مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-10-2001, 09:43 PM
ميثلوني في الشتات ميثلوني في الشتات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 2,111
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميثلوني في الشتات
Post أسطورة ابن لادن و السياسة الغربية ===== و ما الحل ؟؟؟

أسطورة ابن لادن و السياسة الغربية

تاريخ الإضافة: 10/4/2001 3:07:17 PM

--------------------------------------------------------------------------------
أرسل هذه الصفحة لصديقك | اطبع هذه الصفحة
هذه مقالة كتبتها قبل الأحداث الأخيرة في نيويورك بشهرين تقريباً و أرسلتها إلى إحدى المجلات الإسلامية ولم تنشر لسبب لا أعلمه إلى الآن.. وقد حصل ما حاولت التحذير منه بعد أحداث 11-9-2001 ، فأنصح القارئ بأن يقرأ المقالة كاملة ثم يقرأ بعدها المقالة الثانية التي كتبتها بعد أحداث نيويورك حيث أن فيها 51 نقطة تبين المصالح الغربية و اليهودية من وراء تلك الأحداث، و المقالة بعنوان "خواطر في زمن التفجيرات" وهي في الصفحة الثالثة من رابط "جديد المجلة" في "مجلة العصر" الإلكترونية
عندما تفجّر مبنى المركز التجاري العالمي في نيويورك، بالولايات المتحدة الأمريكية، قبل عدة سنوات، قامت المنظمات الصهيونية، و بكل نشاط و إصرار، باستخراج قانون من الحكومة الأمريكية يخالف كل ما تتبناه أمريكا (أو تدعي أنها تتبناه) من الديمقراطية و الحرية و المساواة المكفولة لشعبها!!

يقتضي هذا القانون إعطاء الحق للحكومة الأمريكية بإبعاد أي شخص (من غير أصل أمريكي، و إن كان يحمل الجنسية الأمريكية) من الولايات المتحدة الأمريكية، بدون محاكمة أو دعوى قضائية، بحجة الحفاظ على الأمن القومي “National Security" .

انتبهت المنظمات العربية و الإسلامية في الولايات المتحدة لهذه اللعبة اليهودية فأبدت انزعاجها فحاولت، بصوت خافت يتخلله الخجل، معارضة هذا القانون، إلا أن قوة نفوذ المنظمات اليهودية في الحكومة الأمريكية و الإعلام الأمريكي "اليهودي" حالا دون ظهور هذه النداءات العربية و الإسلامية.

نفذ هذا القانون، و كان أول من نال شرف تطبيقه هو الشقيق الأصغر للشيخ عمر عبد الرحمن ( الشيخ المصري الضرير المشلول الطاعن في السن، المسجون في السجون الأمريكية بتهمة تفجير المركز التجاري العالمي) حيث لم يُسمح له بالدخول إلى الولايات المتحدة مع أه يحمل الجنسية الأمريكية !! ولا أعرف أنه منذ أن طبق هذا القانون إلى الآن أنه طبق على غير المسلمين ؟

تطالعنا الصحف و وكالات الأنباء العالمية و العربية منذ سنوات بظاهرة، أو بالأصح، بأسطورة فريدة من نوعها خلقها الإعلام الغربي و مَن ورائهم من أصحاب المصالح المعروفة و المشبوهة، ألا و هي "أُسطورة ابن لادن" (الإعلام لم يخلق بن لادن و لكنه خلق الأسطورة فقط)

و لست بصدد تقييم هذه الشخصية بعينها و لا تقييم أفعالها من حيث شرعيتها فلهذا من هو أهله، و لكن غرضي بيان مدى استفادة السياسات الغربية، و بالأخص السياسة الأمريكية من هذه الظاهرة الإعلامية و ما نتج عنها من ممارسات و تجاوزات، و مصالح و مكاسب سياسية استراتيجية، قصيرة و طويلة المدى، و إليكم بعض هذه المكاسب الغربية :

1- تملك أمريكا لنفسها حق الاعتداء عسكرياً على أي دولة لا تتوافق مع سياساتها بحجة أن لها علاقات مع "ابن لادن" ، و مثاله ما حدث للسودان (قصف مصنع الأدوية) و أفغانستان (قصف المعسكر التدريبي) .

2- فرض عقوبات اقتصادية وعزل أفغانستان دولياً، بعد أن عجزت الحكومة الأمريكية احتواءها، بحجة إيواء الأفغان للإرهابي المزعوم.

