مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-06-2000, 10:44 PM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post عقد الخطابي ج1

يقول العبد الذي اعترف بما اقترف لمولاه، وأقر له بما أضاعه لا بما أطاعه على ما منحه من النعم وأولاه، الميمون بن علي الخطابي، جبر الله بالتقوى كسره، وفك من حبائل الدنيا أسره، لم أزل مدة أيام بل عدة أعوام، أخالل كل مخل يدنيني، وأستظل بكل ظل مضل يرديني، وأخالف كل صالح مصلح، وأحالف كل طالح غير مفلح، وأجر أذيال المجون على أرض الراحة، وأطلق عنان مهر الغفلة في ميدان النسيان فيطيل جماحه ومراحه، راكبا مطايا التسويف دون إهمال، مستوطئا فرش الكسل والانهماك في الشهوات والانهمال، مستوطنا ربع التصابي بقلة الأعمال، وكثرة الآمال، سالكا سبيل الهزل وطريقه، تاركا قبيل الجد وفريقه، لا أثني عناني، إلى ما يعنيني، ولا أزال أعاني ما يعييني، ولطائف الله عز وجل التي يضيق عن حمل أصغرها الأمكنة الفسيحة، ولا يطيق بلوغ شكرها الألسنة الفصيحة، ضاحية الورود، ضافية البرود، وقد طلبت على قبابها و أوراقها، وخلعت بعنقي ثيابها وأطواقها، واطردت بماء النعمة مذانبها وأنهارها، وتساوى في القدوم بالكرم ليلها ونهارها، وأنا مع ذلك لا أزيد إلا غفلة عن القصد السني وسهوا، ولا أستزيد إلا اشتغالا عن المقصود السني ولهوا، إلى أن أجرى الله عادة إحسانه وجوده، وأرادت مراداته السائقة السابقة إخراج العبد المذكور من عدم الغفلة إلى ظهور الإلهام ووجوده، فسلط رعد الخوف على سحائب سمائي فكشفها وجلاها، وحل بساحة أرضها سكر السلو فسكرها من سواه وخلاها، وقلد أجياد فكره بقلائد حمده وشكره وحلاها، وسل من سويداء قلبه محبة غيره فنزهها عنه وسلاها، فلاح إصباح النجاح وآذن ليل الغفلة بالصباح، ونادى منادي الوصلة بمنار العزلة حي على الفلاح، وصاح كالئ الصبح النجح بالسفر المعرسين شدوا المطي فقد سال نهر النهار، ومال جوف الليل وانهار، وانفجر عمود الفجر بنوره الوضاح، فلاح، فأفاق العبد المذكور من نوم الركون، إلى السكون و الكرى، وشمر للسير ذيوله وضمر للسبق خيوله، إذ سمع عند الصباح يحمد القوم السرى.
ثم كتب العبد المذكور عقدا وعهدا، مع المولى الجليل عهدا، وهو على خوف ووجل يسأله إدراك ما أمله، والوصول إلى ما أم له، ويتبرأ من حوله وقوته إليه، ويتوكل في جميع أموره عليه، ويقف بقدم الندم بين يديه، معترفا بما كان له مقترفا، وراجيا أن يكون من بحر الإحسان لدار الامتنان مغترفا، والعقد المذكور :
هذا ما اشترى المولى اللطيف الجليل، من العبد الضعيف الذليل، الميمون ابن علي، اشترى منه في صفقة واحدة دون استبقاء ولا تبعيض، ولا استثناء بتصريح ولا تعويض، جميع المنزل المعروف بمنزل القلب والفؤاد، الذي من سكانه الإخلاص والمحبة والوداد، حده من القبلة قبوله الأوامر المطاعة، ومن الشرق لزوم السمع والطاعة، ومن الجنوب الإقبال ما عليه أهل السنة و الجماعة، ومن الغرب دوام المراقبة في كل وقت وساعة، بكل ما يخص هذا البيع المذكور ويعمه، وينتهي إليه كل حد من حدوده ويضمه، من داخل الحقوق وخارجها، ومداخل المنافع ومخارجها، وبكل ما له من الآلات التابعة له في التصرف، والحواس الجارية معه في حالة الإضاعة والتشرف، السالكة مسلكه في التنكر والتعرف، من يدين ورجلين، ولسان وشفتين، وعينين وأذنين، اشتراء صحيحا تاما، شائعا في جميع البيع المذكور وعاما،ثبتت قواعده، وظهرت بالتسليم الصحيح شواهده، بلا شرط ولا ثنيا ولا خيار، ولا بقيا مع حظ نفس ولا اختيار، بثمن رتبته العناية الربانية، ونسخته المشيئة الإلهية، بين عاجل وآجل، فالعاجل العون على كل مندوب ومفترض، والصون من كل غرض وعرض، والثناء على النعم الظاهرة والباطنة، وإهداء الآلاء المتحركة و الساكنة. والآجل الفوز بالدار القدسية، والحضرة الإنسية، التي فيها ما امتد به جناح التواتر بالخبر الصادق وانتشر، ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، من النعيم السرمدي، و الحبور الدائم الأبدي.
سلم العبد المذكور هذا المبيع المذكور تسليما تبرأ فيه من الملكة، ورفع به يد الاعتراض عما يفعل المولى الجليل فيما ملكه، وأيقن أنه المتصرف فيه في سره و جهره، وعلم أن الملك المذكور تحت يد عزته وقهره، ويجري فيه أحكامه القاهرة، وينفذ فيه فضاياه الباهرة، و مقتضى قدرته الظاهرة، وقد أحاط المولى الجليل بهذا البيع المذكور، إحاطة ظهور، ولم يخف عليه شيء قليله و كثيره، وجليله وحقيره، ومبانيه ومساكنه ومتحركه وساكنه، واطلع عليها اطلاع عليم قدير، "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م