مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-07-2005, 03:09 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي تفجيرات لندن ، القاعدة مرت من هنا

بسم الله الرحمن الرحيم



- كان صباحاً مشمساً على غير العادة ، يوم جديد يشع ببهجة الدنيا
ترى المارة يسيرون ، و يقودون ، و يستقلون المواصلات بروتينية ، مع ذات الإبتسامات البلاستيكية و العبارات المعهودة و المكررة
لا أحد في تلك اللحظة من معظم سكان لندن على إستعداد للتفكر فيما يجري على أيدي أبناء جلدته في البصرة او في كابول ، و إذا كان هناك إستعداد لدى البعض فليس في هذه الساعة الجدية من اليوم ، و ربما يتم تذكر ذلك عند نشرة الثامنة ليلاً بإسترخاء على الأريكة.

في نفس ذلك الوقت أفترض ان فتية لم ينموا منذ ان صلوا الفجر قد إنطلقوا حاملين حقائبهم الظهرية
بدوا بأحذيتهم الخفيفة و طريقة ملابسهم كرحالة او فريق رياضي
كانوا يرتدون جميعاً ساعات المعصم في أياديهم اليمنى !
عند نقطة محددة نظروا في تلك الساعات ثم تصافحوا متفرقين
كل منهم سار في إتجاه و قد بدا انه يعرف طريقه تماماً
الديون قضيت و الوصية كتبت و الصاعق ينتظر لحظة الإستشهاد
ستكون فعلتهم الخبر الرئيسي في نشرة الثامنة ليلاً..لكنهم لن يكونوا هنا ليتابعوها .





- في وقت الذروة إهتزت مدينة الضباب
كثيرون ممن كانوا يطأون أرض لندن في تلك اللحظة شعرو بالإهتزاز تحت أقدامهم
بدا الأمر كزلزال
أربعة إنفجارات و في رواية سبعة متزامنة و على خط واحد ضربت الأنفاق ثم حافلة حمراء زاهية
شريان أوربا الإقتصادي تحت الهجوم من فوق الأرض و من تحتها.





- منذ اللحظة الأولى ساد شعور يقيني ان القاعدة مرت من هنا
نشوة لندن بإستضافة الألومبياد بعد منافسة حامية الوطيس
إنعقاد إجتماع أدنبرة الثماني و إختيار التوقيت الذكي ، حيث كل الكبار أدركوا انهم في غير منأى ، و أنهم ليسوا جديرين بحفظ أمن بلدانهم فما بالك ببلدان الآخرين و إقتسامها بينهم !
تزامن الإنفجارات الدقيق رغم بعد المسافة بينهم
الضرب في سويداء القلب و في أضعف النقاط
إختراق كل التدابير الأمنية في أماكن معروف أنها على قائمة الإستهداف
نسف حافلة واحدة بكل ما تحمله من رمز لبريطانيا كدولة ، و إيصال رسالة إنعدام المأمن

اليوم السابع من الشهر السابع
و "الثماني" الكبار سياغدرهم المستضيف فيصيروا سبعة

القاعدة مرت من هنا
و أطل كل فلوجي و قندهاري و......... برأسه في وسط الهايدبارك دون الحاجة الى فيزا هذه المرة .





- في البدء بدا الإعلام كدأبه مرتبكاً و متعطشاً لأي أنباء رسمية
الهرج واضح في جميع الأنحاء
عمليات الإخلاء و الإنقاذ تميزت بتنظيم و جاهزية عالية على مستوى إدارة العمليات ، لكن على الأرض بدا الشرطي البريطاني كطفل عليه ان يتصرف بحزم
جميع خطوط المواصلات أغلقت
الوجوه ممتقعة و الجموع تتخبط كلما إتخذت وجهة ردها الأمن إلى أخرى فشُلّت الحركة
بعض فرق الإنقاذ تداخلت إتصالاتها اللاسلكية فتاهت في شبكة الطرق و الجسور
فرق وجدت نفسها تصل أخيراً الى مدخل أحد الأنفاق و شواء آدمي يفوح منه مختلطاً برائحة الحديد المنصهر
أخذوا يضمدون اول ناجٍ من هناك و قد أقبل يتداعى
لقد كان مجرد التفكير في الدخول الى جحيم النفق بعد برهة من إشتعاله مجازفة رغم كل التدريبات .





