مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-03-2006, 02:48 PM
عربي سعودي عربي سعودي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: السعودية - الرياض
المشاركات: 2,185
Arrow عندما طرد الفهد السفير الأمريكي

لن ينصف أحد فقيد الأمة الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم الاثنين أول شهر أغسطس/آب 2005، أكثر من التاريخ.

التاريخ الذي يقدم المآثر، ويتعاطى مع الأفعال باعتبار النتائج. التاريخ الذي لا يزور، ولا يحيف في تقييم الأعمال، ولا يميل في تقدير القرارات.

لم تكن السعودية طوال الفترة التي حكم فيها الملك فهد بن عبدالعزيز منذ 1982 وحتى وفاته في العام 2005، وقبل ذلك أيضاً عند الأخذ في الاعتبار ان فهد بن عبدالعزيز كان هو المحرك الرئيسي للسياسة السعودية إبان ولايته للعهد في حقبة أخيه الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز، لم تكن السعودية دولة تعيش على هامش التاريخ او الجغرافيا، أو الاقتصاد او السياسة، او حتى الدين، فهي من هذه المكونات في الصدارة.

أما الدين، فقدر السعودية مرتبط بالإسلام عقيدة وشريعة، وقد اختار تأكيد هذا الوثاق المتين مؤسس السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وسار ابناءه على هذا النهج، والحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، يصنعان مكوناً أساسياً وفاعلاً في سياسات البلاد، والى المسجد الحرام يتوجه أكثر من مليار مسلم حول العالم في خمس صلوات يومية على الاقل، ويقصد السعودية في زيارة المشاعر المقدسة كل عام ملايين البشر، ويشكل الاسلام والعناية بالحرمين مفصلاً رئيساً في سياسات البلد، ففي النظام الاساسي للحكم في مادته الاولى ان "المملكة العربية السعودية دولة عربية اسلامية(...) دينها الاسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله". و"يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله وسنة رسوله وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع انظمة الدولة" (المادة7). و"تحمي الدولة عقيدة الاسلام، وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله"(المادة 23). "تقوم الدولة باعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما، وتوفر الامن والرعاية لقاصديهما بما يمكن من اداء الحج والعمرة والزيارة بيسر وطمأنينة".(المادة 24).

أما التاريخ، فالأسرة الحاكمة السعودية تمتد لما يزيد عن 300 عام في حكمها للبلاد، عبر ثلاث دول هي الدولة السعودية الاولى، الثانية، والثالثة، واختيار السعوديين الاسلام منهجاً وشريعة، يقترن بتاريخ الاسلام الذي هو قدر الجزيرة العربية حيث بعث النبي محمداً صلى الله عليه وسلم في مكة وانشأ دولة الاسلام الاولى في المدينة.

وأما الجغرافيا فالسعودية تقع في وسط العالم رابطة بين شرقه وغربه، وأما الاقتصاد، فهي المصدر الأكبر للنفط في العالم، وأكبر دولة تختزن أراضيها احتياطياً نفطياً، كل ذلك جعل بالسعودية تلعب دوراً سياسياً لافتاً في المنطقة والعالم.

وفي هذه الأجواء عاش فهد بن عبد العزيز وهو منذ كان صبياً يافعاً، كان يقضي وقته في اروقة السياسة رفقة والده واخوانه الكبار، فمنذ ولادة الملك الراحل في العام 1921 في كنف دولة والده الفتية آنذاك، التي ما برحت ناشئة اثر استعادة عبدالعزيز ملك اباءه، مؤسساً الدولة السعودية الثالثة.

ولم يكمل فهد السادسة عشرة من عمره إلا وكان ضمن وفد رأسه شقيقه الملك فيصل الى الامم المتحدة، وبعدها بعامين او ثلاثة كان موفداً نيابة عن والده في لقاءات زعماء البادية والقبائل. ومنذ تأسيس مجلس الوزراء السعودي قبل ما يزيد على 55 عاماً وفهد عضو اساسي فيه.

ففي 1953 عين وزيراً للمعارف (التربية والتعليم)، وفي العام 1962 اصبح وزيراً للداخلية، ثم نائباً لرئيس مجلس الوزراء في العام 1967 بالاضافة الى مهامه في الداخلية.

