مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-07-2005, 06:38 AM
noureddinekh noureddinekh غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: europe
المشاركات: 855
إفتراضي بداية التفكير في مرحلة ما بعد هزيمة أمريكا

بداية التفكير في مرحلة ما بعد هزيمة أمريكا



حبيب راشدين | يومية البلاد | 29/06/2005



السؤال الذي يستحوذ على اهتمام الرأي العام الأمريكي، هو متى تسحب قواتها من أرض العراق، التي تحولت الى مستنقع لجنودهم، وبالوعة تستنزف جيوب دافعي الضرائب، أما السؤال الذي يعنينا كعرب مستهدفين من المحيط الى المحيط، فهو بالتأكيد كيف كان سيكون مستقبل العالم العربي بعد عامين من احتلال العراق، لو لم تظهر هذه المقاومة العراقية والعربية في بلاد الرافيدين؟ السؤال الأول رفض الرئيس بوش الإجابة عليه في خطابه أمس الأول، بمناسبة مرور سنة على تسليم السيادة بالمنطقة الخضراء للقوى السياسة التي باركت الاحتلال وآزرته وقبلت بلعب دور العميل، أما السؤال الثاني فينبغي لحكومات الدول العربية المستهدفة بمشروع الشرق الأوسط الكبير، أن تجيب عليه بتقديم الشكر والعرفان لهذه المقاومة التي أوقفت آلة الامبراطورية التي كانت سوف تجرف كل شيء يعترض طريقها.



الاعتراف بحقيقة المقاومة، والصعوبات التي خلقتها لقوات الاحتلال، جاء هذه المرة على لسان الرئيس بوش الابن الذي صرح أمام جمع من الجنود الأمريكان، أن الوضع في العراق صعب ومحفوف بالمخاطر، وكان باديا عليه ضيق الصدر بما تبثه وسائل الإعلام يوميا من صور الاقتتال والدمار، ولم يجازف مثل نائبه بالقول إن المقاومة العراقية تعيش ربع ساعتها الأخيرة، بل دفع قبل أيام وزير الدفاع لتهيئة الرأي العام الأمريكي لحرب طويلة ومكلفة في الأموال والأنفس قد تمتد لأزيد من عقد من الزمن. لم يكن أحد يتوقع من الرئيس الأمريكي أن يستجيب بسرعة للضغوط القائمة داخل الكونغرس في اتجاه إعلان جدول زمني لسحب القوات الأمريكية، وصرح بهذا الصدد أن إعلان جدول زمني يشكل خطأ فادحا، ويبعث برسالة خاطئة لحلفاء الولايات المتحدة وللعراقيين، وإن كان حلفاء الولايات المتحدة على نسبة من حقيقة الوضع العسكري والأمني، وسوف يكون من الصعب على الرئيس بوش إقناع الحلفاء من الأوروبيين بتمديد فترة بقاء قواتهم بعد انتهاء السنة الجارية، والأخطر من ذلك أن الولايات المتحدة لن تجد بعد اليوم حليفا يشاركها المغامرة داخل جغرافية العالم العربي المعقدة التي أثبتت في لبنان وفلسطين والعراق أنها جغرافية غير قابلة للاحتلال، ولا يمكن أن نسقط عليها ما لقيه الاحتلال الأمريكي من قبول وتجارب في ألمانيا واليابان وكوريا، وعدد من دول أمريكا الجنوبية، ففي الحالات الثلاث الفلسطينية واللبنانية والعراقية، كانت المقاومة فعلا شعبيا، انطلقت تحت راية الجهاد، هذه المؤسسة الدفاعية القائمة الى يوم الدين، والتي لا يحتاج معها المسلم الى قيادة أو قوة تحرضه ضد المحتل أو إلى دول ترعى مقاومته، لقد قاوم الشعب الجزائري الاحتلال تحت نفس الراية التي يقاوم تحتها العراقيون والفلسطينيون، وقد جرب قبلهم خذلان الدول الشقيقة الجارة، وتآمر الأنظمة الحاكمة كما فعل سلطان المغرب مولاي عبد الرحمان حتى احتاج معه الأمير عبد القادر الى استصدار فتوى من مفتي المذهب المالكي بالقاهرة، أحل له دم الملك المتآمر مع المحتل الفرنجي، وكان من الواضح، حتى بعد القضاء على مقاومة الأمير عبد القادر أنه لا مستقبل للمحتل بهذه الأرض المسلمة، كما لا مستقبل للاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، ولا مستقبل للاحتلال الأمريكي بأرض الرافدين، وسوف يرحل بعد عام أو بعد عشرة أعوام، ليس لأن المقاومة العراقية سوف تعدل ميزان القوة أو لأنها سوف تجد في الدول العربية والإسلامية الجارة ما حظي به الفيتناميون من دعم من المعسكر الشيوعي، بل لكونها استطاعت أن تكسر ديناميكية الاحتلال في الأيام الأولي التي تلت الغزو بخلق الشروط الموضوعية من اللا أمن، والاستنزاف اليومي لقوى الاحتلال والمؤسسات العميلة بما يمنع المحتل من جني ثمار الغزو.



