مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-01-2007, 01:42 AM
بلوشستاني للأبد بلوشستاني للأبد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 177
إفتراضي حرب الموانيء الخفية علي الخليج-أحمد موفق زيدان

حرب الموانيء الخفية علي الخليج


أحمد موفق زيدان

الزائر إلي إقليم بلوشستان الباكستاني والذي يشكل نصف مساحة باكستان جغرافيا وأقل من خمسة بالمئة من سكانها يلمس التباين الكبير بينه وبين الأقاليم الباكستانية الأخري‏,‏ فهذا الإقليم المهمل منذ الاستقلال والذي أقنع أهله البلوش بالالتحاق بباكستان الوليدة عام‏1947‏ بعد الانفصال عن الهند كان يأمل أن ينال حقوقا سياسية واقتصادية تليق به‏,‏ وتليق بمكانة امتلاكه هذه الخيرات‏,‏ كون الإقليم يختزن أكثر من نصف طاقة باكستان الغازية والنفطية‏,‏ ولكنه كان كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق رؤوسها محمول‏,‏ إذ أن العديد من القري التي زرناها كانت تفتقر إلي وجود الغاز بينما ينعم به سكان الأقاليم الأخري‏.‏
الناس هنا يعيشون حالة أشبه ما تكون بحياة الناس في القرون الوسطي التي قرأنا عنها ويخيل للزائر حين يصل إلي هذه المنطقة وكأنه يهبط لتوه علي سطح القمر يسعي جاهدا تلمس مواطئ قدمه‏,‏ فالفقر والتخلف وضعف البني التحتية في أرذل صورة ومنظر‏.‏
حرب الطاقة ليس قصرا علي العراق والشرق الأوسط ووسط آسيا فهذا الإقليم المهمل والغائب عن وسائل الإعلام يعيش حرب طاقة حقيقية‏,‏ تنعكس تجلياتها بين أبناء البلد الواحد وحرب خفية بين دول الجوار علي أساس أن أنابيب الغاز التركماني القادمة من تركمانستان إلي باكستان والهند ثم اليابان من المفروض أن يكون الإقليم معبرا لها‏,‏ لكن الهند بدأت تتعلل بالحوادث العنفية والمسلحة التي تقع في الإقليم الأمر الذي لن يضمن في نظرها سلاسة وصول الغاز إليها ينضاف إلي ذلك مخاوفها من أن تتحكم باكستان عدوتها التقليدية علي المدي البعيد في مصدر طاقتها وهو ما يعني ممارسة ضغوط عليها وابتزازها في المستقبل حال وقوع أي مواجهة بين البلدين النوويين‏.‏
ولفهم ما يدور في ذلك الإقليم وأدوات اللعبة الداخلية والإقليمية والدولية لا بد من التفصيل في الموضوع كونه تتداخل فيه عناصر متعددة ومصالح متنوعة‏,‏ وحتي المصالح تتفرع عنها مصالح مما يجعل خيوط اللعبة متداخلة وأكثر تعقيدا في فهمها

فضلا عن حلها وتسويتها‏.‏
من يقاتل من في بلوشستان؟‏!‏

اشتدت الأعمال المسلحة في الإقليم خلال الأشهر الماضية واتخذت أشكالا وأنماطا خطيرة تنذر بتفسير وتحليل جديد لهذه الظاهرة من كون أصحابها يطالبون فقط بحقوق سياسية واقتصادية إلي تفسير يقول بأنهم دخلوا مرحلة المطالبة حتي بالانفصال وتعذر العيش سوية مع الأقاليم الأخري وهو ما لمسناه أحيانا مصرحا به وأحيانا ملمحا به‏,‏ فالأعمال المسلحة التي يقوم بها ما بات يعرف بجيش تحرير بلوشستان وهو ذو خلفية يسارية مدعوم في السابق من الاتحاد السوفيتي السابق‏,‏ هذا الجيش كان يركز أعماله المسلحة علي أهداف عسكرية وحكومية ولكنه تعدي في هجماته خلال الفترة الماضية إلي استهداف شركة النفط الحكومية الباكستانية في كراتشي والذي تورط فيها حفيد نواب أكبر بوجتي زعيم قبائل بوجتي المتمردة علي الحكومة المركزية‏,‏ كما استهدف الجيش البلوشي مدنيين بنجابيين حين فجر حافلة نقل متوجهة إلي إقليم البنجاب علي خلفية أن أهالي هذا الإقليم يتحكمون في الحياة السياسية والعسكرية لباكستان‏,‏ ووصل الاستهداف حتي ضرب القطار داخل البلد وهو ما يذكر بنفس الأسلوب الذي اعتمدته مليشيات مختي بهائي البنغالية خلال مرحلة انفصال بنغلاديش عن باكستان عام‏1970-1971.‏
خاض الإقليم ومتمردوه طوال السنوات الماضية خمس حالات تمرد ضد الحكومة المركزية واندفع بعض قادة التمرد إلي أفغانستان طلبا للأمن والسلامة ووفرت الحكومة الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفياتي آنذاك حماية لهم نظرا للتشاطر الأيديولوجي الشيوعي‏,‏ وبعد سقوط النظام الشيوعي الأفغاني تمكنت باكستان من استعادتهم‏,‏ ولكن تصريحات الرئيس مشرف الأخيرة بعد التمرد البلوشي الجديد أعطت مؤشرا خطيرا علي عزم المؤسسة العسكرية التعامل مع الأمر بخشونة وحل أمني وهو الذي فشل حتي الآن‏,‏ وعجز كل السياسيين الباكستانيين حتي الآن في إيجاد قاسم مشترك بين المتمردين البلوش والمؤسسة العسكرية لوقف نزيف الدم هناك‏.‏