3- اعتقال أي شخص في أي مكان في العالم بحجة أنه من أتباع "ابن لادن"، كما حصل في ألبانيا و غيرها.

4- التضييق على المنظمات الخيرية الإسلامية، و إبعادها عن العمل الخيري و مساعدة المسلمين المنكوبين، و اعتقال العاملين النشطين فيها بحجة أنهم متعاونون مع "الإرهابي الدولي" المزعوم، و بالتالي خلو الساحة للمنظمات النصرانية أو التنصيرية، خصوصاً في الدول الأوروبية (البوسنة، كوسوفا، ألبانيا، الجبل الأسود)

5- و هذا يؤدي إلى الحد من انتشار الإسلام بينهم و قطع علاقاتهم مع إخوانهم المسلمين في باقي الدول الإسلامية و محاولة طمس هويتهم الإسلامية.

5- إقناع المواطن الغربي، و الأمريكي على وجه الخصوص، بضرورة امتصاص الأموال الإسلامية من أيدي المسلمين، و تبرير السياسات الغير دستورية بحجة أن هذه الأموال قد يصبح صاحبها في يوم ما "بن لادن" جديد.

6- زيادة تشويه صورة المسلمين في نظر الإنسان الغربي بربط صورة صاحب العمامة و اللحية "بن لادن" بمصطلح الإرهاب، و بالتالي الحد من الانتشار السريع (نسبياً) للإسلام في الدول الغربية، و في أوساط الغربيين أنفسهم .

7- تخويف من تسوّل له نفسه من المسلمين رفع شعار الإسلام علناً أو الاستقلال فكرياً، وهذه سياسة أمريكية قديمة، و هي سياسة : " إياكِ أعني فاسمعي يا جارة" استخدمتها أمريكا في الحرب العالمية حينما ألقت بالقنبلتين النوويتين على اليابان، برغم استسلام اليابان، و قتلت عشرات الآلاف من اليابانيين، و ذلك لتخويف الاتحاد السوفيتي آن ذاك.

8- التدخل في السياسات الخارجية للدول الأُخرى وعلاقاتها الدولية بحجة القضاء على الإرهاب الدولي و الحفاظ على المصالح الغربية، أو بحجة الحفاظ على حياة الأبرياء !!!! وهذا ما يحصل الآن في الشيشان، حيث رفعت روسيا شعار محاربة الإرهاب الدولي فأحجمت كل الدول الإسلامية عن مساعدة الشيشانيين خوفاً من تهمة مساعدة الإرهاب الدولي، فُترك الشيشانيون يذبحون و تدمر بلادهم دون رفع صوت أو تحريك حاجب، و قد حصل هذا لمنظمة "حماس" المجاهدة من قبل، فقد توقفت كل المساعدات الرسمية لهذه المنظمة من مسلمي أمريكا حينما أعلنت أمريكا (بضغط من اليهود) بأن هذه المنظمة إرهابية !!

9- التغطية على فشل الحكومة الأمريكية في حل القضايا الاقتصادية و الاجتماعية و الأخلاقية في أمريكا

و كذلك الحال بالنسبة للدول الغربية الأُخرى، و لقد تعلمت روسيا هذا الدرس و استخدمته في حرب الشيشان للتغطية على فضيحة غسيل الأموال (يلتسن) و التدهور الاقتصادي الكبير في روسيا و فشل حكومتها في إيجاد الحلول لهذه المشاكل، وأيضاً بسبب الانتخابات السياسية في تلك الدولة، و قد آتت أُكلها و فاز بوتين برئاسة الوزراء .

10- إجبار غيرها من الدول (دول العالم الثالث) بالتعاون معها ضد الإرهاب " المزعوم" و بالتالي النفوذ إلى مؤسسات تلك الدول الداخلية و من ثَم السيطرة عليها بطريق مباشر (قواعد عسكرية في تلك البلاد) أو غير مباشر .و يكفي التلويح بتهمة الضلوع مع الإرهاب الدولي لتخويف أي دولة ترفض هذا التدخل الأمريكي في سياساتها الداخلية خوفاً من هذه الدول على نفسها من العقوبات الاقتصادية، أو السياسية، أو العزلة الدولية .