بإمكان الرئيس بوش أن يقنع شرائح واسعة من الشعب الأمريكي الذي يجهل كل شيء عن ذهنية المسلمين، وتسويق أسطورة الحرب على الإرهاب في عقر داره، كما قال بوش، متمسكا بسياسة التخويف بالبعبع الإرهابي، لكنه بالتأكيد أعجز ما يكون عن إقناع العراقيين بأسطورة التحرير ونشر الديمقراطية، وعما قريب سوف يكتشف تفكك عقد الحلفاء من حوله، وابتعاد الكثير من شركائه العراقيين عن ساحة العمالة. على عادتهم في إسقاط الماضي على الحاضر، يحاول الكثير من المحللين عقد مقارنة اصطناعية بين الحرب الفيتنامية والحرب على العراق، وهي مقاربة مضللة، لأن الحرب الفيتنامية جرت ضمن سياق الحرب الباردة، بين جيوش نظامية، وكانت مسرحا للطرفين لتجريب ترسانة الأسلحة، وكانت بالنسبة للمركب الصناعي العسكري الأمريكي الذي وقف خلف جميع المغامرات العسكرية الأمريكية، سوقا رائجة لمنتجات مصانع الأسلحة، كما أن حرب الخليج الثانية كانت متماهية مع العقيدة العسكرية الأمريكية الجديدة لحروب بصفر قتيل أمريكي، وبقدرتها على إفراغ المخزون من الأسلحة والذخائر، فكانت حرب الخليج الثانية أو حرب بموازنة مالية مريحة، وليس هذا حال المواجهة التي يقول عنها رامسفيلد إنها قد تطول لأكثر من عقد من الزمن، فهي حرب مكلفة في الأنفس أولا، حيث خسر فيها الأمريكان في بحر عامين أضعاف ما خسروه في الحروب المحدودة التي دخلوها بعد فيتنام، وهي ملكفة ماليا بموازنة سنوية تقارب الثمانين مليارا، وليس بوسع الجيش الأمريكي أن يفرغ فيها مخزون البانتاغون من الذخائر الحربية، وهي فوق هذا وذاك تحتاج الى جيش من المقاتلين المتمرسين على حرب العصابات بالشوارع والأحراش وليس الى جيش، ثلثاه من الإداريين والتقنيين، والثلث الباقي درب على القتال خلف الدروع، هذه المعطيات وحدها كافية للتنبئ بالفشل الحتمي لمغامرة الاحتلال، وانهيار المسار السياسي المزور الذي تعول عليه الإدارة الأمريكية، كما سوف تحبط هذه المناورات البائسة لفبركة قيادة للمقاومة العراقية تجر المقاومة الى أتون المفاوضات مع المحتل، وقد بدأ اليأس يدب إلى الإدارة الأمريكية التي لم يبق أمامها سوى خيار واحد: المناورة قدر الإمكان في الثلاث سنوات القادمة قبل تسليم العهدة لإدارة ديمقراطية يستدعيها الناخب الأمريكي لإخراج الولايات المتحدة، ليس فقط من المستنقع العراقي، بل إخراجها من المغامرة مجددا في جغرافية العالم العربي المعقدة. وعلى الجانب الآخر ينبغي لحكام المنطقة أن يستشرفوا من الآن تداعيات انهزام المحتل الأمريكي في العراق، وأن يفوتوا عليه فرصة التغطية على هزيمته بإشعال نار فتنة قومية ومذهبية تحول العراق من ساحة المقاومة الى ساحة لتصفية الحسابات بين الكتلة الشيعية والكتلة السنية، وبين القومية العربية وفسيفساء الأقليات العرقية لأن الولايات المتحدة لن تقبل بالهزيمة دون أن يدفع العراقيون وشعوب المنطقة الثمن كما دفعوه من قبل في حرب الخليج الأولى والثانية.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م