مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-11-2002, 01:48 PM
قارون قارون غير متصل
القوس
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 139
إفتراضي قصة قصيرة

سيأتي
تجلس تحت شجرة الزيتون الوحيدة المنتصبة تحت ساحة منزلهم، فتاة ضامرة الجسم، ضعيفة البنية، تغني بصوت حزين، كلمات نسلتها من خيوط مشاعرها ونسجت معانيها من صدى الإحساسات المترددة في صدرها.
كانت تغني وتقول:
سيأتي
سيطفئ كل آلامي
يبدد حزني
يبدد وحشة ناري.
سمعتها تغني زوجة أخيها، التي عبرت الساحة بخطوات متكبرة، وهي تلوي شفتيها سخرية، ثم ما لبث أن خرج أخوها، ووضع يده بيد زوجته، وانطلقا إلى النزهة اليومية التي يجوبان خلالها شوارع العاصمة بسيارتهما الجديدة.
شيعت أخاها وزوجته بنظرات ذاهلة، وتوقفت فجأة عن البكاء، تبللت عيناها بالدموع، عندما سمعت المرأة تهمس لزوجها:
- عانس تحلم بعريس .. "عشم" إبليس بالجنة!
ثم رأته يضع يده على خصرها، ويتراكضان بسرعة نحو السيارة، أغمضت عينيها وشعرت بالدوار. تهدج صوتها أكثر، راحت تردد الكلمات التي قالتها زوجة أخيها بنفس لحن أغنيتها الحزينة:
- عانس تحلم بعريس.. عشم إبليس بالجنة.
كانت تغني وهي تمسد بيدها تراب الأرض، وكأنها تناجيه، لم تستطع أن تفهم كيف ينسى الإنسان أصله، إذا حصل على خير في الدنيا.
طردت ذكرى المشهد السابق المؤلم من ذاكرتها وراحت تتخيل.. تخيلت نفسها فتاة أخرى، طويلة القامة، ذات وجه أبيض مستدير، ممتلئة الجسم، لها عينان زرقاوان ساحرتان.. تحمل شهادة جامعية بمعدل تراكمي خمسة وثمانين بالمائة. نعم إنها تريد هذا المعدل .. تذكر أنها سمعت خطيب أختها يقول إن هذا المعدل مناسب لمن يريد أن يكمل دراساته العليا "الماجستير" وهي عندما تصبح بذلك الشكل تريد تكملة الماجستير وربما الدكتوراة.. كلما زادت شهادات البنت، كلما كانت مواصفات العريس أفضل.
هذه بديهيات فرضتها قوانين سوق الزواج في العصر الحالي. تابعت تخيلها، رأت نفسها تركب على حصان أشقر جامح، يقفز عن حواجز الزمان والمكان، يسابق الريح، يجتاز الماء إذا واجه نهراً، ويحلق إذا واجه بحراً.. رأت نفسها الآن .. الحصان جفل من شيء.. تحرك بعصبية يمنة ويسرة.. وبدلاً من أن يعود إلى الأرض ها هي ستقع، ستتألم، ستكسر، وإذا وقعت على عمودها الفقري ستصاب بالشلل.
خطيب أختها يقول إن الوقوع على العمود الفقري يسبب الشلل. لكن ما شأنها هي بآراء خطيب أختها؟ فليذهب هو وآراؤه إلى جهنم. كانت معلقة في الهواء، فخطر لها أن تغني أغنيتها المفضلة، بصوتها الحزين الجميل، وما إن بدأت تغني، حتى رآها الفارس الأسمر الذي يركب على حصانه الأبيض.
خطيب أختها يقول إن فتيات أيام زمان كن ساذجات، لأن أحلامهن كانت محصورة في الفارس الأسمر الذي يركب على حصان أبيض.
مرة أخرى فلتذهب آراء خطيب أختها إلى جهنم المهم أن الفارس الأسمر وجه حصانه نحوها، والتقطها بيديه القويتين وحلق بها عالياً، واستمرت تغني له بصوتها العذب الجميل، لدرجة أن الفارس الأسمر أعجب بها.
الغريب أن صوتها ما زال أعذب شيء فيها حتى بعد أن أصبحت جميلة، لم تخطيء بشعورها أبداً، توقعت أن يتزوجها الفارس، وهذا ما حدث حينما حط بجانب المحكمة الشرعية، وأنزلها بيده على الأرض، ثم سارا سوياً نحو القاضي.
خطيب أختها يقول إن دخول المحاكم الشرعية يسبب له التشاؤم لذلك هو يفضل إحضار المأذون إلى البيت على الذهاب إلى المحكمة. أه كم هي غبية ومتخلفة آراؤك يا خطيب أختي. إن دخول المحكمة الشرعية هو أكبر حلم في حياتي!
أمام المأذون تم إتمام إجراءات الزواج بعد توقيع القاضي.. وفجأة جاءها صوت يقول لها بقوة:
- مساء الخير.
استيقظت من تخيلاتها الجميلة على صوت خطيب أختها. يا لهذا الحظ السيئ، ألا يكف هذا ( السمج ) عن مطاردتها بشخصه وآرائه؟ ثم ألا يشبع هذا النهم من زياراته التي لا تنتهي لخطيبته؟
عبست في وجهه، وقطبت جبينها الذي ورثت شكله السيِّئ عن أبيها، ورسمت على شفتيها غير المتناسقتين اللتين ورثتهما عن جدتها تكشيرة غريبة، وقالت:
- خوفتني..
كان العطر يفوح من ملابسه بوقاحة، وظهر أنه استحم قبل قليل. بدا هذا واضحاً من تسريحة شعره الجديدة، ياه ما أنعم شعره هذا الشاب! لو أنها امتلكت مثل هذا الشعر لكانت الآن متزوجة وسعيدة لا تقاسي أي شيء.
رسم خطيب أختها ابتسامة واسعة كشفت عن أسنانه البيضاء اللامعة، وقال:
