مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 16-08-2003, 06:22 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل الثالث صفاته الخُلقية

إنه لمن المعلوم المتواتر عند جميع الناس أن سماحة الشيخ عبد العزيز - حفظه الله - ممَّن تميَّز بالخلال الحميدة ، والخصال الرشيدة ، وجميل الأخلاق ، وطيب الفعال ، وعظيم التواضع ، وهو ممن يقتدى به في الأدب والعلم والأخلاق ، بل هو أسوة حسنة في تصرفاته وسمته وهديه المبني على كتاب الله العظيم ، وسنة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم ، وخاصة في زهده وعبادته وأمانته وصدقه ، وكثرة التجاءه وتضرعه إلى الله ، وعظيم خشيته لله ، وذكاء فؤاده وسخاء يده ، وطيب معشره ، مع اتباع للسنة الغراء ، وكثرة عبادة - زاده الله إحسانا وتوفيقا - وقصارى القول أن للشيخ - رعاه المولى - صفات حسنة ، وخلال جميلة ، وشيم كريمة ، ومناقب فذّة عظيمة ، يجدر بنا أن نتناولها بشيء من التفصيل .

أ :- عظيم تواضعه
التواضع هو انكسار القلب لله ، وخفض جناح الذل والرحمة للخلق ، ومنشأ التواضع من معرفة الإنسان قدر عظمة ربه ، ومعرفة قدر نفسه ، فالشيخ - حفظه الله - قد عرف قدر نفسه ، وتواضع لربه أشد التواضع ، فهو يعامل الناس معاملة حسنة بلطف ورحمة ورفق ولين جانب ، لا يزهو على مخلوق ، ولا يتكبر على أحد ، ولا ينهر سائلا ، ولا يبالي بمظاهر العظمة الكاذبة ، ولا يترفع عن مجالسة الفقراء والمساكين ، والمشي معهم ، ومخاطبتهم باللين ، ولا يأنف أبدا من الاستماع لنصيحة من هو دونه ، وقد طبق في ذلك كله قول الله : وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا وقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحدٍ ولا يبغي أحد على أحد أخرجه مسلم ( 2865 ) .

ومما يندرج تحت هذا الخلق خلقا : السكينة والوقار ، وهما من أبرز صفات الشيخ - حفظه الله - وهما أول ما يواجه به الناس سواء القرباء أو البعداء ، جلساءه الأدنين أو زواره العابرين ، فإن الناس ليتكبكبون حوله أينما وجد ، في المسجد ، في المنزل ، في المكتب ، وإنه ليصغي لكل منهم في إقبال يخيل إليه أنه المختص برعايته ، فلا ينصرف عنه حتى ينصرف هو ، ومراجعوه من مختلف الطبقات ، ومن مختلف الأرجاء ، ولكل حاجته وقصده ، فيقوم الشيخ - حفظه الله - بتسهيل أمره ، وتيسير مطلبه ، ولربما ضاق بعضهم ذرعا عليه ، بكلمات يرى نفسه فيها مظلوما فما من الشيخ - حفظه الله إلا أن يوجهه للوقار والدعاء له بالهداية والصلاح ، إنها والله صور صادقة ، بالحق ناطقة ، تدل على تواضع جم ، وحسن سكينة ، وعظيم أناة وحلم ، وكبير وقار .

ومما يؤكد تواضعه - حفظه الله - تلبية دعوة طلابه ومحبيه في حفلات الزواج الخاصة بهم ، ويحضر حضورا مبكرا ، ويطلب من أحد الإخوان قراءة آيات من القرآن الكريم ، ثم يقوم بتفسيرها للجميع ، هذا دأبه والغالب عليه في حضوره للولائم - رفع الله قدره - .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #12  
قديم 16-08-2003, 06:26 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ب :- زهده وعفته

