مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-06-2000, 12:43 PM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post عقد الخطابي ج2

ولما أسلم العبد المذكور المبيع المذكور وأمضاه،واستسلم لمولاه، فيما حكم به وقضاه، تفضل عليه مولاه وغمره بجوده العميم وأولاه، وجعل له السكنى بهذا المنزل المذكور مدة حياته، والإقامة به إلى مماته، وإتيان وفاته، إذ يستحيل على المولى الجليل الحلول في شيء، أو السكون إلى شيء، وهو موجد كل شيء، وخالق كل ميت وحي، ومريد كل رشد ومقدر كل شيء، به قيام جميع العبيد، وعن قدره غناهم وفقرهم لأنه الفعال لما يريد، وهو ميسرهم لليسرى فمنهم شقي وسعيد، وله الغنى عن كل شيء وهو الغني الحميد.
وقد أمر المولى الجليل بخدمة هذا المنزل المذكور خدمة التقرب إليه،وجعل له التصرف فيه القبول أمره للفوز بما لديه، وبهذا المنزل المذكور بساتين تسمى بساتين الإخلاص، وجنات تعرف بجنات حضرة القلب المعروف بمحل الاستخلاص، التزم العبد المذكور تسهيل أرضها من شوك الشرك والارتياب، وتذليلها من حجر العجب والاضطراب، في حالتي الحضور والغياب، وتنقيتها من أعشاب الحسد والحقد والكبر، وزوال ما فيها من عوارض الغش والخديعة والمكر، وأن يقطع منها كل عود لا منفعة فيه بحديد الفكر، مثل عود الحرص والطمع، ويغرس مكانه شجر الزهد والورع، ويقلم أغصان الميل الأدران و الأقذار، وأفنان الركون إلى الأغيار و الأكدار، وقطبان السكون إلى الشهوات و الأوطار، ويفتح أبواب البذل والإيثار، بمفاتيح الجود الحميد المساعي و الآثار، ويطلق ينابيع التوكل على مصرف الأقدار، وأن يخدم ما توعر من سواقي مياهها الإخلاصية وحياضها، ويمشي بالمصلحة المصلحة لدوحاتها وغياضها، ويفجر بها مياه الصفاء من الأكدار المتصلة بساقية الوفاء في الإيراد و الإصدار، والملاصقة لساقية ترك الجفاء في هذه الدار، حتى يبدو وإنشاء الله صلاحها، ويكثر ببركة الله إصلاحها ، وتهب بقبول القبول أرواحها، ويثمر بجني المنى أدواحها، فتنبت قرنفل التنقل، وعود التقبل،وىس الإنس والسوسان، وياسمين اليأس من كل إنسان، ونعمان النعمة التي لا يصفها لسان.
وقد علم العبد المذكور أن بخارج هذا المنزل حرس الله إيمانه، وأدام أمانه، جيشا يغير عليه في مسائه و صباحه، وينتهز فيه الفرصة في غدوه ورواحه، ويقطع جادة السبيل بالمرور عليها إلى حضرة الملك الجليل، وملك هذا الجيش المذكور النفس الكثيرة الأغراض، الميالة إلى ما يعرض من الأعراض، المعتكفة على المشارب المهلكة و الأعراض، وخادم الملك المذكور الشهوة الموقوفة على خدمته، المعدودة في أعلى خزنته، ووزيره المفاخرة ، وزمامه المنافسة في زهرة الدنيا وحاجبه المكاثرة، وقيم جيشه المقدم، وفارسه الأقدم، شجاع الغضب، الذي عنده يتولد الهلاك وبه يكون العطب، وطلب العبد المذكور من مولاه الإمداد بعساكر العزم، وفوارس الحزم، ورغب على الإعانة بكتائب السداد والتوفيق ومواكب الرشد والتحقيق، إرسال جيوش الاصطبار، وفوارس الانتصار في ميادين الاختبار، والتدرع بدروع الأذكار، وجولان خيل السعادة في ميادين الاختيار، والعون بإعلام العلم، والسكون في حصن الحلم، حتى يذهب حدة النفس، ويزيل كيدها، ويمتها في المجاهدة بسيوف المجادلة وبقطع قوتها وأيدها، أو يمد يد التسليم بقهرها واضطرارها، وينطق بلسان اعترافها وإقرارها، أنها أسقطت جملة دعواها واختيارها، ودخلت تحت امتثال الأوامر الربانية، ودخل في باب اللطف في حرم كرم الإلهية، فمر الظهور بذلك نفسه، وأظهر الحضور أنسه، حتى تتطهر النفس المذكورة من الأخلاق العرضية، وتترقى عن الأغيار الأرضية، ويظهر عليها الشمائل الحميدة والشيم الرضية، وتنادى : "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية".
أشهد على إشهاد البائع المذكور من أشهده به على نفسه عارفا بقدره في صحته وطوعه وجواز أمره، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م