11- استخدام أسطورة "بن لادن" للتدخل في باكستان في الوقت المناسب . لأنها دولة تنتشر فيها الصحوة الإسلامية و تملك القنبلة النووية (على غرار ما فعلته مع المفاعل النووي العراقي) "و إن غداً لناظره لقريب"

12- إشغال الرأي العام الإسلامي عن القضايا الهامة المصيرية كقضية فلسطين (انظر 20)، و كشمير، و جنوب السودان، و الصومال، و طاجيكستان، و الفلبين، و الشيشان، و شمال غرب الصين، و أذربيجان، و بورما، و الهند و غيرها من البلاد التي يقتل فيها المسلمون بالآلاف و يُشرّدون. فإذا ضُربت العراق أو قُتل المسلمون في أندونيسيا تحفل الصحف و المجلات بصور (الإرهابي الخطير!!) لتغطي هذه البهرجة على الإرهاب الغربي الحقيقي.

13- إيجاد هوة أو فرقة بين التيارات و الجماعات الإسلامية بتصنيفها لجماعات منها المتشددة، و أُخرى معتدلة، و شبه معتدلة، و ليبرالية علمانية متعاونة "صديقة" وذلك بتحديد موقف هذه الجماعات من "أُسطورة ابن لادن" أو الإرهاب الدولي .

14- قتل الروح المعنوية للعرب و المسلمين، و ذلك بتضخيم " الأُسطورة" حتى تتعلق الآمال بها و من ثم القضاء عليها (في الوقت المناسب)، لعلمهم بأن حال الأُمة الإسلامية أصبح كالغريق الذي يبحث عن قشة يتعلق بها، على غرار ما حدث في الجهاد الأفغاني، حيث علّق المسلمون آمالاً كبيرة على هذا الجهاد فحصل ما حصل.

15- الضغط على الحكومات الإسلامية للإدلاء بتصريحات تندد بالإرهاب الدولي "ابن لادن و جماعته"، بعد أن جعلت منه الوسائل الإعلامية الغربية الأمريكية بطلاً إسلامياً للشعوب المسلمة، مما يخلق حالة من السخط الشعبي بين الشعوب المسلمة و حكامها، لتصريحات الحكام، و هذا يؤدي إلى بُعد الشقة بين الحاكم و المحكومين "فرّق تسد" و بالتالي حاجة هذه الحكومات لأمريكا لحمايتها من شعوبها، أو قهر هذه الحكومات للشعوب، و في كلتا الحالتين مصلحة لأمريكا و الدول الغربية فقط .

16- الضغط على حكومة أفغانستان لتسليم "ابن لادن" بعد أن أصبح الأخير يحظى بشهرة تباع صوره في المحلات التجارية و تعلق في البيوت و الأسواق في باكستان و غيرها. و حق الضيافة عند الأفغان عجيب، حيث أنني تحدثت مع أحدهم، من الذين حاربوا الروس و توقفوا عن القتال في الحرب القائمة الآن، عن إمكانية تسليم الملا عمر (رئيس أفغانستان) لابن لادن! فقال : " إذا دخلت بيت الأفغاني و قتلت أهله و سلبت ماله و هربت، ثم جئته بعد ذلك تعتذر فإنه قد يفكر في العفو عنك، أما إذا دخلت بيت الأفغاني و مسست ضيفه بسوء فالأفضل أن لا يرى وجهك بعدها" و من هذا يتبين أن وجود بن لادن ليس قرار سياسياً فحسب و إنما وجوده في أفغانستان إرادة شعبية، فالأفغان يحفظون للناس حسن صنيعهم، و "بن لادن" أعطى الأفغان ما لم يعطه غيره، يقول الشيخ عبد الله عزام رحمه الله وهو يتحدث عن "بن لادن" كممول للشباب العربي المسلم الذي جاهد في أفغانستان إبان الغزو الشيوعي: " أما الذي يمولهم فأولاً كان العدد قليلا، فأحد المحسنين من الذين يعيشون الجهاد بأنفسهم أسامة بن محمد بن لادن صاحب أكبر شركة في الشرق الأوسط قد جاء بنفسه وماله في سبيل الله وتكفل بتذاكرهم وكفالة أسرهم واستئجار مساكنهم وتنقلاتهم وطعامهم وشرابهم في داخل أفغانستان وهو في خط النار الأول، وأهل جلال أباد يسمونه خالد بن الوليد في المعركة، وقد تعرض للموت عدة مرات وتسمم في جلال آباد بسبب الغازات السامة التي ألقتها الدولة" انتهى كلامه رحمه الله. إن "ابن لادن" ضيف على الأفغان كلهم و ليس على الحكومة، فإن سلمته الحكومة الأفغانية ساءت علاقتها بشعبها و الشعب الباكستاني و فقدت مصداقيتها وثقة المسلمين من أنصارها بها، و إن لم تسلمه تعرضت للعزلة الدولية و الحصار الاقتصادي و السياسي !!

