِيقَ الصَادقا
مَن فَرَّجَ المَضَايقا

وَأكْرمَ الإخوانا
إذا شَكوا هَوَانا

وأسْعَفَ الحَمِيمَا
وَحَمَلَ العَظِيمَا

وَأنْجَدَ الأصْحَابَا
إنْ رَيبُ دَهرٍ رَابَا

أعَانَهُم بمالِهِ
وَنَفسِهِ وَآلِهِ

وَلا يُرى مُقْصِرَا
فِي بَذلِ مَالٍ أو قِرى

فِعْلَ أبي أُمَامَة
فِي خِلِهِ الحَمَامَة

فإن أردْت فَاسمَعِ
حَدِيثَهُ لِكَي تَعِي
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 27-07-2005, 03:38 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي

- حكاية الفأر
مع الحمامة


حَكَى أرِيبٌ عَاقِلُ
لِكُلِ فَضْلٍ نَاقِلُ

عَن سِرب طَيرٍ سَارِبِ
مِن الحَمَامِ الرَاعِبِ

بَكَرَ يَومَاً سَحَرَا
وَسَارَ حَتى أصحَرَا

فِي طَلَبِ المَعَاشِ
وَهو رَبِيطُ الجَاشِ

فأبْصَرُوا عَلى الثَرَى
حَبَاً مُنَقَىً نُثِّرَا

فأحْمَدُوا الصَبَاحا
وَاستَيقَنوا النَجَاحَا

فأسرَعُوا إليهِ
وَأقْبْلوا عَليهِ

حَتى إذا مَا اصْطَفُّوا
حِذَاءَهُ أسَفُّوا

فَصَاحَ مِنْهُم حَازِمُ
لِنُصحِهِم مُلازِمُ

مَهلاً فَكَم مِن عَجَلَه
أدْنَت لِحَييٍ أجَلَه

تَمَهلوا لا تَقَعُوا
وَأنصِتوا لِي واسْمَعوا

آلَيتُكُم بالرَبِ
مَا نَثرُ هَذا الحَبِ

فِي هَذهِ الفَلاةِ
إلا لِخَطبٍ عَاتِي

إنِّي أرَى حِبَالا
قَدْ ضُمِّنَت وَبَالا

وَهَذهِ الشِبَاكُ
فِي ضِمْنِهَا هَلاكُ

فَكَابِدُوا المَجَاعَة
وَانتَظِرونِي سَاعَة

حَتَى أرَى وأخْتَبِر
وَالفَوزُ حَظُ المُصطَبِر

فأعرَضُوا عَنْ قَولِه
وَاستَضْحَكُوا مِن حَولِه

قَالوا وقَد خَطا القَدَر
للسَمعِ مِنهُم والبَصَر

ليسَ عَلى الحَقِ مِرَا
حَبٌ مُعدٌ للقِرَى

أُلقِيَ فِي التُرَابِ
للأجرِ والثَوَابِ

مَا فيه مِن مَحذورِ
لِجَائِعٍ مَضْرُورِ

أُغدُوا عَلى الغَدَاءِ
فالجُوعُ شَرُ دَاءِ

فَسَقَطُوا جَمِيعَا
لِلقطِهِ سَرِيعَا

وَمَا دَرَوا أنْ الرَدَى
أكْمَنُ فِي ذَاكَ الغَدَا

فَوَقَعُوا فِي الشَبَكَة
وَأيقَنُوا بِالهَلَكَة

وَنَدِمُوا وَمَا النَدَم
مُجْدٍ وَقَد زَلَ القَدَم

فَأخَذُوا فِي الخَبطِ
لِحَل ذَاكَ الرَبطِ

فالتَوَتِ الشِبَاكُ
وَالتَقَتِ الأشْرَاكُ

فَقَالَ ذاكَ النَاصِح
مَا كُلُ سَعيٍ نَاجِح

هَذَا جَزَاءُ مَنْ عَصَى
نَصِيحَهُ وَانتَقَصَا

للحِرصِ طَعمٌ مُرُ
وَشَرّهُ شَمِرُ

وَكَم غَدَت أمْنِيَّه
جَالِبَةً مَنِيَّه

وَكَم شقاً في نِعم
وَنقمٍ في لُقَمِ

فَقَالَت الجَمَاعَة
دَعِ المَلام السَاعَة

إنْ أقبَلَ القَنَّاصُ
فَمَا لنا مَنَاصُ

وَالِفكرُ فِي الفَكَاكِ
مِن وَرطَةِ الهَلاكِ

أولَى مِن المَلامِ
وَكَثرةِ الكَلامِ

وَمَا يُفِيدُ اللاحِي
فِي القَدرِ المُتَاحِي

فاحْتَلْ عَلَى الخَلاصِ
كَحيلَةِ ابنِ العَاصِ

فقَالَ ذاكَ الحَازِم
طَوعَ النَصُوحِ لازِم