- آسف يا آنستي إذا أزعجتك لكن الطب النفسي يقول إن كلمتي "صباح" أو "مساء الخير" عندما يتم التجامل بهما بصدق تعطيان النفس راحة وسعادة.
لعنة الله على أرائك النفسية يا خطيب أختي. ألا يكف هذا الإنسان عن إعطاء آرائه المجانية. انسحب خطيب أختها دون أن يسمع منها كلمة. عادت إلى أحلامها وإلى غنائها:
- سيأتي .. سيطفئ كل آلامي.. يبدد وحشة ناري..
واستمرت على هذا الحال، حتى رأت أمها مقبلة نحوها، بخطوات واثقة، والابتسامة الكبيرة تستوعب وجهها، هذه الابتسامة لا ترتسم على وجهها إلا عندما يحضر خطيب الأخت المحترم.
خطيب أختها يقول إنه محظوظ لأن سهير خطيبته ورثت عن أمها ابتسامتها الرائعة لعنة الله على كل الابتسامات التي تعجبك يا خطيب أختي.
وصلت أمها إلى حيث تجلس، فقابلتها هي بغنائها الحزين.. بقيت الأم محافظة على ابتسامتها. لم تصرخ عليها كالعادة. لم تكسر بخاطرها وتقول لها إن وجهها النحس يقطع التمر من بلاد العراق والنفط من بلاد الخليج.
هذا معناه أن هناك أمراً تريد تنفيذه، وهذا الأمر يخص "البيك" خطيب أختها. قالت الأم برقة: - يا حبيبتي ستذهب أختك وخطيبها إلى المنتزه ليسهرا هناك.. أرجوك اذهبي معهما لئلا يغضب أبوك...هيا قومي "الله يرضى عليك ويبعثلك عريس".
سيأتي يا أمي، لكن متى؟ هذا زمن الطفرة في كل شيء إلا في العرسان. كل شيء يملأ السوق إلا العرسان. ماذا يحدث لو أنها أعجبت بشاب وذهبت لخطبته؟ لكن لو حدث ذلك ماذا سيقول الناس؟
يقول خطيب أختها إنه: مع أن الشرع أجاز للفتاة خطبة الشاب، لكنه يعتقد أن أنوثة الفتاة تقتضي ألا تبدأ هي بالمبادرة.
للمرة الألف لعنة الله على أرائك يا خطيب أختي. هزتها أمها برقة مشحونة برائحة خطيب أختها، وقالت:
- أه.. ماذا قلت يا حبيبتي هل ستذهبين؟
- لن أذهب لن أذهب فليذهب معهما أحمد أو لينتظرا للغد قد يعود أبي فيذهب هو معهما. قالت جملتها الأخيرة بعصبية شديدة، وكادت دموعها تفرمن الغيظ، واستدارت الأم لتعود، ففكرت هي:
- خروجها مع أختها وخطيبها سيشعل نار الغيرة في قلبها، وسيؤرق جسدها، وسيفتح عليها أبواب الرغبة المكبوتة، لكن مع كل ذلك ستجعل حركاتهما خيالها أكثر خصوبة.
عندما ترجع من السهرة ستتذكر كل حركة قاما بها، وستضع عريسها الذي ترسمه في خيالها كل صباح ومساء مكان خطيب أختها.
- موافقة.
صرخت لتسمع أمها التي تقدمت منها وطبعت على جبينها قبلة. أمسكت أمها بيدها جرتها نحو غرفة الضيوف. زادت الأم من حدة بسمتها عندما ولجت الغرفة، ولم يؤثر على هذه الابتسامة الارتباك الذي ظهر على وجه الخطيبين.
غضبت هي وراحت تتخيل الفعل الذي قاما به، وجعلهما يرتبكان من دخولها وأمها لكنها كتمت غيظها وهي تردد في سرها: من حقهما.
قال خطيب أختها لأمها:
- سنذهب الآن يا حماتي وستكون سهرة رائعة.
وقالت أختها بما يشبه المناغاة:
- هيا يا حبيبي.
ارتبكت هي، وقالت لنفسها:
- حبيبك هذا يا أختي لا أشتريه هو وكل آرائه وفوقهم زجاجة العطر التي يتعطر منها بدينار.
قالت الأم بخجل ممزوج بالترقب وهي تراهما يضعان أيديهما بأيدي بعض، ويهمان بالخروج:
- ما رأيك يا سهير لو أخذت معك أختك؟
عبس وجهاهما. تذكرت سهير غضب أبيها بسبب خروجهما المتكرر دون أن يكون معهما أحد.
قال مجدي وهو يتصنع الابتسام:
- لا داعي يا حماتي لإتعاب الآنسة معنا، فكما تعلمين مشوارنا طويل ومتعب.
هذا الكلام لا ينفع. إذا خرجا معاً، سيثور بركان في البيت لا يعلم نتيجته إلا الله. هي حدثت نفسها:
- للمرة المليون لعنة الله على أرائك يا خطيب أختي.
همست سهير ببعض الكلام في أذن خطيبها، فقال بلهجة مستسلمة:
- حاضر يا حماتي. ليكن ما تريدين. لكن لماذا لا يذهب معنا أحمد؟
رغم أن أحمد صغير. عمره لا يتجاوز السنين الخمس، إلا أن الأم استسلمت للأمر ولم تنبس ببنت شفة وهي تشيع الخطيبين بنظراتها وهما يسيران للخارج.
هي سمعت خطيب أختها يقول متنهداً وبصوت منخفض:
- الحمد لله نجونا من العانس البارعة بالمراقبة.
حينئذ شعرت بالدوار، وبالدنيا تسود في وجهها. فرت الدموع من عينيها، وشعرت بطعم مر في فمها، مشحون باليأس والإحباط والكبت.
قفزت نحو شجرتها، لمحت الخطيبين يدخلان السيارة. وهي جلست تحت شجرتها ، وراحت تغني بلهجة جعلت العصفور الراقد في عشه وحيداً يخفض رأسه حزناً.
بقلم
محمود أبو فروة الرجبي
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 09-11-2002, 02:39 PM
الغيورة الغيورة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 317
إفتراضي

