إقرار على عتبات خريف
بكل ما فيك من الدلال والإغراء ..
بكل ضحكة سمراء ..
رغم أنني اعتمدت لغة خرساء ..
وأمعنت في الرحيل ..
أدمنت الجفاء ..
سيدتي ..
أقر الآن ..
***
كنت فظا ممعنا في الكبرياء ..
مدائني تحطمت ..
وسائلي في الزيف
قديمة .. بالية ..
ولم تعد براقة ..
وقدري تخطه عجوزة شمطاء ..
وكلما هربت منك ..
من إلياذة التباكي ..
كان الهروب زائد الغباء ..
وكان العذر مني
مضحكا .. كقصة حمقاء
كأنما أقرؤها لطفلة ..
ساذجة بلهاء ..
سيدتي .. أقر الآن ..
***
راحتك الشهية
قصيدة منقوشة في جنة السماء..
رائحتك النافذة الندية
تطاردني .. تغتالني ..
في عطر باريس ..
في ذكر بلقيس ..
وكلما رشفت قهوة تركية ..
وكلما رسمت شفة حسناء ..
تطاردني .. تغتالني ..
في العدوية الزاهدة التقية ..
في شعر نواس
ومجلس الأنس ببغداد ..
في الكتب الصفراء ..
***
بكل ما فيك من الدلال و الإغراء
بكل ضحكة سمراء
سيدتي ..
أقر الآن ..
أنني لا أستحق لوعة الخنساء
وأن رحلتي كثيرة العناء ..
سيدتي .. معذرة ..
فحبنا قربان الأرض للسماء ..
__________________
رقراق السراب
|