فَإنْ أطَعْتُم نُصحِي
ظَفِرتُمُ بِالنُجحِ

وإنْ عَصَيتُم أمْرِي
خَاطرتُمُ بِالعُمرِ

فقَالَ كُلٌ هَاتِ
فِكرَكَ بالنَجَاةِ

جَمِيعُنَا مُطِيع
وَكُلنَا سَمِيعُ

وَليسَ كُلُ وَقتِ
يَزُولُ عَقلُ الثَبتِ

فَقَالَ لا تُحَرِكُوا
فَتَستَمِر الشَبَكِ

وَاتفِقُوا فِي الهِمَّة
لِهَذِهِ المُلِمَة

حتى تَطِيرُوا بالشَبَك
وَتَأمَنُوا مِن الدَرَكْ

ثُمَ الخَلاصُ بَعدُ
لَكُم عَلي وَعدُ

فَقَبِلُوا مَقَالَه
وَامتَثَلوا مَا قَالَه

وَاجتَمَعُوا فِي الحَرَكَة
وَارتَفَعوا بالشَّبَكَة

فقَالَ سِيرُوا عَجِلا
سَيرَاً يَفُوتُ الأجَلا

وَلا تَمَلُّوا فالمَلل
يَعُوقُ فالخَطبُ جَلل

فَأمَّهُم وراحُوا
كَأنَّهُم رِياحُ

وَأقبلَ الحَبَّالُ
فِي مَشيهِ يَخْتَالُ

يَحسَبُ أنْ البَرَكَة
قَد وقَعَتْ فِي الشَّبَكَة

فأبْصَرَ الحَمامَا
قَدْ حَلَقَتْ أمَامَا

وقَلَّتِ الحَبَّالَه
وَأوقَعَت خَبَالَه

فَعَضّ غَيظَاً كَفَه
عَلى ذهابِ الكِفَّه

فَرَاحَ يَعدُو خَلفَهَا
يَرجُو اللحَاقَ سَفَهَا

حَتَى إذا مَا أيسَا
عَادَ وهو مُبتَئِسَا

وَأقبَلَ الحَمَامُ
كأنَّهُ غَمَامُ

عَلى فَلاةٍ قَفرِ
مِن الأنَامِ صِفرِ

فَقَالَت الحَمامَة
بُشرَاكُمُ السَلامَة

هَذا مَقَامُ الأمْنِ
مِن كُل خَوفٍ يعني

فإنْ أرَدْتُم فَقَعُوا
لا يَعتَرِيكُم فَزَعُ

فَهَذِه المَومَاةُ
لَنَا بِهَا النَّجَاةُ

ولِي بِهَا خَليلُ
إحسَانُهُ جَمِيلُ

يَنعَمُ بالفَكَاكِ
مِن رِبْقَةِ الشِبَاكِ

فَلَجَأوا إليهَا
وَوقعُوا عَلَيهَا

فَنَادْتِ الحَمَامَة
أقْبِل أبَا أُمَامَة

فَأقْبَلَتْ فُوَيرَة
كَأنَّهَا نُوَيرَة

تَقُولُ مَنْ يُنَادِي
أبِي بِهَذَا الوادي

قَالَ لَهَا المُطَوَّق
أنَا الخَليلُ الشَّيِق

قُولي لَهُ فَليَخْرُجِ
وَآذنِيهِ بالمَجِي

فرَجَعَتْ وأقْبَلا
فَأرٌ يَهُدُ الجَبَلا

فأبْصَرَ المُطَوَّقَا
فَضَمَّهُ وَاعْتنَقَا

وَقَالَ أهلاً بِالفَتَى
وَمَرحَباً بِمَنْ أتَى

قَدِمتَ خَيرَ مَقْدَمِ
عَلى الصَدِيقِ الأقْدَمِ

فادْخُل بِيُمنٍ دَاري
وَشَرِّفَن مِقْدَارِي

وَانزِل بِرَحب ودَعَه
وَجَفنَةٍ مُدَعْدَعَه

واِشفِ جوى القلوبِ
بوصلكَ المطلوبِ

فالشوقُ للتَلاقي
قد بَلَغ التَراقي

فَقَالَ كََيفَ أنعَمُ
أمْ كَيَفَ يَهْنَي المَطْعَمُ

وَهَل يطيبُ عيشُ
أَم هَل يقرُّ طيشُ

وَأُسْرَتي فِي الأَسرِ
يَشْكُونَ كُل عُسرِ

أَعناقُهم في غلِّ
وكلُّهم في ذلِّ

فَقَالَ مُرنِي أئتَمِر
عِدَاك نَحسٌ مُستَمِر

قَالَ أقرِضِ الحبَّاله
قرضاً بِلا مَلالَه

وخلِّص الأَصحابا
واِغتنم الثَوابا

وَحُلّ قَيد أسرِهِم
وَفُكَهُم مِن أسرِهِم

قَالَ أمَرتَ طائعاً
وَخَادِماً مُطاوِعا

فَقَرَضَ الشِبَاكَ
وَقَطَعَ الأشرَاكَا

وَخَلَصَ الحَمامَا