واذا كان العلم والامن هما اهم اساسين في تكوين المجتمعات المتحضرة، فإن تولي فهد حقيبتي التعليم والداخلية صاغتا هذا المفهوم في ذهنه جيداً فانعكس ذلك على سياسته وحكمه بشكل كبير. فالسعودية من أقل الدول العربية في مستوى الأمية. وبات مستحيلاً أن تجد من هو دون الثلاثين من العمر في ارجاء المملكة الشاسعة وهو لا يجيد القراءة والكتابة.

وستبقى سياسة فهد بن عبدالعزيز، باني الدولة الحديثة في السعودية، حديثاً للأجيال.

وإن كانت التقارير الغربية التي تتحدث عن السعودية تشير الى ان الملك الراحل كان يميل في سياسته الى تعزيز العلاقات السعودية مع الغرب بعامة والولايات المتحدة على وجه الخصوص، فإن السياسة السعودية التي لا تعتمد الى البروباجندا والاضواء الاعلامية وجعجعة الصحافة وتطبيلها، وقفت ممثلة في فهد بن عبدالعزيز موقفاً صلباً عندما امر السفير الاميركي في السعودية في العام 1988 بمغادرة البلاد احتجاجاً على تدخله في شأن لا يخصه عندما احتج السفير الاميركي على صفقة الصواريخ الصينية التي ابرمتها الرياض مع بكين.

كان السفير الاميركي يعتقد ان امضاء هذه الصفقة بسرية ودون اخبار واشنطن الحليف الغربي القوي للرياض، يمكن ان يؤثر سلباً على العلاقات الاستراتيجية السعودية- الاميركية. وكان الملك فهد يعتقد ان هذه بجاحة من السفير لا يجب ان تكون، وان تدخله في شأن لا يخصه، فيما يتعلق بأمر بلد ذو سيادة كاملة، يجب ان يعاقب عليه السفير بالطرد.

كان يمكن ان يذهب الملك فهد بعيداً، ويشتط في ردة فعله، فيؤثر هذا الموقف على علاقة مهمة واستراتيجية بين البلدين، لكنه لم يشأ رحمه الله، ان يكون الرد سوى على جنس الخطأ. واستمرت العلاقات بين البلدين قوية واستراتيجية وبالذات بعد غزو صدام حسين الكويت قبل خمسة عشر عاماً بالضبط، عندما اتخذ الفهد قراراً مصيرياً حافظ به على خارطة المنطقة وانظمتها، حين قرر مواجهة صدام حسين والسماح للقوات الاجنبية باتخاذ السعودية منطلقاً لعملياتها من اجل تحرير الكويت.

هذا ما عنيته تماماً عندما قلت أن فهد لم يأت الى سدة الحكم في فترة رغد واستقرار سياسي، بل كانت فترة حكمة تضج بالمتحركات وتمور بالتغيرات في الداخل والخارج، لكن العظماء هم الذين يقفون في وجه التحديات ويتخذون القرارات المصيرية بحسم.

لقد رأينا أثر قرار الفهد بالسماح للقوات الاجنبية بالدخول الى السعودية لمواجهة صدام ضمن المجتمع الدولي، وهو القرار الذي عارضه الشارع العربي في معظمه، لكن اللحظة لم تكن لحظة مراعاة لعواطف الشارع، بل كانت تتخذ من المقولة الشهيرة:"اكون او لا اكون" شعاراً اساسياً لها، ولو لم يكن ذاك القرار لتغير وجه المنطقة بالكامل.

لقد كان الفهد يعلم تبعات قراره ذاك، ولعل من ذيوله ان السعودية تعاني من دين عام داخلي يبلغ ما يزيد على 600 مليار ريال، ساهم في الجزء الاكبر منه تكاليف حرب الخليج الثانية، لكن الاموال لا تعادل شيئاً امام الوطن والانسان، ومن هنا تأتي عظمة الراحل الكبير غفر الله له.

هانحن الآن في العام 2005 وليس في السعودية جندي أميركي واحد، بينما كان المجعجعون والمهولون في التسعينات عرباً وسعوديين، يبشروننا بالجنود الاميركيين يملكون بيوت السعوديين ويرفلون فيها، لكنه الفارق بين من يعمل ومن يرفع عقيرته بالجعجعة والشعارات.

رحم الله فهد بن عبدالعزيز، واعان خلفه عبدالله بن عبدالعزيز على المسؤولية من بعده.

تركي الدخيل
http://www.alarabiya.net/Articles/2005/08/01/15482.htm
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م