لعل من أبرز ما تميز به شيخنا - حفظه الله - الزهد في هذه الدنيا ، مع توفر أسبابها ، وحصول مقاصدها له ، فقد انصرف عنها بالكلية ، وقدم عليها دار البقاء ، لأنه علم أنها دار الفناء ، متأسيا بزهد السلف الصالح - رحمهم الله - الذين كانوا من أبعد الناس عن الدنيا ومباهجها وزينتها الفانية ، مع قربها منهم ، فالشيخ - حفظه الله - مثالا يحتذى به ، وعلما يقتدى به ، وقدوة تؤتسى في الزهد والورع وإنكار الذات ، والهروب من المدائح والثناءات العاطرة ، وكم من مرة سمعته في بعض محاضراته ، حين يطنب بعض المقدمين في ذكر مناقبه وخصاله الحميدة ، وخلاله الرشيدة ، يقول : " لقد قصمت ظهر أخيك ، وإياكم والتمادح فإنه الذبح ، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون " بمثل هذه الكلمات النيرة ، والتوجيهات الرشيدة نراه يكره المدح والثناء كرها شديدا ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على زهد في القلب وعفة في الروح ، وطهارة في الجوارح ، وخشية للمولى جل وعلا .

وأما عفته وتعففه فهو بحر لا ساحل له ، فهو عف اللسان ، عفيف النفس طاهر الذيل بعيدا عن المحارم ، مجانبا للمآثم ، مقبلا على الطاعات ، مدبرا عن السيئات ومواطن الزلل - نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا - .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #13  
قديم 16-08-2003, 06:30 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ج :- صِدقه

أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ولو كره الكافرون ، أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .

أنزل الله عليه الكتاب تبيانا لكل شيء ، فبيّن صلى الله عليه وسلم أهدافه ، وقيّد مطلقه ، وخصص عامه ، بعث صلوات الله وسلامه عليه ليتمم مكارم الأخلاق ، فبيّن ذلك أتم بيان بقوله وفعله وتقريره ، وإن من أعظم مكارم الأخلاق التي أمر الله بها وأمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم " الصدق " وهو مطابقة الخبر للواقع ، وقيل هو استواء السر والعلانية ، والظاهر والباطن ، وبأن لا تكذَّب أحوال العبد أعماله ، ولا أعماله أحواله .

ولقد بلغ الشيخ عبد العزيز - بيَّض الله وجهه - من الصدق مبلغا عظيما ، وغاية سامية ومنزلة رفيعة ، فتجد جميع الناس يثقون به وبعلمه ، وبفتاواه التي يعرفون أن مصدرها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويتقبلون نصحه لأنهم يعلمون أنه صادر من قلب صادق مبني على الرحمة والشفقة وحب الهداية للخلق والخير لهم ، وهذا الأمر - أعني به الثقة المتناهية - إنما نتجت وحصلت له ، من جهة معلومة هي صدقه مع خالقه ومولاه ، ونزاهته وإخلاصه .


.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #14  
قديم 16-08-2003, 06:31 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

د :- أمانته

إن الإسلام دين كامل ، وشرع شامل ، جاء به محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين من تمسك به أعزه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أذله الله ، وإن مما أمر به هذا الدين الكريم الكامل ، وهذا الشرع العظيم الشامل ، " الأمانة " فهي خلق فاضل ، وسلوك محمود ، حث عليه ودعا إليه الإسلام قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ

وقال سبحانه وتعالى : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ( أخرجه الترمذي ( 1264 ) .

وحسنه وأبو داود ( 2 / 260 ) وإسناده حسن وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : أن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال مخاطبا النجاشي ملك الحبشة : " أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام . . . وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار . . . " ( أخرجه أحمد في المسند ( 1 / 202 ) وصححه الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - ) .

