مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-08-2003, 09:53 PM
فولتير فولتير غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
المشاركات: 14
Post التحليل النفسي للشخصية ألأمريكية"2"..."...((نقلاً عن المركز العربي للدراسات المستقبلي

sec 1

الدراسات السابقة

تجد الانثروبولوجيا الثقافية جذورها في تاريخ الفكر الانساني. ولعل اقدم الملاحظات الانثروبولوجية هي تلك المنقولة عن المؤرخ هيرودوتس الذي لاحظ الفوارق بين العادات الأغريقية والعادات الفرعونية. ثم توالت الملاحظات الشبيهة مع تنامي امكانيات الاختلاط بين الأمم عبر التاريخ. حتى وصلت الى تقارير منظمة تتعلق ، بخصوصيات الأمم، من اعداد المبشرين الدينيين. الا أن تحول الانثروبولوجيا الثقافية الى فرع علمي مستقل تأخر لغاية الحرب العالمية الثانية. حين قادت الولايات المتحدة دراسات الشخصية القومية من منطلق فائدتها في التعرف على بنية وهيكلية مجتمعات الأعداء. اضافة الى التعرف على اساليبهم التفاعلية وردود افعالهم المحتملة امام الأحداث والشائعات وغيرها. وتولت هذه المهمة هيئات رسمية اميركية استعانت بكبار الباحثين الانثروبولوجيين في حينه. فقد عمل العالم "باتسون" في هذا المجال لدى مكتب الخدمات العسكرية الأميركي (المخابرات في حينه). كما عمل العلماء "غورير" و "لايون" و"كلاكهوهن" في مكتب المعلومات البحرية الأميركية (فرع المخابرات الآخر في حينه). وقام هؤلاء بدراسة الشخصيات القومية في الدول الصديقة والعدوة على حد سواء. الا ان الأهتمام تركز في حينه على الشخصية اليابانية (بسبب جدية التهديد الياباني وخطورته اثناء تلك الحرب) والشخصيات الرومانية والتايلاندية والروسية والألمانية بالطبع.

اما بالنسبة الى الدراسات المتعلقة بالشخصية الأميركية فقد تأخر ظهور اول الدراسات المنشورة في هذا المجال الى العام 1948 عندما نشر العالم "غورير" كتابه المعنون:

Gorer.G: The American People,A Study in National Character, W.W. Norton,NY,1948

في هذه الدراسة يلاحظ غورير ان الأميركيين يطبقون نظاما صارما بالنسبة لمواعيد ارضاع اطفالهم. ومن الطبيعي ان الطفل يحتاج الى فترة للتكيف مع هذا النظام (الموضوع من قبل بالغين عاجزين عن التحديد الدقيق لحاجات الطفل. خصوصا وانها عشوائية وغير منتظمة). خلال هذه الفترة يمر الطفل بتجربة الجوع التي تغضبه فيعبر عنها بالصراخ. ويستنتج غورير ان الشعور بالخوف من الجوع يلازم الاطفال الأميركيين على مدى حياتهم. وهذا سبب الاحتجاجات الأميركية الشعبية على المعونات الأميركية التي قد تؤدي الى مجاعة أميركية في حال استمرار توريد الأغذية الى الخارج. ويدعم الباحث هذا التحليل بالخوف الذي يجتاح الأميركيين من احتمالات تناقص المحاصيل الزراعية في المستقبل (كانت هذه المخاوف منتشرة في حينه في المجتمع الأميركي). كذلك يربط غورير بين تجربة الجوع هذه وبين اهتمام الأميركي بصدر المرأة. ويصف المرأة الأميركية بانها شبقية وعمياء معتبرا هذه الصفات على علاقة بجوعها ابان فترة الرضاعة.

والواقع ان هذه الدراسة تعرضت لانتقادات عديدة اهمها ان الباحث يؤكد على كون مرحلة الطفولة محددة للشخصية البالغة (توجه تحليلي-فرويدي). ومع ذلك فان أثر مرحلة الطفولة غير قابل للالغاء وان لم يكن وحده المحدد لشخصية البالغ. بل اننا ،وبالرغم من تغير الظروف والمعطيات، لا نزال نلاحظ خوف الأميركي من الجوع في مواقف عديدة. مثل الجماعة التي كانت تخزن الأطعمة في اقبية خاصة تحسبا للحرب النووية. وكذلك الاهتمام الأميركي البالغ بالرفاهية الأقتصادية. وهو الاهتمام الذي جعل كلينتون يفوز على بوش تحت شعار"اميركا أولا". ومن احدث تبديات هذا الخوف من الجوع ذلك الشلل الذي اصاب تجارة البيع بالتجزئة في النصف الثاني من العام 2000 حين قتر الأميركيون على انفسهم حفاظا" على مدخراتهم. التي اعتبروها مهددة بسبب التغيير المرافق لسياسة الرئيس المقبل. وكان قرار خفض سعر الفائدة بعد فوز بوش على علاقة بهذا الخوف. فهذا الخفض يسمح للمواطن العادي بالاقتراض بفائدة اقل مما يشجعه على الانفاق ويحرك جمود تجارة التجزئة.