- شائعات بدأت تتسرب عن آلاف محصورين في الأنفاق بين الدخان و النيران
و لكن أم الديمقراطية الحرة الشفافة تلتزم الصمت على الصعيد الرسمي حتى يعود بلير من أدنبرة
و هذا الأخير عاد و على وجهه رسالة مذيلة بتوقيع يعرفه جيداً .





- عندما ظهر الشيخ اسامة بن لادن حفظه الله في بيان صوتي يعرض من خلاله هدنة و وضع للسلاح على الشعوب الأوربية مقابل مطالب محددة ، لم ينتبه إلى خطورة الأمر إلا الذين يفهمون القاعدة
لقد كان الشيخ واضحاً في عرضه الذي وجهه لشعوب و ليس لزعماء أوربا
خذوا على أيدي حكامكم ، أو خذوا حذركم ، ما من خيار ثالث .

أصل الحكاية ان حجم المظاهرات المليونية التي قامت به بعض المدن الأوربية أثناء الإعداد لغزو العراق قد جعل البعض يتوهم ان مشكلتنا مع أهل الكفر تنحصر في مواقف زعماء الغرب و ربما مصالح الشركات ، اما مواطن الشارع العادي فهو إنسان ملاك و حنون !
أرادت القاعدة ان تبين للصديق و للعدو على حد سواء ان هذا كله غثاء
و ان شعوب أوربا متواطئة مع حكامها في جرائمهم بحق الشعوب المسلمة ، بالحياد إن لم يكن بالتواطؤ
أصلاً..التفريق بين الشعوب و الحكام بدعة جديدة فما كنا نعرف إلا دار حرب و دار إسلام او دار بيننا و بين قومها ميثاق.

إن زعمائكم و بأيدي أبنائكم يقتلوننا من كابول الى بغداد و من الشيشان الى كشمير
لا تظنوا ان دمائكم دماء و دمائنا ماء

قال تعالى


{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }


الأسبان إلتقطوا الخيط حتى من قبل عرض الهدنة و أمّنوا أنفسهم نسبياً..او على الأقل مرحلياً
و لكن بسرعة طوى العرض القاعدي النسيان رغم انه وضع المواطن الأوربي وجهاً لوجه امام مسئوليته ربما لأول مرة في تاريخه الحديث .





- الأرقام إستقرت عند الخمسينات بالنسبة للقتلى و الجرحى بالمئات
تم منع معظم وسائل الإعلام من تجاوز عتبات مداخل الأنفاق ، و جل الصور التي وصلتنا إلتقطها هواة خلسة
سرعان ما نسينا مسألة الآلاف المحصورين و صعوبة الإنقاذ و بطء الإسعاف في بيئة عبارة عن نفق ضيق محصور
أضف الى ذلك مشكلة الدخان و الإختناقات ناهيك عن التزاحم و التدافع الذي لابد جرى لتكون النتيجة في أحسن الظروف مجزرة حقيقية قد تتعدى معدل الخمسين بمراحل .

مع ذلك سأزدرد هذا الرقم للخسائر ، لأن الجميع يدرك ان العبرة هنا ليست بالأرقام ، فألأمر إستراتيجي و ليس مجرد رقم
إنه القدرة على الضرب في العمق و في الوقت الذي تحدده القاعدة و في المكان الذي تفضله و تجاوزها لكل الحصار الأمني العالمي غير المسبوق عليها ، لتقول :

ضربناكم مراراً فيما مضى و هانحن نكررها ، و حوّلنا كل ضجيج التعاون الأوربي الإستخباري و التنسيق المتبادل إلى مجرد مزحة
سننتم قوانين كشفت عن وجهكم الحقيقي على كل مسلم تقي و قلتم هذا لمكافحة "الإرهاب" ، فما باله لم يُكافح؟!
قلتم سنضرب في افغانستان و العراق و كل مكان حتى ننقل المعركة الى ارض الخصم ، فإذا بكم تنقلونها إلى أراضيكم رأساً ، موسكو و مدريد ثم لندن.. فمن التالي؟!
هدمنا نظريتكم الأمنية بالجملة ، و بلغتكم الرسالة مضرجة بدمائكم واضحة : حقبة الجهود الإستعمارية وراء البحار بينما تظنون أنكم في أمن و رخاء إنتهت إلى غير رجعة .