فليس من الغريب أن يكون الشيخ / عبد العزيز متصفا بهذه الصفة الحميدة والخلة الرشيدة ، والمنقبة الجليلة ، وهي من أبرز صفات من لنا به الأسوة الحسنة ، والقدوة الصادقة ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا أدل على ذلك ، من أن العالم الإسلامي بأجمعه قد ائتمنوه ليس فقط على أموالهم وودائعهم وأمانتهم؛ بل على أفكارهم وتوجهاتهم الدينية ، فهو مفتي المسلمين ، ومرجعهم الأول في هذا العصر ، ومما يؤكد ذلك حرص ولاة الأمر ، والوجهاء وأعيان البلاد والقضاة وغيرهم ، على استشارته في دقائق الأمور وعسيرها ، مما يستلزم فكرا وقَّادا ، وحجة نيرة ، ونزاهة في القصد ، وإخلاصا في العمل ، وأمانة في الفتوى ، ولقد رأيت بأم عيني كثير من هؤلاء ، وأولئك ، يأتون إليه في منزله ومكتبه لأخذ المشورة الصادقة ، والنصح السديد ، والتوجيه المفيد ، ومما يدل على حبه للأمانة ، حرصه الشديد على تذكير الأمة بالأصول النافعة ، والكلمات السديدة ، في المناسبات العامة : وذلك بكلمة وعظية ، وإرشادات دينية ، يرى أن القيام بدورها ، والتضلع بمسئوليتها أمانة في عنق كل مسلم وهبه الله علما وفقها في الدين ، فجزاه الله خيرا ، وأعظم له الثواب .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #15  
قديم 16-08-2003, 06:34 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

هـ :- حلمه وسعة صدره

من الصفات الحميدة ، والفضائل الرشيدة ، التي تميز بها سماحة الشيخ عبد العزيز - حفظه الله - على غيره من العلماء ، صفة الحلم وسعة الصدر ، ولا شك بل ولا ريب أن الحلم من أشرف الأخلاق ، وأنبل الصفات ، وأجمل ما يتصف به ذو العقول الناضجة والأفهام المستنيرة ، وهو سبيل إلى كل غاية حميدة ، وطريق لاحب إلى كل نهاية سعيدة . ولقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة الحليم ، وما له من أجر وثواب عظيم عند الله ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج بن عبد القيس : إن فيك خصلتين يحبهما الله الأناة والحلم ( أخرجه البخاري ومسلم ) وبلوغ الحليم لمنزلة محبة الله ورسوله ليس بمستغرب ، وذلك لأن الحلم هو سيد الفضائل ، وأسّ الآداب ، ومنبع الخيرات ، ومصدر العقل ، ودعامة العز ، ومنبع الصبر والعفو .

ولقد من الله تعالى على سماحته - رعاه الله - فجمع له بين أكرم خصلتين ، وأعظم خلتين وهما العلم والحلم ، فبهما تميز عن غيره ، ولذا اتسع صدره ، وامتد حلمه ، وعذر الناس من أنفسهم ، والتمس العذر لأغلاطهم . ولعل من المناسب إيراد ما يدل على حلمه وسعة صدره ، وشفعته على الناس ، فمن ذلك أنه دخل عليه في مجلس القضاء في الدلم ، رجل كثير السباب فسبَّ الشيخ وشتمه ، والشيخ لا يرد عليه ، وعندما سافر الشيخ / عبد العزيز بن باز إلى الحج توفي هذا الرجل فجهّز للصلاة عليه ، في جامع العذار ، وكان إمامه آنذاك الشيخ / عبد العزيز بن عثمان بن هليل ، فلما علم أنه ذلك الرجل تنحى وامتنع عن الصلاة عليه ، وقال : لا أصلي على شخص يشتم الشيخ ابن باز ، بل صلوا عليه أنتم؛ فلما عاد الشيخ عبد العزيز من الحج وأخبر بموت ذلك الرجل ترحم عليه ، وعندما علم برفض الشيخ ابن هليل الصلاة عليه ، قال : إنه مخطئ في ذلك ، ثم قال دلوني على قبره فصلى عليه وترحم عليه ودعا له .

ودخل عليه رجل آخر عنده قضية في الصباح الباكر ، والشيخ يدرس الطلاب في الجامع - جامع الدلم - فوقف هذا الرجل عليهم ، وأخذ ينادي بصوت مرتفع قائلا : قم افصل بين الناس ، قم افصل بين الناس ، واترك القراءة ، فلم يزد الشيخ على أن قال : قم يا عبد الله بن رشيد ، وأخبره يأتينا عندما نجلس للقضاء بعد الدرس .

وأخبرته برجل اغتابه سنين عديدة متهما إياه بصفات بذيئة ، ونعوت مرذولة وأنه يطلب منه السماح والعفو ، فقال : أما حقي فقد تنازلت عنه ، وأرجو الله أن يهديه ويثبته على الحق .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #16  
قديم 16-08-2003, 06:35 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

و:- كرمه

الكرم صفة محمودة ، ومنقبة جليلة ، وأكرم الورى على الإطلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو أجود بالخير من الريح المرسلة - وخاصة في رمضان - .

