لقاء صحيفة ( الوطن ) مع / جريس هالسيل

[ALAMEER99]

بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-
صحيفة "الوطن" تحاور / جريس هالسيل أشهر باحثة أمريكية في الطائفة الدينية المارقة

واشنطن: أحمد عبد الهادي
وضعت جريس هالسيل كتاباً في نهاية الثمانينيات بعنوان "النبوءة والسياسة: المسيحيون الصهاينة"، ثم واصلت الكتابة حول التيارات المسيحية المتطرفة في الولايات المتحدة وعلاقتها بإسرائيل حتى تقاعدها منذ عام 1998م في منزل ريفي ناي في ولاية ميريلاند. واستغرق البحث عن السيدة هالسيل بعض الوقت، ثم استغرق إقناعها بالحديث المزيد من الوقت، إلى أن وافقت على إجراء هذا الحوار مع "الوطن" شرط أن تراجعه قبل نشره، حتى لا يتهمها أحد بمعاداة السامية. وكانت نتيجة الجهد الحوار التالي:
* جريس هالسيل... لم يسمع كثيرون بكتابك كيف تفسرين ذلك؟
- حسناً، لقد مضى بعض الوقت على صدوره. فضلاً عن هذا فإن الموضوع في حد ذاته يعد موضوعاً حرجاً في كثير من مكاتب رؤساء تحرير الصحف. ولكن أسعدني كثيراً أن عدداً لا بأس به من الباحثين الأكاديميين استخدموه للتدليل على صحة افتراضاتهم في سياق الأبحاث التي كانوا يعدونها. والطريف أنني أنهيت كتابي الذي أشرتم إليه قبل أن يشتهر قادة التيار الإيفانجليكي المسيحي المتطرف الذين عرفانهم في الثمانينيات. وبعد صدور الكتاب حقق هؤلاء شهرة واسعة، فكان الجميع يتحدثون عن بات روبرتسون وجيري فالويل وجيم بيكر وجيمي سواجارت. إلا أن فترة تألق كل هؤلاء كانت قصيرة. فقد تبين أن جيمي سواجارت قام بأعمال لا أخلاقية مع بعض من نساء الليل. وقد طلب المغفرة من أتباعه ثم واصل قيادتهم ولكن دون تأثير يذكر. كما تورط جيم بيكر أيضاً في أعمال مشابهة، وتبين أن جيري فالويل الذي لا يكف عن الحديث عن الوطنية تهرب من الخدمة العسكرية خلال الحرب الكورية. لقد سقطوا واحداً بعد الآخر خلال أشهر قليلة.
* على الرغم من ذلك فإن التيار الإيفانجليكي استعاد نفوذه.
- نعم، ولكن بعد مضي بعض السنوات. ذلك أن من كانوا ينتقدون هذا التيار أسسوا انتقادهم إما على التصرفات الأخلاقية لقادته، وهو انتقاد يمكن تجاوزه بإبعاد القادة المنحرفين واختيار قادة لا يفعلون الأمور نفسها. ولكن هذا لا يعني أن هذا التيار ـ كأفكار ومعتقدات ـ هو تيار سليم يعاني فقط من انحراف بعض قادته ودعاته، أو أن المنتقدين اختاروا مجادلات عقائدية معقدة ترتكز على بعض النصوص الواردة في الكتاب المقدس وحشد من الوقائع التاريخية التي لا يعلم أحد مدى دقتها. ومثل هذا المدخل لا يبعث على اهتمام الكثيرين في الولايات المتحدة الآن فالكثيرون هنا لا يملكون الوقت أو المعرفة لمتابعة هذه المناظرات المعقدة.
* وماذا عن المسيحيين الصهاينة؟
- قد تعرفون ربما أن ثيودور هرتزل كان أول من استخدم التعبير خلال مؤتمر بازل عام 1897م وذلك في حديثه عن ضرورة انفتاح الحركة الصهيونية على المسيحيين ومحاولة "شرح" أسس الحركة لهم وكسب دعمهم لها. والواقع أن ذلك قد تحقق بعد قرابة مئة عام. فقد تبلورت الكنيسة الإيفانجليكية على أساس من دعم الحركة الصهيونية. إن أحداً لم يتهم بنقد هذه الكنيسة على أساس من خلطها المروع بين العقائد والسياسات.
* وما أساس عقيدة المسيحيين الصهاينة؟
