مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-08-2005, 02:12 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Angry ( النحت ) في العربية

إخوتي وأخواتي
تعالوا نتعلم أمراً جديداً في اللغة العربية ، هو في الواقع ليس بالجديد على كثير منا لكن المعلومات التي سنقرؤها ستكون ظريفة وطريفة وتجعل من الواحد منا أستاذاً قادراً على أن يتفلسف على جلسائه في أي وقت يشاء ..
[line]

النحت في اللغة العربية

د. محمد السيد علي بلاسي(*)
أ - تعريفه:

الاشتقاق الكبّار (1) أو النحت في أصل اللغة: هو النشر والبري والقطع (2). يقال: نحت النجّار الخشب والعود إذا براه وهذب سطوحه. ومثله في الحجارة والجبال. قال تعالى: "وتنحتون من الجبال بيوتاً فرهين"(3).

والنحت في الاصطلاح: أن تعمد إلى كلمتين أو جملة فتنـزع من مجموع حروف كلماتها كلمة فذّة تدل على ماكانت تدل عليه الجملة نفسها. ولما كان هذا النـزع يشبه النحت من الخشب والحجارة سمِّيَ نحتا (4).

وهو في الاصطلاح عند الخليل: "أخذ كلمة من كلمتين متعاقبتين، واشتقاق فعل منها"(5).

ويعتبر الخليل بن أحمد (ت 175هـ) هو أوّل من أكتشف ظاهرة النحت في اللغة العربية حين قال: "إن العين لا تأتلف مع الحاء في كلمة واحدة لقرب مخرجيهما، إلاّ أن يُشتَق فَّعِلٌ من جمع بين كلمتين مثل (حيّ على) كقول الشاعر:

أقول لها ودمع العين جار ألم يحزنك حيعلة المنادي

فهذه كلمة جمعت من (حيّ) ومن (على). ونقول منه (حيعل، يحيعل، حيعل (6).

هذا، ويعرّف الدكتور نهاد الموسى النحت بقوله: هو بناء كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر أو من جملة، بحيث تكون الكلمتان أو الكلمات متباينتين في المعنى والصورة، وبحيث تكون الكلمة الجديدة آخذة منهما جميعاً بحظ في اللّفظ، دالة عليهما جميعاً في المعنى(7).

ويعتبر تعريف الدكتور نهاد الموسى المذكور، هو أشمل تعريف للنحت؛ حيث استقاه، صاحبه من مجموع تعريفات السابقين.

ب - صور النحت في اللغة العربيّة:

لقد ورد النحت في اللغة العربية على صور عديدة أهمّها(8):

تأليف كلمة من جملة لتؤدي مؤدّاها، وتفيد مدلولها، كبسمل المأخوذة من (بسم الله الرحمن الرحيم)، وحيعل المأخوذة من (حي على الصلاة، حي على الفلاح).

ومما ورد في كلام العرب:

لقد "بَسْمَلَتْ" ليلى غداة لقيتها فيا حبّذا ذات الحبيب المبسمل

تأليف كلمة من المضاف والمضاف إليه، عند قصد النسبة إلى المركب الإضافي إذا كان علماً كعبشمي في النسبة إلى عبد شمس، وعبد ري في النسبة إلى عبد الدار.

تأليف كلمة من كلمتين أو أكثر، تستقل كل كلمة عن الأخرى في إفادة معناها تمام الاستقلال؛ لتفيد معنى جديدا بصورة مختصرة. وهذا النوع كثير الورود في اللغات الأوربية، قليل في العربيّة وأخواتها السامية ولم تعرف منه إلا بعض ألفاظ نتيجة تخريج لبعض العلماء، من ذلك "لن" الناصبة، يرى الخليل أنّها مركبة من "لا" النافية و "أن" الناصبة. و "هلم": يرى الفرّاء أنها من "هل" الاستفهامية، ومن فعل الأمر "أُمَّ" بمعنى أقصد وتعال. وقيل: إنّها مركبة من هاء التنبيه" و "لم" بمعنى ضم. و"أيان" الشرطية مركبة من "أي آن" فحذفت همزة آن وجُعلت الكلمتان كلمة واحدة متضمّنة معناهما. وغير خاف أنّ وجود هذا القسم رهن بافتراضات جدليّة وخلافات بين العلماء.