والكرم في اصطلاح العلماء وهو التبرع بالمعروف قبل السؤال ، والإطعام في المحل ، وإكرام السائل مع بذل النائل .

والشيخ عبد العزيز - حفظه الله - كرمه معروف مشهور ، وكرمه كرم أصيل لا تكلف فيه ولا تنطع ، وقد سماه بعض محبيه حاتم الطائي في هذا العصر ، فمائدته لا تخلو من ضيوف أبدا ، يلتقي عليها الصغير والكبير ، والغريب والقريب ، وما أظن طعاما له خلا من عديد الضيفان حتى لكأنه هو القائل :

إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له *** أكيلا فإني لست آكله وحدي
أخا سفر أو جار بيت فإنني *** أخاف مذمات الحوادث من بعدي

وهذه الصفة مما انفرد سماحته - حفظه الله - دون غيره من العلماء ، فهو كريم وكرمه يتمثل في أمور عدة :

أولا : عطاءه المستمر للفقراء والمحتاجين والمساكين فهو لا يرد طلبا ، ولا يمسك شيئا من ماله لا قليلا ولا كثيرا ، وربما مر عليه بعض الأشهر يستدين على راتبه ، ولربما باع أغراضا مهمة لإنفاق قيمتها في سبيل الله .

ثانيا : يتمثل كرمه في أنه ما يدنو وحده إلى طعامه ، ولا يأكل منفردا وحيدا ، وإنما إذا حضر طعامه أحضر الناس على طعامه وسفرته ، ويحضر العلماء والطلبة والمفكرون والأدباء والعامة وعابري السبيل والفقراء والمساكين ، فيحيي الجميع ويرحب بهم أطيب الترحيب ، ثم إذا أراد أحدهم أن يستعجل قال : كل باختياره لا ينظر أحد إلى أحد ويقول لمن دعا الله له ، جعل الله فيه العافية .

بمثل هذه الأخلاق الرضية ، والصفات الحميدة ، حصل للشيخ طيب الذكر ، وحسن الأثر ، لا في الرياض وحدها ، ولا في المملكة فحسب ، ولا في العالم العربي ولكن في جميع العالم كله ، وهناك - ولله الحمد والمنة - إجماع أو شبه إجماع على حبه وعلى أنه البقية الباقية الثابتة على طريق السلف الصالح .

وهذه الصور المشرقة التي سقناها عن كرم الشيخ وجوده تعتبر بمثابة دعوة مفتوحة إلى التنافس في الخير ، والتسابق في ميادين الفضيلة والبعد عن الشح والحرص والبخل ، وذلك أن الإسلام دين يقوم على التعاون والبر والبذل والإنفاق ، ويحذر من الأنانية والإمساك ولذلك رغب صلى الله عليه وسلم في أن تكون النفوس بالعطاء سخية ، والأكف بالخير ندية ، ووصى أمته بالمسارعة إلى دواعي الإحسان ، ووجوه البر وبذل المعروف ، وإلى كل خلق نبيل .


.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #17  
قديم 17-08-2003, 09:14 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل الرابع حياته العلمية

أ :- مكانته العلمية

إن مما لا شك فيه ، ولا ريب يعتريه ، أنه لا توجد في الإسلام وظيفة أشرف قدرا ، وأسمى منزلة ، وأرحب أفقا ، وأثقل تبعة ، وأوثق عهدا ، وأعظم أجرا عند الله ، من وظيفة العالم! ذلك لأنه وراث لمقام النبوة ، وآخذ بأهم تكاليفها ، وهو الدعوة إلى الله وتوجيه خلقه إليه ، وتزكيتهم وتعليمهم وترويضهم على الحق حتى يفهموه ويقبلوه ، ثم يعملوا به ويعملوا له .

