مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-10-2000, 07:56 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post الانتفاضة مستمرة.. ولكن!!!

جاءتني أسئلته على الطرف الآخر من الخط الهاتفي، من الطرف الذي يمسك بشبكة العنكبوت المعاصرة، من قلب الولايات المتحدة الأمريكية، وكان قد هاجر إليها منذ مدة، واستقر وتزوج وأنجب، ولكنه ما زال يعيش آلام أهله وبلده وكأنه ما خرج ولا استقر، وفي كل أزمة من الأزمات الخانقة التي نمر بها – وما أكثرها هذه الأيام – يسارع إلى الهاتف يطوي المسافات به، قاصداً التواصل الذي يشعره باستمراره على أرض الوطن ولو كان في واقع الحال هناك حيث الوطن البديل.

مكالمته الأخيرة كانت مشحونة بكل مشاعر القهر والغضب الممزوج بعجز واضح عن سلوك طريق يريحه من الهموم العاصفة في رأسه وصدره، قال: إنني أعيش حالة خانقة من الضغط النفسي، وكأني أكتشف للمرة الأولى أنني فوق أرض ليست أرضي بالرغم من أنني عشت فوقها أكثر مما عشت بينكم، أشعر أنني غريب طريد من هذا الوطن الذي أحمل هويته.

أراقب أجهزة التلفاز فأنزف دماً مع كل طلقة يرسلها الجنود الإسرائيليون عمداً لتفجر رؤوس الأطفال، يهزني من الداخل أنني ساهمت بما أدفعه من ضرائب ثمنأً لهذه الرصاصة التي قتلت محمد الدرة طفل غزة الأشهر وإخوانه. ومثل ذلك شعوري بكل قذيفة تطلق على المسجد الأقصى، أشعر بها موجهة إلى قلبي، أولم تكن جزءاً من المساعدات الأمريكية إلى الدولة المغتصبة؟

أولم تكن المساعدات من أموالنا نحن دافعي الضرائب؟ فنحن، ملايين من المهاجرين العرب والمسلمين، في مواقع مهنية وعملية وإدارية مختلفة، نشقى ونكد ونتحمل لظى غربة الوجه واللسان حتى يتنعم لصوص الأرض القادمون من الاتجاهات الأربع بشقائنا وأموالنا المنهوية ليخرجوا أهلنا من ديارهم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وليحلوا محلهم، ثم يلاحقونهم – بما تمدهم به دولتنا من سلاح وعتاد وآلة حرب مدمرة – إلى ديار هجرتهم، ليوقعوا بهم من الأذى ما لم تعرفه البشرية في أحلك تاريخها وأكثره اسوداداً.

يتابع صديقي فيقول: لست أفهم كيف ينظر الغربي إلى صور وأخبار أجهزة الإعلام العالمية ويصل إلى استنتاجات مغايرة للتي نصل إليها، نفس الصور التي تلهب فينا الحماس تجاه مقدساتنا تثير في أنفسهم مزيداً من الحماس لدعم الكيان الصهيوني؟ كيف يحدث ذلك؟ كيف لا تتحرك إنسانية الغربي وهو يرى اليهود يقتلون أطفال الفلسطينيين بدم بارد، ويراهم يقتلعون مزيداً من الأشجار، ويدمرون مزيداً من البيوت، ويصادرون مزيداً من الأراضي، ويقيمون مزيداً من المستعمرات، ويطلقون مزيداً من القذائف المدمرة، كيف يقع ذلك ولا تهتز صورة إسرائيل لدى الغربي، في قمة الهرم القيادي كان أم في قاعدته العريضة؟

وما هو المطلوب منا، نحن الذين نعيش في الغرب، إلى متى يبقى هذا العجز والتردد والخوف، لا نملك أكثر من الحوقلة؟