ج - الغرض من النحت(9):

تيسير التعبير بالاختصار والإيجاز. فالكلمتان أو الجملة تصير كلمة واحدة بفضل النحت.

يقول ابن فارس: "العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار. وذلك" رجل عبشمي "منسوب إلى اسمين"(10) هما عبد وشمس.

وسيلة من وسائل تنمية اللغة وتكثير مفرداتها؛ حيث اشتقاق كلمات حديثة، لمعان حديثة، ليس لها ألفاظ في اللّغة، ولا تفي كلمة من الكلمات المنحوت منها بمعناها.

د - أقسام النحت(11):

قام المتأخرون من علماء اللغة من خلال استقرائهم للأمثلة التي أوردها الخليل بن أحمد وابن فارس بتقسيم النّحت إلى أقسام عدّة، يمكن حصرها فيما يلي:

النحت الفعلي: وهو أن تنحت من الجملة فعلاً، يدل على النطق بها، أو على حدوث مضمونها، مثل: (جعفد) من: جعلت فداك (و بسمل) من: "بسم الله الرحمن الرحيم".

النحت الوصفي: وهو أن تنحت كلمة واحدة من كلمتين، تدل على صفة بمعناها أو بأشدّ منه، مثل: (ضِبَطْر) للرجل الشديد، مأخوذة من ضَبَط وضَبَر. و(الصّلدم) وهو الشديد الحافر، مأخوذة من الصلد والصدم.

النحت الاسمي: وهو أن تنحت من كلمتين اسما، مثل (جلمود) من: جمد وجلد. و(حَبْقُر) للبرد، وأصله حَبُّ قُرّ.

النحت النسبي: وهو أن تنسب شيئاً أو شخصاً إلى بلدتي: (طبرستان) و (خوارزم) مثلاً، تنحت من اسميهما اسماً واحداً على صيغة اسم المنسوب، فتقول: (طبرخزيّ) أي منسوب إلى المدينتين كليهما. ويقولون في النسبة إلى "الشافعي وأبي حفيفة": "شفعنتي" وإلى "أبي حنيفة والمعتزلة": "حنفلتي""، ونحو ذلك كثير.

النحت الحرفي: مثل قول بعض النحويين، إنّ (لكنّ) منحوتة، فقد رأى القراء أنّ أصلها (لكن أنّ) طرحت الهمزة للتخفيف ونون (لكن) للساكنين، وذهب غيره من الكوفيين إلى أنّ أصلها (لا) و (أن) والكاف الزائدة لا التشبيهيّة، وحذفت الهمزة تخفيفا(12).

النحت التخفيفي: مثل بلعنبر في بني العنبر، وبلحارث في بني الحارث، وبلخزرج في بني الخزرج وذلك لقرب مخرجي النون واللاّم، فلما لم يمكنهم الإدغام لسكون اللاّم حذفوا، كما قالوا: مست وظلت. وكذلك يفعلون بكلّ قبيلة تظهر فيها لام المعرفة، فأمّا إذا لم تظهر اللاّم فلا يكون ذلك، مثل: بنى الصيداء، وبنى الضباب، وبنى النجار(13).

وهناك تأويلات ألفاظ قائمة على وجوه فكهة يمكن حملها على النحت، وذلك كالذي أورده الجاحظ (ت 255 هـ) عن أبي عبد الرحمن الثوري، إذ قال لابنه: "…أي بني، إنما صار تأويل الدرهم، دار الهمّ، وتأويل الدينار، يدني إلى النار"(14) ومنه: "كان عبد الأعلى إذا قيل له: لم سمّي الكلب سلوقيا؟ قال: لأنه يستل ويلقى، وإذا قيل له: لم سمّي العصفور عصفوراً؟ قال: لأنه عصى وفرّ"(15).