- يمكن وضع هذا الأساس في عبارات مبسطة على النحو التالي: إن كل ما تفعله إسرائيل هو عمل قدر الرب فعله، أي إن الرب قدر مسبقاً حدوث هذا الأمر، وأن إسرائيل قامت به دون أن تدري هي نفسها أنها كانت تنفذ بذلك إرادة الرب.
ولهذا يعتقد المسيحيون الصهاينة أن عليهم بصورة آلية تأييد ودعم كل ما تقوم به إسرائيل، إذ إنه تجسيد لمشيئة الخالق وليس لقرارات بعض الساسة والأحزاب. لقد نظروا إلى غزو لبنان على هذا النحو بالضبط. وحين انسحبت إسرائيل من لبنان قالوا أيضاً: إن الرب أراد ذلك، أي إن الرب في نظرهم أراد الغزو في لحظة ثم أراد الانسحاب في لحظة أخرى، وأن إسرائيل غزت وانسحبت لأنها مجرد أداة اختارها الله لتنفيذ مشيئته.
وهكذا فإن قتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم واحتلال أراضيهم واقتلاع أشجارهم وإطلاق النار على أطفالهم... كل ذلك يصبح في نظر المسيحيين الصهاينة أمور لا نفهم نحن البشر الحكمة من حدوثها، ومن ثم لا ينبغي علينا مناقشتها أو الاعتراض عليها.
* ولكن كيف يمكن إذن التمييز بين الرب ـ في معتقدات المسيحيين الصهاينة ـ وحكام إسرائيل الذين يقررون القيام بهذه الأمور؟ ألا تجعل هذه الأفكار الغريبة أولئك الحكام بمثابة الآلهة في نظر هذا التيار المنحرف؟
- إنه سؤال منطقي، ذلك أن النتيجة النهائية لما يقولون هي هذا بالضبط. ولكنهم لا ينظرون إلى الأمر كما ننظر إليه. إنهم يرون حكام إسرائيل ـ وإسرائيل نفسها مجرد أداة تنفذ ـ دون وعي منها أو دون وعي في كل الأقوات ـ إرادة الرب.
* كيف نشأت هذه التخريفات؟
- علينا للإجابة على هذا السؤال أن نعود إلى عام 1833م ففي شهر سبتمبر من ذلك العام اجتمع عدد من الباحثين في شؤون العقيدة المسيحية في قصر سيدة أريستوقراطية بريطانية وتدعى ليدي باورسكورت في إيرلندا لبحث ما أسمته تلك السيدة "نبوءات الإنجيل". وكان هؤلاء الباحثون ممن يعتقدون أنه بالإمكان توقع ما سيحدث للعالم عبر الدراسة المتعمقة للإنجيل الذي احتوى في نظرهم إشارات إلى كل ما حدث وما سيحدث على ظهر الكرة الأرضية حتى يوم القيامة.
وكان أغلب هؤلاء الباحثين ممن يعيشون أصلاً في مدينة بليموث البريطانية، ولذا فإننا نسميهم "جماعة بليموث"، كما أن أبرز هؤلاء جميعاً كان يدعى جون نيلسون داربي، وقد كان وقتها باحثاً متعمقاً في الإنجيل وإن كان يفسره على نحو خاص.
وخلصت المناقشات المستفيضة في صالون السيدة باورسكورت إلى نظرية وضعها داربي ووافق عليها بقية أعضاء جماعة بليموث. وتقول هذه النظرية التي تسمى "أحكام الحقبة"، إن الرب وضع للبشر أحكاماً مختلفة حسب درجة نضجهم وتطورهم، إلا أنه أورد هذه الأحكام جميعاً في الكتاب المقدس. ولأن البشر لم يكونوا ليقدروا على فهمها في درجة التطور والنضج المحدودة التي حققوها حين ولد "ومات" المسيح، ولأنه لم يكن يرغب في أن يضع للناس قواعد وأحكاما لن يستطيعوا فهمها تتعلق بمراحل مستقبلية لا يستطيعون إدراكها في ذلك الوقت، فقد اختار أن يضع ذلك بصورة رمزية على أساس أن المفسرين في مراحل لاحقة سيتمكنون ـ حسب درجة تطورهم ونضجهم ـ من فهم هذه الطريقة الرمزية.
وقال داربي إن البشر مروا بالفعل بمراحل متعاقبة، وإن "المرحلة الأخيرة"، أي نهاية الزمن قد بدأت بالفعل، وأن العلامة الأساسية لهذه المرحلة هي عودة اليهود ـ كشعب الله المختار ـ إلى أرض صهيون. وقال داربي أيضا: إن عودة اليهود هذه ستعني بناء هيكل سليمان مرة أخرى. ووضع داربي نظريته هذه في كتاب ذي عنوان طويل هو "آمال كنيسة الرب في علاقتها بمصير اليهود والأمم كما تكشف عنها النبوءات"... أي نبوءات الإنجيل.