فالعالم بمفهومه الديني في الإسلام ، قائد ميدانه النفوس ، وسلاحه الكتاب والسنة وتفسيرهما العملي من الكتاب والسنة ، ومن فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه ، وعونه الأكبر الانتصار ، في هذا الميدان أن ينسى نفسه ويذوب في المعاني السامية التي جاء بها الإسلام وأن يطرح حظوظها وشهواتها من الاعتبار ، وأن يكون حظه من ميراث النبوة أن يزكي ويعلم ، وأن يقول الحق بلسانه ، ويحققه بجوارحه ، وأن ينصره إذا خذله الناس ، وأن يجاهد في سبيله بكل ما آتاه الله من قوة؛ وقد هيأ الله لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز هذه الصفات الحميدة ، والمناقب الرشيدة فأتاه الله حسن القبول ، ورفعة الذكر ، وانكباب المسلمين عليه في أقطار المعمورة ، إفتاء ودعوة وتوجيها وإرشادا وتسديدا ، بل إنه ليعتبر في مكانة علمية رفيعة فهو مفتي المسلمين ومرجعهم في النوائب والكرب والملمات والشدائد ، بعد الله سبحانه ، فهو لضعيفهم أب رحيم ، ولمظلومهم كهف منيع ولداعيهم موجه سديد ، ولطالبهم معلم رشيد ، ولفقيرهم محسن كريم ،

وأما الوسيلة الكبرى في نجاحه في هذه المكانة العلمية ووصوله إليها ، فهي أنه قد بدأ بنفسه في نقطة الأمر والنهي ، فلا يأمر بشيء مما أمر الله به ورسوله حتى يكون أول فاعل له ، ولا ينهى عن شيء مما نهى الله ورسوله عنه حتى يكون أول تارك له ، كل ذلك ليأخذ الناس عنه بالقدوة والتأسي أكثر مما يأخذون عنه بوساطة الأقوال المجردة والنصوص اللفظية ، لأنه أدرك - أدام الله عزه - تمام الإدراك أن تلاوة الأقوال والنصوص لا تعدو أن تكون تبليغا ، والتبليغ لا يستلزم الاتباع ، ولا يثمر الاهتداء ضربة لازم ، ولا يعدو أن يكون تذكيرا للناسي ، وتبكيتا للقاسي ، وتنبيها للخامل ، وتعليما للجاهل ، وإيقاظا للخامل ، وتحريكا للجامد ودلالة للضال . . .

أما جر الناس إلى الهداية بكيفية تشبه الإلزام فهو في التطبيقات والتفسيرات العملية التي كان المرشد الأول محمد صلى الله عليه وسلم يأتي بها في تربية أصحابه ، فيعلمهم بأعماله ، أكثر ما يعلمهم بأقواله . . . لعلمه وهو - سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم - بما للتربية العملية من الأثر في النفوس ، ومن الحفز إلى العمل بباعث فطري في الاقتداء ، وقد رأى مصداق ذلك في واقعة الحديبية حين أمر أصحابه بالقول فتردّدوا ، مع أنهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا ينطق عن الهوى ، ثم عمل فتتابعوا في العمل اقتداء به وكأنهم غير من كانوا .

ومما أوصل سماحته إلى هذه المكانة العلمية ، والمنزلة الرفيعة ، أنه يرى نفسه أنه مستحفظ على كتاب الله ، ومؤتمن على سنة رسوله في العمل بها وتبليغها كما هي ، وحارس لهما وعليهما أن يحرفهما الغالون ، أو يزيغ بهما عن حقيقتهما المبطلون ، أو يعبث بها المبتدعة الضالون ، فهو حذر أن يؤتى الإسلام من قبله ، تجده لذلك - حفظه الله - يقظ الضمير ، متأجج الشعور ، مضبوط الأنفاس ، دقيق الوزن ، مرهف الحس ، كثير العمل ، قليل الكلام عن نفسه وجهده وجهاده ، متتبع لما يأتي الناس ، وما يذرون من قول وعمل ، سريع الاستجابة للحق ، إذا دعا داعيه ، وإلى نجدته ، إذا ريع سربه ، أو طرق بالشر حماه . ومما أوصله إلى مكانته العلمية أنه قد أخذ على نفسه بالفزع والجد لحرب الباطل أول ما تنجم ناجمته وتظهر بوادره ، فلا يهدأ له خاطر ، ولا تلين له قناة ، حتى يوسعه إبطالا ومحوا ، ولا يسكت عليه وعنه حتى يستشري شره ويستفحل أمره ، فتستغلظ جذوره ، ويتبوأ من نفوس العامة مكانا مطمئنا ، بل يحاربه محاربة شديدة حتى يقل ويندثر ، وتلك صفة مجيدة ، ومنقبة حميدة تذكر لسماحته في كل منكر وباطل - زاده الله توفيقا - .