الكثير من الأهالي في الإقليم يحملون تدهور الأوضاع إلي فيلق الحدود لمعاملته الخشنة للمدنيين وتحديدا في جباية الأموال والضرائب منهم‏,‏ وكما وصف لنا الوضع أحد الأهالي إنهم يمصون دماءنا ونحن فقراء لا أموال لدينا‏,‏ وهناك من المحللين من يتهم الحكومة المركزية وتحديدا العسكر المسئولية بسبب حالة الانسداد السياسي التي عاشتها باكستان خلال السنوات الست الماضية من حكم الرئيس الباكستاني برفيز مشرف‏,‏ فالكل يعرف كما قال أحد المحللين البلوش في جامعة بلوشستان فضل عدم الكشف عن اسمه بأن العسكر هم الذين يحكمون‏,‏ الأمر الذي همش دور النخب السياسية ودفع البعض إلي التعبير عن نفسه عبر وسائل أخري‏,‏ ولم تعد الأحزاب السياسية تقود العمل الشعبي والجماهيري وإنما فئة من المليشيات والمسلحين‏.‏

حرب الغاز أم حرب الآخرين في بلوشستان؟‏!‏

تلعب الطاقة والغاز منها هذه الأيام دورا محوريا في رسم سياسات الدول الكبري والصغري‏,‏ ولا حاجة للتدليل علي ذلك‏,‏ وفي ظل ما تعيشه المنطقة العربية من فوضي وإمكان تضرر مصالح القوي الكبري من هذه الفوضي التي ستؤثر علي جريان النفط والغاز إلي القوي الكبري فإن إقليم بلوشستان لوجود الغاز فيه أولا ولكونه معبرا وممرا للغاز الإيراني والتركماني تبرز أهميته بشكل فاعل ولافت‏,‏ فالهند غير مرتاحة لمد هذه الأنابيب عبر باكستان وهو ما سيجعل باكستان تتحكم في مصادر الطاقة الهندية في أوقات السلم والحرب‏,‏ بالإضافة إلي تصاعد أهميتها كقوة إقليمية فاعلة في الشئون الإيرانية والتركمانية والهندية وربما اليابانية علي المدي البعيد كون هذه الأنابيب التي يطلق عليها أنابيب السلام من المقرر أن تصل حتي إلي طوكيو‏.‏


وعلاوة علي هذه المكانة الجغرااستراتيجية التي تحسد الهند باكستان عليها ستكون هناك عائدات مالية من وراء هذه الأنابيب‏,‏ كل ذلك يدفع الهند إلي التفكير جديا لإقناع طهران وغيرها بمد هذه الأنابيب عبر البحر وليس عبر باكستان مستخدمة شماعة الأوضاع الأمنية المتدهورة والتي ينفذها كما تقول إسلام آباد وكيلها في المنطقة‏'‏ جيش تحرير بلوشستان‏',‏ وقد ظهر ذلك في تصريحات الخارجية الهندية الأخيرة حين دعت باكستان إلي التعامل اللطيف مع إقليم بلوشستان المضطرب وهو ما ردت عليه الخارجية الباكستانية بالقول‏:‏ إن علي الهند أن تنشغل في شئونها الداخلية‏,‏ مثل هذا الواقع دفع بعض المحللين إلي القول بأن بلوشستان ربما يؤثر سلبا علي تحسن العلاقات الظاهري بين البلدين الهند وباكستان‏.‏
إلي جانب الاتهام الباكستاني الخفي للهند بالوقوف خلف ما يجري في بلوشستان هناك أصوات باكستانية خافتة وأغلبها اتهامات أمنية لأفغانستان بالضلوع في تمويل البلوش أو بالسماح للهنود بالوجود علي أراضيها من أجل دعم المتمردين البلوش وظهر ذلك في حديث الباكستانيين عن وجود أكثر من‏300‏ كوماندوز هندي في جنوب أفغانستان علي الحدود مع باكستان وهو ما تراه باكستان لعبا بالنار في بلوشستان‏.‏