وقال داربي في هذا الكتاب إن نهاية الزمن ستأتي حين تنشب حرب في سهول المجدل (ماجيدو) في شمال فلسطين، وهي حرب أسماها داربي "آرماجدون" وساعتها سيأتي المسيح بجيشه فيحسم هذه الحرب، ويخلص كل أتباعه ويرفعهم فوراً إلى السماء فيما ستحل الكارثة بمن بقوا، فيقضي عليهم جميعاً، وهكذا ينتهي وجود البشر، أي تأتي القيامة.
ودعم داربي كل هذه الاستنتاجات بفقرات من هنا ومن هناك في متن العهد القديم والعهد الجديد، أي التوراة والإنجيل بحيث لم يترك ثغرة إلا وسدها بهذه النصوص المتفرقة التي انتزعها من سياقها انتزاعاً، ووضعها في هذا التفسير المتهالك.
* وكيف انتشر هذا التفسير على نحو ما نرى الآن؟
- من الوجهة العامة اتسمت تفسيرات داربي بالتشدد وبضرورة الإذعان المطلق وبقدر من الشمولية وبالارتكاز على أن "كل شيء مكتوب"، ثم استخلاص نتائج خاطئة من هذه المقولة تدعو الناس إلى وقف استخدام عقولهم بصورة كاملة. وكان هذا المزيج من الأفكار ملائماً للناس العاديين في أوقات المحن والصعوبات، إذ إنه يعطل العقل ومن ثم يعفي الناس من مسؤولية التصرف بناء على فهم ما يحدث لهم فضلاً عن أنه يمنح البشر ملاذاً من معاناتهم.
إلا أن العنصر الأهم هو أن بريطانيا في ذلك الوقت كانت تسعى إلى إيجاد حل لموضوع وجود اليهود في المجتمعات الأوروبية. لم يكن أحد يريدهم آنذاك وكان الناس يعتبرونهم "غرباء" وذوي طباع غير مفهومة وثارت من حولهم كثير من الشائعات التي كانت تخفي في جوهرها موقفاً عنصرياً معادياً للسامية. وجاءت تعاليم داربي لتقدم حلاً سماوياً لمشكلة الحكومة البريطانية في ذلك الوقت، فضلاً عن ذلك فإن بريطانيا كانت قد دخلت آنذاك مواجهة مريرة مع الإمبراطورية الروسية. وبدا أن من المفيد الترويج لقصة تقول: إن معركة آرماجدون ستكون بين جنود المسيح، أي البريطانيين، وبين أعداء الرب، أي الروس. وهو بالمناسبة التفسير الذي بعث بعد ذلك في الثمانينيات لمواجهة السوفيات. ولكن أمريكا حلت محل بريطانيا.
* ولكن كيف وصلت هذه التفسيرات أصلاً إلى أمريكا؟
- لقد قام داربي بست جولات في الولايات المتحدة دعا خلالها لتفسيره الجديد، ووزع فيها كتاباته. وأسفرت هذه الجولات التي تمت بين 1859م و1877م عن تبني عدد من رجال الدين لأفكاره كان أبرزهم دوايت موودي الذي أسس حركة تسمى "معهد الإنجيل". إلا أن الرجل الذي لعب الدور الرئيسي في نشر الداربية في الولايات المتحدة كان سيروس سكوفيلد صاحب أشهر تفسير للإنجيل، وهو إعادة صياغة، أو إعادة ترجمة للإنجيل مع آلاف الحواشي والتفسيرات التي وضعت الكتاب المقدس في سياق صارم يصب تماماً في قناة أفكار داربي. ولا يزال هذا الإنجيل هو الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة حتى الآن.
* هل يفسر هذا الصلة بين الأصوليين المسيحيين وإسرائيل؟
- دون شك. إن هؤلاء المتشددين يقولون إن كل أتباع المسيح سيذهبون إلى الجنة حين يعود المسيح إلى الأرض ليخلصهم، وأن المسيح سيعود فور نشوب معركة آرماجدون. ولكن معركة آرماجدون لن تنشب من الأصل إلا لو عاد اليهود إلى أرض الميعاد وأعادوا بناء هيكل سليمان. ووحدوا القدس إلى الأبد.
