مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-11-2001, 12:18 PM
طه66 طه66 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
المشاركات: 18
Post إلى الدعاة ... و عذرا على الإطالة

أفيقوا أيها العاملين للإسلام، إنكم تقاتلون من أجل مصالح و مقدسات شعب لاوجود له على أرض الواقع …
و إليكم الأسباب ....
إن من أهم التحولات الجذرية بين الماضي و الحاضر، هو تحول "الإنتساب لإقليم أو عرق" إلى "إنتساب إلى شعب"، له مصالح و مقدسات تاريخية و حضارية مميزة. و لأن أكثر المصالح الكبرى للشعوب تختلف تماما، فقد أدرك الجنس البشري المعاصر حاجة كل شعب لدولة و أرض خاصة به، يحمي فيها مصالحه و مقدساته.
و تضارب المصالح يصبح أكثر وضوحا بين الشعوب المتجاورة، إلا أنه يؤخذ أبعادا مدمرة بين الشعوب التي ترتبط ببعضها إرتباطا هرميا، كإدعاء المسلم أنه ينتمي لشعب إقليمي و شعب عرقي و إلى "شعب المسلمين". و السبب في ذلك يعود إلى أن النفس البشرية لا تستطيع أن تعظم إلا مصالح و مقدسات فئة واحدة، و بالتالي فإنها على أرض الواقع لا ترتبط حقيقة إلا بشعب واحد، بينما إنتسابها للشعوب الأخرى في السلم الهرمي هو إنتساب صوري و وهمي. من أجل ذلك يعاني أفراد مثل تلك الشعوب من صراع دائم مع الذات، مما يجعلهم يعيشون في حالة اضطراب سياسي مستمر. و إذا كان بعض الأفراد من ذوي العقول الراجحة و المتزنة يستطيعون إختيار الإنتساب الصحيح، إلا أن الواقع قد أثبت أن الغالبية العظمى تميل دائما إلى إختيار أصغر إنتساب يؤمنون به.
وهذا الأمر يعني بالنسبة لنا نحن المسلمون، أنه إذا كان بعض من أفرادنا (شديدي الإيمان) لا يؤثر فيهم تعدد الإنتسابات و يستطيعون جعل الإسلام يتحكم في ماهية المصالح و المقدسات العليا في قلوبهم، فإن الغالبية العظمى من عوام الناس (و خاصة من رجالات الدولة و الجيش و الإعلاميين)، لا يستطيعون ذلك، بل هم دائما يميلون لتعظيم مصالح و مقدسات أصغر شعب ينتسبون إليه، ألا و هو الشعب الإقليمي.
كيف نستطيع مواجهة السنن الكونية و الطبيعة الإنسانية، و دفع الغالبية العظمى من المسلمين إلى جعل المصالح الإسلامية هي العليا في حياتهم العملية؟ إن حالة الإضطراب في تحديد المصالح العليا للأفراد تحدث فقط في الفئات التي تنتسب إلى تركيبة هرمية من الشعوب، في حين أن ذلك معدوم نهائيا في الفئات التي تنتسب إلى "شعب واحد". و قد إكتشفت هذه الحقيقة شعوب كثيرة في هذا العالم كانت في الماضي القريب تعاني من حالة الضياع، و لكنها أدركت مبكرا أن السبيل الوحيد للخلاص، يكمن في توعية أفرادهم إلى ضرورة الإنتساب إلى "شعب واحد" و الخروج من مستنقع الإنتساب إلى عدة شعوب هرمية. فالإبقاء على التركيبة الهرمية يجعل نفوس الأفراد في حالة مد وجزر بحسب الأهواء الشخصية و التقلبات السياسية، مما يجعلهم فريسة سهلة لأعدائهم.
لقد كان لكم في قصصهم لعبرة .........