السلام عليكم
قصة جداً جميلة الله يبارك فيك
أختك الغيورة

__________________
ولم انسى موقفنا للوداع
وقد حان ممن احب الرحيل
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 10-11-2002, 12:35 AM
قارون قارون غير متصل
القوس
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 139
إفتراضي للمؤلف سامر سكيك

شكرا غيورة وخذي هذه عسى ان تعجبك ايضا ...لسامر وهو شاعر فلسطيني على ما اعتقد ...

حلم لم يكتمل

أغلقت هبة سماعة الهاتف و قلبها يرقص فرحا، فبعد ساعتين سيتحقق حلمها الذي ظلت تنسج خيوطه طويلا،فها هو عصام يبلغها بأنه سيأتي ليطلب يدها من والدتها..كم كانا يتطلعان سويا بلهفة إلى هذا اليوم بالذات..
عادت بذاكرتها ثلاث سنوات خلت حين التقت بعصام للمرة الأولى في الجامعة..كان مختلفا عن كل من عرفتهم، ربما بسبب ابتسامته الهادئة الواثقة و تلقائيته التي جذبت إليه الكثيرين..لم تدرِ كيف تعلقت به منذ الوهلة الأولى، وكيف أخذت تفكر به في ليلها..لم تكن تنكر أنها قد أعجبت به و بشخصيته الهادئة، و لكنها لم تكن تتوقع أبدا أن تتوطد العلاقة بينهما إلى الحد الذي وصل إلى أن تلتقي به كل يوم تقريبا، و كم كانت فرحتها عامرة حين صرح لها بحبه و اعترف لها بأنها الفتاة التي كان يحلم بها و ..
"هبة! ماذا تفعلين؟!" انتزعها هتاف أمها من ذكرياتها فاندفعت نحوها و أخذت تقبلها في سعادة و هي تقول "عصام يا ماما!!!سيأتي بعد قليل ليطلب يدي"، رفعت الأم حاجبيها في حنان و هي تحتضن ابنتها الوحيدة هاتفة "مبارك يا بنيتي..مبارك، هيا ماذا تنتظرين؟!! اذهبي و استعدي لاستقباله"…
انطلقت هبة نحو حجرتها الصغيرة ، وجلست أمام المرآة تسرح شعرها ، و ابتسمت و هي تتذكر موقفه حينما أخبرته بأن هناك شخصا قد تقدم لخطبتها،وهو يسألها بحذر إن كانت ستوافق أم لا ؟!! لم يكن مستعدا بعد ليتقدم هو لخطبتها،فهو ما زال في مرحلة الدراسة و أمامه عام كامل لكي يتخرج و يبحث عن عمل، و لكنها طمأنته بأنها لن ترتبط إلا بالشخص الذي تحبه، كانت تقصده هو بذلك و لكن حياءها كان يمنعها من أن تصرح له بحبها، و لم يمنع ذلك من أن يفطن هو إلى أنها تبادله نفس شعوره..
لم تكن هبة تدري سببا لهذا الخوف في أعماقها كلما جلست معه يتحدثان عن حلمهما المشترك ، و كيف سيحققانه معا؟!! كانت تشعر بأنها تعيش حلما لن يكتمل..عقلها الباطن كان يوحي لها بذلك ، وكم كانت فرحتها عارمة حين زف إليها نبأ تخرجه و التحاقه بعمل في إحدى الشركات المعروفة، و بقرب تحقيق حلمهما المنشود الذي طالما انتظراه سويا..و لم يكد يمر عام واحد حتى التقى بها ذات مرة ، وأخرج من جيبه مفتاح الشقة و أخذ يلوح لها به، يا لها من مفاجأة!! لم تصدق هبة أن أهم عقبة في تحقيق حلمهما قد تم اجتيازها و رغم ذلك كان الخوف في أعماقها لا يفارقها و يطارد سعادتها تلك و لا تدري سببا له، و كلما أخبرته بذلك يبتسم في وجهها محاولا أن يطمئنها و لكن دون جدوى و..
"هيا يا هبة..الضيف على وشك الوصول! " انتفضت هبة إثر هذا النداء و ارتدت ملابسها على عجل ثم قامت بوضع اللمسات الأخيرة على زينتها، و غادرت حجرتها لتساعد أمها في ترتيب المنزل..ومرت الدقائق ثقيلة للغاية فخرجت هبة إلى الشرفة ترقب وصول فارسها، وأخذت تنظر بغيظ إلى تلك السيارات التي تقطع الشارع بسرعات جنونية تنم عن استهتار أصحابها..كم تكره ذلك!!! و كم تذمرت على هذا المنزل حين انتقلوا إليه الصيف الماضي لأنه يطل على هذا الشارع؛ هزت رأسها تحاول نسيان ذلك، و لم تكد تفعل حتى لاحت لها سيارة عصام الجديدة قادمة من بعيد ، وعاد الخوف يطبق على مشاعرها و هي تتطلع إلى السيارة التي قدمت من شارع جانبي باتجاه سيارة عصام ، وسائقها العابث يسير بسرعة جنونية غير آبه بقوانين المرور ، و بلغ مؤشر الخوف أعلى معدلاته في تلك اللحظة، و شهقت هبة و هي ترى السيارتين تقتربان من بعضهما دون أن يشعر أحدها بالآخر ، وأخذت هبة تصرخ ملوحة بيدها لتحذر فارسها و لكن فات الأوان و كان لا مفر من الاصطدام، ولم تشعر هبة المسكينة بنفسها إلا و هي تندفع نحو عصام و تتلقفه بين ذراعيها و قد سالت من شفته الدماء بغزارة، و تهتف باسمه بكل اللوعة و الخوف في أعماقها، و سمعته و هو يتمتم بخفوت " آسف يا هبة!! " و لم يكد يلفظها حتى سقط رأسه على كتفيه بين أحضانها، و بكل أسى الدنيا صرخت هبة..و اغتال القدر حلما لم يكتمل!
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 10-11-2002, 01:17 PM
الغيورة الغيورة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 317
Wink

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شكراً يا أخي قارون الله يبارك فيك

مشكور مرة

الله يحميك يا رب

القصة عجبتني مرة

كل عام وأنت بخير


أختك الغيورة
__________________
ولم انسى موقفنا للوداع
وقد حان ممن احب الرحيل
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 11-11-2002, 02:29 AM
قارون قارون غير متصل
القوس
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 139
إفتراضي

غيورة كل عام وانتي بصحة وعافية وعفو من الله انشالله

ومن العايدين والفايزين وعساكم من عواده ...وهذه القصة الثالثة والاخيرة بمناسبة رمضان والقدر على ثلاث واكرام الضيف ثلاث ....بس شكلها يمكن ما تعجبك

قصة فاطمة مع أمها....!


كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ، كادت الأم تصعق ، وهي ترى ابنتها لاتتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرة – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة ، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ، ردت فاطمة بنظرات لامبالية دون أن تتحرك من مقعدها ، كأنها لم تسمع كلمات أمها !.

أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ، وإهانة لها ، فطوت يدها الممدودة ، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب!

هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحيني يا خالة .. فوالله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟!

نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب ، غير المفهوم ، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها .

قامت الجارة مودعة ، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى ، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك .

لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ، وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما عليك يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة .

ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟

قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني .

ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟!

قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل هذا يافاطمة ؟!

قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار .

ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟

قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه!

صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟

قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يده إليك في النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك إليه ، تعاهدينه على التوبه . صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها .

واصلت فاطمة حديثها : أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ، وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار . يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم .

فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ، وأنت تقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبة!

اغرورقت عينا الأم بالدموع .

واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ، وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه ، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، بينما أنا محجبة !.

سالت دموع التوبة مدرارا على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي تردد : (( تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب )) .