هذا، وحين نستعرض الشواهد الصحيحة المرويّة عن العرب في النحت لانكاد نلحظ نظاماً محدّداً نشعر معه بما يجب الاحتفاظ به من حروف وما يمكن الاستغناء عنه. وليس يشترك بين كلّ تلك الأمثلة سوى أنّها في الكثرة الغالبة منها تتّخذ صورة الفعل أو المصدر، وأنّ الكلمة المنحوتة - في غالب الأحيان- رباعيّة الأصل.

ومن أشهر الأمثلة الرباعيّة الأصول ما يلي:

كلمة منحوتة من كلمتين مثل "جعفل" "أي" جعلت فداك "وكذلك "جعفد" منحوتة من نفس الكلمتين في بعض الرّوايات.

كلمة منحوتة من ثلاث كلمات مثل: "حيعل" أي قال: "حي على الفلاح".

كلمة منحوتة من أربع كلمات مثل: "بسمل" أي قال: "بسم الله الرحمن الرحيم". أو ربّما كانت هذه الكلمة منحوتة من كلمتين فقط هما "بسم الله".

أكبر عدد من الكلمات التي نحت منها كلمة واحدة هو ذلك القول المشهور "لا حول ولا قوة إلاّ بالله"، فقيل من هذه العبارة: "حوقل" أو "حولق"(16).

هـ - مذهب ابن فارس في النحت:

لقد استهوت ابن فارس فكرة النحت وطبّقها على أمثلة كثيرة في كتابه "مقاييس اللغة" فخرج علينا بنظرية مفادها: أنّ أكثر الكلمات الزّائدة على ثلاثة أحرف، منحوت من لفظين ثلاثيين.

يقول ابن فارس في كتابه "مقاييس اللغة": "إعلم أنّ للرّباعي والخماسي مذهبا في القياس، يستنبطه النظر الدقيق؛ وذلك أنّ أكثر ما تراه منه منحوت، ومعنى النّحت: أن تؤخذ كلمتان وتنحت منهما كلمة تكون آخذة منهما جميعا بحظ. والأصل في ذلك ماذكر الخليل من قولهم: حيعل الرجل إذا قال: حيّ على"(17).

كما يقول ابن فارس في كتابه "الصاحبي":

"العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار... وهذا مذهبنا في أن الأشياء الزائدة على ثلاثة أحرف فأكثرها منحوت. مثل قول العرب للرجل الشديد "ضِبَطْر" من ضَبَطَ وضَبَرَ"(18).

مما سبق؛ نستنتج -كما استنتج أحد الباحثين من قبل(19) -بأن ابن فارس مسبوق في نظريته؛ حيث يشتم من نصّه في المقاييس بأن الخليل بن أحمد قد سبقه في مذهبه المذكور وأنّه يسير على طريقته في ذلك.
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 13-08-2005, 02:13 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

و - موقف المحدثين من النحت:

يقول الدكتور صبحي الصالح: "ولقد كان للنحت أنصار من أئمة اللغة في جميع العصور، وكلّما امتدّ الزمان بالناس ازداد شعورهم بالحاجة إلى التوسّع في اللغة عن طريق هذا الاشتقاق الكبّار، وانطلقوا يؤيدون شرعية ذلك التوسع اللغوي بما يحفظونه من الكلمات الفصيحات المنحوتات.

ولكن النحت ظلّ -مع ذلك- قصّة محكيّة، أو رواية مأثورة تتناقلها كتب اللغة بأمثلتها الشائعة المحدودة، ولا يفكر العلماء تفكيراً جدياً في تجديد أصولها وضبط قواعدها، حتى كانت النهضة الأدبية واللغوية في عصرنا الحاضر؛ وانقسم العلماء في النحت إلى طائفتين:

طائفة تميل إلى جواز النحت والنقل اللّفظي الكامل للمصطلحات.