* ولكن بين من ومن ستنشب تلك المعركة؟
- بين اليهود والمسيحيين "الحقيقيين"، وخصومهم من كل المشارب الأخرى. وهكذا فإن محاولة عرقلة عودة اليهود إلى أرض الميعاد هي بمثابة إرجاء لعودة المسيح ولخلاص أتباعه، وكذا فإن من يحاولون منع اليهود من توحيد القدس وإعادة بناء الهيكل هم أعداء الرب، لأنهم يعملون ضد إرادته التي استخلصها داربي وسكوفيلد من نصوص الكتاب المقدس وفقاً لتفسيراتهما.
* هل زاد نفوذ هذه الحركة خلال السنوات الأخيرة؟
- إلى حد كبير. هناك تقديرات تضع أتباع الكنيسة الإيفانجليكية بين 40 إلى 70 مليون نسمة في الولايات المتحدة. وهناك من يقولون إنهم وصلوا إلى 100 مليون نسمة. إنهم يسمون أنفسهم "المولودون من جديد" وذلك على أساس أن "عودتهم" إلى الدين تعد ولادة جديدة.
* تقولين الكنيسة الإيفانجليكية... ما الفارق بين هذه الكنيسة وبين المسيحيين الصهاينة؟
- ليس هناك أي فارق بالمرة. إنه وهم كبير أن يقال إن المسيحيين الصهاينة هم "تيار" داخل الكنيسة الإيفانجليكية. إنهم هم الكنيسة الإيفانجليكية. والسبب الحقيقي وراء هذا الوهم هو أن هناك مجموعة من اليهود الصهاينة من أنصار "إيرتيز إسرائيل" ـ أي إسرائيل الكبرى ـ تمكنوا من إيجاد علاقة بالغة المتانة مع عدد من قادة الكنيسة الإيفانجليكية. وقد سمي هذا العدد بالمسيحيين الصهاينة. ولكن الواقع أنه لا يوجد أي فارق بالمرة بين هؤلاء وبين بقية قادة الكنيسة الإيفانجليكية. أي تعبير مزيف. ذلك أن المسيحيين الصهاينة هم أتباع الكنيسة الإيفانجليكية. أما السبب في زيادة أتباع هذه الكنيسة فإنه لا يرجع إلى رغبة الناس في دعم إسرائيل. إن من ينضمون إلى هذه الكنيسة لا يدركون في البداية المغزى السياسي لدعوتها. إنهم في أغلب الأحوال بشر عاديون انغمسوا في حياة اجتماعية متحللة من أي قيم وعانوا من ذلك ثم ما لبث هذا الانحدار أن أدى إلى رغبة قوية في الخلاص من هذا التحلل. ويجد هؤلاء ملاذاً في كنيسة نشطة وشمولية كالكنيسة الإيفانجليكية.
انظر إلى جورج بوش مثلاً. لقد اعترف أنه كان مدمناً على الخمر في مرحلة من مراحل حياته وأنه كان "يموت ببطء" بسبب عجزه عن التوقف عن احتساء الخمر. ووجد جورج بوش عوناً روحياً ومعنوياً في الكنيسة الإيفانجليكية التي تعرض "ولادة جديدة". إنها تستثمر كل معاناة البشر من تحلل الحياة الاجتماعية هنا في الولايات المتحدة وتضعهم على شاطئ من القيم الأخلاقية المختلفة والمتماسكة ومن العودة إلى الرب. إلا أن السموم السياسية تأتي مغلفة في هذا الغطاء الذي يجذب من يغرقون ويبحثون عن سبيل للخلاص. وهكذا توقف جورج بوش عن احتساء الخمر بعد أن وضعته الكنيسة الإيفانجليكية أمام رؤية شمولية تحيط بالعقل تماماً وتحقن الروح بجرعة بالغة القوة من الإذعان.
* جورج بوش إذن مسيحي صهيوني؟
- طبعاً. لقد قال الرئيس بنفسه إنه إيفانجليكي. وكل أتباع الكنيسة الإيفانجليكية هم من المسيحيين الصهاينة. قد تتباين لديهم درجات إدراك المغزى الحقيقي لتعاليم سكوفيلد، ولكنهم في النهاية مقيدون بها دون قدرة على التفكير.
* هل هناك من يتمرد على الكنيسة الإيفانجليكية عند إدراك ذلك المغزى؟
- نعم. ولكنها حالات محدودة... إلا أنها تحدث على أي حال.
* هل يقتصر التيار المسيحي المتطرف على الكنيسة الإيفانجليكية؟