- فالقوميين الألمان مثلا أدركوا منذ اللحظات الأولى وجوب جعل المصالح الألمانية هي العليا عند أفرادهم، و بالتالي وجوب أولا الإنتصار في نشر مبدأ "الإنتساب للشعب الألماني فقط"، من أجل جعل أفرادهم أعضاء حقيقيون في "الشعب الألماني" الواحد الذي سيصنع و يتحمل أعباء و تضحيات الوحدة. لقد أبلى علماء ألمانيا بلاءا حسنا في إقناع أفرادهم أنهم ليسوا أعضاء في شعوبهم الإقليمية القديمة، لأنها شعوبا وهمية. فما الذي حدث بعد ذلك : ألمانيا التي كانت مجزءة إلى أكثر من 360 دولة، أصبحت جميعها تعمل للوحدة و للمصالح العليا الألمانية، و الألمان الذين كانوا من أكثر شعوب أوربا تخلفا و همجية و جهلا أصبحوا أكثرها تقدما و قوة في مرحلة التوحيد و بعدها.
- و كذلك فعل القوميين الإيطاليين من بعدهم فكان النجاح حليفهم.
- و اليهود حققوا الولاء في قلوب الغالبية العظمى من أفرادهم و جعلوا المصالح اليهودية هي العليا، ليس بالتوعية و الخطب الرنانة فقط، و لكن بإقامتهم للحركة الصهيونية التي تقوم على مبدأ واحد غير قابل عندهم للمساوة أو التمييع و هو "أن اليهود شعب واحد" لا يتجزأ إلى شعوب و لا ينصهر في غيره من الشعوب.
- و أما القوميين العرب فقد فشلوا، لأنهم ظنوا أنه بشيء من التوعية و الخطب الرنانة و المقالات و الكتب الغزيرة و بالإستيلاء على السلطة، يستطيعون زرع الولاء في نفوس أفرادهم و جعل المصالح القومية "العربية" هي العليا. لقد تهاون القوميين العرب مع مسألة وجود الشعوب الإقليمية و إنتساب عناصرهم لها، و إعتقدوا أن لا حرج في الأمر، ليجدوا أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهم: إما أن يمضوا في تحقيق مصالح قوميتهم ضاربين عرض الحائط بكل الأضرار التي ستلحق ببعض المصالح الإقليمية، الأمر الذي كان سيعرض كراسيهم و إنجازاتهم لخطر الزوال، و إما أن يحافظوا على سدة الحكم مقابل خدمتهم للمصالح الإقليمية كلها و تنازلهم عن كثير من طموحاتهم القومية.
لماذا الإهتمام بعقيدة "الإنتساب إلى شعب واحد"، و محاربة الإنتساب إلى أي شعب إقليمي أو عرقي؟
في القرن التاسع عشر إختار المسلمون إتباع أوربا وتبنى مبدأ تحويل "الإنتساب إلى إقليم أو عرق" إلى "إنتساب لشعب" له الحق في دولة خاصة به، لإعتقادهم أنها الحل الوحيد لحالة التأخر العلمي و العسكري عندهم، على غرار ما حدث في أوربا. غير أن الذي حدث بعد ذلك أن المسلمين وجدوا أنفسهم أمام مصيبتين: مصيبة قديمة و هي تأخر المسلمين العلمي و العسكري، و مصيبة جديدة ألا و هي إنهيار مكانة المصالح الإسلامية و مقدساتها من حياة المسلمين، و إنهيار عقيدة الولاء و البراء عند الغالبية العظمى منهم، الأمر الذي ترتب عليه خروج المسلمين من إنتمائهم العملي و الواقعي "لشعب المسلمين" .و كان من أول و أخطر نتائج ذلك، إنهيار دولة الخلافة و فشل المسلمون في إستعادتها، و كيف يعيدوا بناء دولة لم يعد لها شعب أصلا.