من تلك المقومات ، لمكانته العلمية أنه دائما يتذكر عهد الله على العلماء وأنه قد أخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق ، وأن الحق هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم عن ربه عز جل لهداية البشر وصلاح حالهم وإصلاح نفوسهم .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #18  
قديم 17-08-2003, 09:15 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ومن تلك المقومات ، أنه يزن نفسه دائما بميزان الكتاب والسنة ، فأي زيغ واعوجاج وميل ، قوّمه في الحال بالرجوع والإنابة والعودة إلى المصدرين الأصليين والمنبعين العظيمين . ومما أوصله إلى تلك المكانة المتميزة أنه يرد كل ما اختلف فيه إلى الكتاب والسنة ، تاركا آراء العلماء ، وأقوال الفقهاء ، والتي يرى أنها بعيدة عن الكتاب والسنة ، لأن الحق واحد لا يتعدد؛ وله في ذلك سلف صالح من علماء الأمة ، وأمناء الملة ، فما هي قصة الإمام مالك - بن أنس - رحمه الله - مع الإمام ابن مهدي - رحمه الله - وهو قرينه في العلم والإمامة - حينما عزم على الإحرام من المسجد النبوي ، وعلل ذلك قائلا : إنما هي بضعة أميال أزيدها ، فقال له مالك : أو ما قرأت قوله : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وأية فتنة أعظم من أن تسول لك نفسك أنك جئت بأكمل مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أو كلاما هذا معناه . . . ثم تلا قوله تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا

وقال كلمته الجامعة التي كأن عليها ضياء الوحي بل كأنها مستلة من مشكاة النبوة ، وهي قوله : " فما لم يكن دينا فليس اليوم بدين " .

ومن أبرز مقومات مكانته العلمية التي تبوأها هي أنه يقدم دينه والوحي على العقل ، ويجعل الرأي تبعا للنص ويحكم عقله في لسانه ، فلا يصدر كلاما إلا بعد أن يتحرى ويتروى فيه ، وينظر نظرة ذات اعتبار وتقدير في آرائه وفتاويه ، ويجعل ميزان الترجيح داخلا في أمور مهمة من المصلحة والضرورة والزمان والمكان والحال ، ودرء المفاسد ، بل إنه يميز بين أقل الخيرين وأكثر الشرين مع دفع أعلاهما ضررا وأضرارا ، وبين خير الخيرين وشر الشرين ، لذلك غلب صوابه على خطأه في الفهم والاجتهاد .

وكان وما زال - رفع الله قدره - يزن الشدائد التي تصيبه في طريقه إلى إقامة دين الله بأجرها عند الله ومثوبتها في الدار الآخرة ، ولا يهتم بما يفوته من أعراض الدنيا ، وسلامة البدن ، وخفض العيش وراحة البال ، فما أصابه من أمر من أمور الابتلاء يعد طريقا إلى الجنة ، ووسيلة إلى رضي الله . ومن أهم مقومات مكانته العلمية أنه ذائد عن حمى الدين ، واقف بالمرصاد لمن يريد العلو في الأرض والفساد والضلال بين العباد ، لا يقر باطلا أو منكرا ، ولا يسكت أو يتجاهل مخالفة صريحة للدين ، ولا يتساهل أبدا في حق الله ، ولا يرضى مطلقا عن ما يسخط الله من أي شخص كائن من كان ، بل يقول كلمة الحق ، ويدل عليها ، ويحرص أشد الحرص على بيان الحق وإيصاله للأمة أجمع ، فلله دره ما أقواه وما أجلده فجزاه الله خير الجزاء عن أمة الإسلام ، فقد قدم جهدا كبيرا ، وبذل وقتا ثمينا للأمة فنال بذلك جمال الأحدوثة ، وطيب الثناء ، والأمة هي شهود الله في الأرض ، وأن الأمة تشهد والتاريخ يشهد والعلماء يشهدون أن ابن باز - وفقه الله للصالحات من الأعمال - أمة في رجل ، ورجل في أمة .