وطائفة يمثّلها الكرملي حيث يرى: (أن لغتنا ليست من اللّغات التي تقبل النحت على وجه لغات أهل الغرب كما هو مدوّن في مصنفاتها. والمنحوتات عندنا عشرات، أمّا عندهم فمئات، بل ألوف، لأنّ تقديم المضاف إليه على المضاف معروفة عندهم، فساغ لهم النحت. أما عندنا فاللغة تأباه وتتبرأ منه)(20).

وقد وقف الدكتور صبحي الصالح من الطائفتين موقفاً وسطاً حيث يقول: "وكلتا الطائفتين مغالية فيما ذهبت إليه؛ فإن لكلّ لغة طبيعتها وأساليبها في الاشتقاق والتوسّع في التعبير. وما من ريب في أنّ القول بالنحت إطلاقا يفسد أمر هذه اللغة، ولا ينسجم مع النسيج العربي للمفردات والتركيبات، وربّما أبعد الكلمة المنحوتة عن أصلها العربي. وما أصوب الاستنتاج الذي ذهب إليه الدكتور مصطفى جواد حول ترجمة (الطب النفسي الجسمي psychosomatic)، فإنّه حكم بفساد النّحت فيه (خشية التفريط في الاسم بإضاعة شيء من أحرفه، كأن يقال: "النفسجي" أو النفجسمي" ممّا يبعد الاسم عن أصله، فيختلط بغيره وتذهب الفائدة المرتجاة منه"(21).

ز - صلة النحت بالاشتقاق:

لقد انقسم الباحثون من علماء اللغة إزاء نسبة النحت إلى الاشتقاق، إلى أربعة فرقاء:

الفريق الأول: ويرى "أنّ مراعاة معنى الاشتقاق (…) جعل النحت نوعاً منه: ففي كلّ منهما توليد شيء من شيء، وفي كل منهما فرع وأصل، ولا يتمثّل الفرق بينهما إلاّ في اشتقاق كلمة من كلمتين أو أكثر على طريقة النحت واشتقاق كلمة من كلمة في قياس التصريف"(22).

الفريق الثاني: ويذهب إلى أنّ النحت غريب عن نظام اللغة العربية الاشتقاقي. لذلك لا يصحّ أن يعد قسماً من الاشتقاق فيها. وحجّته أن لغويّينا المتقدّمين لم يعتبروه من ضروب الاشتقاق، وأنه يكون في نزع كلمة من كلمتين أو أكثر، بينما يكون الاشتقاق في نزع كلمة من كلمة. زد على ذلك أنّ غاية الاشتقاق استحضار معنى جديد، أما غاية النحت فالاختصار ليس إلاّ(23).

الفريق الثالث: ويمثله الشيخ عبد القادر المغربي. وقد توسط بين الفريقين السابقين: فاعتبر النحت "من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقا بالفعل، لأن الاشتقاق أن تنـزع كلمة من كلمة. والنحت أن تنـزع كلمة من كلمتين أو أكثر، وتسمى تلك الكلمة المنـزوعة منحوته"(24).

الفريق الرابع: وقد انفرد به العلامة محمود شكري الألوسي. وقد أدرج النحت في باب الاشتقاق الأكبر.

فيقول: "و (النحت) بأنواعه، من قسم (الاشتقاق الأكبر)"(25).

وعنده أن الاشتقاق الأكبر هو: "أن يؤخذ لفظ من لفظ، من غير أن تعتبر جميع الحروف الأصول للمأخوذ منه، ولا الترتيب فيها، بل يكتفى بمناسبة الحروف في المخرج، ومثلوه بمثل: نعق، من النهق، والحوقلة من جملة: لاحول ولا قوة إلا بالله، للدلالة على التلفظ بها"(26).