- لقد أهملت الشعوب المكتنزة و المنهمكة بالحياة اليومية الإستهلاكية عرض الهدنة رغم بساطته و دلالاته الهامة ، لكن أصحاب القرار درسوه ملياً ، و أدركوا ان هذا العرض يكشف انهم مقامرين بشعوبهم ، و مستعدين للتضحية بجزء من محكوميهم في سبيل تحقيق أهداف راديكالية و مالية دنيئة
و لقد قبلوا الأمر و قرروا إلقاء شعوبهم في أتون النيران دون قطرة خجل
فمثلاً عندما يقوم بلير بإفناء قرابة ثلاثون ألف منزل في الأنبار دون تمييز بين إمرأة و شيخ..و يرسل الأسكتلنديين إلى شمال البصرة لتسهيل المهمة على الأمريكان ، يدرك جيداً انه يعرّض شعبه إلى ذات المعاملة ، و بنفس البشاعة !
وهل يفل الحديد إلا الحديد؟


{ َقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً }


و لهذا سارعت الآلة الإعلامية و التصريحات السياسية بعد زلزال لندن الى صرف الأنظار عن إسترجاع الخلفيات و تقييم الموقف ، و ذلك عن طريق إدخال العقل الجماعي الأوربي في مسلسل إعلامي مشوق يبدأ برفع رقم الخسائر بالواحد و يمر على إعتقال في هيثرو و يستمر الى قصة النشار و خان التي قد تنكشف عن مجرد إشتباه يتسلى به المراسلون
صانع القرار لا يريد للمواطن ان يطلب وقفة او تقييم
عمدة لندن يستقل قطار أنفاق
يجب ان يعود المواطن الى آلة السوبرماركت فوراً و ان يلتهي بالتطورات اليومية للحدث و لا يفكر طويلاً في الأسباب التي جعلته لا يأمن على حياته و هو في طريقه إلى العمل
مع ذلك وقفت بعض المصادر الإعلامية البريطانية الرصينة خصوصاً المكتوبة منها بصرف النظر عن إدارتها الصهيونية موقفاً تقييمياً شجاعاً
و حاولت لفت الأنظار الى أصل المشكلة
قالت اننا لا نتحدث هنا عن فعل نبت من المجهول بل رد فعل عن ظلم فادح نقترفه جميعاً بحقوق شعوب لا ذنب لها الا انها تقول لا إله إلا الله و تصادف انها تعيش على ثروات إقتصادية كبيرة و أبعاد جغرافية دينية مهمة
حتى ان البعض لفت الانظار الى عرض الهدنة بعد مدريد
و تسائل آخرون عن عواقب التماهي مع السياسات الأمريكية الحمقاء
" هل أفلح التحالف البريطاني الأمريكي في تحقيق الأمن لبريطانيا و مقاومة "الإرهاب" ، أم كان سببًا رئيسياً لضرب بريطانيا في عقر دارها وفي ساعة الذروة؟"

لكن ضاع صوت العقل في لجة الدنيا الصاخبة
و إلتهى المواطن الذي صارت حياته مستهدفة بآخر التطورات.. و هل من إعتقالات جديدة؟..و ما جنسية احد الإستشهاديين؟ ..مع رشفات شاي السادسة و صحيفة الصن.

مع ذلك..تجول اليوم في لندن و سترى على الوجوه نظرة غير مستكينة كالسابق
رغم كل شيء..حصل إدراك مفاجيء بأن ما يرونه يحدث بعيداً في الجنوب لم يعد دائماً و بالضرورة يحدث هناك
و انه قد يكون الآن عند باب المنزل في أول محطة حافلات بجوار صندوق البريد .


{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ }.
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م