17- ربط مصطلح "الجهاد الإسلامي" بالإرهاب الدولي و ترسيخ هذا المبدأ، لا في نفوس غير المسلمين فقط، و لكن في نفوس المسلمين أيضا، فقد أصبح مصطلح الجهاد من المصطلحات المُتحفظ عليها حتى في الخطب و التجمعات و المؤتمرات الإسلامية !!

18- التدخل المباشر للحكومة الأمريكية في منطقة وسط آسيا و احتواء تلك الدول المستقلة حديثاً - ذات الأغلبية المسلمة - لثرواتها الاقتصادية و البشرية ، بحجة محاربة "الأُسطورة الإرهابية" . و الحيلولة دون إنتشار الصحوة الإسلامية في تلك المنطقة.

19- التمكين لفكرة القوة العظمى الوحيدة في العالم (أمريكا) بتدمير أي قوة أٌخرى منافسة وذلك بإثبات القدرة على التواجد في أي مكان في العالم و تدمير أي منشئة عسكرية أو اقتصادية. وما على أمريكا إلا أن تقول بأنها اكتشفت وجود إرهابيين في دولة ما دون الاضطرار لتقديم أي أدلة على هذه الاكتشافات، و بالتالي التواجد في تلك الدولة عسكرياً. ومن الغريب أن الولايات المتحدة أصبحت تلعب على المكشوف دون حياء أو خجل، وإذا أردت أن تعرف السياسة المستقبلية لأمريكا مع أي دولة ، فما عليك إلا أن تنظر في تصريحات ساسة البيت الأبيض، فيتضح لك الأمر ، تصريحات: كاكتشاف وكر للإرهاب الدولي في الدولة الفلانية، معسكر للتدريب في تلك الدولة، أشخاص يشتبه أنهم على اتصال "بالإرهابي الدولي" في هذه الدولة، حسابات بنكية مشبوهة في تلك الدولة.

20- من خلال تتبعي لهذه اللعبة الإعلامية لاحظت أن الدول الغربية لم تقحم اسم "ابن لادن" في الجهاد الفلسطيني، و حتى اليهود الذين يملكون معظم الأدوات الإعلامية الغربية لم يُقحموا اسم ابن لادن في هذه الحرب! و لعل هذا يبدوا غريباً في بادئ الأمر، إذ أن "ابن لادن" صرح في أكثر من مناسبة أنه يقاتل اليهود وأن من أهدافه تحرير المسجد الأقصى، فلماذا لا يربط الإعلام الغربي اسمه مع الجهاد الفلسطيني ؟ السبب بسيط، إن العالم الإسلامي بكل توجهاته و مذاهبه متعاطف مع الجهاد الفلسطيني، فإذا ذكر "ابن لادن" في هذا الجهاد فإنه سيكسب تأييد عام في كل الأرض الإسلامية و سوف تكسب أعماله الأُخرى الشرعية و تعاطف جميع المسلمين و من ثَمّ يصعب السيطرة على أسطورته أو احتواءها. و ربما يكون هناك سبب آخر هو عدم رغبة اليهود و الدول الغربية في تحويل اهتمام مسلمي أفغانستان و باكستان إلى قضية فلسطين.



إن معظم الذين كتبوا عن "ابن لادن" أو الإرهاب الدولي أغفلوا هذا الجانب في كتاباتهم أو تغافلوا عنه لسبب أو لآخر، و لا ينبغي علينا نحن العرب و المسلمون أن ننظر إلى القشور دون الغوص في أعماق الأُمور لمعرفة أبعادها و ما يترتب عليها من عواقب قد لا تُحمد عقباها .