قال تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا اللـــــه )) لقد رآك الله وأنت تقرأ هذه الكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا...................
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 11-11-2002, 02:33 AM
قارون قارون غير متصل
القوس
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 139
إفتراضي وهذي احتياط لو ما صلحت الاولى

" مـملـكـة الـغـضب "

علي السباعي

ليل أيار مبهم بعتمته التي أحرقتها نيران صغيرة تضيء منذ الأزل ، مثل شعلات أولمبية موزعة في ميدان واسع ، عيناه طائران أبيضان يحلقان اشتياقا في الفضاء . فجأة ! أنقطع التيار الكهربائي عن المدينة . ألقت السماء عباءتها عن رأسها فوق أكتاف الأرض ، أصبحت المدينة كبدوية تتشح بالسواد تبكي زوجها الميت ، صدح بصوت مسموع كمن يشاهد الجبال كلها تنهار فوق رأسه : ــ

ــ يا ألهي ! ما هذا ؟ ياله من نجم غريب ؟!

نجم عملاق بذنب كبير ، يجري كفرس شهباء في بيداء السماء ، مخلفا وراءه سحابة ضوء أبيض ، عن يساره كان القمر قرصا أحمر كالدم يتكئ بخدر فوق وسادة مرصعة بالنجوم ، شعر بالضياع ، تارة في دروب معتمة ، في دهاليز العبث ، شرعت أسراب غربان القلق تنعب في رأسه أفكار مشوشة ، وشوش لنفسه قائلا : ــ

ــ ظهور النجم المذنب يجلب معه الموت .

بقيت عيناه العسليتان تحلقان بجناحين من عسل في ريح تلهث كوحوش تمتد زفراتها بعيدا محركة السكون ، فتولد النسمة العذبة تزيح الأسى من النفوس ، خطفة صراخ فتاة تطلب النجدة .

رمى جلبات الموت عنه ، تصاعد الدم إلى صدغية ، تجاسر ضاربا رجلا أبيض كالقطن . . طويلا بعينين حدقاتهما زرقاوين طويلتين كعيون القطط ، كان يراود الفتاة عن نفسها ، أكال له لكمات قوية ، هرب ذو العيون القططيه الزرق ، فشكرته الفتاة ذات الثلاثة والعشرين ربيعا ، بصوت يزقزق كالعصافير : ــ

ــ شكرا لصنيعك هذا . . يالك من شهم .

أطلقت تنهيده ، جعلت العرق يتفصد من جبينه باردا ، ثم استطردت تقول : ــ ــ كنت أحسب الدنيا قد خلت منها المروءة !

كان كلامها كنبضات موسيقى ـ تقلب أوراق الروح ، لتخلط نوته الثقة سلمها الموسيقي جعل الليل يطوي دروب السماء الإسفلتية العريضة ، لملم الظلام نفسه متكورا كطفل يظم ساقية ويديه من شدة البرد ، قال لها بصوت متهدج : ــ

ــ كنتِ على وهم ؟

أجابته بتلقائية : ــ نعم !



برقت عيناها الشهلاوان الكبيرتان بوميض ناري لمعرفتها بخفايا الحياة ، سطعت عيونها بنيران مجوسية ، قال هامسا : نحن مخدوعون !

يشع النجم المذنب بتمزيقه الظلام ، تتساقط قطع من سماء إسفلتية تتشوه بانغماسها في ضوء ذنبه البراق ، صرخت به بحده ، كلماتها كسمكه قفزت على صفحة النهر بقوة : ــ ــ أنتم يا معشر الرجال مخدوعون .

تأملها بوجهٍ غلفته موجة ضباب جلبتها كلماتها القاسية ، لوح بيديه حائراً أن : لا يعلم !

أنحدر شهاب لامع يرجم الظلمة خلفها ، تصدع في جسمها إيقاع الحان التمرد ، أنطلق بعقلة لحن مشاغب يحرك شفتيه بكلمات الوداع ، قائلا : إلى اللقاء . كطائرٍ خطاف ، جاءته كلماتها : ــ أكمل جميلك ، أوصلني إلى المنزل .



* * *



قصر مضيء على شكل مسجد ، يعتمر قبعتهً من مصابيح كاشفةٍ تنير اثنتي عَشَرةَ قبةً خضراء ، يلف القصر حوله شال أضواء فضيةٍ تضفي علية قدسيةٍ تفيض بريقاً تزدحم شموسه لتصنع شمسا سرمدية تنوس بها أثنتا عًشَرةَ منارةً بزخارفها السيراميكية الخضراء ، تلصف في هدأة الليل الآياري شرعت تنهش رأسه ديدان عدم التصديق أن : ــ استيقظوا يا مخلوقي العالم . . !

عند بوابة القصر وقفت فتاة حارسة كأنها فسفور يحترق ، داهمته وساوس الخوف تتعثر في صدره ، قال لها : ــ

ــ ها ــ قد وصلت منزلكم ، لم يعد وجودي ضروريا ؟

ألهبتها كلماته ، تساءلت بحنو دافئ : ــ

ــ أسمعت يوما بمضيف يطرد ضيفه ؟

أبتسم بوجهها مستسلما ، فاخترقت السكون ضحكتها الرنانة ، انتشرت تزيح ظلمات وثنيه امتدت معها ألسنه الأضواء تلعق أشجار التوت ، أنتسى التوت الأحمر بدغدغة نسمات باردة ، بثت فيه الثقة بمحدثته ، قال : ــ كلا .

أشارت بيدها أن يلج بوابة القصر ، اكتفى بابتسامة ساذجة أظهرت غمازتيه ، دخلا سوية ممرا طويلا جدرانه مغلفة برخام أبيض تزينه زخارف أندلسية ، أفضى بهما الممر إلى قاعة تسبح على جدرانها بقع الضوء المتوهجة ، تضيء لوحات نساء شقراوات عاريات ، فيبارك نور المصابيح لوحات لطيور حب بمناقير ذهبية ، ببغاوات بذيول حريرية ، غزلان بقرون عاجية ، أرانب بيض بعيون زمرديه . اجتازا القاعة نحو قاعة جانبية جدرانها مغطاة برخام أسود ، سقفها تزينه فسيفساء غاية بالروعة ، يلتمع أمام زواياها الأربعة مباخر نحاسية لامعة ، تنفث بخورا يضوع برائحة العنبر ، بغتة ، تحولت الفتاة إلى لهب أشقر سرعان ما استوى إلى فتاة ، يشتعل جسدها العاري لهيبا غمر القاعة نورا ، تراجع مذعورا ، أرتعد ، اصطكت أسنانه ببعضها ، دخلتا عليهما فتاتان ناريتان عاريتان ، أراد أن يصرخ ، فمه مفغور ، فأغمض عينية المذهولتين من شدة إشعاعات أجسادهن الفتية ، فاحت رائحة بخور طيبة ، مشين ثلاثتهن نحوه ، راحت مهاميز ذهبية مربوطة بأرجلهن تحتك بالأرض فتطلق شظايا نارية حارقة ، رفع يده اليمنى أمام عينية يتلافى حدة الضوء ، هتفت به إحداهن : ــ

ــ أعلمت كم أنتم مخدوعون معشر الرجال ؟

تصاعدت دوامات البخور تحتضن ضفائر النور بحنين مفرط ، أحس بأن قلبه سيتوقف ، كف عن الحركة ، تساءل مذهولا : ــ من أنتن ؟

أجابته إحداهن : ــ نحن الموت . . . !