وَقَد رَأى الحِماما

فأعلَنوا بحمدِه
وَاعتَرَفوا بِمَجدِه

فَقَالَ قَرُّوا عَينَا
وَلا شَكَوتُم أينا

وَقَدَّمَ الحُبوبَا
للأكلِ وَالمَشرُوبَا

وَقَامَ بالضّيَافَة
بالبِشرِ واللطَافَة

أَضَافَهُم ثَلاثَاً
مِن بَعدِ مَا أغَاثَا

فَقَالَ ذَاكَ الخِلُ
الخَيرُ لا يُمَلُّ

فُقتَ أبَا أُمَامَة
جُوداً عَلى ابن مَامَة

وَجِئتَ بِالصدَاقَة
بِالصِدقِ فَوقَ الطَّاقَة

ألبَستَنَا نِطَاقَاً
وَ زِدتَنَا أطوَاقَا

مِن فِعلِكَ الجَميلِ
وَفَضلِكَ الجَزِيلِ

مِثلُكَ مَن يُدَّخرُ
لِرَيبِ دَهرٍ يُحذَرُ

وَتَرتَجِيهِ الصَّحبُ
إِنْ عَنَّ يَوماً خَطبُ

فإذَنْ بالانصِرَافِ
لَنَا بِلا تَجَافي

دَامَ لَكَ الإنعَامُ
مَا غَرَّدَ الحَمَامُ

وَدُمتَ مَشكورَ النِّعَم
مَا رَنَّ شَادٍ بِنَغَم

فَقَالَ ذَاكَ الفَارُ
جِفَا الصَديق عَارُ

وَلستُ أرضَىَ بُعدَكُم
لا ذُقتُ يَوماً فَقدَكُم

وَلا أَرَىَ خِلافَكُم
إنْ رُمتُم انصِرافَكُم

عَمَّتكُم السَلامَة
فِي الظَّعنِ وَالإقامَة

فَودَّعوا وانصَرَفوا
وَالدَّمعُ مِنهُم يَذرِفُ

فَاعْجب لِهَذَا المَثَلِ
المُغرِبِ المُؤثَّلِ

أورَدتُه لِيُحتَذَى
إذا عَرَى الخِلَّ أذَىَ
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 27-07-2005, 03:41 AM
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: على ربوع النيل
المشاركات: 28
إفتراضي

- فصل في
اتحاد الصديقين


الصِدقُ فِي الوِدَادِ
يَقضِي بالاتِحَادِ

فِي النَّعتِ والصِفَاتِ
وَالحَالِ وَالهَيئاتِ

وَيُكِسي المَشوقَ
مَا يُكسِبُ المَعشُوقَ

حَتَى يَظُنّ أنَّهُ
مِنَ الحَبيبِ كُنهَهُ

لِشدَّةِ العِلاقَة
وَالصِدق فِي الصَدَاقَة

وَهذه القضيَّة
فِي حُكمِهَا مَرضِيَّة

أثبَتَهُ البَيَانُ
وَالنَّقلُ وَالعِيَانُ

كَذَاكَ قَالَ الأوَّل
الحَقُ لا يُؤوَل

نَحنُ مِنَ المُسَاعَدة
نَحيَا بِرُوحٍ وَاحِدَة

وَمَثَّلوا بالجَسَدِ
وَالرُّوحِ ذي التجَرُدِ

فالرُّوحُ إِنْ أَمرٌ عَنَا
تَقولُ للجِسمِ أَنَا

وقَالَ جُلُّ الناظمِ
مستَنَدُ الأَعاظِمِ

من العلومِ قد نَشر
منصور أستاذُ البَشر

وَأمرُ هذا الحُكمِ
لم يَقترِن بِعِلمِ

وَأنَّهُ قَدْ ظَهَرَا
مُشَاهداً بِلا مِرا

فَمِنهُ مَاَ جَرَى لِي
فِي غَالبِ الليالي

أصَابَني يَوماً ألم
مِن غَيرِ إنذارٍ أَلَم

فاحتَرتُ مِنهُ عَجَبَا
لمَا فَقَدتُ السَبَبَا

وَاستغرَقتني الفِكَرُ
حَتَى أتاني الخَبَرُ

أنَّ حَبيبَاً لِي عَرَض
لِجسمِهِ هَذا المَرَض

فازدادَ عِندَ عِلمِي
تَصدِيقُ هَذَا الحُكمِ

فالصدقُ فِي المَحَبَّة
يُوجِبُ هَذي النِسبَة

فَكُنْ صَدِيقاً صَادِقاً
وَلا تَكُن مُمَاذِقَا

حَتَّى تَقول مُعلِناً
إني ومَنْ أهوَى أنَا
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م