إن الذي حصل عليه الساسة في البيت الأبيض و الأحمر و غيرهما من بيوتات الحكم في الدول الغربية و الشرقية بافتعال مثل هذه الظواهر (و إن كانت هذه الظواهر "الإرهاب الدولي" و غيرها تظهر في أول وهلة أنها تعارض مصالحهم و أهدافهم التوسعية الاقتصادية و السياسية) يدل على أن الغرب لا ينظرون إلى الأُمور بمنظار واحدٍ فقط، أو بتحكيم العاطفة و تقديمها على المصالح الذاتية، و لعل في هذا درس لمن غفل أو نام من المسلمين!

ما هو دور العرب و المسلمين تجاه هذه السياسات ؟؟

للأسف، إن الدور الإسلامي ضعيف، بل يكاد يكون معدوماً . وقد يخرج علينا من ليست لديهم نظرة شاملة للأُمور، فيقول : إن سبب هذه الأزمة هو "ابن لادن و الإرهاب" فلماذا لا نعمل على استئصاله و محوه من الوجود؟ الجواب : لسبب بسيط و ظاهر، و هو أنه إذا ذهب "ابن لادن" الحالي فلا بد للغرب من صنع غيره لوجود المصلحة كما بيّنا، و من يملك الإعلام العالمي يستطيع، و بكل بساطة، تسليط الأضواء على "ابن لادن" جديد ... فهناك خطاب و شامل في الشيشان، و مجاهدي حماس في فلسطي، و أفغانستان تزخر برجال يملئون هذا الفراغ، فالقضية ليست قضية شخص بعينه و إنما الصورة المبرزة للأسطورة .

إذاً أين الحل ؟؟

لقد انشغل العرب و المسلمون بالقضايا الهامشية و أصبحت هممهم تنصب في أمور جانبية بعيدة عن القضايا المصيرية التي تحدد مصير الأُمة، و سوف يسجل لهم التاريخ هذا الموقف السلبي الذي تجاوز حد المعقول،

و سوف يكون شاهداً عليهم كما شهد على غيرهم ممن كان قبلهم من الأمم، و من يقرأ التاريخ لا يخفى عليه هذا. و الحل ليس بسيط و سريع كما قد يتصور البعض، و من ظن أنه يستطيع أن يعلو جبل بخطوة واحدة فهو مجنون.

لقد أخذت أفكر في الحل كثيراً، و بحثت في كتابات الكثير ممن كتبوا في هذا المجال، و خرجت بعون من الله سبحانه و تعالى ثم بجهدي البشري القاصر إلى هذه النتيجة:

وجدت أن الحل يكمن في الإيمان، و لا أقصد بالإيمان هنا مجرد الاعتقاد القلبي كما عرّفه بعضهم ممن لم يفهموا معنى الإيمان، و لكن الإيمان الذي عرفه العلماء العاملون الذين فهموا الإسلام و عرفوا سر وجود المسلم في هذا الكون، فقد عرّفوا الإيمان بأنه: "إقرارٌ بالقلب ، و تصديقٌ باللسان، و عمل بالجوارح و الأركان، يزيد بالطاعات و ينقص بالمعاصي"، فلله درّهم ما أجمله من تعريف، فهو يشمل جميع أفعال الإنسان: القلبية، و القولية، و العملية، و هذا في نظري هو الحل لهذه الأُمة المنكوبة، و لم أجد بعد البحث أفضل منه حلاً. و إني استعير هذا التعريف من العلماء و أصيغ هنا بعض جوانبه على مستوى الأمة الإسلامية لا على مستولى الأفراد (و إن كان في فهمي لهذا التعريف قصور أو خطأ، فأرجو من أهل العلم و الاختصاص التنبيه عليه) و إليكم تفصيل ذلك :

