مجزرة الحجاج في مكة

[fadl]

Man9ool
www.alquds.co.uk

مجزرة الحجاج في مكة
2006/01/13

اصبح موسم الحج يشكل كابوسا للمسلمين بسبب الحوادث المتكررة التي تقع اثناءه، حتي بات من المتعذر ان ينقضي هذا الموسم بسلام ودون كوارث.
بالامس اعترف وزير الصحة السعودي حمد عبد الله المانع بمقتل 345 حاجا سحقا تحت الاقدام بسبب التدافع الذي وقع عند جسر الجمرات في مني، وهناك من يقول ان رقم الضحايا اكبر من ذلك بكثير، لان المستشفيات ازدحمت بالمصابين وبعضهم في حال خطرة.
السلطات السعودية، وكعادتها كل عام توجه اللوم الي الضحايا، وتحملهم مسؤولية النهاية التي انتهوا اليها، من خلال القول، وعبر متحدثين اعلاميين، ان جهل هؤلاء بابسط اجراءات السلامة وتدافعهم هما اللذان سببا مثل هذه الكارثة، بمعني آخر ان السلطات السعودية غير ملامة علي الاطلاق، ولا تتحمل مسؤولية هذه الكوارث. فرجال امنها، وفرق الدفاع المدني التابعة لها، أدوا واجبهم علي اكمل وجه في تنظيم حركة الحجاج والسهر علي سلامتهم.
لو كانت هذه الكارثة هي الاولي من نوعها لقبلنا بالرواية السعودية، واعفينا المسؤولين في المملكة من اي لوم، ولكن مثل هذه الكوارث باتت متكررة كل عام وفي المكان نفسه، الامر الذي يؤكد ان الحكومة السعودية تتحمل المسؤولية المباشرة في وقوع هذه الكوارث، لان اجهزتها الامنية والتنظيمية اثبتت فشلا ذريعا في توفير موسم حج آمن لحجاج بيت الله الحرام.
فمن غير المنطقي ان تتكرر الكوارث نفسها وفي المكان نفسه كل عام تقريبا، دون ان يتم ايجاد حلول جذرية، ودون تحميل اشخاص بعينهم مسؤولية هذا الفشل والحاق اشد انواع العقاب بهم، هناك علم قائم بذاته اسمه ادارة الازدحام وهذا العلم له خبراؤه واساتذته، فلماذا لم تستعن السلطات السعودية بهؤلاء وبعضهم عرب ومسلمون لمساعدتها في تنظيم الحج، وتجنب الكوارث؟
نعترف بان ادارة مليوني حاج كل عام يتجمعون في مكان صغير، وفي ايام معدودة، عملية ليست سهلة، خاصة ان نسبة كبيرة من هؤلاء عجزة واميون ويأتون من دول فقيرة معدمة ومتخلفة، ولكن هذا الازدحام يتكرر سنويا ومنذ الف واربعمائة عام، ولم نشاهد مجازر مثل التي نشاهدها سنويا الا في العشرين عاما الماضية فقط.
دول كثيرة تشهد مهرجانات ومظاهرات ومناسبات رياضية وفنية يشارك فيها الملايين من البشر، ولكن من النادر ان تنتهي بالكوارث التي شاهدناها في مواسم الحج الاخيرة. وان حدثت مثل هذه الكوارث فان تحقيقات مستقلة تجري ويتم تقديم المسؤولين الي المحاكمة بتهمة التقصير.
في الكوارث الماضية لم يحدث تحقيق، ولم يعاقب احد، ولم يستقل وزير. او مدير ولهذا تتكرر كل عام، وفي المكان نفسه والزمان نفسه. لقد طفح الكيل ولا بد من تحرك اسلامي سريع لحماية ارواح الحجاج في المواسم المقبلة.