واذا كان غورير قد التمس نقطة الضعف هذه فان ذلك لايعني بحال استمرار صلاحية تحليله للشخصية الأميركية. فقد لحق التغيير بنظم التربية (نعايش حاليا الجيل الأميركي الذي تربى وفق مباديء الدكتور سبوك.وهو ما عرف بالتربية الحديثة التي حولت الأطفال الى متحكمين بأهاليهم) وبالتركيبة الديموغرافية ومستوى الدخل الفردي ومستوى الهيمنة العالمية للولايات المتحدة. هذه المتغيرات وكثيرة غيرها تسقط تحليل غروير وتجعله مجرد مرجع لتلك الحقبة. وهذا يقودنا الى طرح السؤال حول الشخصية الأميركية المعاصرة بعد كل هذه التبدلات؟.

ان الموزاييك الأميركي، الذي يزداد تعقيدا مع مرور الوقت، يقطع الطريق امام مجرد محاولة الحديث عن شخصية اميركية بالمعنى القومي لسمات الشخصية الجمعية. ولقد ادرك الأميركيون هذه الاستحالة لذلك طرحوا المسألة على صعيد ما اسموه ب:"نمط الحياة الأميركية". بما ينسجم مع تعدديتهم التي تضعهم في ردة فعل دفاعية-فكرية تجعلهم يرفضون القوميات والافكار القومية. وهذا ما سيقود للحديث عن الأمة الأميركية عوضا عن القومية الأميركية. وبذلك يصبح استكشافنا لهذه الشخصية مرتبطا بالفكر المقرر لنمط الحياة الأميركي. وهو الفكر البراغماتي الانساني. الذي تسعى الولايات المتحدة اليوم الى عولمته. بما يعادل فرض نمط الحياة الأميركي على شعوب العالم. وهنا تكمن مفارقة شديدة الأهمية. اذ ان نمط الحياة هو سلوك برهنت التجربة الأميركية على كونه قابلا للاعتماد من اشخاص وجماعات ينتمون الى مختلف الثقافات والأعراق. والسلوك هو نمط تصرفات وحياة قابل للاعتماد من قبل الشخصيات المختلفة. اي انه من الممكن اعتماد النمط السلوكي مع الحفاظ على الشخصية ومعها على الفروق الفردية. وهذا ما يقودنا للحديث تفصيلا عن نمط الحياة الأميركي ومنطلقاته الفكرية التي طالما تعرضت للسخرية لكونها لاترقى الى مجال الفلسفة. وهذا ما حال دون تحويل هذا النمط الى نظام ايديولوجي. وها هو هذا النمط يحفظ استمراريته بعد غياب (سقوط) الأيديولوجيات. لدرجة استغلال الفراغ، الناجم عن هذا الغياب، من اجل الدعوة لعولمة هذا الفكر (البراغماتي) ونمطه الحياتي.



