أقول :
ومما يروى أن نفرا من العراق أتوا إلى
علي بن الحسن بن علي رضي الله عنه وعن آبائه فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ( أي طعنوا فيهم )
فلما فرغوا من كلامهم قال لهم :
ألا تخبروني أنتم " المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا " ...؟
قالوا : لا .
قال : فأنتم " الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " ...؟
قالوا : لا .
قال : أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين ، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم : " يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " اخرجوا عني فعل الله بكم " كشف الغمة 2 \ 78 .
ثم استدل رحمه الله تبارك وتعالى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " .
ففي الحديث نهي وهذا النهي يقتضي التحريم ، " فلا يحل لأحد أن يسب الصحابة على العموم ، ولا أن يسب واحدا منهم على الخصوص " . 2 \ 232 .
وهذا النهي صدر من النبي صلى الله عليه وسلم لما حدثت مشاجرة بين خالد بن الوليد وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا أصحابي " .
فإذا كان هذا النهي لخالد رضي الله عنه ، فماذا نقول لم هو دون خالد ...؟
إنتهى الدرس الثاني
وسنلتقي مع الدرس الثاني بإذن الله تعالى
تحياتي