إقرار بالقلب: حينما يعلم المسلمين، شعوباً و حكومات، أن الله سبحانه و تعالى فوق كل شيء ، فوق الطائرات الحربية و الأقمار الصناعية، وأنه أقوى من القنابل الذرية و الهيدروجينية و غيرها، و أن النصر من عنده فقط دون غيره، و أنه ينصر عباده كما وعدهم إذا آمنوا به و اتبعوا أمره، و أنه أكبر من أي عدو، و أن الأمر بيده وحده، عندها لن تخيفهم الدعايات و الإعلانات التي يعلنها العدو عن قدرته العسكرية و الاقتصادية، فأُمتنا اليوم مهزومة هزيمة نفسية قبل أن تكون مهزومة هزيمة اقتصادية أو عسكرية، و يعجبني ما قاله أحد القادة الأفغان، أثناء الحرب الأفغانية الروسية، حينما سُئل عن موقفه إذا انقطعت عن المجاهدين المساعدات الخارجية، حيث قال: "إذا انقطع مدد الأرض فإن مدد السماء لا ينقطع" بمثل هذا الإيمان انتصر الأفغان على الروس وهزموهم بإذن الله. لماذا نخاف من أعدائنا ؟ ألسنا على حق و هم على باطل ؟ إن النصر بالرعب سمة أهل الإيمان و ليس أهل الشرك و الضلال . إن أسلوب الدعاية الحربية و التخويف أسلوب قديم في الحروب استخدمه المسلمون قديماً، حيث قال خالد بن الوليد رضي الله عنه للفرس حين واجههم "جئتكم بقومٍ يحبون الموت كما تحبون الحياة" و هذا الصحابي الجليل من أعظم أساتذة هذا الفن، و ليت المسلمين يرجعون إلى تاريخهم و يتعلمون فنون القتال النفسية من أجدادهم بدلاً من استيرادها من الأعداء، و أنا لا أقول بعدم استيراد الأسلحة المتطورة، و لكن أقول أنه لا يجب أن نستورد فن القتال النفسي المنبعث من الإيمان بقدرة الله، الذي أثبت سلف هذه الأُمة بأنهم أساتذة البشرية فيه. لاشك أن لأمريكا و غيرها من الدول قوة عسكرية كبيرة حيث أن ميزانية الأُمة الإسلامية الدفاعية أجمع توازي 19% فقط من ميزانية الدفاع الأمريكي . و لكن هذا لا يعني أن نخاف منهم كل هذا الخوف ، و هل كان الوضع مختلفاً حينما خرج المثنى بن حارثة الشيباني و خالد بن الوليد من جزيرة العرب لقتال الفرس؟ أمريكا ليست القوة العظمى في الأرض ، إن هذه الكلمة ينبغي أن لا تصرف إلا لله " ولله ما في السماوات و الأرض" الله وحده "على كل شيء قدير" . أمريكا خسرت الحرب في فيتنام و الصومال ، الصومال دولة دخلها السنوي لا يتعدى دخل إحدى الشركات الصغيرة في أمريكا ، ورغم هذا أرغمت أنف أمريكا في التراب . طفل فلسطيني يصرخ "الله أكبر" يختبء اليهودي المدجج بالسلاح خلف دبابته المدرعة لسماعها...إنه الإيمان .

تصديق باللسان: و لعل أظهر لسان للأُمم الآن هي الأجهزة الإعلامية، فللأجهزة الإعلامية اليوم دور لا يقل خطورة عن دور الشعوب و الحكومات، فهو يلعب دور الموجه الكبير و الخطير للعقول الإسلامية.

إن الإعلام الغربي موجه لخدمة المصالح السياسية و الاقتصادية الغربية، و أضرب مثالاً لذلك بالحرب الإعلامية في الشيشان: لقد صعقت حينما سمعت في الوكالات الغربية (و خاصة الأمريكية) و قرأت في بعض الصحف الغربية المعروضة في شبكة الإنترنت إطلاق لقب "الوهابيين" على المقاتلين الشيشان، (وهو لقب ملفق للحركة السلفية في الجزيرة العربية نسبة إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب في محاولة فاشلة لتحجيم انتشار هذه الحركة و تشويه صورتها) و بغض النظر عن مدى دقة هذا اللقب، فإن هذا اللقب لا يعرفه الإنسان الغربي ! فلماذا تستخدمه الوكالات الغربية ؟ إن من ينظر إلى الحرب الشيشانية، و بالأخص إلى المتطوعين من غير الأصل الشيشاني الذين يتطوعون للقتال مع الجانب الشيشاني، يعرف السبب، فأكثر المساعدات التي تأتي من قبل المتطوعين هي من بلاد إسلامية لا تستسيغ هذا اللقب "الوهابية" وهذه في الحقيقة محاولة خبيثة من وسائل الإعلام الغربية لتنفير هؤلاء المتطوعين من المجاهدين الشيشان و بالتالي من التطوع في هذه الحرب، وهذا يدل على مدى معرفة الغرب بالخلافات النفسية الداخلية الدقيقة بين المسلمين، و للأسف رأيت نفس اللقب يستخدم في بعض الصحف و الوكالات العربية !!