sec
1- البراغماتية الانسانية
نصادف عناصر الفكر البراغماتي موزعة في محطات عديدة من التراث الانساني. بل اننا نجد اثر هذه العناصر في بعض الديانات القديمة. كما نجدها في العديد من الأساطير القديمة والمنسوخة. الا ان انتظام الفكر البراغماتي شهد بداياته عند نيتشيه حيث طغت عليه النزعة التشاؤمية. في حين يعتبر الفيلسوف الأميركي وليام جايمس، المؤسس الفعلي للبراغماتية، الذي اصدر اول كتبه بعنوان " مباديء السيكولوجيا" مكرسا فيه قناعته بضرورة انحسار طموحات الفلسفة من الكون الىالانسان. ومطلقا نظريته البراغماتية التي لم تتجاوز كونها مجرد واحدة من نظريات المعرفة. ولم تكن نظرية جايمس لتقاوم وتستمر لغية الآن لولا التطوير الذي ادخله عليها الفيلسوف فرديناند كانغ سكوت شيلر(1864 – 1934). الذي اطلق ما عرف باسم "البراغماتية الانسانية". وهو يعتقد ان انسانية نظريته تعود الى الأهمية المركزية للانسان فيها. فقد حافظ شيلر على مبدأ جايمس بالحكم على قيمة المعرفة من خلال منفعتها. وبما ان الانسان هو الحكم على هذه المنفعة فان شيلر يعطيه مكان الصدارة في التفلسف بحيث يشارك فيه بحسه وعقله وادراكاته وحتى بوجدانه. وبذلك يعتبر شيلر ان الانسان هو المركز لكامل العالم الفكري. جامعا" بذلك بين اكسيولوجية بروتاغوراس ( القائلة بان الانسان هو المرجع في الامور حميعها) وبين تشاؤمية نيتشيه ( القائل بان الانسان هو حيوان لن نصل يوما الى فهمه). وانطلاقا من اهمية الانسان في هذه النظرة اعتبر شيلر ان مذهبه هو "المذهب الانساني للبراغماتية". وبهذا فهو يسمح لنفسه باستبدال احكام "الوجود" باحكام "القيمة". وهكذا تتحول الحقيقة الى مجرد اداة للعمل ( بعد ان فقدت اطلاقيتها وتجريديتها) وهي لاتصبح واقعة الا بفعل الانسان فيها. وقبل متابعة شرحنا لنظرية شيلر نود ايراد الخلاصة العملية لهذه النظرية والتي تنعكس بوضوح على نمط الحياة الأميركي. حيث يمكن اختصارها بالمباديء التالية:
1- يجب احترام جميع المعتقدات حتى ما يبدو لنا منها باطلا. شرط ان يكون اصحابها صادقين ومخلصين لها.
2- يجب الابتعاد عن مواقف التشيع والانحياز.

3- يجب الابتعاد عن المواقف التحزبية.

4- يجب الابتعاد عن مواقف العنصرية والتمييز وتجنبها.

5- يجب اعتماد قيم التسامح والشمولية الانسانية.

وبالرغم من قائمة الاسئلة التي تثيرها هذه المباديء ،والتي نؤجل مناقشتها، فاننا نلاحظ ان هذه المباديء هي المعتمدة كأساس لليبيرالية الأميركية. اما عن نمط التفكير الداعم والمرافق لتطبيق هذه المباديء فيلخصه شيلر عبر تصنيفه للاعتقادات التي يعتبرها اداة قمع اجتماعية او سلطوية. بحيث يجب الخلاص من تاثيرها. وعلى طريق هذا الخلاص فانه يصنفها الى:

1. الاعتقادات الضمنية – التي لانجاهر بها ولا نناقشها.

2. الاعتقادات الجدالية – وهي غير مستقرة لكننا نسلم بها عن بينة.

3. انصاف الاعتقادات – وهي غير ثابتة (غالبا" دينية برأي شيلر).

4. الاعتقادات الموهمة – وهي ايحائية الطابع.

عبر هذا التصنيف يبين لنا المذهب الانساني لااطلاقية المعتقدات وعدم اضطرارنا للاستسلام لها كأداة بطش اجتماعية أو سلطوية. وتاليا" فاننا لسنا عبيدا" لمعتقداتنا. فنحن احرار في اختيارها وتعديلها بما يتناسب مع طموحاتنا الفردية ورغبتنا في تعديل البيئة (الواقع) وفق غاياتنا. ونحن اذا ما قرنا دعوة شيلر للخلاص من سلطة الاعتقادات وجدنا انه المؤسس الحقيقي لدعوة العولمة الراهنة. فالخطوة الأولى لتطبيق نظام السوق (العولمة) تبدأ من القاء الاعتقادات جانبا". لأن الخلاص من سلطتها شرط رئيسي لليبيرالية الأميركية التي ارسى شيلر مبادءها. وبذلك يحق لنا الاعتقاد بأن كتاب شيلر المنشور عام 1929 تحت عنوان "منطق للاستخدام" هو المقدمة الفكرية للعولمة. مما يجعل من مناقشة هذا الكتاب وأفكار مؤلفه عامة مناقشة للينابيع الفكرية وللارهاصات الأولى للعولمة. ولعله من المفاجيء ان الباحثين العرب المتصدين لمناقشة العولمة لم يتطرقوا الى هذا الجانب الفكري منها.

يتبــــــــــع
__________________
من أقوال فولتير(انني اموت عابدا لله محبا لاصدقائي غير كاره لاعدائي.. ومحتقرا كل الخرافات!) وعندما احضروا له كاهنا ليبارك روحه وهو يحتضر، سأله الفيلسوف: من اين جئت ايها الاب؟ قال القس: من عند الله نفسه، فرد عليه فولتير قائلا: فأين اوراق اعتمادك؟
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م