أقول: وما ذكره العلامة الألوسي -سلفا-، أعتبره خلطا غير مُرْضٍ، إذ النحت يتميز عن الاشتقاق الأكبر بتوليد جديد له بعض خواص الاشتقاق.

هذا، وإنني أعتبر النحت من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقا بالفعل -كما قال الشيخ المغربي-، من حيث أن عنصر التوليد فيه ظاهر، والذي عليه مدار الاشتقاق وبينهما اختلاف غير يسير..

ح - النحت بين السّماع والقياس:

يقرّر الدكتور إبراهيم نجا -رحمة الله- أن: "النحت سماعي. وليس له قاعدة يسير وفقها القائلون، إلاّ في النسبة للمركب الإضافي. فقد قال العلماء إنه مبنيّ على تركيب كلمة من اللفظين على وزن (فعلل)، بأخذ الفاء والعين من كلّ لفظ ثم ينسب للفظ الجديد كعبشميّ في عبد شمس، وعبد ريّ في عبد الدار، وتيمليّ في تيم اللاّت. وفي غير ذلك مبنى على السّماع والأخذ عن العرب"(27).

غير أنّ بعض الباحثين المتأخرين فهموا نصّ ابن فارس: "... وهذا مذهبنا في أن الأشياء الزائدة على ثلاثة أحرف فأكثرها منحوت"(28) -فهموه فهماً مختلفاً؛ فقد استنتج بعضهم من هذا النص أنّ ابن فارس يرى أنّ النحت قياسي.

يقول الدكتور إبراهيم أنيس: "ومع وفرة ماروي من أمثلة النحت تحرج معظم اللّغويين في شأنه واعتبروه من السّماع، فلم يبيحوا لنا نحن المولدين أن ننهج نهجه أو أن ننسج على منواله. ومع هذا، فقد اعتبره ابن فارس قياسيا، وعده ابن مالك في كتابه التسهيل قياسيّا كذلك"(29).

حيث يقول "ابن مالك" في التسهيل: قد يُبْنَى من جُزأي المركب فَعْلَلَ بفاء كل منهما وعينه، فإن اعتلّت عين الثاني كمل البناء بلامه أو بلام الأول ونسب إليه.

وقال أبو حيّان في شرحه: وهذا الحكم لا يطّرد؛ إنّما يقال منه ما قالته العرب، والمحفوظ عَبْشميّ في عبد شمس، وعبد ريّ في عبد الدار، ومرقسىّ في امرئ القيس، وعَبْقَسَى في عبد القيس، وتيملي في تيم الله. انتهى(30).

وقد علّقت لجنة النحت بمجمع اللغة العربية في القاهرة على هذا الاختلاف بالقول: "... وقد نقلنا فيما تقدّم عبارة ابن فارس في فقه اللغة، وهي لا تفيد القياسية إلاّ إذا نظر إلى أنّ ابن فارس ادعى أكثرية النحت فيما زاد عن ثلاثة، ومع الكثرة تصحّ القياسية والاتساع"(31).

وهكذا يظلّ النحت بين قياس وسماع بين اللغويين، ووقف مجمع اللغة العربية من ظاهرة النحت موقف المتردّد في قبول قياسيته، حتى "تجدد البحث أخيراً حول إباحته أو منعه، فرأى رجال الطبّ والصيدلة والعلوم الكيماوية والحيوانية والنباتية في إباحته وسيلة من خير الوسائل التي تساعدهم عند ترجمة المصطلحات الأجنبية إلى اللغة العربية"(32).

ومن هنا؛ انتهى مجمع اللغة العربية بالقاهرة إلى قرار سنة 1948م يفيد: "جواز النّحت في العلوم والفنون للحاجة الملحّة إلى التعبير عن معانيها بألفاظ عربيّة موجزة"(33).