في النظام السياسي العالمي الجديد أصبحت المصالح الإقليمية هي السيد المطاع عند الجميع. و لأن العمل الإسلامي يهدف أولا إلى خدمة المصالح الإسلامية الكبرى، و التي يتعارض الكثير منها مع المصالح الإقليمية، فإن العمل الإسلامي كثير ماوجد نفسه في خلاف مباشر مع المسلمين أنفسهم. هذا الصدام إضطر العاملين للإسلام للتنازل أحيانا عن كثير من المصالح الإسلامية، بل و توجيه الخطاب الإسلامي ليثبت أن لا تعارض بين الإسلام و المصالح الإقليمية. و لا يزال العاملين للإسلام إلى اليوم يرفضون رؤية الحقيقة و الإعتراف بأن المصالح الإقليمية كانت و لا تزال الثغرة التي يؤتى منها الإسلام و دعاته. فكلما إستشعر العلمانيون و أعوانهم بخطر الإسلام سارعوا إلى دق ناقوس المصالح الإقليمية و إتهموا العاملين للإسلام بأنهم مخربين أو خونة أو إرهابيين و أنهم يريدون تدمير وحدة الشعب و تخريب البلاد. وهذا الأمر يتكرر دائما، و دائما تنجح هذه المكيدة لأن أعداءنا أدركوا أن نفوس عوام المسلمين مهيئة لتقبل هذا الخطاب، و بالتالي فهم مهيئين لترك الدعاة و العلماء لقمة سائغة لأعدائهم من العلمانيين و أهل الكفر. إن قبول العاملين للإسلام بإنتساب عوام المسلمين لما نسميه اليوم "بالشعوب الإسلامية" الإقليمية، و إستهانتهم بتأثير ذلك على عوام الناس، يمثل مقامرة خطيرة بمكانة المصالح الإسلامية و قدسية مسلماتها، و مهزلة لابد من إيقافها بأسرع وقت ممكن، فالعمل من أجل مصالح شعب لا وجود له، هو عمل فاشل من أساسه، مهما بلغت قوته و تفاني أتباعه.
الخلاصة : إن تدمير الإنتساب إلى التراكيب الهرمية هي أول حرب يجب أن نخوضها و ننتصر فيها، حتى ننجح في جعل المصالح الإسلامية و مقدساتها هي العليا عند المسلمين على إختلاف طبائعهم. و هذا الإنجاز هو الكفيل في تمهيد الطريق أمام العاملين من أجل الإسلام لتحقيق حلمهم في إخراج المسلمين من حالة الضياع التي يعشونها. إن إنتشار و إنتصار فكرة "الإنتساب إلى شعب واحد" و إسقاط الإنتساب إلى أين من "الشعوب الإسلامية" الإقليمية المعاصرة، و التوقف نهائيا عن إستخدام تمييزاتها في معاملاتنا اليومية، و من ثم إعادة بناء الشعب المسلم بإعادة الإنتساب العملي و الواقعي لأبناءه له، قد أصبح اليوم ضرورة وواجب شرعي لا يمكن التهاون أو التردد فيه. إن الشعوب التي قبلت ببقاء التركيبة الهرمية بين أفرادها، مازلت إلى اليوم تعاني من التخلف و التخبط و الهزيمة، فهل سيكون ذلك مصير الإسلام و المسلمين؟
__________________
إن العمل الإسلامي لن يستطيع تحقيق حلمه في إستعادة مكانة الإسلام،
حتى تصبح المصالح الإسلامية و مقدساتها هي العليا عند عوام المسلمين، كما كانت من قبل.
و لن يتحقق هذا الأمر بالتوعية و الخطب الرنانة و الكتب الغزيرة
و لكنه سيتحقق عندما تنتصر عقيدة "الإنتساب إلى شعب واحد" بين المسلمين،
و تنهدم نظرية الإنتساب إلى تركيبة هرمية من الشعوب (إقليمي، عرقي، و "شعب المسلمين") عند كل مسلم
و يدرك المسلمون أنهم ليسوا أعضاء في شعوب إقليمية و لا عرقية، بل هم "مسلمون" و كفى
إن المسلمين أمة و شعب واحد و ليسوا أمة من عدة شعوب.
www.one-people.org
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م