تساءل مبهوتا : ــ ماذا ؟

قالت إحداهن باستخفاف : ــ عندما يظهر النجم المذنب نحل معه جلبات الموت للبشر !!!

تحدث مستنكرا كلامها : ــ

ــ لكن البشر يموتون بالجملة كل يوم . . بل بالساعات . . فما دخلكن بذلك . . . أنتن كاذبات .

جلجلت ضحكاتهن الهازئة ترج القاعة ، تكلمت فتاته : ــ

ــ أنك تخاف كل شيء ـ تخاف الموت ، نفسك ، وتخافنا .

كلماتها كبقايا خطوات حديديا يصطك وسط القاعة : ــ

ــ نحن جيل الخوف يا هذه . . . بذار نساء الرعب . . . أيام الخوف رضعتنا . . . وأصابع الشقاء الحديدية فطمتنا . . يا جالبات الموت . . أسمعت . . قاطعته الأخرى بغضب :

ــ أصمت . لن يجديك ذلك نفعا ، لابد من موتك .

حدق فيهن بنظرة شفقة ، وقال بهدوء : ــ

الموت راحة لبائس وتستطعين لو عجلت بموتي-

عقبت فتاته : ــ يا هذا . نحن لسنا بشرا .

لم يجبها ، تكلمت صاحبة الضفائر النارية بصوت صداح : ــ

ــ إذن . سنصنع معروفا بقتلك .

زكم أنفه رائحة فمها الشيطانية ، أجابها : ــ

ــ بالتأكيد !

همست بأذنه : ــ

ــ ستموت . . أنت الآن في مملكة الضجيعة ، برحاب الفناء . لا حياة لك !

مط شفتيه ، قال بثقة : ــ

ــ لقد عشت أزمنة الخوف ، البؤس ، الغربة ، وما أجمل أن أعيش لحظات الموت .

اقتربت صاحبه الفم الشيطاني ، لتقول بمرارة : ــ

ــ أنك تحيى بالأوهام . فهي زادكم يا بشر .

أجابها بنبرة ساخرة : ــ

ــ أنتن الوهم بعينه !

صفعته بعنف ، بينما الاخريتان سحبنه من ياقته نحو باب جانبي أفضى بهن وسط قاعة مملوءة بالجثث الممزقة ، تخدرت حواسه ، اضمحلت الأشياء مندفعة نحو ظلمات مجهولة ، مزقن ملابسة / أضحى عاريا مذهولا وسطهن كرجل يدخل حمام نساء عارٍ ، غطى بيده عورته ، تدافعت ضحكاتهن الماجنة تخنق ثقته بنفسه ، أمست كل فتاة برجليه ، مددوه فوق مصطبة مرمرية بلون الجمر ، طلت أمام عينية جمجمة معلقة بالسقف ، أشارت ناحيتها إحدى الفتيات ، قائلة : ــ

ــ أنها جمجمة الحلاج .

حينما شاهدها ، شعر بأن لحياته قيمة ، لأول مرة يتمسك بالحياة . . . فجر بداخلة إحساس سيطر على تفكيره راح يكبر . . . يكبر . . . ليسع العالم بأسرة ، هتف صارخا : ــ

ــ عجلن بالموت . عجلن .

سحبن مهاميزهن بعنف ، راحت المهاميز تحرث جسده ، أحدثت فيه شقوقا عميقة غير مرتبة ، عزفت سمفونية . العذاب الأبدية . ألحانها الراسخة بالروح : قابيل يذبح هابيل ــ الحلاج يصرخ ما في جبتي إلا الله ، وهو كلام نذور يدور ضالا بأفلاك سديميه ن تدفق دمه راقصا مخضبا سواقي الجسد المحروث ، ترافقه نفثات بخار ممزوجة بالدم ! هجم الألم يلتهمه ، زعق بقوة : ــ

ــ يا الله ! نجني من هذا العذاب .

صعقت الفتيات ، لذكر كلمة الله ، وبينما دمه يتعثر متخبطا بسواق حرثت حديثا ، تذكر جدته لأمه إذا ما أصابها بأس ، تقرأ آيه الكرسي ، أرتجف قلبه خاشعا ، بصوت مسموع رددها ، والفتيات يمزقن جسده حانقات / مازال يتلو الآية الكريمة ، وصل إلى قولة تعالى : / ولا يؤده حفظهما / .

ارتجفوا. خبت نارهم . كررها ثانية . ولا يؤده حفظهما ، ثالثة تلاها ، ندت عنهن صرخات وحشية . رابعة أعادها . ارتعشوا رعبا . انكمشت أجسادهم النارية . خفتت نارهم . تصاعدت أبخرة رصاصية تخنق أنفاسه ، غص جو الغرفة بسحب دخان كثيفة تقبر موجات الضوء الشابة ، للمرة الثامنة والسبعين أعادها على مسامعهم ، تحولوا إلى رماد رصاصي ثقيل ، ترتفع منه أبخرة زنخه تلهث فوق صدر فجيعتهم ، أغفى وهو يكررها . / ولا يؤده حفظهما / .