لا بد من إيجاد إعلاميين مخلصين لقضايا الأمة وعلى درجة من النضج و الوعي الفكري لما يحدث حولهم، و ينبغي أن لا يكونوا كطائر " الببغاء" الذي يردد ما يقوله الآخرون، و خاصة الإعلام الغربي الذي يحكمه اليهود . للأسف لا زال الإعلام العربي يعمل عمل المترجم للصحافة الغربية، يترجم مقالاته و أطروحته دون تمييز بين الغث و السمين، أو بين المفيد منه و غير المفيد للأمة الإسلامية. نريد تفاعلاً مع القضايا المصيرية التي تمس الأُمة الإسلامية. ماذا يفيد مئات الآلاف من أطفال المسلمين الذين يموتون جوعاً وقهراً، إذا عرف المسلمون ماذا أكلت الممثلة الفلانية، أو أين قصّت فلانة أظافرها، أو فلانة غيرت تسريحة شعرها، لماذا تطالعنا الجرائد و المجلات العربية بصور نساء كاسيات عاريات كل يوم و كأن هذه الأُمة أُمة هوس و جنون لا تراعي ضابطاً ولا يردعها خلق قويم. نحن في غنىً عن هذا ، و إن كان هذا هو المستوى الثقافي للرجل أو المرأة الغربية و مبلغ اهتمامهم ، فنحن لا نريد أن نشاركهم اهتماماتهم ، نحن أُمة أمرها الله بالتدبر و التفكر و النظر، و الجد و العمل و الجهاد، أُمة "اقرأ" و "القلم"، إننا أُمة لها مجدها و تاريخها الطويل العريق الذي نفخر به و نباهي به الأُمم :



سَلِ المجرّة هل نامت على حُلُمٍ أحلى لها يومَ أعلى نجمها السَّـلفُ

كل البرايا على أصنامهم عكَفَت و قومنا عند بيت الله قد عَــكَفوا

هلْ أذّنَ الفجرُ إلا في منـائِرنا و الشرقُ و الغربُ بالطُّغيانِ مُلتَحِفُ



على أجهزة الإعلام أن تبث مثل هذه الروح في نفوس أبناء الأُمة و شبابها، و أن تراعي في ما تعرضه مصلحة الأُمة، و عندما تعرف أجهزة الإعلام أنها مسؤولة أمام الله عما تنشره و تبثه للناس ، عندها تعمل هذه الأجهزة في نقل هذه الأُمة نقلة نوعية من أمة ضعيفة فاقدة للأمل إلى أُمة ذات همة عالية و عزيمة تهتز لها الدنيا و لسان حالها يقول:

بلغنا الأرض مجدها و سناءها و إنا لنبغي فوق ذلك منزلاً

وهذا الدور يلعبه العلماء المسلمين و بالأخص الخطباء و الوعاظ، فهم لا يقلون أهمية عن أجهزة الإعلام، فمنهم من ذاع صيته و على شأنه حتى أصبح من يقرأ له و يسمع كلامه أكثر ممن يشاهد التلفاز و يسمع الأغاني في بعض البلاد الإسلامية و الحمد لله . على هؤلاء العلماء مسؤولية النهوض بهذه الأُمة و زرع روح الإيمان الخالي من الشوائب و الدرن ، الإيمان الذي يبعث في الأُمة روح الجد، و العمل، و النهوض و العلم المبني على الفهم المنبعث من الشريعة الغرّاء . يجب أن يعرف المسلمون سبب خلقهم ووجودهم في هذا الكون فهماً حقيقياً بترجمة عملية.

و عمل بالجوارح والأركان: إن الاعتقاد بالقلب و القول باللسان إذا لم يكن معهما عمل فإن وجودهما يكون كالعدم، وما فائدة الكلام و الإرادة إذا لم يترجما على أرض الواقع. كم من كلمة قيلت و إرادة حاكت في النفس، و لكن الذي يجعل للكلام قيمة و للإرادة وزناً هو التطبيق العملي لتلك الإرادة أو الكلمة.

