رسالة مفتوحة الى سلمان العودة

[قناص الجزيره]

رسالة مفتوحة الى سلمان العودة.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل في محكم التنزيل {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ

الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ

أَلِيمٍ} والصلاة والسلام على امام الموحدين محمد بن عبد الله القائل { إِنَّ اللَّهَ أَجَارَكُمْ مِنْ ثَلاَثِ خِلاَلٍ أَنْ لاَ

يَدْعُوَ عَلَيْكُمْ نَبِيُّكُمْ فَتَهْلِكُوا جَمِيعًا وَأَنْ لاَ يَظْهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ وَأَنْ لاَ تَجْتَمِعُوا عَلَى ضَلاَلَةٍ}وصلى

اللهم وسلم على آله وصحبه أجمعين...وبعد.

الى سلمان العودة.

قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وارضاه.

وفينا رسول الله يتلو كتابه *** إذا انشق معروف من الفجر ساطع

بيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركين المضاجع

أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ***به موقنات أن ما قال واقع


لقد صدرت منكم فتوى تجيز وتوجب نصرة حزب الروافض في جنوب لبنان سواء بالدعاء او المال او اللسان

والسنان ونقول حضرة الدكتور على اى شئ بنيتم هذا الوجوب والاجاز وكيف تعطوا الحق لانفسكم بالافتاء

في مسائل تخص أهل العلم وجهابذة الفتوى والارشاد الذين لهم باع طويل في التنقيب في قلب امهات

الكتب الفقهية والتأريخية وبهذه الفتوى الضالة الغير منضبطة بقول الله تاعلى وسنة رسوله صلى الله عليه

وسلم عرضتم الشباب الاسلامي والصحوة الاسلامية الى فتنة عظيمة وانى مذكرك بقول الله تعالى في من

نشر الفتنة بين عباده المؤمنين حيث قال تعالى {ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب

جهنم ولهم عذاب الحريق} فمن خلال هذه الفتوى التى اطلقتها ياحضرة الدكتور سلمان العودة قد فتنت

الناس في دينهم وتوحديدهم والعياذ بالله ولو قلت لم افعل قلنا كيف تجيز للناس مناصرة حزب الروافض

المشركين وباى حجة هل عباد القبور هم مسلمين في العرف الدولى او الشرع الاسلامي بالطبع لا فعباد

القبور مشركين ولا نظن انك لا علم لك بهذا فانت من كانت له صوتيات وتسجيلات تصب في الكفر بالطاغوت

وتكفير المشرعنين والمقننين في دول اسلامية تحكمها انظمة كفرية علمانية فكيف انقلبت من النقيض الى

النقيض هل هو حب الدنيا وزخرفها يا حضرة الدكتور من ناخذ بقوله هل ناخذ بقولك ام بقول رسول الله صلى

الله عليه وسلم حيث رفض ان يناصره مشرك ضد مشرك وقد جاء في الاثر.

روى إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو بن علقمة عن سعيد بن

المنذر عن أبي حميد الساعدي قال { خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى إذا خلف ثنية

الوداع نظر وراءه فإذا كتيبة حسناء فقال من هؤلاء ؟ قالوا هذا عبد الله بن أبي ابن سلول ومواليه من اليهود

وهم رهط عبد الله بن سلام فقال هل أسلموا ؟ قالوا لا إنهم على دينهم قال قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا

نستعين بالمشركين على المشركين }.

يا حضرة الدكتور ان قلت لا ان الاختلاف بيننا وبينهم اختلاف طائفي كما ذكر عنك قلنا يا دكتور الاختلاف

جذرى وهو عقائدي محض وليس مذهبي او طائفي بل اعتقادي بين الشرك واهله ومناصريه واهل التوحيد

الخالص ومناصريه ولا نظن انكم لم تطلعوا على نواقض الاسلام العشر ومنه فان الروافض وحزبهم في الجنوب

خرجوا من دائرة الاسلام بوقوعهم في النواقض العشر وليست هذه الرسالة لمناقشة النواقض العشر التى

وقع فيها الروافض في حزب حسن نصر اللبناني بل هي تذكير لك ولمن سار على نفس الخط بدعواه

الجاهيلية ان الحزب الرافضي مشرك بالله تعالى وسنحيلكم على الشرك الذي وقع فيه انصار اللات وحزبهم

الخبيث.