* * *

لا شئ سوى الصمت ، وهذا الزمن العنكبوتي الوقح ، عقاربه تطوي الزمن بهدوء ، وببطء متناه تلف نسيجها اللزج حولنا ، تحاول قنصنا . أبدا . . . جمجمة الحلاج في مركز شبكة العنكبوت . . .
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 11-11-2002, 03:00 PM
الغيورة الغيورة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 317
إفتراضي

مشكور تسلم

الله يبارك فيك

تعبناك معنا


بس قصص

تعرف القصة الأخيرة

تخوف مرة ما ادري مرة تخوف


المهم مشكور


مشاركاتك حلوة مرة
ماشاء الله عليك



اقلك روح لمنتدى التعارف والأصدقاء
وروح على مشاركة

اسمها
لو اتيتني.........
للغيورة (يعني أنا)

شوفها لو عجبتك

وقلي لو سمحت


المهم طولت عليك

مشكور مرة


أختك الغيورة
__________________
ولم انسى موقفنا للوداع
وقد حان ممن احب الرحيل
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 15-11-2002, 05:18 AM
قارون قارون غير متصل
القوس
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 139
إفتراضي

هواجس عمياء



عدنان حسين أحمد




رمقني والدي بنظرةٍ مزدرية تحمل قدراً كبيراً من التحامل عندما رفضتُ فكرة الذهاب لزيارة ضريح الإمام ( الوهمي) الذي يشفي العيون كما يعتقد أغلب الناس في مدينتنا، أو في المدن المجاورة للضريح. وكنت موقناً في قرارة نفسي أن الذاكرة الشعبية البريئة هي التي أحاطت هذا الإمام بقدرة سحرية خارقة لمعالجة مختلف أمراض العيون كالعمى الكلي والحَوَل والتراخوما والماء الأبيض والأسود وما إلى ذلك، على الرغم من أن الزائرين جميعهم لم يتماثلوا للشفاء حتى من الأمراض البسيطة. وربما كان الإمام نفسه مصاباً بأحد هذه الأمراض!

قال جارنا الحاج صابر متسائلاً:

- لماذا ترفض يا ولدي زيارة ضريح الإمام، في حين أن أغلب الناس ينتظرون هذه الزيارة بفارغ الصبر؟ ألم تشاهد بنفسك هذه الجموع الغفيرة التي تذهب في نهاية كل أسبوع طالبة مرادها من الإمام؟ ألم تسمع بمعجزات الإمام التي بلغ صيتها خارج الحدود؟

فأجبته بهدوء خوفاً من أن يتهمني بالكفر والإلحاد:

- يا أبا أحمد، أنا لم أرفض هذه الزيارة، لكن والدي أصرّ على تنفيذ نذره الغريب الذي يحتّم عليّ الذهاب إلى حضرة الإمام مهرولاً، حافي القدمين في هذه الأيام الحارة من شهر تموز! وأنت تعرف أن المسافة تستغرق ثلاث ساعات بالقطار، وهذا يعني أنني أحتاج إلى ثلاثة أيام في الأقل كي أصل إلى مرقده!

طوال الطريق إلى المحطة كان والدي يتمتم بكلمات مبهمة، لكنني موقن تماماً أنه كان يتوسل الإمام أن يقبل نذره على الرغم من أنني لم أنفّذ أهم شرطين من شروطه، وهما الهرولة والذهاب حافي القدمين. بين آونة وأخرى كنت أختلس النظر إلى والدي فاكتشفت أن مؤشر غيظه ما زال مستقراً عند ذروته. كنت أتمنى على الحاج صابر أن يجاذبه أطراف حديث ما، لكنه كان منشغلاً بزوجته العمياء التي ذهبتْ إلى الإمام أكثر من عشرين مرة من دون أن يطرأ أي تحسّن على عينيها الكفيفتين ومع ذلك فإن قناعتها بالإمام لم تتزعزع حتى الآن!