للأسف صار الناس يطلقون علينا أُمة الاستنكار و الشجب، أمة تتكلم و لا تفعل ، و قد قال أحد أعدائنا من اليهود للغرب حينما استنكر العرب بعض تصرفاته: "دعوهم، فإنهم سوف يتكلمون قليلاً ثم يتعبون من الكلام فيسكتون". أقول للمسلمين: متى أصبحنا أصحاب قول دون عمل ؟ متى أصبحنا أُمة الكلام ؟ ألسنا أُمة "و أعدّوا" و أُمة "وقل اعملوا" إن اليهود حينما آمنوا ببعض الكتاب و كفروا ببعض و عدهم الله بخزي في الحياة الدنيا و يوم القيامة بأشد العذاب، و التهديد لهم و لغيرهم، فالذي أمرنا أن نؤمن به و باليوم الآخر، أمرنا بأن نعد القوة و أن نعمل. و لا يقتصر العمل هنا على العمل العسكري و التسليح و إن كان هذا مطلوب بلا شك ، إلا أن العمل هنا يشمل كل جوانب الحياة، فالأمة تحتاج إلى إعادة بناء هيكلها الاجتماعي، و الاقتصادي، و السياسي، و الثقافي ، و التنظيمي، و العسكري، كل هذا من منطلق إيماني. وقد أخطأ من ركّز على جانب و أهمل الجوانب الأُخرى ، إن مصطلح الإيمان يشمل جميع جوانب الحياة ، و إذا أغفلنا جانباً واحداً من جوانب الحياة و أخرجناه عن دائرة الإيمان فلا بد أن ينتج عن ذلك خلل .

يزيد بالطاعات و ينقص بالمعاصي: لا بد من الحرص على العمل الدؤوب و عدم تضييع الجهد بالكسل و الخمول و الرضا بالنتائج الأولية و المكاسب المباشرة، فإن التكاسل يولد الخمول و الضعف، و بالتالي تقدم العدو، و هذا ما حصل على مر التاريخ للمسلمين، فقد رضي المسلمون في القرون الأخيرة بما جمعه لهم أسلافهم فأخذوا يعيشون حياة ترف و خمول حتى فقدوا الإرادة العملية و مقومات البحث العلمي. إن المُزارع إذا حصد فقط، دون أن يزرع، فإنه بعد مدة سيجد أرضه خالية من الثمار و سوف يضطر إلى استيراد الثمار من غيره، و هذا ما حصل بين المسلمين و غيرهم، فحين كان المسلمون يعملون بجد و نشاط أتى الغرب و الشرق إلى بلاد الإسلام لينهلوا منها المعارف و العلوم، و حين تقاعس المسلمون و تركوا العمل و دب فيهم الخمول و الكسل أصبح حالهم ما نراه الآن من استيراد كل شيء من غيرهم حتى الأخلاق و احترام الأوقات. إن الطاعات و المعاصي يعملان عمل المؤشر الدقيق لوزن الأُمور بميزان الرضى الإلهي ، فكثرة الطاعات تنبئ عن رضا الله الذي بيده الخير و هو على كل شيء قدير ، و المعاصي تأخذ بأصحابها إلى ما لا يُحمد عقباه ، و هذا كما قلت من قبل، ليس على مستوى الأفراد فقط و لكن على مستوى الشعوب و الأُمم، فيجب على الأمة أن تعمل على رجحان كفة الطاعات بالعمل الدؤوب و الصبر و الجد و الاجتهاد، و عدم الوقوف و قطف الثمار إلا في وقته، و من عرف حقيقة الإيمان علم أن هذه الدنيا ليس فيها وقت للحصاد و إنما هو العمل الدؤوب و الجهد المتواصل، و الكيّس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت. والله أعلم, و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .





حسين بن محمود

================
عنhttp://216.39.197.144/alasrnew/articles.cfm?articleid=687&sectionid=29
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه
  #2  
قديم 05-10-2001, 01:31 PM
متفائل في زمن اليأس متفائل في زمن اليأس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 227
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

جزاك الله خيرا وأعظم لك الأجر

والله أعلم .
__________________
متفائل واليأس بالمرصاد ... متفائل بالسبق دون جياد
متفائل رغم القنوط يذيقنا ... جمر السياط وزجرة الجلاد

استمع لهذا النشيد من أبي عبد الملك على هذا الرابط

http://mypage.ayna.com/salahsal/29.ram
ما عليك إلا نسخ هذا الرابط ولصقه لديك في المتصفح
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م