الشرك في توحيد الألوهية وهذا هو المعتقد الخرافي الذي يعتقد الروافض وفيه انواع وهي.

أنواع الشرك في الألوهية:


أ- شرك الدعاء .

ب- شرك النية والإرادة والقصد .

ج- شرك الطاعة .

د- شرك المحبة .

هـ- شرك الخوف .

و- الشرك في التوكل .


قال ابن تيمية: "فأما الشرك في الإلهية فهو أن يجعل لله نداً ـ أي: مثلاً ـ في عبادته أو محبته أو خوفه أو

رجائه أو إنابته، فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، قال تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ

لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال:48]، وهذا هو الذي قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركي العرب

لأنهم أشركوا في الإلهية، قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبّ اللَّهِ

وَالَّذِينَ ءامَنُواْ أَشَدُّ حُبّا لِلَّهِ} الآية [البقرة:165]، وقالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} الآية [الزمر:3]

، وقالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَـاهاً واحِداً إِنَّ هَـاذَا لَشَىْء عُجَابٌ} [ص:5]، وقال تعالى: {أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ

عَنِيدٍ} [ق:24]، إلى قوله: {الَّذِى جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَـاهاً ءاخَرَ فَأَلْقِيَـاهُ فِى الْعَذَابِ الشَّدِيدِ} [ق:26]"مجموع

الفتاوى (1/91).


وقال المقريزي: "فالشرك في الإلهية والعبادة هو الغالب على أهل الإشراك، وهو شرك عبّاد الأصنام، وعبّاد

الملائكة، وعبّاد الجن، وعبّاد المشايخ والصالحين الأحياء والأموات، الذين قالوا: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله

زلفى، ويشفعوا لنا عنده، وينالنا بسبب قربهم من الله وكرامته لهم قربٌ وكرامة، كما هو المعهود في الدنيا

من حصول الكرامة والزلفى لمن يخدم أعوان الملك وأقاربه وخاصته. والكتب الإلهية كلها من أوّلها إلى آخرها

تبطل هذا المذهب وتردّه، وتقبِّح أهله، وتنصّ على أنهم أعداء الله تعالى، وجميع الرسل صلوات الله عليهم

متفقون على ذلك من أوّلهم إلى آخرهم، وما أهلك الله تعالى من أهلك من الأمم إلا بسبب هذا الشرك

ومن أجله" تجريد التوحيد المفيد (52-53).

يا حضرة الدكتور بعد الذي نقلنا لكم عن الشرك في اللالهية الذي وقع ولا يزال مغموس فيه حزب الابالسة

نطالبكم بالتوبة من هذه المناشدة والمناصرة وان تعللتم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {نية المرء

أبلغ من عمله } فنقول لا اجمل ولا اثمن من قول شيخ الاسلام ابن تيمية عليه رحمة الله في تفسير الحديث

المشار اليه من قبل كثير من الخلق.

قال شيخ الاسلام عليه رحمة الله.

الجواب هذا الكلام قاله غير واحد وبعضهم يذكره مرفوعًا وبيانه من وجوه :

أحدها : أن النية المجردة من العمل يثاب عليها والعمل المجرد عن النية لا يثاب عليه فإنه قد ثبت بالكتاب

والسنة واتفاق الأئمة : أن مَن عَمِل الأعمال الصالحة بغير إخلاص لله لم يقبل منه ذلك وقد ثبت في

الصحيحين من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له

حسنة } .