لم يكن في جعبتي شيء جديد أضيفه إلى ما يعرفه متكلمي في الطرف الآخر من العالم، كما لم أعد أملك نفس الحماس لتكرار الحديث عن بديهيات قضيتنا وأبجدياتها، ربما لأنني أرى إمكانياتنا الهائلة تضيع بغياب مشروع صحيح يجمع الطاقات ويوجهها حيث يمكن أن تنتج. فنحن ربع الخليقة في التعداد أو قريب ذلك، وشعوبنا شابة مليئة بالطاقة والحيوية، وبعض دولنا الإقليمية تتربع على مصادر من الطاقة تحسد عليها، وتستهدف من أجلها، ونحن جغرافياً نسيطر على مناطق استراتيجية تشكل مفاصل وجسور اللقاء بين الشرق والغرب؟ ومع ذلك ترانا عاجزين عن الحركة، وعاجزين عن اتخاذ القرار، وفوق هذا وذاك عاجزين عن تبرير ما نحن فيه لأنفسنا ولأبنائنا.

ولن أقول هذا استيئاساً أو إحباطاً، ذلك لأنني أرى في شباب هذه الأمة ورجالاتها من يقف شامحاً في وجه التحدي، وكأني به يقيم الحجة على القاعدين، فمهما بلغنا من الضعف والفقر والقلة، لن نكون أضعف ولا أفقر ولا أقل من جماهير المقاومة في لبنان، ولا من جماهير الانتفاضة الفلسطينية وأطفالها. أولا ترون مي في تحرك هؤلاء وهؤلاء حجة كافية على الذين تعبوا من طول الطريق فاختاروا ركوب القطار الإسرائيلي أو القطار الأمريكي ولو كان موقعهم فيه غرفة النفايات؟

إن التأييد الذي تلقاه الدولة العبرية في الغرب مسألة بديهية في سياق المشروع الغربي، الغرب الذي لم ينس بعد الحروب الصليبية، ولم يستنفد بعد خططه الاستعمارية الهادفة ثروات الشرق وأسواقه الاستهلاكية الواسعة. ربما تغيرت الشعارات والآليات والوسائل، فلم يعد للوجود العسكري المباشر نفس النتيجة كما كانت من قبل، وفي تغيرات الراهن والاستعمار الخفي ما يحقق للغرب أهدافه دون أن يتكبد ضريبة كبيرة كالتي دفعها في فترة الاستعمار الجلي.

والتجربة الأمريكية التاريخية - على وجه التحديد - لا تختلف عن تجربة الاستعمار الإسرائيلية في شيء، فهناك شعب أباده المهاجرون الأوروبيون وهنا شعب تبيده الصهيونية الإسرائيلية، وهناك محتجزات سكنية Reservations يقيم فها من تبقى من سكان البلاد الأصليين، وهنا جزر سكنية معزولة تديرها السلطة الوطنية الفلسطينية، هناك من يحمل التوراة بيد والبندقية باليد الأخرى، وهنا من يقوم بنفس العمل.

كنا – صغاراً - نتعاطف مع المستوطنين الأمريكيين ضد هجمات القبائل الأمريكية، مع أن منطق الأشياء أن رجال القبائل معتدى عليهم في عقر دارهم، وأن الرجل الأوروبي مستعمر ينتزع الأرض من أهلها، وهكذا هي صورة العربي اليوم في وسائل الإعلام الغربية، بربري لا يجيز لليهود أن يحتلوا أرضه بسلام، والمتدين الإنجيلي الأصولي يرى أنها إرادة الله، بغض النظر كم يهرق فيها من دماء ويتمزق من أشلاء.

إن ما يراه صديقي المهاجر ويتألم منه، هو عين ما نفعله هنا ولكننا لا نراه بسبب سراب الوهم القائل بأننا متفاعلون مع القضية في مؤتمرات ومهراجانات وخطب رنانة؟ فنحن كثرة ولكن لا راعي لها، وطاقة متفجرة ولكن لا مستثمر لها. ما يبعث الأمل أن القمة انتهت ولكن الانتفاضة ما زالت مستمرة.
  #2  
قديم 28-10-2000, 11:48 PM
عـادل عـادل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 91
Post

جيد يا أخ صلاح
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م