في المحطة انتظرنا ساعة كاملة حتى جاء القطار القديم الذي يذهب مرة واحدة كل يوم إلى مدينة كركوك. تطلعتُ إلى الوجوه المنتظرة فاكتشفت أن أغلبهم عميان وحولان ومن ذوي العيون المحتقنة، أو الشديدة الاحمرار. أناس يكفكفون دموعهم الهاطلة بمناديل مهملة، وقذرة إلى حد ما، ومع ذلك فلم يخلو هذا الحشد الكبير من بعض الفتيات الحسناوات اللواتي يصطحبن أمهاتهن أو آبائهن أو أزواجهن لزيارة الضريح. جلسنا متقابلين، وشرع الحاج صابر بالضحك بعد أن تناهت إلى سمعه نكتة فاضحة كان يرويها أحد العميان بصوت عالٍ لصديقه الأعمى من دون أي إحساس بالحرج من وجود امرأة، أو الخشية من وجود رجل دين متعصب قد يثور في أية لحظة، مما حفّز الحاج صابر لأن يروي عدداً كبيراً من النكات التي أجبرتْ والدي المتجهم على الضحك والاسترخاء شيئاً فشيئاً حتى عاد إلى وضعه الطبيعي. تفصد وجهي عرقاً فاحمرّت عيني اليسرى المصابة بشظية صغيرة أفقدتني البصر ولم تنفع معها كل التداخلات الجراحية التي أجراها الأطباء المتخصصون في مستشفى ( ابن الهيثم ). وضعتُ نظارة شمسية سوداء لمدة من الزمن، لكنني مللتُ منها بعد حين. بين آونة وأخرى كانت هناك امرأة تبدو في الثلاثين من عمرها تتطلع إليّ بنظرات غريبة، مراوغة، لكنها تنطوي على دعوة استفزازية غامضة. كانت تجلس إلى جوار رجل بدين أعمى يوحي بأنه قد قارب الخمسين من عمره، ويبدو عليه من خلال تصرفاته وكأنه زوجها. حاولتُ أن أتناسى هذه النظرات الفاضحة التي كانت تهيّج في أعماقي أشياء كثيرة، لكنها بين آونة وأخرى كانت تعاود إغواءها لي بطريقة حانية شفافة اختصرتْ لي محنة الطريق الطويل. توقف القطار عند مرقد الإمام فأنشأ العميان يهللون ويكبّرون ويتضرعون إلى الله أن يعيد لهم أبصارهم. كنت أسمع وقع أقدامهم وهي تخبط الأرض خبطاً عشوائياً يولد إيقاعات متداخلة غير منتظمة. كانوا مسرعين جداً يتزاحمون في الدخول إلى حضرة الإمام وكأنهم يتسابقون في الحصول على كنز ثمين يعرفون مكانه سلفاً. كان بعضهم يبكي، وبعضهم يتلو آيات قرآنية، وبعضهم يدور حول الضريح بملامح ماكرة تشي بالسخرية. وقد شاهدتُ بأم عيني أحد العميان يلتصق بامرأة من الخلف من دون أن تبدي أي اعتراض أو تذمر، بل سمعتها تهمس في أذن صاحبتها: ( إنه أعمى ويعرف الطريق إلى النساء، ترى ماذا كان يفعل لو كان سالم العينين؟ ) . كان يزداد التصاقاً بها بينما كان يصرخ في الوقت ذاته: ( أين شباك الإمام ؟ ) فيرد عليه بعض الممازحين: ( أنه أَمامك! ). طفتُ حول الضريح أكثر من مرة إرضاءً لمشاعر والدي، واحتراماً لرغبة الحاج صابر الذي كان يجد صعوبة في الطواف حول الضريح وسط هذا الحشد الكبير من العميان ومرضى العيون. قلتُ في سرّي: أي معتوه نسب إليك هذه المعجزة الكاذبة، وأنت برئ منها؟ وأي واهم منحك هذا الاختصاص الذي لم تكن تسعى إليه أو تفكر به، ليقضّوا مضجعك ليل نهار؟ إنني أرثيك، وأشفق عليك، لأنك ستظل محاصراً بنداءات العميان وشبقهم إلى يوم القيامة. تطلعتُ إلى الريازة الجميلة التي تزين القبة من الداخل فشعرتُ بنوع من الارتياح البصري وأنا أشاهد هذه التحفة الفنية التي يتداخل فيها الخط بالتشكيل. كان الحر شديداً بحيث لم تنفع معه المراوح السقفية المعلقة في القبة الخضراء. خرجنا من الضريح تلبية لنداء ( القيّم ) الذي طلب السماح لدفعة أخرى من العميان والمرضى بزيارة الضريح قبل أن يهبط الليل. خرجتُ إلى الباحة الكبيرة فوجدتها مكتظة بعوائل عربية وكردية وتركمانية، فاليقين واحد، وبالضرورة أن تكون المحنة واحدة. كانت ألوان الملابس الكردية الزاهية هي الأكثر إثارة وإغراءً وهيمنة، رغم أن بعض الفتيات المتصابيات كن يرتدين ملابس أوربية معاصرة تتقاطع مع الجو الديني لمرقد الإمام، ومع ذلك فإن هذا التنوع والتصادم بين الملابس الخليعة والمحتشمة كان يخلق جواً احتفالياً بهيجاً، لكنه لا يستطيع أن يغطي على الفوارق الطبقية التي يمكن ملاحظتها من خلال الملامح والملابس وإكسسوارات الزينة والعطور الفرنسية. بعض الشباب استثمروا هذه الزيارة ونزلوا إلى عيون الماء التي تنبع من أسفل الضريح المنتصب فوق جبل متوسط الارتفاع لم يتذمر من علوه أحد. بعض العشاق كانوا يسترقون القبلات خلف الأشجار الوارفة الظلال غير مبالين باللعنات التي يتفوه بها المتدينون الذين يعتقدون أن القيامة سوف تقوم بسبب هذه القبل العابرة التي تطفئ في داخلهم نيران الشهوة المتأججة التي لا تعير بالاً للمحاذير الاجتماعية والدينية. بعد منتصف الليل احتشدتْ باحة الضريح بالعديد من العميان والمرضى الذين انهمكوا في ترديد الأدعية والآيات القرآنية إلى أن هدّهم التعب فناموا متجاورين لا تفصل بعضهم عن بعض إلا مسافات ضئيلة. فمن يجرؤ أن يرتكب إثماً أو رذيلة في حضرة الإمام؟ أُطفئت المصابيح الكهربائية التي تتوهج في باطن القبة الخضراء، فشعرتُ براحة نفسية وخدر لذيذ بدأ يتسرب إلى أطرافي. غط الجميع بالنوم، فهم متعبون جراء السفر وترديد الأدعية التي تمزق نياط القلب. وربما لم ينم البعض منهم، فأنا كنت أسمع بين آونة وأخرى شخصاً يسعل، وآخر يبتلع ريقه وقد سمعتُ ذات مرة من صديقي فالح حسن يقول ( أن النائم لا يبلع ريقه ) . وعندما حاورته في هذا الأمر سرد لي قصة مثيرة. أتذكر أنه اعتدل في جلسته مثل طاووس وقال:

- ذهبتُ مصادفة إلى بيت خالتي بزيارة عابرة رغم أنني لم أزرها إلاّ في أوقات متباعدة. عند المساء أطلتْ علينا امرأة أربعينية لكنها تطفح أنوثة وشباباً ورغبة. عرّفتني خالتي بها، وقالت أنها جارتنا نجلاء، ثم دخلت خالتي إلى المطبخ.

فقلتُ له ممازحاً:

- أكيد أنك قبّلتها في غياب خالتك الذكية التي وفرّت لك فرصة ذهبية لا تتكرر إلا في حالات نادرة.

أجاب مسرعاً:

- دعني أُكمل،إنني لم أقبّلها أولاً ثم أن خالتي لم تستقر في المطبخ دقيقة واحدة، إذ كانت تباغتنا في الدخول إلى غرفة الجلوس لتجلب لنا شايا أو قهوة أو كوكا كولا.

- ألم تقدّم لكما بيرة أو عرقاً أو نبيذاً أحمر كسائر خالاتك؟

ردّ عليّ بجدية واضحة:

- أرجوك لا تسفّه الموضوع، وإلاّ فسوف أكون مضطراً للتوقف عن سرد هذه الحكاية الشيقة.

وعدته بأنني لن أقاطعه، فمضى إلى القول:

- لقد تحدثتْ طويلاً عن حياتها الخاصة، وعن زوجها الذي لا يكف عن مطاردة النساء. وهي تعرف أنه يخونها بشكل مستمر مع موظفة حسناء تعمل في دائرة البريد. وقد قبلتْ الحياة معه على مضض، لكنها تشكو كثيراً من مأمورياته التي ازدادت هذه الأيام، فلربما يكون قد تزوج سراً أو علانية من امرأة أخرى، فلقد تغيب عن المنزل أكثر من عشرة أيام طوال هذا الشهر بحجة المسؤوليات التي تكلفه بها الدائرة، أو الواجبات الحزبية التي تُناط به في المدن التي تشكل شريطاً حدودياً مع كردستان. وقبل أن تغادر طلبتْ من خالتي أن أذهب إليها بعد العشاء وأنام هناك لأنها تخاف أن تنام وحدها بعد أن تكاثر اللصوص والقتلة بسبب الحرب التي لن تنتهي على ما يبدو. ترددتُ أول الأمر مصطنعاً عفة زائفة، لكن خالتي طمأنتني قائلة أن حسام، ولدها الكبير، كان ينام ،في بيتها على سطح المنزل وعلى سرير منفصل في أثناء غياب زوجها، ولأن إجازته الدورية قد انتهت قبل يومين وعاد إلى الجبهة، فقد طلبت منك أن تنام في منزلها هذه الليلة فقط، وربما يأتي زوجها غداً. كانت ملامحي تشي بفرح لا يصدّق، وكنت أتمنى أن أذهب الآن وليس بعد العشاء الذي أظن أن خالتي قد تأخرتْ في إعداده. عندما دلفتُ منزلها أظنها قد لمحتْ الفرح الطاغي الذي يشع من عيني، لكنني أُصبتُ بالإحباط حينما وقعت عيناي على سرير آخر أعدّته خصيصاً لي، ليس بعيداً عن سريرها الواسع الذي تحيطه ناموسية بيضاء. قالت لي: ( بإمكانك أن تتغطى بهذا الشرشف إذا دهمك برد الصباح. لم أستطع النوم، وإنما ظللتُ أتقلب في فراشي الذي كان يحدثُ أصواتاً مسموعة. أزاحتْ فتحة الناموسية، وقالت بصوت خفيض:

- إذا كنت تشعر بالبرد فتعال ونم معي على هذا السرير.