ولكن بشرط انسجام الحروف عند تأليفها في الكلمة المنحوتة، وتنـزيل هذه الكلمة على أحكام العربية، وصياغتها على وزن من أوزانها.

وبتحقيق هذه الشروط يكون النّحت -كجميع أنواع الاشتقاق- وسيلة رائعة لتنمية هذه اللغة وتجديد أساليبها في التعبير والبيان من غير تحيّف لطبيعتها، أو عدوان على نسيجها المحكم المتين(34).
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 13-08-2005, 02:16 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي




مصادر ومراجع مهمة في حقل فقه اللغة




1- المعجم المفصل في فقه اللغة، الطبعة رقم 1، مشتاق عباس معن ، دار الكتب العلمية.

النيل والفرات:

يمثل هذا المعجم محاولة لسد ثغرة كبيرة في المكتبة العربية اللسانية العربية وبخاصة حقل المعجميات وبنحو خاص منه خانة (فقه اللغة) ذلك الدرس المهم والحساس في الوقت نفسه، إذ لا تكاد تجد دارساً يحدد بالضبط معالم نشأته وولادته وأثيل طرحه في الدرس اللساني العربي، أهو من أصل عربي أم من أصل غربي؟.. كما لا تجد من يضع نقاط المفهوم على حروفه، فأغلب الدارسين أخطأوا الهدف في تحديد معالم مفهوم (فقه اللغة) وترسيم حدوده الفاصلة المميزة له من (علم اللغة) وصلة هذين الدرسين بـ(الفيلولوجيا).

لذا فقد عمد مؤلف هذا المعجم إلى تصدير بمقدمة مهمة درس فيها موضوعين حساسين هما: 1-ولادة (فقه اللغة) وجهود الدارسين في ترسيخ دعائمه. 2-فقه اللغة: المصطلح والمفهوم، وهدف المؤلف من هذا التصدير إغناء ذهن القارئ وثقافته من عموم مفهوم هذا الدرس ولادةً وأصلاً واصطلاحاً ومفهوماً وتطوراً في مرحلة زمنية-دراسية إلى مرحلة زمنية-دراسية أخرى.

بعد هذا التمهيد طرح المؤلف موضوعات كان قد درسها الدارسون ضمن (فقه اللغة) وثبت موضوعات كانوا قد أهملوها، مدخلاً (المعجميات) ضمن هذا المعجم لأنه يمثل استقراءً للألفاظ ودرساً لمعانيها وقراءةً لاختلاف لغات العرب وموازنتها بأخواتها (العربيات) من لغات الناطقين الأوائل، فهي بذلك موضوع تاريخي مقارن من موضوعات (فقه اللغة) من دون جدال. أما بقية الانتقاء فيجده القارئ مثبتاً على صفحات المعجم هذا، الذي أخذ بنظر الاهتمام صلة المصطلح بتاريخية اللغة، وجس التطور فيها، أو تحديد نوعية النطق لفظاً ودلالة وتطوراً ناهيك عن أسلوب الموازنة الذي يتم بين نوعين ينتميان إلى جنس واحد، أو بين جنسين ينتميان إلى أصلين مختلفين.

إلى جانب ذلك سعى المؤلف إلى ذكر الروّاد والشخصيات التي أسهمت في توضيح فقه اللغة وتطويره وتقريب مفهومه من الباحثين عرباً وغير عرب. وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف قام باستقاء مجمل محتويات هذا المعجم مما سبق تأليفه من كتب ودراسات ومعجمات كتبت في صميم هذا الدرس أو حامت حوله، مدوّناً أسماء تلك المصادر والمراجع في نهاية المعجم روماً لإفادة المطّلع إن أراد التوسع، ولإلحاق المعجم المصطلحي بمعجم مرجعي يخدم الموضوع الرئيسي.



2- الخصائص، الطبعة رقم 1، عثمان بن جني/أبو الفتح، دار الكتب العلمية.