بمثل هذه الخلال الحميدة التي أشرنا إليها إشارات يسيرة ، باللمحة المنبهة ، تبوأ ابن باز هذه المكانة العلمية التي أوصلته إلى أعلى المراتب ، وأسنى المناصب ، وهو التوقيع عن رب العالمين في الإفتاء والدعوة إلى الله ، وهذا قليل من كثير في مكانته العلمية ، ومنزلته الدينية ، جعلنا الله وإياه من دعاة الحق وأنصار الهدى - آمين - .

وإننا لنفرح أشد الفرح أن الله قد ادّخره لهذا العصر المتلاطمة أمواجه بالفتن ، والظاهر فيه أوار المحن والذي تأذن فيه أيضا فجر الإسلام بالانبلاج ، هذا العالم الرباني ، والإمام المصلح ، الذي بزَّ الجميع في شجاعة الرأي وقوة العلم والعقل ، وسلامة الفكر والتدبير ، وجرأة اللسان والقلب ، والزهد والورع فهز النفوس الجامدة ، وحرك العقول الراكدة ، وأيقظ المشاعر الخامدة ، وترك ذكره وعمله دويا وصوتا ملأ سمع الزمان ، وسيكون له شأن أيما شأن ، بإذن الواحد المنان ، وربنا الرحمن المستعان .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #19  
قديم 17-08-2003, 09:16 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ب :- نبوغه المبكر

لقد عرف سماحته بالنبوغ المبكر والألمعية النادرة ، والنجابة الظاهرة ، والذكاء المفرط منذ نعومة أظفاره حتى بزَّ أقرانه ، وفاق أترابه ، فهو منذ صغره صاحب همة عالية ، ونفس أبية ، وقلب طموح ، جعلته تلك الصفات الجليلة موضع تقدير واحترام ، وتبجيل وتعظيم ، لكل من عرفه آنذاك أو خالطه وزامله .

ومن أبرز الأدلة ، وأبين الأمثلة على نبوغه المبكر ، وتوقد ذهنه ، وشدة ذكائه ، حفظه المتقن لكتاب الله عز وجل قبل البلوغ ، وحفظه لبعض المتون العلمية ، وتطلعه للعلم والحرص عليه أشد الحرص .

أما أهم الأسباب التي جعلته يقبل على العلم ، ويقدر من وقته الشيء الثمين لذلك مع ذهن وقاد ، وذكاء مفرط ، ونبوغ واطلاع تعود إلى خمسة أسباب :

1- إخلاص النية في طلبه للعلم ، مع صدق القصد ، وحسن التوجه إلى الله .

2- نشأته الصالحة في بيت علم وهدى وإيمان : وكان يجد من أمه - رحمها الله - التشجيع المستمر ، والدعوات الصالحة ، والحث والتأكيد على أهمية طلب العلم .

3- عناية إلهية كريمة ، ومنة ربانية رحيمة ، ونعمة امتن الله بها على الشيخ فكان لها أعظم الأثر ، وأطيب الثمر ، في نبوغه العلمي ، وتفوقه في مجال الفقه والفهم لأمور الدين .

4- دقة استحضاره وسلامة منهجه واستقامة حياته ، وجولان ذهنه ، وحسن استجابته لنصائح أساتذته وشيوخه .

5- استعداده الفطري ، وصفاء ذهنه ، وحضور بديهته ، وقوة حافظته ، واستثمار وقته في البحث والمطالعة ، مع توقد في الهمة ، وتوفر الرغبة الملحة في معرفة العلم بمختلف فنونه ، والحرص على الدليل في كل مسألة من مسائل العلم المختلف فيها .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #20  
قديم 17-08-2003, 09:19 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ج : - شيوخه

إن سماحته علم بارز من أعلام الأمة الإسلامية ، وقد نهل علمه ، وتلقى العلوم الشرعية من علماء بارزين ، وأئمة ناصحين ، لهم القدح المعلى في العلم والفضل ، استفاد منهم أشد الاستفادة ، وأخذ منهم الصفات الحميدة ، والعلوم الشرعية والعربية وهم على النحو التالي : -

1- الشيخ / محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ - رحمه الله - المتوفى عام 1367 هـ وهاك ترجمته بنوع من التفصيل والإطناب؛ وهي وغيرها من التراجم الآتية مستقاة من كتاب شيخنا العلامة عبد الله بن بسام - حفظه الله - علماء نجد خلال ثمانية قرون .