فأسرعتُ إلى القول.

- الجو ليس بارداً، وإنما هذا البرغوث اللعين هو الذي يضايقني ويلسع جسدي من كل الجهات.

دخلتُ إلى السرير غير مصدق. كانت ترتدي فستاناً أزرق خفيفاً يكشف عن كل ملامح جسدها البض الممتلئ. كلانا كان يحدق إلى سطح الناموسية التي تشف عنها النجوم البعيدة المتلألئة. فجأة انقلبت نجلاء على جنبها الأيسر تاركة لي فرصة التمعن في منعرجات جسدها الممدد على هذا الفراش الوثير الذي تستخدمه على ما يبدو في غياب زوجها فقط. حاولتُ أن أنام، فلم أتمكن. ومن يستطيع النوم في هذا الظرف شديد الحساسية؟ أدرتُ لها ظهري، ولكن أنفاسي كانت تخونني. كنت أسترق السمع لأنفاسها المتهدجة، فهي لم تستطع أن تنام أيضاً. فجأة سمعتها تبلع ريقها، فأيقنت أنها لم تنم. شعرتُ بفرح كبير. حاولتُ أن أتكلم معها، لكن شجاعتي خانتني أكثر من مرة. فليس من المعقول ألاّ نفعل شيئاً ! هل أترك الدقائق والساعات تمر بهذه البساطة من دون أن أمارس معها الحب. لم أصدق أذني عندما سمعتها تقول:لماذا لم تنم حتى الآن؟
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 15-11-2002, 05:19 AM
قارون قارون غير متصل
القوس
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 139
إفتراضي

فرددتُ بفرح لا أستطيع أن أكتمه:

- كيف لي أن أنام قرب هذا الثراء الجسدي الباذخ الذي يوقظ في داخلي دوامات من الرغبة العاتية.

قالت بصوت يقطر دلعاً ونعومة وأنوثة.

- تعال إذا كي نطفئ معاً هذه النار التي تلتهمني وتلتهمك. تعال وافعل بي ما تشاء!

تلاشتْ صورة فلاح ونجلاء من ذاكرتي، لكنني سمعتْ في الحال صوت إنسان يبلع ريقه، وهذا يعني أنه ليس نائماً إذا صدقتْ طروحات فالح وحكاياته الفنتازية مع النساء. انقلبت على جنبي الأيمن فأوشكت أن أصطدم بالحاجز المعدني الذي يطوق قبر الإمام. انزحتُ قليلاً إلى جهة اليسار. ورويداً رويداً كان النوم يسرقني من هواجسي وظنوني. وكنت أتمنى في قرارة نفسي أن ينبلج الصباح سريعاً لكي يطمئن والدي أن ما دمرته الشظية الصغيرة لا يستطيع أن يرممه الإمام. بعد مدة لم أستطع تحديدها انقلبت إلى جهة اليسار، فاصطدمت قدمي اليسرى بجسدٍ بدا لي لدناً وبضاً وسط هذه العتمة المقدسة. شعرت أن هذا الجسد البض بدأ يتحرك بحذر شديد وكأنه يريد أن يستقر في حضني، غير أن أخشى ما أخشاه هو أن يكون هذا الجسد جسد لوطي أو أعمى مأبون! تصاعدت أنفاسي، وازداد وجيب قلبي، واضطربت أعصابي حينما مسّتْ وسطي يد غير مرتبكة، تبدو وكأنها تعرف ماذا تريد؟ مددتُ يدي وجلاً فاصطدمتْ بكف ناعمة. تحسستها جيداً فاكتشفت أن بنصرها مطوّق بحلقة ذهبية. تطلعتُ بحركة دائرية متفحصاً الأجساد الهامدة فلم أرَ شيئاً، ولم أسمع سوى شخير بعض العميان والمرضى الذين يطوقون ضريح الإمام. دفعتْ مؤخرتها حتى استقرتْ في حضني تماماً، فخالطني شئ من الخوف، أو الندم، أو الانكسار، لكن نار الشهوة كانت تتقد في شراييني كلما أحس أن ثوبها كان ينحسر شيئاً فشيئاً كاشفاً عن ساقين بضين، وفخذين ممتلئين، ومؤخرة مستديرة يخيل لي أنها كانت تلمع تحت الغطاء الناعم الشفاف، احتضنتها، ثم بدأت ألهثُ لهاثاً مكتوماً حتى سقطتُ في غيبوبة اللذة. وعندما انتهيت اكتشفتُ أنها تزحف في العتمة منسلة بهدوء إلى جوار أحد النائمين قرب قدميّ. تمسكتُ بشباك الإمام، وخاطبته هامساً:

- طلبتُ منك البارحة أن تشفي عيني اليسرى التي أتلفتها الحرب،وها أنا اليوم أطلب منك أن تعمي عيني اليمنى كي تكون معجزة جديدة ربما تضيفها الذاكرة الجمعية إلى سجل المعجزات الوهمية التي بات يصدقها الناس من كثرة تردادها.

أفقتُ صباحاً فاكتشفت أن عيني اليسرى لم تُشفَ مثلما كان يحلم أبي، وأن عيني اليمنى لم تُصبْ بأذى مثلما يخشى أي إنسان عادي من سطوة الإمام. حين هممنا أن نغادر الضريح لمحتُ امرأة حسناء في الثلاثين من عمرها تقود رجلاً بديناً أعمى وتتطلع نحوي بنظرات فرحة منتشية. حاولت أن أتابعها بنظراتي لكنها توارت بين الجموع في لمح البصر.
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 15-11-2002, 06:57 AM
الغيورة الغيورة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 317
إفتراضي

قصة جداً جميلة

الله يبارك فيك وقصصك مشاءالله تسجم الواحد

المهم
مشكور
وننتظر المزيد منك


أختك الراجية لك كل الخيير الغيورة
__________________
ولم انسى موقفنا للوداع
وقد حان ممن احب الرحيل
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م