النيل والفرات:

يعدّ هذا الكتاب بحق موسوعة لغوية متكاملة. فقد تناول ابن جني مسائل لغوية متعددة استفاض في شرحها وإيضاحها واستهل كتابه ببيان ماهية اللغة والنحو والإعراب والبناء وأتبع ذلك بتوضيح لأصل اللغة، اصطلاح هي أم إلهام ومن ثم تناول بالبحث المواضيع اللغوية التالية: يحلل اللغة العربية وهل هي فقهية أم ثلاثية، الاطراد والشذوذ تقاود السماع وتقارع الانتزاع، مقاييس اللغة العربية، تعارض السماع والقياس، إلى ما هنالك من مواضيع لغوية تخصصية عالجها ابن جني في كتابه، وهذا وإن أهم ما يميز كتاب ابن جني هذا هو جهوده في الكشف عن الدلالة الفنية للأصوات ويقوم هذا البحث بدراسة الدلالة الصوتية للكلمة من حيث النظر في صفات الأصوات، من حيث: الجهر والهمس، والرخاوة والشدة، والانطباق والانفتاح... ومن حيث ما يصاحب الكلمة عند النطق بها من ظواهر صوتية كالنبر والتنغيم، ثم من حيث النظر في مخارجها المختلفة، وبحث العلاقة بين تلك السمات الصوتية للتشكيل الصوتي للكلمة ومناسباتها لسياقها ونسقها الدلالي. وإبرازاً لجهود ابن جني في هذا المجال عرض المحقق في صدر هذا الكتاب بحثاً عن الدلالة الفنية للأصوات والذي استقى جلّ مادته في كتاب ابن جني هذا الذي نقلب صفحاته.

وأما نهج التحقيق فيتلخص في: ضبط نص الكتاب على أدقّ نسخة متداولة، تخريج شواهد الكتاب من حيث القراءات والروايات الحديثية والشواهد الشعرية والأمثال والأقوال ونحو ذلك، شرح أغرب الغريب باختصار وإيجاز، الترجمة لأهم الأعلام لا سيما اللغويون، الترجمة للمصنف ابن جني، الفهارس العلمية المفصلة الشاملة للغة بجميع علومها من نحو وصرف ولغة واشتقاق وغير ذلك، فهرسة جميع شواهد الكتاب القرآنية والحديثية والشعرية والنثرية...



3- الفروق اللغوية، الطبعة رقم 1، ابن سهل العسكري، دار الكتب العلمية.

النيل والفرات:

اهتم علماء اللغة العربية القدامى بمسألة الفروق اللغوية اهتماماً بالغاً، وهذا ما دفعهم إلى دراستها والبحث في مسألة الترادف اللغوي، فقد لاحظوا أن ألسنة الناس صارت تستعمل عدداً غير قليل من المفردات المتقاربة المعاني باعتبارها متماثلة ومتشابهة ولها نفس المعنى. ولعل من أهم المؤلفين الذين عنوا بمسألة الفروق اللغوية هو أبو هلال العسكري، الذي عمد إلى تدوين مخطوطته هذه التي جمعها ونقل مضمونها عن كتاب "الوجوه والنظائر" وكتاب "تصحيح الوجوه والنظائر".

هذا وتعدّ هذه المخطوطة من أوسع كتب الفروق اللغوية مادة حيث تضمنت طرحاً للعديد من الآراء والشروحات التي تدل على غزارة وإتقان مؤلفها ودقة تفكيره، وقد جاءت دراسة هذه الفروق على ضوء القرآن الكريم وألفاظ الفقهاء والمتكلمين وسائر محاورات الناس، والهدف الذي ابتغاه المؤلف من كتابه هذا هو صيانة اللغة العربية من التأويل والتحريف والخطأ، وحفظها بعيداً عن التصريف واللغو.