- كلا. هناك بعض المذاهب الأخرى المتطرفة أيضاً. ولكنها أقل حجماً وتأثيراً من الإيفانجليكيين. ثم إنهم يشاركون سكوفيلد في رؤيته حول عودة اليهود وبناء المعبد بدرجة أو بأخرى.
* إذا كان المسيحيون الصهاينة يعتقدون أن ما تفعله إسرائيل إنما هو تجسيد لمشيئة الرب، وأنه لا ينبغي لأحد أن يخالفها فيما تفعل أو أن ينتقدها في ذلك... فهل يعني هذا أنهم سيؤيدون السياسة الإسرائيلية لو اختلفت مع سياسة الولايات المتحدة؟ هل يعني ذلك أنهم سيقفون ضد أمريكا مع إسرائيل؟
- إنه افتراض صحيح إلى حد كبير. لقد شاهدنا فاصلاً طريفاً من ذلك حين كان الكونجرس يستجوب الكولونيل أوليفر نورث عام 1988م ضمن تحقيقات فضيحة إيران ـ كونترا ـ. فقد سأل السناتور جيمس ماكلور الكولونيل نورث ـ وهو إيفانجليكي متشدد ـ عن السبب الذي جعله يقبل بتنفيذ سياسة إسرائيلية تختلف مع السياسة الأمريكية على الرغم من أنه مسؤول في الحكومة الأمريكية. ولم يقدم نورث أي إجابة على السؤال الذي كرره السيناتور ماكلور نحو عشر مرات. لم يكن بوسع نورث أن يقول صراحة إنه مسيحي صهيوني.
* تقولين إن المسيحيين الصهاينة يتوسعون بلا توقف. هل هناك إذن أي أمل في إنقاذ سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
- إنها صيغة موفقة تلك التي استخدمتها. ذلك أن المسيحيين الصهاينة لا يهددون الشرق الأوسط فحسب، ولكنهم يهددون سياستنا تجاه المنطقة، بل إنني أتجرأ على القول إنهم يهددون الولايات المتحدة بأكملها ودورها على الساحة الدولية. إنه تحالف غير مقدس بين أنصار إسرائيل والمسيحيين المتشددين، وهو تحالف مخيف من الوجهة التاريخية. بل إن كثيرين يعتقدون أن ما يسمى باللوبي الإسرائيلي هو اللاعب الأول في الضغط على سياسة واشنطن لتقريبها من السياسة الإسرائيلية بينما أعتقد أنا أن هذا اللوبي هو اللاعب الثاني ـ من حيث الأهمية ـ وليس الأول.
على الرغم من ذلك فإن أملاً كبيراً في إنقاذ سياسة واشنطن تجاه المنطقة وتجاه العالم. إنه ليس بالأمر السهل أن تضع مجموعة محدودة سياسة بلد بأكمله في الأسر. لقد قمت بجولات وجولات وسط كنائس الولايات المتحدة وجامعاتها ومعاهدها. ودعني أؤكد لك هنا أن هناك كثيرين ممن يرفضون سياسة الكنيسة الإيفانجليكية. بل إن هناك تيارات وسط المسيحيين المتشددين ممن يرفضون من يسمونهم "عصابة إسرائيل". صحيح أنهم أقلية محدودة، ولكنها أقلية موجودة، وهناك بعض منهم ممن يتصلون بي إلى الآن لمناقشة هذا الأمر أو ذاك.
وهؤلاء لا ينوون التراجع عن موقفهم المعادي لعصابة إسرائيل. إنهم يقولون إن رسالة المسيح هي رسالة الحب والتسامح لكل البشر، فكيف يمكن استخدامها لتبرير هذا العذاب الذي يعاني منه الفلسطينيون ليلاً ونهاراً ويراه الجميع على شاشات التلفزيون كل يوم.
* ولكن الأمر يتوقف على قرارات الساسة. أليس كذلك؟
- هناك من سيقول لجورج بوش إنه رئيس كل الأمريكيين وليس رئيس المسيحيين الصهاينة وحدهم، وأن موقعه هذا لا ينبغي أن يختلط بمعتقداته الدينية الخاصة، فهو يمثل البلد بأكمله، ويرغب الأمريكيون في أن تكون الولايات المتحدة بلداً عادلاً ومنصفاً. إنهم يرفضون أن تلعب واشنطن دوراً لا إنسانياً. صحيح أن الإعلام يضلل الرأي العام لدينا إلى حد كبير. ولكن ليس بوسعك أن تكذب على كل الناس كل الوقت

