فتوى الشيخ العلوان في حكم القتال مع القوات العراقية البعثية

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن إخوانكم من أهل السنة في العراق نتساءل حول حكم دخولنا إلى مراكز التطوع الشعبية التي هي في الغالب تحت إدارة أعضاء حزب البعث أو ضباط في الجيش العراقي ولكن لا يمكننا المشاركة في دفع العدو الصائل على بلادنا وحرماتنا وقتال الغزاة الأمريكان والبريطانيين إلا من خلال هذه المراكز حيث يتوفر فيها التدريب وتأمين السلاح فما حكم المشاركة في هذه المراكز والحال هذه ؟ وفقكم الله للصواب ونفع بكم المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة الكرام سلمهم الله عليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحن نحث المسلمين في كل مكان على مناصرة شعب العراق وعلى قتال الذين كفروا ، وطردهم عن بلاد المسلمين وأهل العلم لا يشترطون لجهاد الدفع شرطاً ولا تجب له راية شرعية ، فيدفع بحسب الإمكان ، وحيث تيسر توحيد راية شرعية دون ضرر راجح فهذا مطلب وإذا تعذر ذلك أو كانت المصلحة في هذا الوقت تقتضي الدخول في مراكز التطوع الشعبية فلا مانع من هذا فإن الذين يدخلون في هذه المراكز يهدفون إلى وسيلة قوية ، وقوة مؤثرة في رد العدو الصائل وكف شره عن المسلمين وبلادهم وهذا لا يفيد الرضى بواقع الحال أو تمرير مخالفاتهم ولا يقصد من وراء ذلك حماية الأنظمة الكفرية أو تقويتها والأعمال بالنيات ، ولا يختلف الفقهاء في مراعاة المصالح ودرأ المفاسد فقد أقبل العدو بطائراته ودباباته يقتل ، ويدمر ويفسد ويهلك وأعلن الحرب الصليبية وقال أحدهم ( لن تتوقف جهودنا في تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكة ويقام قداس الأحد في المدينة ) .

ودفع هؤلاء تحت أي راية مصلحة راجحة لأن هؤلاء الصليبيين لا يقصدون الأنظمة ولا رعاتها فهم يريدون قتل المسلمين وتغيير عقائدهم ومبادئهم ، وتركيعهم لعباد الصليب ، ونهب ثرواتهم ، والقتال لدفع عدوان الصليبيين في العراق كالجهاد لدفع الصهاينة في فلسطين والذين يمتنعون عن الجهاد في مواجهة الاستعمار ، معتذرين بالرايات الجاهلية ، يعطلون حينئذ المواجهة ، ويعززون الزحف الصليبي .

والله أسأل أن يحفظكم وينصركم وأن يخزي عدوكم ويذهب ريحهم ولا ننسى التواصي بالحق فنذكر بالله والتعلق به والاجتهاد في طاعته والإكثار من ذكره وحمده وبذل الجهد في قيام الليل وصيام النهار وتوجيه المؤمنين في محنهم ومناصحتهم والرفق بهم وتوحيد الصفوف وتبشير المسلمين بالنصر والتمكين وحثهم على الصبر والاحتساب والإخلاص لله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد رواه مسلم في صحيحه .

أخوكم

سليمان بن ناصر العلوان

1/2/1424