4- فقه اللغة وأسرار العربية، الطبعة رقم 2، أبو منصور الثعالبي، المكتبة العصرية للطباعة والنشر.

النيل والفرات:

إن مفتاح تحديد هذا المصطلح، هو الحذر اللغوي (فقه) الذي يدل بعامة على العلم بالشيء، وهو مشتق من الشق والفتح، فيكون "فقه اللغة" من هذا المنطق، علم اللغة والغوص إلى دقائقها وغوامضها وهو ما أكده عنوان الكتاب بقسميه (الأول والثاني): فقه اللغة وسر العربية. هذا الكتاب واحد من كتب قليلة جداً شُغلت بلغة العرب وأساليبهم، ومأثورهم البياني، وخصوصيات البناء والصياغة والاشتقاق، وسائر معهودهم في استخدام اللغة، أداة راقية منظورة لحمل أرقى الرسالات الإنسانية في الدين والدنيا.

أما أهمية هذا الكتاب، فمن نافل القول إثبات ذلك أو الخوض فيه، لأنه واحد من كتب قليلة جداً عالجت هذا الشأن اللغوي الدقيق، نفد فيه مؤلفه إلى لباب اللغة ولطائفها من غير عنت آو تعقيد، أو تنظير منفر يستحوذ على القواعد والقيود دون الجواهر، كما هي الحال في بعض مسائل النحو ومدارسة وقواعده وعلله.

غاص أبو فيصور على معاني اللغة وآدابها وأساليبها، فاجتنى منها الدرر الغوالي وخاض في تقليباتها وتصريفاتها، وأبحر في أديم أسمائها وأوصافها، ودقائق الأشياء ومعالمها، فبلغ التخوم، والنهايات، تخوم الإعجاز، ونهايات البلاغة التعبيرية الرصينة التي يقبل عليها الباحث، والأديب، والعالم والفنان، فيجد كل منهم ضالته وبغيته، محققاً فيه قول أبى عثمان الجاحظ في كتابه "الحيوان".

"هذا كتاب تستوي فيه رغبة الأمم وتتشابه فيه العرب والعجم، يشتهيه الفتيان كما تشتهيه الشيوخ، ويشتهيه الفاتك كما يشتهيه الناسك، ومتى ظفر بمثله صاحب علم أو هجم عليه طالب فقه، فقد كفى مؤونة جمعة وخزنة، وطلبة وتتبعه، وأعناه ذلك عن طول التفكير".

ولأهمية هذا الكتاب عني الدكتور "ياسين الأيوبي" بتحقيق الكتاب وتحلي عمله بـ أولاً: تخريج الأحاديث النبوية وشرحها وتحديد مواقعها. ثانياً: تحديد موقع الشاهد القرآني في السورة والآية وربطه بالسياق العام لمنطوق الآية ودلالاتها العامة أو الخاصة، ثالثاً: تحديد موقع الشاهد الشعري من الديوان، ومن القصيدة التي استل منها ذاكراً المناسبة التي نظمت لأجلها القصيدة ومطلعها، شارحاً المقتضى من الشاهد... رابعاً: ولأجل الشرح اللغوي خاض المحقق لأجله غمار عدد من المعجمات اللغوية العريقة، ما بين الموسوعي المسهب والوجيز المقتضى، مروراً بالمتوسط والدلالي! تصدرها اثنان لا غنى عنهما لأي قارئ كان هما: "لسان العرب" لابن منظور "والمعجم الوسيط" للمجمع اللغوي في القاهرة.

الناشر:

واحد من كتب قليلة جداً عالجت الشأن اللغوي الدقيق، الذي نفذ فيه مؤلَّفُه إلى لُباب اللغة ولطائفها من غير عَنَت أو تعقيد، أو تنظيرٍ مُنَفِّرٍ يستحوذ على القواعد والقيود دون الجواهر، كما هي الحال في بعض مسائل النحو ومدارسه وقواعده وعلله.



.
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م