جيش تحرير بلوشستان وبشكل أراد أو لم يرد فإنه باستهدافه أنابيب الغاز وعلي أساس يومي يعزز القناعة الهندية ويبررها ويسوقها إلي الدول المعنية وإلي دول العالم بأن باكستان لن تكون قادرة علي ضمان مرور هذه الأنابيب في أراضيها‏,‏ وقد انعكس ضرب هذه الأنابيب بشكل سلبي وكبير علي المصانع الباكستانية المنتشرة في إقليمي السند والبنجاب التي تعتمد بشكل أساسي علي الغاز القادم عبر هذه الأنابيب ومن الإقليم المضطرب‏.‏

حرب الموانئ

مصطلح حرب الموانئ ليس بدعا في هذه المنطقة فقد ظهرت حرب الموانئ في المنطقة العربية غير مرة ولكن الملاحظ أن لحرب الموانئ في باكستان تحديدا هذه المرة وحصرا في ميناء جوادر أهمية خاصة لكون قوي عالمية ومنطقوية دخلت علي الخط علي أساس أن إقلاع هذا المشروع الحيوي سيلحق أفدح الضرر بالموانئ الأخري وسيسرق الأضواء منها لسببين الأول‏:‏ الميناء يتمتع بعمق مياه لافت يخوله استقبال البواخر الضخمة بخلاف الموانئ الأخري‏,‏ والثاني‏:‏ هو قرب المنطقة من آسيا الوسطي التي تعد محط أنظار وقبلة المستثمرين جميعا في المستقبل‏,‏ ولكل دولة من هذه الدول مصلحة خاصة بها في وقف هذا المشروع‏,‏ فمثلا ميناء تشار بهار الإيراني ـ الهندي المشترك سيتضرر وسيقتل قبل أن ينطلق في حال تشغيل ميناء جوادر سيما أن الميناء الهندي ـ الإيراني المشترك هدفه الوصول إلي أسواق آسيا الوسطي بينما الميناء الباكستاني سيوفر ذلك وسيختصر أكثر من ثلثي المسافة المتمثلة بنقل البضائع من الميناء إلي وسط آسيا‏.‏
أما اللوحة الدولية فهي أعقد من اللوحة الإقليمية ففي اللوحة الدولية تبرز المصلحة الصينية والأمريكية فالصين التي تشارك باكستان في بناء ميناء جوادر ضغطت عليها أمريكا في الأشهر الماضية لعدم افتتاح الميناء برعاية رئيس وزراء الصين‏,‏ وامتثلت باكستان للضغط ربما في الوقت الحالي كون باكستان تنظر إلي الصين كحليف استراتيجي والعكس صحيح‏,‏ أما باكستان وأمريكا فكلاهما يعرفان ويدركان أنهما حليفان تكتيكيان لبعضهما البعض‏.‏
واشنطن تخشي من وصول الصين إلي المياه الدافئة وبالتالي هذا الميناء لن تقتصر أغراضه علي الغايات الاقتصادية وإنما الغايات العسكرية‏,‏ سيما أن أي ميناء بالإمكان تحويله إلي ميناء عسكري بسهولة‏,‏ فالصين إن وجدت قوتها علي فم الخليج فهي قادرة علي شل وتعطيل خطوط الطاقة الأمريكية القادمة من المنطقة العربية وحينها لن يكون في مقدور أمريكا أن تتحدث لأوربا عن سيطرتها علي مصادر طاقة الأخيرة‏,‏ وعلي هذه الخلفية تسعي الصين جاهدة إلي افتتاح الميناء وتسعي في المقابل أمريكا بكل ما أوتيت من قوة إلي إبطال هذا المشروع الحيوي والذي سيلحق بها أفدح الأضرار‏.‏
لكن لواشنطن حساباتها الأخري منها خشيتها من أن ينتقل تركيز اهتمام الجيش الباكستاني علي هذه المنطقة خاصة بعد أن دفع بأهم ستة من ألويته إلي تلك المنطقة وهو ما سيؤثر بأدائه علي ما يوصف بالحرب علي الإرهاب‏,‏ يتقاطع ذلك مع قناعات بعض النخب الباكستانية أن ثمة مخطط لتفتيت بلادهم وإقامة دولة بلوشستان ظهر بعضها ضمن كتاب صدر في كندا عن بلوشستان عام‏2006,‏ كل ذلك يعمق من اللاثقة بين الباكستانيين والأمريكيين وإمكان شعور الباكستانيين بالخيبة إزاء الأمريكيين بعد أن دعموهم طوال طريقهم في الحرب علي ما يوصف بالإرهاب‏.
__________________
ان يسرقوك{بلوشستاننا} من تاريخنا
لن ينزعوك من صدورنا{ بلوشستاني... الهوية و الانتماء..حتى الممات}
{هدفنا اعادة البناء و تصحيح المسار لهذة الصحوة}
:: احرام على بلابله الدوح،حلا ل على الطير من كل جنس::http://www.peakbagger.com/map/r434.gif
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م