المصدر http://www.alwatan.com.sa/daily/2002-03-02/affair.htm

ودمتـــــــم ،،،،،،

[ميثلوني في الشتات]

موضوع قيم فيه كم من المعلومات الهامة .......... هلا بالأمير طولت الغيبة علينا يا معود .........ز ولكن يا مطول الغيبات يا جايب الغنايم



يا ليت قومي يقرؤون ليروا من هو المتطرف .............. هل هو من يسعى لخير البشر ويؤمن بالحق المنزل على خير الناس من رب الناس أم من آمن بالخزعبلات والخرافات فمثله كالحمار يحمل أسفارا

أنظروا لمعتقدات ما لا يفل عن نصف الأمريكيين وكيف أنهم وصلوا لتأليه قادة اليهود بفعلهم


شكرا للأخ الأمير على هذه المعلومات القيمة.......... وبانتظار المزيد من المشاركات يا أمير

[إبن الوطن]

الأخ الكريم : الأمير 99
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أود أن أشكرك على هذه المشاركة المتميزة و نقلتها بكل أمانة والشكر أيضاً لصحيفة الوطن على متابعها المتميزة ونحن في إنتظار المزيد

[shamarima]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير على هذا الموضوع. هل من الممكن الحصول على النص الأصلي باللغة الإنجليزية. إذا لم يمكن ذلك فالرجاء اعطاء معلومات أخرى مثل التاريخ,والبلد الذي تنتمي إليه الصحيفة.

[ALAMEER99]

بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-

الأخ / shamarima ..... تحية طيبة

عنوان الجريدة موجود في الرابط المدرج ضمن الموضوع ...
والصحيفة هي صحيفة سعودية تصدر في منطقة عسير بجنوب المملكة العربية السعودية وهي آخر صحيفة سعودية صدرت ...

ويمكنك مراسلة الصحيفة على العنوان الإلكتروني التالي ..

http://www.alwatan.com.sa/info/contactus.htm

وأما بخصوص النسخة الإنجليزية فالجريدة يمكنها مساعدتك في هذا الأمر ...

أتمنى لك التوفيق ...

ودمتــــــم ،،،،،،

[shamarima]

جزاك الله خير , وأكثر من أمثالك.

[shamarima]

للرفع

[كوكتيل]

نعم .. للرفع