المزاح..بين المشروع و الممنوع..
معنى المزاح: المزاح بمعنى الممازحه و هو الانبساط مع الغير من غير تنقيص او تحقير له باي لون من الالوان
قيل لسفيان بن عيينه:المزاح هجنه؟ فقال:بل هو سنه, لكن لمن يحسنه و يضعه في مواضعه .
سئل بعض السلف عن مزاحه صلى الله عليه و سلم فقال:كانت له المهابه العظمى,فلو لم يمازح الناس لما اطاقوا الاجتماع به و التلقي عنه ,و كان يمزح و لا يقول الا حقا.
انواع المزاح
(1) المشروع:و هو الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلمو اصحابه و السلف الصالح رحمهم الله من بعده ما رسمه لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم من البعد عن الكذبحيث ورد في الحديث الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال:قالوا يا رسول الله:انك تداعبنا, قال: "نعم غير اني لا اقول الا حقا" و هذا المحفوظ عنه صلى الله عليه و سلم طول حياته , و لكن عندما كثر المزاح و خرج عن المشروع وضع له ضوابط و اهداف
اما عن اهدافه
(1) التعليم
(2) التخلص من الخوف و الغضب او القلق فان الانسان اذا مزح ادخل على نفسه شيئا من السرور و التسليه
(3)التخلص من السام و الملل
(4)التخلص من المواقف الصعبه..بين زوجه و زوجها,او طالب مع شيخه, فياتي صاحب هذا الموقف بمزحه تضحك الشخص المعني فيصفح عنه
(5)على سبيل الملاينه و الملاطفه و تتطييب خاطر الصديق فقد قال صلى الله عليه و سلم:"تبسمك في وجه اخيك صدقه"
ضوابط المزاح
(1)ان لا يكون الا صدقا لانك ان لم تصدق كذبت
(2)ان لا تؤذي قلبا لانه يورث العداوة و البغضاء
(3)ان لا تفرط فيه لان الافراط يورث كثرة الضحك و كثرة الضحك تميت القلب
(4)ان لا تداوم عليه لانك ستسال عن وقتك فيما افنيته
(5)ان تتجنب الاساءة
و النوع الثاني من انواع المزاح هو المذموم
و هو ما درج عليه اكثر الناس من المزاح الباطل المذموم ,و قد يكون حراما ,فهناك من الناس من يمازح و ليس غرضه الا ان يضحك الناس و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"ان العبد ليتكلم بالكلمه من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها الدرجات و ان العبد ليتكلم بالكلمه من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم"
و خلاصه القول ان المزاح المنهي عنه هو الذي فيه افراط و يداوم عليه و يورث الضحك و قسوة القلب و يشغل عن ذكر الله و الفكر في مهمات الدين و يؤول في كثير من الاوقات الى الايذاء و يورث الاحقاد و يسقط المهابه و الوقار, فاما من سلم منذلك فهو من المباح و الذي كان يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم على الندرة لمصلحه تطيب خاطر المخاطب و مؤانسته
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " لا يؤمن العبد الايمان كله حتى يترك الكذب من المزاحه و يترك المراء ان كان صادقا"
منقول "بتصرف"
__________________
كن في الدنيا عابر سبيل
|