هو الشيخ الفاضل محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب .

وُلد المترجَم في مدينة الرياض عام 1283 هـ ، ونشأ بها وقرأ القرآن في حياة والده العلامة الشيخ عبد اللطيف ، ثم شرع في طلب العلم ، فأخذ يقرأ على أخيه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ محمد بن محمود والشيخ إبراهيم بن عبد الملك والشيخ حمد بن عتيق والشيخ حسن بن حسين آل الشيخ والشيخ أبو بكر خوقير ، وله منه إجازة . وغيرهم من علماء عصره .

وهكذا جدَّ واجتهد حتى صار له يد طولى في التوحيد والتفسير والحديث والفقه وعلوم العربية ، حتى عدَّ من كبار علماء وقته .

ثم عيَّنه الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى قاضيا في القويعية ثم في الوشم ، ومقر عمله في شقراء ، كما بعثه إلى عسير وبلاد الحجاز مرشدا وداعيا إلى الله تعالى ، فهدى الله به خلقا كثيرا . ونفع الله بوعظه وتوجيهه .

فلما علم الكفاية التامة عينه قاضيا لعاصمة المملكة ( الرياض ) فباشر هذه الأعمال بقوة وكفاية وأمانة وعفة .

وتصدَّى للإفتاء والتدريس والإفادة ، فكان يجلس لتدريس تلاميذه في بيته فيأخذون عنه جميع العلوم الشرعية ، والعربية ، حتى استفاد منه خلق كثير منهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم والشيخ عبد الملك بن إبراهيم وأبناء المترجَم الشيخ عبد الرحمن وعبد الله وإبراهيم والشيخ الأستاذ حمد بن محمد بن جاسر صاحب دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر والشيخ صالح بن سحمان والشيخ عبد الرحمن بن إسحاق والشيخ عبد الله الدوسري ومحمد بن حمد بن فارس ومبارك أبو حسين وغيرهم كثير . وكان شغوفا بجمع الكتب مهما كلفه ذلك من المشقة والإنفاق حتى جمع من نفائس المخطوطات مكتبة لا نظير لها في نجد .

حدثني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ، قال : كنت حاجا مع العم الشيخ محمد بن عبد اللطيف ، فجعل طريقنا على البرة وهناك طريق أقصر منه ، فلما وصلنا ( قرية البرة ) طلب حضور رجل من أهلها فلما جاءه اشترى منه أجزاء من كتاب ( التمهيد ) لابن عبد البر . فقلت له يا عم : مهدت الطريق لأجل التمهيد ، فاستحسن مني هذه النكتة البديعة .

وهذه المكتبة لا تزال محفوظة عند ابنه عبد الرحمن ، ولكن ثمرتها والفائدة منها لا تكون إلا بتسهيل الانتفاع منها ، حقَّق الله ذلك .

والباقي من هذه المكتبة صارت هي نواة المكتبة السعودية بالرياض وأساس هذه المكتبة هي كتب جده الشيخ عبد الرحمن بن حسن انتقلت إلى ابنه الشيخ عبد اللطيف ، ومنه إلى ابنه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ومنه إلى أخيه الشيخ المترجَم ، ولا شك أن تضخمها كان بجهود الشيخ محمد بن عبد اللطيف .

وقد توفي ابنه عبد الرحمن عند كتابة هذه السطور في رمضان عام 1393 هـ رحمه الله ، ونقل بعض الكتب إلى المكتبة السعودية بالرياض .

وللمترجَم رسائل وأجوبة تدل على طول باعه وسعة اطلاعه وخاصة في التوحيد ، نشر بعضها ضمن رسائل أئمة الدعوة السلفية .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م